8:00 صباحاً:

استيقظنا على صوت السيد سيلفر كالمعتاد، اخبرنا هذه المرة ان نحضر حقائبنا معنا ونجهز انفسنا قبل النزول، لأنه لن تكون هناك عودة لتلك الغرف مرة اخرى.

لقد حفظنا طريق النزول، يمكنني الآن نزولها وانا مغمض الاعين، سنترك هذا المكان اليوم حقا !

نزلنا إلى قاعة التدريب ولكن لم نجد احداً، جاء احد الموظفين وقال اتبعوني من هنا.

لحقه ماريبو ومن معه من مئة شخص في ذلك الممر الشبه مظلم، ذهب بهم الى غرفة كبيرة جدا، تتسع لآلاف الأشخاص، ولكنها كانت تحتوي على آلات كبيرة كبيرة جداً، وفي الأعلى منها لافتة مكتوب عليها "MORIBUS"

- ريتا: سيد سيلفر، ماذا تعني كلمة ماريبوس تلك المكتوبة على الآلة الضخمة؟

فأنا لم اسمع بهذه الكلمة من قبل.

- انها كلمة لاتينية تعني المغامرة، اسميناها هكذا بسبب مغامرتكم القادمة ايها الشبان، تثبتوا جيدا فأنتم على وشك الانطلاق.

- حسنا جميعا، لقد قرأت لكم التوزيعات امس، هلّا قمتم بالاصطفاف في طوابير وكل فريق منفصل ويجب ان يرأس الطابور قائد الفريق الذي قمنا بتعيينه.

وقفنا جميعاً في عشرة صفوف خلف قادتنا، لقد وقفت انا خلف جون مباشرة.

- سيخبركم الآن البروفيسور موندو عن التعليمات اللازمة لكم ايها الشبان، انصتوا له جيدا.

- البروفيسور موندو: بالطبع سيدي، سأبدأ بكيفية عمل هذه الآلة "ماريبوس".

سوف تدخل كل فرقة إلى مركبة ماريبوس، ثم سنبدأ بتشغيل الآلة رقم (1) ولن نقوم بتشغيل الثانية حتى ننتهي من الأولى كلياً، حتى لا تحدث اخطاء قد تدمرنا لاحقاً.

حالما تشتغل المركبة، ستختفي من امام اعيننا خلال ثواني، وستكون في وجهتها المحددة خلال ثواني ايضا، كما انه تم وضع جميع احتياجاتكم في المركبات، وضعنا لكم الأسلحة والذخيرة والطعام والشراب، حيث وضعنا طعام وشراب يكفي لمدة 5 سنوات ثم ستعتمدون على أنفسكم لاحقاً.

كما أن الاكسجين متجدد بالمركبة ويوجد عبوات أكسجين احتياطية في كل مركبة من هذه المركبات، ارجو ان تصلوا بسلامة.

لا بد انكم تتسائلون كيف ستختفي خلال ثواني، حسناً يؤسفني ان اخبركم ان هذا شيء خاص بنا، ولن اخبركم به.

حسناً والآن، حالما تصلون سوف ترتدون عبوات الأكسجين قبل فتح ابواب المركبة حتى، لا بد انكم تعلمتم كيفية ذلك أثناء تدريب الخمسة اشهر الفائتة، حتى تتأكدوا من وجود أكسجين في مكانكم ام لا قوموا باشعال شمعة وانزلوا رفقة الشمعة من المركبة، اذا انطفئت الشمعة فهذا يعني عدم وجود الأكسجين، اما اذا ما زالت مشتعلة فهذا يدل على وجود أكسجين في الهواء. ارجو ان تفهموا كلامي جيداً، فهذا شيء يهدد حياتكم بالخطر فإذا لم يتواجد أكسجين في المكان الذي ذهبتم اليه فعليكم العودة هنا فوراً حتى ننقلكم الى مكان آخر.

شكرا لاستماعكم.

