وقفنا امام الباب خشبي مطلي باللون البني الفاتح ، امسكت آلين بمقبض الباب وفتحته ، تبعناها للداخل ، بامكاني رؤية وجه الملك و العجوز ليون بالاضافة الى أخ الحاكم بوند و فتاة ذو شعر أسود ترتدي نفس ملابس آلين ، يبدو انها دخلت الاكاديمية ايضا .
تقدمت آلين وعرفتنا عليهم :" هذا هو ويليام ألاين ، بجانبه والدته و عمته آشلي "
قلت في نفسي :" من بين كل شيء عمة، حقا!"
تقدم العجوز ليون كان يرتدي مثل البارحة ، بالتفكير في الامر كلهم يرتدون نفس الملابس ، على الرغم من ذلك استطيع ان ارى انها جديدة ،ربما يمتلكون نسخا مثلها وحسب
قال ليون:" نلتقي مجددا ويليام ، سيدتاي انا الحاكم السابق لألارياس ، اتمنى ان تكونوا عشتم طفولة جيدة في عهدي !"
قالت أمي بسرعة :" لا لا ، جلالتك ،عهدك كان مشرقا ، لذا لا تلقي بالا لهذا"
ضحك ليون وقال:" هاهاه اذا كان هكذا فسآخذ اجازة وارتاح ، بالمناسبة ويليام ، سأعرفك عليهم ، الذي هناك هو ابني الاحمق الذي انقذته البارحة ، بجانبه ابني الاخر بوند ، تلك والدة آلين ساره ، والاخرى زوجة بوند ايميلي ، الفتاة في نفس عمرك هي فريا ابنة بوند ، وذاك حفيدي ليون اخبرتك عنه، البارحة"
تقدمت بجانب أمي ، قمت بانحناءة للملك وزوجته ، قام بوند بالقاء التحية ومصافحتي ، تلك الفتاة فريا نظرت الي بعمق شديد ، يمكنني رؤية نظراتها تخترقني ، ما فاجأني هو طور نواتها كان في ضوء الجمع مثلي ، ربت على رأس ليون الصغير ، ربما اعجبته فقد بقي متمسكا بي
جلسنا على الاريكة ذو اللون الاخضر كانت مريحة ، الغرفة كانت واسعة نوعا ما ،لم يكن هناك نبيذ او اي شيء للاكل ، استدرت لأمي وآشلي ،وجدتهما يتبادلان اطراف الحديث مع بوند وزوجته ، اخترقتني نظرات الملكة ساره قبل ان تتحدث:" اذن أنت هو ويليام ، سحر الدم و الزمن و الفضاء و الظلام والضوء ، يا لها من دزينة من السحر عالي المستوى لديك"
ضحكت بمرارة وقلت:"هاهاه الامر كما قلت سيدتي ، انها بركة السماوات وحسب "
قالت مرة اخرى :" ما فعلته خلال الحفل ليس بركة سماوات ، حتى السماء لم تكن لتنقذه لو لم تفعل "
قلت:" أي مواطن اكون ان لم احمي ملك بلادي ولم اقم بالتضحية "
قالت ببرود :" كما ترى انا اهتم بسلامة عائلتي اكثر من أي شيء اخر ، لذا -"
قاطعها هيلور :" ويليام ، لا تلقي بالا لما تقوله ساره ، بالاضافة ، يبدو ان القدر يخطط لجمعنا انا وانت منذ ان انقذتني "
قلت:" كما قلت سابقا جلالتك لا داعي لشكري ، بالاضافة كيف يخطط القدر ان يجمعنا؟"
قال :" ما رأيك ان تنضم -"
قاطعه العجوز ليون:" هيلور توقف عن هذا ،مازال صغيرا "
يبدو ان الحاكم السابق كان يرى معاناتي مع الملكة و الملك ، كنت اعرف لما يخطط ، ان يقوم بخطبتي لآلين او فريا و في المستقبل لو اصبحت شخصا خطرا ذو قوة ، سيقوم بتزويجي لهن ، اعطيك تقييما عالي بسبب خطتك
مر الوقت ، السبب في تحدث أمي مع ايميلي زوجة بوند ، كان بسبب نيرانها العلاجية ، اكتشفت وجود ندبة على ظهر فريا وقد جربوا كل سحر الشفاء ولم يتخلصوا من الندبة ، لذا قد انتقلوا لغرفة اخرى ليروا ما ان كانت نيران أمي الخاصة ستنجح .
