أخذ الاثنان خطوات ثابتة نحو القبو ، كان مكانا مظلما للغاية الخردة و صمامات المياه مرمية بعشوائية ، اتخذ بولتن بضع خطوات و حرك أنبوبا حديديا من مكانه ما حرك تلك المفاعلات ، أسفر ذلك عن نتوج صوت تصادم الحديد. ظهر طريق يؤدي للاسفل عبر درج ملتوي ، أخذ الاثنان في النزول عبر الدرج ، في لحظة ما و كأنهما معلقان في الهواء ، درج دائري يقود حتى الاسفل ، كان عالما مختلفا تحت . حفنة من المكاتب و الاوراق هنا و هنا ، عدة عاملين يتجاوزون المئة ، تلك الاجراس ترن هنا و هنا ، آليات تعمل بالسحر تنقل اوراق هنا و هنا ، مثل شركة توصيل . أخذ ماندي المقدمة رغم انه يخاف المرتفعات ، درج معلق بين السقف و للارض يتجاوز طوله المئة متر ، لما وصلا أخذ ماندي نفس عميقا و زفره خارجا . يبدو ان البعض تعرف عليهم ، لكن جدولهم الممتلئ لم يسمح لهم بإلقاء التحية ، الامر كذلك بالنسبة لبولتن و ماندي يحتاجان ان يستغلا وقتهما هنا قبل ان يرحلا تقدما في تلك الاروقة بين المكاتب و كومة الاوراق تلك و لمحة من الجدية ظاهرة عليهما ، وصلا أمام مكتب ، كان هناك شاب ذو نظارة يعمل ، لباسه عادي مثل اي موظف . لكن خلفيته لابد ان تكون غير عادية ، فتح بولتن فمه :" لييسون ! ، أنا .." قاطعه الشاب قائلا :" لا !" ، نظر بولتن و ماندي في بعضهما و أخذا نظرة على الشاب أمامهما تحدث ماندي هاته المرة :" اسمع لييسون ، نحنء .." ، قاطعه لييسون أيضا قائلا :" لا ، لن تحصلا عليه !" نظر الاثنان مرة اخرى في بعضهما ، و في غفلة من لييسون أمسكاه من على مكتب و جراه خارجا :" هااع ، ايها الاحمق ، كيف لا لأسيادك ، اعطني ذاك التوصيل الغبي اتعرف ما قاسيته لأصل هنا !" هرعت إمرأة في الثلاثين من عمرها ، كان على وجهها نظرة غبية لا تبدو من النوع الانفعالي ، لكن في الحقيقة بدت غبية لبعض الأسباب خرجت منها بعض التأوهات ك:" اووهه" و :" لما اييه !" ، وجدت لييسون في الارض مع بعض الاوراق المتناثرة أسندته لها و قامت برفعه ، بولتن و ماندي كانا محبطين للغاية بعد الفشل في الحصول على التوصيل من السلطات العامة لذا الامر متروك للنقابات التابعة لأرض المختارين . لييسون كان ضعيفا جسديا و يرهق نفسه بالعمل لساعات متأخرة في هذا المكان المكتئب المليء بأوراق لا فائدة منها ، مهمته الاخرى كان تقديم توصيل او ورقة تسمح لحاملها بالدخول لأرض المختارين لمدة محدودة . ذاك ما كان يحتاجه ماندي و بولتن ، لكن فجاة طرأت تغييرات ، جاءت تعليمات من الأعلى حول تغيير سياستهم ، عدم توقيع توصيل لكل من هب و دب ، اشتكى البعض لكن الطاقة الاستيعابية لأرض المختارين تقل و تقل ، الكل يجدها كأكثر مأوى آمن في القارة ، لكن هذا لا يعني انها ستتحمل تلك الملايير من الحيوات . حدق بولتن في لييسون بعمق ، بينما تبادلوا النظرات استسلم اخيرا لييسون :" اوه ، حسنا يبدوا انه لأمر مهم ساعطيك اثنين لكن لمدة محدودة ، عشر سنوات " عشر سنوات كانت اكثر من كافية لبولتن و ماندي أيضا ، اخذ الاثنان التوصيل و قبل ان يغادرا تحدث لييسون :" فقط لأعلمكما ، المرة القادمة التي تعودون بها لن تجدوني هنا، اظنني سألتحق بالكلية مرة اخرى ، هاته المهنة ليست مناسبة لي" " لا تقلق لن نعود" كانت هذه اجابة ماندي للييسون ، على مدار سنتين حصلا منه على عدة فوائد و خدمات ، حاليا الفتى سئم من مهنته هذه ، من لن يسأم ؟ حتى ولو كان أجرها عالي . مع المناوشاة عند الجدار اصبح الكل خائفا ، هل يتجه جنوبا و يهرب ، ام يتجه الى قلب القارة نحو أراضي المختارين ، كل شخص يخطط لكيفية نجاته . ماندي و بولتن ليسوا استثناءا . ============================== مرت أيام عدة من تواجد ويليام في كهف قريب لمقاطعة ميدستالين ، كان يتألم في صمت ، لقد اخترق خصوصيات المؤشر أوربان في جانب من الكهف يحدق في ويليام كشخص بينه و بين الموت أونصات قليلة ، فقط كيف تدهور بهم الحال هكذا ؟ بين عشية و ضحاها . الجيد في الامر ان قرارة نفسه لم تتأثر وبقيت سالمة ، لوصف حالة ويليام بشكل دقيق ، كجسد تملؤه مشاعر الالم و روح تتقطع ، ارادته غيؤ موجودة ، وعيه بنفسه اختفى من مدة . تنهد أوربان ، خط دم تيبس كان يجري من بين شفتيه الى اسفل صدره ، عظامه اصبحت اكثر اتضاحا بحكم استنزاف حاد في الدم و تلك القدرة التي بذلتها مناعته لمحاربة الألم هز أوربان جسد الغيمة ذاك من على مكانه و طاف نحو ويليام بدا و كأنه يتمتم لنفسه بكلمات مثل :" سيغضب ان فعلت ذلك ؟ لكن لا يهم ، اعتقد انه علي تخليصه ، ما المشكلة هو يتحكم بالمانا الجوية " بينما كان أوربان على بعد أنصات من ويليام ، تبخر لوحده بدا على شكل كتلة هواء خفيفة راح يدخل جسد ويليام على شكل هواء من بين شفتيه . " لنبدأ اذن " ======================== في قارة ألارياس بعدما حدث . ( تذكير : ألارياس اسم يطلق على اسم القارة و اسم مملكة بشرية في نفس الوقت ، لكن لا داعي لتتذكروا هذا ، فقريبا سندخل جزءا اخر من القصة ، حماس اكثر " مرت اسابيع على ما اغتصاب العرش من طرف فيون ألاين ( والد ويليام ترى ) ، لكن للمفاجأة اختفوا في الصباح التالي ، بالطبع اختفوا مع كل الحاضرين هناك و في ذاك القصر الملكي أيضا . ما أدى نوبة هلع في كل المملكة ، بل في القارة اكملها ، بعد وقت بدأت تصل للقارة اشياء غريبة تشبه السفن ، كانت سفن تحميل . يحملون موارد و كل شيء من ألارياس ، النبلاء و المغامرون و النقابات ايضا لم يفهموا أي شيء ، لحسن الحظ ، بل لسوء الحظ ، في ذاك اليوم اتى خبر . ( الموارد هنا نقصد بها : منتجات فلاحية ، رؤوس ماشية، صوف و حرير ،خشب ، ذهب و فضة ، اي شيء ) تم إلقاء ورقة نحو رجل كان بالقرب من الساحل ، طلب منه ان ينسخها و ينشرها كي يعم الخبر ، بعدما قرأ الرجل تلك الرسالة ، فتح فمه عرضا و طولا راح مسرعا نحو أقرب تجمع بشري ، بدأ بنشر الخبر جهرا ، مر وقت و بدأ يعمل نسخا و اضاف عليها كيفية حصوله على تلك الورقة و من من ، كي لا يصنفوه من فئة الدجالين و المحتالين . انتشر الخبر كالنار في الهشيم ، البعض حزم أمتعته ، كبار النبلاء اقاموا اجتماعات حول مآلهم و مآل القارة و الجميع ، مضت ايام و عادت السفن قرر النبلاء ان يحروا لقاءا مع قباطنة السفن مقابل ثمن سخي ، بالطبع سار الاجتماع على خير ، حتى المعلومات كانت جيدة . لأنه سيتم تفريغ السكان من القارة أيضا ، لكن ليس الكل ، وبالطبع لأنهم نبلاء فسيكونون اول المغادرين، لكن هذا يعني انهم ليسوا بنبلاء بعد اليوم ، في قارة جديدة مع حاكم جديد ، و صراعات كبرى قد تؤدي بهم للفقر ، لكن مع ثروتهم يمكنهم البدء من جديد . حسنا الخبر كان كالتالي : عذرا لشعبي ، خسرت لم استطع مجابهة خصم بهاته القوة ، قريبا سوف يخلصونكم ، لذا لا تقلقوا احزموا ما تحتاجونه ، اسف لانه عليكم التخلي عن اراضيكم و الامكنة التي ترعرتم فيها ، لكن الخطر قادم لا يمكننا ببساطة العيش هنا ، مم الان فصاعدا لا اتحمل على عاتقي حياة أحد . كانت الرسالة على هذا الشكل ، و بالطبع صدقها الجميع ( معكم THUR المؤلف ، اولا اسف على هذا الفصل التسليكي و الله اكتب فيه و انا اعرف انه مضحك ولا يمت للمنطق بصلة لكن وانا أكتب فيه لا استطيع حذفه لانه حقا تبعثرت خططي للرواية على الجانب، تقبلوا هاته البداية التسليكية ، القادم اعظم )