- كيروس: سيد سيلفر، قلت بالأمس انه يجب علينا العودة خلال عشر سنوات، لماذا بحيث انه يمكننا اتمام مهمتنا خلال سنة أو اقل !

- عزيزي كيروس، هل تظن انك قادر على استكشاف كوكب كامل بدون طائرة في سنة واحدة فقط؟

كما اني سأخبرك سراً صغيرا، هل تظن ان صنع مئات من هذه المركبات ولكن باحجام مضاعفة جدا سينتهي في سنة فقط؟

سنبدأ غدا في اخبار بعض المسؤولين الذين نثق فيهم، ستبدأ صناعة المركبات في الغد وتنتهي خلال عشرة سنوات.

مركباتكم الآن هي مركبات خاصة حيث يوجد فيها مقاعد لعشرة أشخاص وسيارات وبعض الأمور الرائعة، اما التي سنقوم بصنعها ستكون بلا مقاعد وايضا سوف تتسع ما يقارب النصف مليون بشري، ستكون كبيرة بحق.

حسنا، سوف نبدأ الآن، سأمنحكم 10 دقائق لتوديع الفرقة (1) جميعاً.

قمنا بتوديع الأشخاص الذين نعرفهم من الفرقة (1) وبعضهم ذرفوا الدموع كعادتهم ومشاهد درامية.

- السيد سيلفر: حسنا جميعا، يكفي هذا ليس لدينا وقت طويل، اصعدوا إلى المركبة حالاً واجلسوا على مقاعدكم المخصصة، القائد سيجلس بالمقدمة.

صعدت الفرقة الأولى الى المركبة الضخمة وتم اغلاق البوابات، الجميع متحمس لرؤية اول مركبة تقلع أخيراً، اخذ تشغيل المركبة 10 دقائق حتى اكتملت الاستعدادات وتم أمرهم بوضع الاحزمة واتخاذ الوضع المناسب للاقلاع، بدأ العد التنازلي، عشرة، تسعة، ثمانية، سبعة... جميعنا على اعصابنا أثناء هذه العشرة ثواني التي كانت الأطول في حياة جميع المتواجدين هناك، حتى وصل العد الى، ثلاثة، اثنان، واحد، صفر ثم اختفت المركبة في رمشة عين، رأينا ضوءاً ظهر فجأة ثم ظهر شيءٍ اسود ابتلع المركبة في اجزاء من الثانية.

- رياس: ما الذي حدث للتو؟ ما كان ذلك الضوء والسواد الذي يليه؟ انا خائفة.

بالحقيقة، لم تكن رياس وحدها خائفة، بل الرعب ملأ جميع المتدربين، حتى آيرس نفسه، لم نكن نعلم ماهية البقعة السوداء التي ظهرت، تلك البقعة التي اخافت الجميع بثواني قليلة. أصبح الجميع يرجف من الخوف ولا يريدون تجربة الأمر، حتى سمعوا ذلك الصوت الرقيق والحنون يخبرهم بعدم القلق، فنحن يجب علينا الوثوق في السيد سيلفر الذي امضينا معه اوقات رائعة، انه اب للجميع هنا،

لقد كان صوت جون، والذي دب الشجاعة مرة أخرى في قلوبنا جميعاً، حقا انه رائع ولم يوضع قائدنا عبث.

- السيد سيلفر: لا بد انكم خفتم جميعا من تلك البقعة السوداء الذي ابتلعت المركبة، اخبركم البروفيسور من قبل أن طريقة الانتقال احد الاسرار الكبيرة، ولكن يمكنكم رؤية المؤشرات الحيوية على الشاشات هناك، ما زالوا احياء ولا بد انهم قد وصلوا وجهتهم دون أدنى شك.

والآن، هل نكمل عملنا؟

الفرقة رقم (2) انه دوركم، قوموا بتوديع بعضكم باسرع ما يمكن واصعدوا على مركبتكم وافعلوا نفس ما فعله الذين سبقوكم.