بقيت انا و ليون و هيلور و بوند في الغرفة ، قمت بطرح سؤال الى هيلور:" كم احتمالية اندلاع حرب بيننا و بين الجان والاقزام"
اجابني :" احتمالية 70% , بالاضافة الى ان الحرب بين الاقزام و الجان قد بدأت بالفعل ،حيث جاءتنا اخبار سرية تقول ان هناك مناوشات على الحدود القابعة بينهم "
قلت :" هكذا اذن ، تخططون للقضاء على الفائز منهما؟،"
بوند :" أصبت"
قلت:" انت تعلم ان هناك احتمالية 80% , ان هذه المناوشات مجرد خدعة كي نسقط دفاعاتنا ، و يأتينا هجوم من كلا الجانبين "
ليون :" وضح ما تقوله اكثر !"
قلت :"ببساطة جيش تحالف ، قبل شهرين كنت في دانجون ايلبرن على حدود منطقة الجان وألارياس ، بينما نزلت للطابق السادس عشر ، حل صمت مثير الشبهات هناك ، خططت للتأكد ممدن الامر "
هيلور :" ومذا وجدت ؟"
أجبته نبرة جدية :" مجموعة مكونة من 40 من الجان ونفس الشيء مع الاقزام ، تبادلوا في بينهم رسائل من نوع خاص ، لكن لاحظت ان احد الرسائل تحتوي على ختم يشبه شجرة حولها جنية صغيرة ، لذا افترضت ان كل الرسائل تحمل نفس الختم "
قام هيلور من مكانه بسرعة وصرخ:"، احقا-هذا ؟!"
اجبته مجددا بنبرة جدية:" لما سأكذب ولكن هناك شيء سيثير اهتمامك "
بوند :" نحن في حالة مزرية ربما ، اسرع واخبرنا "
قلت :" في الحقيقة هناك شيئين وليس واحد وحسب "
قمت بمد يدي نحو الحلقة الفراغية ، ،و اخرجت صورة تم التقاطها بحجر التصوير للمانا
ليون :" حجر تصوير ؟!"
قلت :" هناك صورة التقطتها لتجمعهم ، في الصورة شيئا مريبان ، أولهم هو ذاك المدفع الضخم الذي سلمه الاقزام للجان والثاني هو مثير للريبة اكثر ، هناك شخص ليس من الاقزام ولا الجان متواطئ معهم هناك"
استطعت ان ارى تغيرا كبيرا في ملامحهم ، بعد ان مد بوند يده لحجر التصوير وظهرت الصورة امامه ، كان المشهد كما وصفته ، في قاعة تحت الارض ، مدفع أسود ضخم ، مجموعات الجان والاقزام مع ذلك البشري
هيلور :" هناك خائن ، ربما من النبلاء -"
قاطعته :"او من اعمدتك ، الكورز "
بوند:"هيلور ، أبي هذا لا يبشر بالخير أبدا ، يجب ان نرسل هذه الصورة مع سفير للجان و الاقزام ونطلب تفسيرا لما يحدث "
ليون:" لا ، اكتشفنا بالفعل ان ما يحدث مجرد عرض ، كما انه حدث هذا منذ شهرين وحسب لن يتحركوا بهذه السرعة، يجب ان نخفي علمنا بهذا ونتحرك في الخفاء "
هيلور :" بالفعل ، لن نبقى ساكنين حتى يصل جيش تحالف الى عتبة حدودنا "
قلت:" عليك ان تبدأ بزيارة المدن ، هذا ان لم ترد ان تطعنك حرب أهلية من الخلف وانت تواجه مملكتين"
بوند :" حرب اهلية؟"
قلت :" لقد شهدتم البارحة ما حدث ، تم تخطيط ذلك من داخل البلاد ، كن واثقا انهم سيقومون بخداع المواطنين عندما يحسون بالخطر "
ليون:" الامر كما قلت تماما ، ما هي اقتراحاتك "
اجبت وانا ابتسم :" لا تسئ فهمي جلالتك ، انا مجرد فتى في ربيعه الرابع عشر ، اخبركم بهذا ، كي تتخذوا للاجراءات المناسبة ،فمن حقي ان اعيش بهناء يحيطني الامان داخل بلادي اليس كذلك؟"
هيلور وهو يضحك:" مثير للاهتمام ، ويليام لقد اعجبتني ، ادين لك باثنتين الان "
قمت من على الاريكة ،وقلت:" انا سأغادر حاليا ، لا يزال لدي ما افعله "
