60 - عشتار تنضم للحريم - ماندي و بولتن يلتقيان

بينما كانت عشتار تتصفح الغرفة الكبيرة بعينيها ، أحست بعدم وجود اي شخص هناك ، لكن سرعان ما فتح باب اخر من على الجانب ، تدفق الهواء الساخن و بخار الماء

رويدا رويدا تلاشى البخار ، كان هناك شاب ذو بشرة سمراء ، عاري ، عينيه تشعان بالضوء الذهبي ، شعره و رموشه البيضاء كانتا غير متناسقتين مع لون جسده ، لكن بدى وسيما للغاية ، قطرات ماء تتدحرج من فوق الى اسفل عضلات بطنه .

بجواره اكثر من عشر فتيات بمختلف القامات ، اجسامهن مشدودة ، كن عاريات أيضا ، يمكن لعشتار ان تلاحظ ان هناك أخريات داخل ذاك الحمام الضخم الذي خرجوا منه

القاسم المشترك بينهن جميعا أنهن كن في غاية الجمال .

بينما كانت عيناها تدوران و تتفحصان الجماعة أمامها ، سار ذاك الشاب نحوها بخطوات ثابتة ، عشتار تجمدت في مكانها و كانها في عالم اخر ، فقط عندما كان بينهما مسافة قدم و حسب ، مد الشاب يده اليمنى نحو وجهها و أزال الخمار .

أحمر شفاه بلون برتقالي براق مع تلك العيون الخضراء و خصل الشعر المسرحة تلك و ذاك الجسد الناضج بكمية انوثة غير اعتيادية ، كانت عشتار جميلة للغاية ، لو لم تكن متوترة للغاية كانت لتكون اكثر جمالا

أدركت أن امامها كان " فايل " ، بينما تفحصها هو بدوره وضع ابهامه على شفتيها

ثم قال :" أهلا بك حبيبتي عشتار لقد سمعت عنك الكثير !"

=======================================

بالعودة للوراء ، لتلك اللحظة التي ألقى فيها الحارس ببلوتن للأفاعي ، بدأ بولتن يصرخ في الظلمة ، لم يكن خائفا أبدا ، ان لم يصرخ لن تنجح خطته ، فأي شخص سيبقى صامتا في ظرف كهذا ، من المؤكد ان الحارس كان يستمتع بسماع صوته الضعيف طالبا النجدة .

بينما كان يصرخ بولتن لمحاولة إيهام الحارس ان الأفاعي كانت تفترسه ، أخرج بولتن بسرعة لؤلؤة بيضاء ، كانت لؤلؤة انتقال ، توقف بولتن عن الصراخ و صرخ :"سحقا ، عشتار ! هاا ، كنت اعرف ان هذا شيئا كهذا يمكن ان يحدث ! لذا اتخذت احتياطاتي ، يمكنني ان ابدا من جديد ، لكن يجب علي أن أعيش "

فجأة ، داس بولتن على اللؤلؤة و ارتفع ضباب منها و انتقل ، بولتن لا يمتلك اي موهبة ، لذا امثاله ليستخدموا السحر كان عليهم دفع ثمن عالي ، لكنه لم يكن على استعداد لفعل هذا ، يحتفظ عادة بقلادة تساعده على استخدام لؤلؤة الضباب في مواقف تهدد حياته

للحظة انتقل جسد بولتن من الجنوب الى الشمال ، من الصحاري إلى السهول و الجبال .

بالتحديد الى مكان يسمى إخوة الفالكيري ، تلك المنضدة ذات الجودة العالية خلفها خزانة زجاجية من خشب زيتي ، كانت مملوءة بشتى أنواع النبيذ ، العريق و جديد الصنع ، وضع في زجاجات براقة

كان هناك عدد قليل من الناس ذي مظاهر جذابة ، حسنا لقد كانت حانة راقية ، بولتن اختار هذا المكان ليثمل و ينسى ما حصل و بالطبع و يشرب نخب حياته المديدة ، لقد نجى للتو من عرين فايل .

وقف بولتن ثم قال :" سيداتي سادتي ، اشربوا الليلة نخب حياتي المديدة ، كل شيء على حسابي الليلة"

نظر له الكل باستغراب و فكروا في نفس الشيء "من أين اتى هذا المجنون؟ ، لكن لا يهم بما أن كل شيء على حسابه فلنشرب وحسب "

راح بولتن و جلس أمام المنضدة كان خلفها الباريستا ، لاحظ بولتن شخصا يجلس على كرسي قريب منه يحتسي نبيذا رخيصا بعض الشيء .

اشتعل شيء داخل صدر بولتن و ألقاه على شكل كلمات :" انت ألم تسمع ما قلت؟ كل شيء على حسابي !، اشرب افضل الانواع و استمتع أنت هكذا تهين هذه الحياة التي نجت للتو من موت محقق "

رفع الرجل رأسه ، كان يرتدي معطفا و علامات الغباء سائدة على وجهه ، لكن سرعان ما رأى بولتن و تعرف عليه ، بولتن نفس الشيء تلك الندبة على عين ذاك الرجل مستحيل له نسيانها

تفاجأ الاثنان و صاحا في نفس الوقت :" ماندي ! ، بولتن ! " ، الرجل لم يكن سوى ماندي تويل منذ ان ساعده ويليام في العودة هنا بدا مهموما بعض الشيء

يبدو ان الاثنان بينهما قصة و ألف قصة ، سرعان ما نظرا نحو الباريستا و طلبا منه ان يحضر أفخم ما في الحانة ، بدأ بولتن بالتحدث :" ما بك ماندي ، بالك مشغول في شيء ما علاوة على انك تبدو مختلفا "

ابتسم ماندي قليلا و قال:"مثلك يا صديق ، لقد نجوت من موت محقق ، لكن تم انقاذي !"