رياس تبكي بحرقة على فراق اختها تاما، ذلك المشهد الدرامي الذي جعل جميع من بالقاعة يصمت وينظر اليه، هو منظر تاما التي تحبس دموعها وهي تحاول تهدأة رياس، تقول لها بحرقة بالقلب وصوت مكتوم، الجميع يستطيع سماع قلبها يبكي ولكنها تحاول اخفاء ذلك، لا جدوى هي على وشك البكاء ولكنها هدأت قليلاً، واستجمعت قواها وقالت بكل ثقة "حبيبتي رياس، اختي الصغيرة الجميلة، لا تبكي الآن فما زال أمامنا وقت طويل للقاء بالمستقبل، أعدك اني سوف أجدك يوما ما ونجلس سوياً ونلعب كما في السابق ونضحك معاً، فقط سامحيني لأني لم اؤدي دور امي جيداً" قالت تاما تلك الكلمات والبسمة على وجهها والدمعة في قلبها.

لم تقل رياس شيئا فقد كانت تبكي بشدة ولم تستطع الكلام.

صعدت الفرقة الثانية الى المركبة جميعهم باستثناء تاما التي كانت تحتضن اختها الصغيرة، استمر عناقهم عدة دقائق، خجل السيد سيلفر ان يقول شيئا عن ضرورة الإسراع، اكتفى بالصمت في ذلك الوقت.

- رياس، سأذهب الآن ولكن قلبي سيكون معكِ الى الأبد، تأكدي من هذا.

ذهبت تاما الى المركبة وكانت تمشي موطئة رأسها بالارض، حتى وصلت الى باب المركبة فأجهشت بالبكاء هي ايضا، ولكن هي لم تكن ضعيفة حتى تبكي هكذا، كان سبب بكائها هو صوت رياس القادم من الخلف وهي تقول أثناء بكائها انها شاكرة لها، ركضت تاما ودخلت المركبة بسرعة وجلست على ذلك المقعد تبكي بشدة، المركبة اصبحت مستعدة للإقلاع وما زالت تاما تبكي.

- صاح ديفيد في وجه تاما(احد اعضاء الفرقة) وقال لها: تاما، هلّا توقفت عن البكاء ! انتِ القائدة هنا يجب عليكِ ان تعودي إلى رشدك، يمكنكِ البكاء لاحقا كما تريدين اما الآن فنحن على وشك الإقلاع.

لم تكن تاما تستمع الى احد واستمرت بالبكاء، حتى جائت 'بايا' وصفعتها على وجهها حتى احمرت وجنتيها، فتوقفت عن البكاء وبدأت بالاعتذار.

- كاريتا: لا تعتذري تاما، فنحن نتفهم فراقك لأختك ولكن يجب علينا أن نكون في اتم الاستعداد خلال ثواني، وانتي القائدة لهذا يجب أن تقودينا وانتي واعية.

- حاضرة، سأبذل جهدي في ذلك.

لحظاتٍ حتى اختفى ذلك المشهد الدرامي، ولكنه مشهد نُقش في ذاكرة جميع الحاضرين، ولحظاتٍ اخرى حتى ظهرت تلك البقعة السوداء مرة اخرى وابتلعت مركبة تاما ورفاقها.

استمرت المركبات بالاختفاء في ذلك الضوء الأسود، أو البقعة السوداء، مركبة تلو الاخرى.

حتى جاء دور مركبة نيتشو، الفرقة (A) التي هي اول فرقة سوف تذهب إلى عالم موازي.

تقدمت نيتشو نحوي، وهمست بأُذني "هل ستنساني؟"

قلت لها مستحيل، سأجدكِ، أعدك بهذا.

انطلقت مركبة نيتشو، كما سابقاتها.

ولحقها كل من الفرق (B,C,D) حتى بقينا وحدنا، الفرقة (S)

- ريكو: سيد سيلفر، كنت اتسائل لمَ تحمل اسم فرقتنا الحرف S وليس E. كما نعلم على الترتيب الابجدي يجب ان يأتي E بعد حرف D وليس S.