ليون:" اذن رافقتك السلامة يا فتى ، بالاضافة اخبرنا اذا علمت شيئا او توصلت الى تفسير منطقي اخر "
ابتسمت له بهدوء ،وغادرت لم اودع امي وآشلي كنت اعلم انهن منغمسات في الحديث مع النساء الاخريات وعلاج فريا ، كانت الخامسة قريبة لذا علي ان اذهب وأمر بموظفة الفندق ليلي وارافقها للعشاء
خرجت من اراضي المدرسة ، و ركبت عربة نحو سكنها في نهاية شارع بروتن كما اخبرتني ، مع وصولي ،اخبرت السائق ان ينتظرني هنا كي يقلنا مرة اخرى ، منزلها متوسطا ، ليس عصريا لذاك الحد ، شد انتباهي شكل المدخنة كانت دائرية ، شكل المنزل يشبه الى حد كبير المنازل الشتوية
(ملاحظة لمن يريد تخيل المشهد ، فالوصف الكثير يقوم بتمطيط الفصول وحسب ، منزلها مثل منازل لندن في بريطانيا الشكل الخارجي من القرميد و في الداخل من الخشب )
اقتربت من باب المنزل لم تكن هناك حديقة ،مجرد اشجار التي زرعت على الرصيف لتمنحه لونا زاهيا ، "نوك نوك" قمت بدق الباب كي تفتح.
سمعت صوتها :" انا آتية "
عندما فتحت الباب ، يمكنني ملاحظة تغير ملامحها ، هي لم تقم بالاستعداد بعد ، مع انه الوقت الذي اتفقنا عليه
لوهلة فتحت فمها وقالت :" اسفة حقا ، فأنا اعتقدت انك تكذب ولن-"
قمت باللف واتجهت صوب العربة ، ليلي اعتقدت انني سأغادر بقيت عند الباب تراقبني بنظرات ندم يملؤها الاسف ،وصلت لصاحب العربة
قلت :" انا سأبقى هنا ،اسف لانني أخرتك خذ "
رميت له قطعة ذهبية امسكها وقال:" لا لا سيدي ليست مشكلة ابدا "
بعدها استدرت مرة اخرى وجدتها ما تزال تنتظر عند الباب ، اغلقت المسافة بيننا ووقفت امامها
قلت:" تدينين لي بعشاء اتتركينني عند الباب ؟"
قالت :" لا لا ادخل ، اسفة حقا سوف اعده لك"
دخلت وتابعت من خلفها ، كانت جدران المنزل والارضية من الخشب ، احضرتني الى غرفة جلوس وقالت :" البيت بيتك ، انتظرني-"
قاطعتها :" سيصيبني الملل ، اريد ان اراك تطبخين ام انك لا تجيدين الطبخ ؟"
قالت :" لا لا بالطبع اذا اردت راققني للمطبخ "
استدارت وبدأ بالمشي تابعتها ، كان مطبخها عاديا ، هناك منضدة خشبية حولها أربع كراسي ، فرن و منصة للطبخ ، خزنة خشبية على الطرف المجاور تتضمن اواني واطباق ، اضافة الى سبعة حلقات فراغية معلقة على الرف ، كانت تضع داخل الفراغ مواد الاكل ، من هضر وفواكه و نبيذ و ملح وبهارات واشياء اخرى
لاحظت لباسها المنزلي ، زوج من القمصان والسروايل الرمادية ، كانا ضيقين قليلا ، يبرزان صدرها وبعضا من منحنياتها الانوثية ، كانت تتجنب النظر الي بسبب ما فعلته
امسكت يدها من الوراء ودفعتها نحوي قلت :" ليست مشكلة ليلي ، اتفهم ما قمتي به ، لو كنت مكانك لفعلتها ايضا"
قالت :" اسفة حقا ، لو فقط-"
قلت مجددا:" اذن عوضي لي ، بعشاء مناسب ومحادثة جيدة معك"
ابتسمت لي وقالت :" اذن اجلس وانتظر سأقوم بطبخ افضل عشاء لك"
مر الوقت واعدت العشاء ،تناولناه وتحدثنا ، شربنا نخب صداقتنا ، كان الوقت ليلا ، لذا قلت :" ليلي اعتقد انني سأعود للمنزل حاليا ،"
قالت :" اتريدني ان ارافقك ؟"
قلت :" لا،لا فقط ارتاحي جيدا ،شكرا على الوجبة "
عانقتها وودعتها قبل ان اخرج واتوجه نحو المنزل .