خاتمة هذه الحكاية، أو ربما نُكتتها الأخيرة. في اليوم التالي أيقظتني أختاي الصغيرتان، كارِن وتسوكيهي، كعادتهما كلّ صباح. فركتُ عينيّ النعسانتين واستعددتُ للذهاب إلى بيت سينجوغاهارا لجلسة مذاكرةٍ تمتدّ طوال يوم الأحد كما وعدتها، وأنا في مزاجٍ رائقٍ، آملاً أن يحالفني الحظّ أخيراً وأتذوّق طعامها المنزلي. لكن بمجرّد أن امتطيتُ درّاجتي الهوائيّة الوحيدة المتبقية لديّ، وفتحتُ البوابة مغادِراً البيت، إذا بفتاةٍ تبدو عليها ملامح الضجر تتمطّى أمام عمود هاتفٍ لسببٍ ما. كانت ترتدي ملابسَ عاديّة، لكنّ تنورة «بليسيه» القصيرة مع سروال الدراجات الذي يطلّ من تحتها جعلا مظهرها لا يختلف كثيراً عن زيّ المدرسة—إنّها نجمة ثانوية ناويتسو، تلميذتي الصغرى سورُغا كانبارو.

«صباح الخير، سـ… سينيور أراراغي.» «صباح الخير، آنسة كانبارو.» «هم؟ أوه، لا أستحقّ تحيّةً رسمية كهذه. تبدأ بالآداب اليوميّة—أنت معدنٌ نفيس! هل تعافت إصاباتك؟» «أجل… ما يضايقني الآن هو الشمس أكثر من أي شيء، لكن الأمر ليس بالسوء الذي تخيّلته. شفاء الجروح وتعافي الضرر متعادلان تقريباً. بالمناسبة، كانبارو، كيف عرفتِ عنوان منزلي؟» «آه، تتظاهر بأنك لا تعلم؟ هل تمهّد لي المسرح؟ كنتُ ألاحقك سابقاً، فمن الطبيعي أنّني بحثتُ عن عنوانك حتى عثرتُ عليه.»

ضحكتْ بمرحٍ بينما ظلّ ذهولي على حاله. فسألتُها: «وما حاجتكِ؟» «تلقيتُ اتصالاً منها هذا الصباح، وطلبت مني أن آتي لأصطحبك. أوه، دعني أحمل حقيبتك.» وما إن قالت ذلك حتى التقطت حقيبتي من سلّة الدراجة بيدها اليسرى وابتسمت ابتسامة بريئة مشرقة. «دهنتُ لك سلسلة الدراجة أيضاً. وإذا احتجتَ شيئاً آخر فلا تتردّد.»

تجاوزت مرحلة الصداقة مع سينجوغاهارا لتغدو مُكلَّفةً بخدماتها. ولا رغبة لي في تسخير نجمة المدرسة، لكن إن كانت سينجوغاهارا، المعروفة بغيرتها المرضيّة، قد أوكلت إلى كانبارو هذه المهمّة، فهل يعني هذا أنّ علاقتهما تصالحت، وأنّ ثنائي فالهالا قد عاد؟ لعلّي أبالغ في قراءة الموقف.

قالت: «ما رأيك بتدليكٍ قبل أن ننطلق؟ تقول إنك بخير، لكنك لا بدّ متعب. أنا بارعةٌ فيه.» «…وماذا عن فريقك؟ لديكم تدريبٌ أيام الآحاد، أليس كذلك؟ الامتحانات تقترب، وعليكم تكثيف الجهد.» «كلا، لم أعُد أستطيع لعب كرة السلّة.» «هاه؟» «قد يبدو الأمر مبكّراً، لكنني أعتزل.»

رفعت كانبارو يدها اليسرى وهي لا تزال تمسك حقيبتي. كانت الذراع ملفوفة بشاشٍ أبيض سميك حتى المرفق، وبالرغم من ذلك يمكن ملاحظة خللٍ طفيفٍ في طولها وشكلها.

«كان كل شيءٍ نصفياً؛ غادر الشيطان، لكن ذراعي لم تعُد كما كانت. لا سبيل لمواصلتي كرة السلّة. مع ذلك، لا تزال قويةً على طريقتها، بل وأشعر أنّها عمليّة جداً.»

«…أعيدي لي حقيبتي حالاً.» ماذا عساي أقول؟ لقد تحققت أمنيتها، ولو نصفَ تحقق. إذن، يبدو أنّ هذا هو العدل بعينه.

2025/07/08 · 1 مشاهدة · 390 كلمة
Doukanish
نادي الروايات - 2025