في منزل مريح متوسط الدخل، كان رجل يدندن لحناً سعيداً وهو يطبخ وجبة في المطبخ.
ملأت رائحة الخضروات المقلية والتوابل الشهية الهواء، مما جعل المكان دافئاً وجذاباً.
لو كان دامون هناك، لعرف الرجل بأنه سائق سيارة الأجرة الذي تحدث معه ذات ليلة.
أضاء وجه الرجل بابتسامة سعيدة وهو يقف أمام الحوض، وهو يحدق من النافذة في سماء الليل.
انعكست أضواء المطبخ على زجاج النافذة، وألقت وهجاً دافئاً على وجه الرجل.
عيناه، بنيتان داكنتان، تألقتا بمزيج من السعادة والقلق.
بينما كان يحرك القدر، تغير تعبيره، وانعكس ألم على وجهه.
تمتم لنفسه: "أين أنت يا إيدي؟" كان صوته منخفضاً وقلقاً، وبدا أن عينيه قد غيمتا بالقلق.
تحركت يدا الرجل ميكانيكياً، وهي تحرك القدر، بينما كان عقله يتجول.
وقف هناك، متجمداً، غارقاً في التفكير، بينما توقف الدندنة.
فاجأه صوت فتح الباب، والتفت نحوه، واتسعت عيناه قليلاً.
ابتسم بسخرية لنفسه، وشعر بمزيج من المشاعر.
جفف يديه بمنشفة، وكان القماش ناعماً على جلده، وشق طريقه إلى الباب الأمامي.
عندما وصل إلى الباب، رأى ابنه إدوارد يدخل المنزل.
كان وجه إدوارد مصاباً، مع كدمات وجروح ظاهرة على جلده.
بدت عيناه متعبتين، مع هالات سوداء تحتهما. غرق قلب الرجل وهو يرى ابنه هكذا.
وقف هناك، متجمداً، غير متأكد مما يشعر به. أراد أن يغضب، لكنه شعر أيضاً بقلق عميق على سلامة ابنه.
نظر إلى وجه إدوارد، وهو يستوعب كل تفصيل. كانت الكدمات أرجوانية داكنة، وبدت الجروح حمراء ومؤلمة.
تجنبت عينا إدوارد عينيه، ونظر إلى الأرض بدلاً من ذلك.
..
سار إدوارد عبر الباب الأمامي، وجسده يؤلمه من القتال.
سمع كلمات السيد ستيل تتردد في ذهنه، وتغذي عزيمته على التدريب بجد أكبر، وعدم إضاعة فرصته الثانية.
بينما دخل المنزل، فتح الباب وأغلقه خلفه، وصوت القفل ينقر في مكانه.
التفت ليواجه والده، الذي وقف أمامه، وعيناه مليئتان بالقلق.
لعن إدوارد تحت أنفاسه، "اللعنة، ليس هذا مرة أخرى." حاول أن يمر بجانب والده، لكن والده أمسك بيده، وأمسكها بإحكام. "قل لي أنك ترى هذا يا إيدي"، تحدث والده، وصوته مشوب بالألم والقلق.
شعر إدوارد بكل المشاعر في الغرفة، لكنه حاول تجاهلها.
أغمض عينيه بإحكام، لكنه تأوه بينما نبضت عينه اليسرى، التي بها جرح عميق، بالألم. "قل لي أنك ترى نفسك يا إدوارد"، كان صوت والده أكثر قسوة الآن، مطالباً بإجابة.
انفتحت عينا إدوارد فجأة، ونظر إلى والده، والتقت نظرته بنظرة الرجل الأكبر سناً.
رأى القلق والخوف محفورين على وجه والده، وشعر بوخز من الذنب.
لم يكن إدوارد يريد إجراء هذه المحادثة، لكن والده لم يسمح له بالمغادرة. "ماذا تريدني أن أقول، هاه؟" سأل إدوارد، وارتفع صوته في إحباط.