تساءل بولتن بغرابة :" أولا يجب عليك ان تكون ممتنا و سعيدا ؟ فلما انت بهذه الحالة؟"

بدأ العرق يصب من وجه ماندي و قال بصعوبة :" أعلم - أنا أنا سعيد للغاية! لكن بعد التفكير بعمق ، بحق الجحيم كيف تمكن من فعلها ؟ ذاك الشاب يجب علي ان ألتقي به لا بد لي من ذلك !"

حسنا دارت محادثة بين الاثنين ، محادثة مطولة يحكي كل جانب على مختلف الاشياء التي قاسها ، الاثنين منهما كانا منتحرين بارعين ، القاسم المشترك بينهما الاثنين كانا ضعيفين .

بعدما علم بولتن بقصة ماندي ، تفاجأ هو الاخر ، شخص قد فك قيود المؤشر ، أيمكن فعل هذا حقا ؟ ، حتى ولو كان بولتن لا يعلم الكثير عن المؤشر و السحر و لم يجرب اطلاق اي هجوم سحري من قبل بسبب فشل جسده بالتناغم مع المانا

الا انه كان يعرف مدى استحالة فك قيود المؤشر .

قام بولتن بتوجيه سؤال الى ماندي :" هل أخبرت احدا بهذا ؟"

رد عليه ماندي ساخرا:" هاها ، ما هذا السؤال ، بالطبع لا الكل سيعتقد انني جننت ، أنت الوحيد الذي أخبرته لأنني كنت موقنا انك ستصدقني "

بدأ الاثنان يتبادلان أطراف الحديث لوقت متأخر ، بالمناسبة الوقت في الشمال كان مساءا ، في وقت ما أخذ بولتن الفاتورة ودفعها بالكامل .

و انفصل عن ماندي و ذهب لحجز غرفة في فندق قريب .

(الباريستا : أو البار ستار ، هو الشخص الذي يكون خلف تلك المنضدة و يقدم المشروبات ، المنضدة اسمها البار لكنني لا أود استخدام هاته الكلمة لعدة أسباب "

كان الجو باردا صباحا ، فاحت رائحة الخبز المحشو من المخابز ، تلك المداخن و تلك البنايات إيطالية الطراز ، ندى الصبح حافظ على حيوية العشب في الحدائق القريبة، لوهلة بدا كل شيء مثاليا ، تلك الغيوم تغطي السماء .

حجز بولتن عربة كان سيتجه لمكان ما ، داخل العربة كان هناك شخصان ، بولتن و بجانبه ماندي ، مع غيابهما عن الساحة لوقت حان الوقت أخيرا لهما ليتألقا

بعد دقائق ، تم طردهما خارج مبنى كبير بواسطة الحراس ، من كان يعتقد ان الامر سيسير بهاته الطريقة ، اطلق بولتن اللعنات ، حاليا كان يعلم ان فرص نجاحهما صفر

كان عليه ان يقصد ذاك المكان و يتصل ببعض معارفه لربما سيساعدونه بشيء ما ، حاليا بولتن و ماندي يودان توصيلا من السلطات يسمح لهم بدخول أرض المختارين بسلاسة

عموما كشرح مبسط ، أرض المختارين ليست القارة كاملة بل هي جزء في وسط القارة ، لكنها شاسعة للغاية ، كما انها محمية و بعيدة عن الجدار و الهوة .

( شباب أعلم انني أقول عدة أشياء و أسرار بدون شرح و هذا يؤثر على القارئ ، لكن لا يمكنني شرح اي شيء الا عندما يكون البطل

" ويليام " في صدده اصبروا و حسب كل شيء قريب الاحداث و القصة و العديد من الاشياء ستنكشف قريبا ، الحماس قادم )

أمر بولتن السائق بتوجه غربا ، تنقلا عبر تلك الشوارع ، من نافذة العربة يُرى مشهد تلك المحلات و المخابز الفرنسية ، دوريات حراسة ، كثرة العربات لكن بأحصنة وليس سحرية كما في قارة ألارياس .

وصل الاثنان لمبنى كبير اخر ، كان فخما و عظيما ، خرجا من العربة و طلبا من السائق عدم انتظارهما ، راح ناحية المبنى الكبير و غيرا وجهتهما نحو منزل صغير مهترئ بجانبه

في الحقيقة لم يستحق ذاك الكوخ ان يكون بجانب هكذا مبنى ، بدون ان يطرقا فتحا الباب و دخلا ،كانت هناك عجوزة تمسح الارضية ، نظرت فيهما بعمق ثم قالت :" اووعه ،لذلك إنهما بولتن و صغيري ماندي "

قاطعها ماندي :" لست صغيرك !"

ضحكت العجوزة، لكن فكاها لم يحتويا على أي أسنان :" هاهه بلى أنت صغيري ، لا يهم اتجها للقبو "

2022/04/18 · 28 مشاهدة · 1305 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025