توسلت إليه عينا والده: "لا أريدك أن تقول أي شيء، أريدك أن تتوقف، أريدك أن تتوقف عن كل هذا القتال، هذا... هذا..." تلعثم، غير قادر على إيجاد الكلمات.
صرخ إدوارد رداً على ذلك، وصوته يتردد في الغرفة: "هذا ماذا يا أبي؟ هل تعتقد أنني أستمتع بالضرب؟ هل تعتقد أنني أستمتع بالمجيء إلى هنا هكذا؟ أفعل هذا من أجلك، من أجلنا جميعاً!" شعر والده بموجة من الذنب، ورأى الألم واليأس في عيني إدوارد.
هددت الدموع بالهطول وهو ينظر إلى وجه ابنه، والكدمات والجروح تذكير صارخ بالضرر الذي يسببه لنفسه.
انكسر صوت إدوارد: "لقد قلت ذلك من قبل، لن أغادر. قد تعتقد أنه لأنك أصبحت عجوزاً، لم نعد بحاجة إليك، لكنها تحتاج إليك يا أبي. لقد فقدنا أمي بالفعل، هل تعتقد أنها تستطيع تحمل خسارة أخرى؟"
أخذ والد إدوارد نفساً عميقاً، محاولاً الهدوء. ابتعد، عائداً إلى المطبخ، حيث ملأت رائحة دخان الطعام المحترق الهواء.
"أنت محق، لا تستطيع أن تخسرني"، قال بصوت بالكاد فوق الهمس. "ولكن يا إيدي، هل فكرت أنها لا تستطيع أن تخسرك أيضاً؟" اختفى في المطبخ.
تحول الصمت الذي تلا ذلك إلى اختلاف عن الصراخ السابق. وقف إدوارد هناك، متجمداً، وعقله يفكر في كلمات والده.
بينما كان يفكر في كلمات والده، عرف إدوارد أنها صحيحة. شعر بإحساس بالمسؤولية يغمره.
في تلك اللحظة، أطل رأس صغير من إطار الباب، بجديلتيها وعينيها الفضوليتين. أضاء وجه إدوارد بابتسامة دافئة وهو يركع لتحيتها.
"مهلاً يا لولو"، قال بهدوء، وهو يفتح ذراعيه على مصراعيهما. ركضت لولو إلى أحضانه، وعانقها إدوارد بإحكام، وشعر بموجة من الحب والحماية.
كانت هذه الفتاة الصغيرة كل شيء بالنسبة له، وسبب قتاله، ومصدر رزقه. لن يندم على أي شيء طالما كانت بجانبه.
نظرت لولو إلى أخيها بعينين زجاجيتين، والقلق محفور على وجهها الصغير. "هل يؤلم؟" سألت، مشيرة إلى الكدمات والجرح على وجه إدوارد.
ضحك إدوارد، محاولاً طمأنتها، لكنه رأى الحزن عميقاً في عينيها.
"لا يا لولو، لا يؤلم"، قال بلطف. "هل تريدين أن تعرفي لماذا؟" أومأت لولو، وعيناها تتلألآن بالفضول.
رفعها إدوارد، وصرخت بسرور. "حسناً، لأن لدي وحشي الصغير هنا معي"، قال مبتسماً بحرارة.
ضحكت لولو، وهي تتسرب إلى صدر أخيها. شعر إدوارد بإحساس بالسلام يغمره.
وقف، ممسكاً بلولو بقرب، وقال: "هيا، لنجهزك للعشاء." سار نحو المطبخ،
لفت يدا لولو الصغيرتان حول رقبته، ووجهها مدفون في منعرج كتفه.
غمرهم دفء المطبخ، المليء برائحة الطعام المحترق وصوت بكاء والدهما الهادئ.
"ما رأيك أن أريكِ شيئاً قبل أن نأكل." قال، وهو يستدير بنظرة مذنب.