هل يوجد سبب لهذا؟

- حسناً ريكو، في الحقيقة نعم يوجد سبب، بل اسباب.

السبب الأول ان هذه الفرقة تحمل نخبة المتدربين وافضلهم واذكاهم.

السبب الثاني ان حرف S مناسب واجمل من E الا تظن ذلك؟

- صحيح.

- حسناً، لا يوجد احد لديكم لتوديعه الآن فأنتم آخر من تبقى، اصعدوا رجاءً، الى المركبة.

ذهبنا جميعا للمركبة، قال جون اذهبوا سألحق بكم خلال ثوانٍ نسيتُ شيئاً، صعدنا الى المركبة وانتظرنا جون.

هذا ما قاله جون، ولكن في الحقيقة جون كان ذاهب لوداع والده، أو كما يُدعى السيد سيلفر.

كان السيد سيلفر مع جون في زاوية بعيدة عن رؤيتنا.

- سأذهب يا ابي، سأشتاق إليك.

- سأدعُ لك بالتوفيق، جون. ارجو ان تعود بأمان الينا، جون سأقول لك شيئا، لا تدع اصدقائك يواجهون خطر ابداً، انقذهم مهما كلّف الأمر، حتى لو عنى ذلك التضحية بحياتك فهذا سيزيدك فخراً وعزةً.

انا احبك، وأسف على اجبارك على هذا العمل، سامحني ارجوك.

- لا بأس يا والدي، فيبدو اني ساحظى بمغامرة جميلة مع فريقي، آمل أن احافظ عليهم جميعاً، شكراً لك ابي.

صعد جون على المركبة، ولا يزال لا احد يعلم عن علاقة جون بالسيد سيلفر، خلال 5 اشهر لم يظهرا لاحد قط عن علاقتهم.

بدأ العد التنازلي كما حدث سابقاً، ولكن هذه المرة كان مختلفاً، شعرنا بأنه اسرع، لا بد لأنه قد حان دورنا، كنا نرى السيد سيلفر والبروفيسور موندو من نوافذ المركبة، ارى أيضا صناديق كبيرة في خلف المركبة، مكتوب عليها 'اسلحة'، ويوجد سيارتين من حجم متوسط تلك الخاصة بالجيش مثل التي نراها في العاب الفيديو، انتهى العد التنازلي ورأينا ذلك الضوء الذي ظهر لثانية واحدة ثم جائت بعده مباشرةً البقعة السوداء ابتلعتنا، رأينا كل ذلك من النوافذ الجانبية والامامية، فجأة وجدنا انفسنا في مكان آخر، منطقة شديدة الخضار وكثيفة الاعشاب والاشجار.

في نفس ذلك الوقت في اماكن عدة:

كوكب المشتري:

انتهى فريق 1 من اجراء تجربة الشمعة التي تكلم عنها البروفسور موندو، وقد نجحت وهم الآن يمكنهم التنفس على كوكب المشتري.

- ألبا: ماذا سنفعل الآن؟ نحن على المشتري ويمكننا التنفس ولكن نحن هنا في صحراء قاحلة، لا أظن أنه يوجد حياة هنا أو ماء.

-لوكي: حسناً، ولكن لنقم بالاستكشاف قبل ان نحكم، فهذه مهمتنا منذ البداية.

كوكب زحل:

نجحوا هم ايضا بالهبوط على زحل في آمان ونجحت تجربة الشمعة نفسها.

- كاريتا: وصلنا الآن، ولكن ما هذا ! لم توجد بنايات على هذا الكوكب؟ ولكن الكثير منها مدمر كما لو انهم خاضوا حرباً.

تاما: لنذهب للاستكشاف، ولكن لنكن حذرين، اخرجوا السيارات من المركبة وخذوا اسلحتكم ايضاً، لا نعلم ماذا يوجد أمامنا.

احد أقمار المريخ:

- كيروس: حتى هنا على هذا القمر يمكننا التنفس !!

هذا حقاً غريب، لم اتوقعه ابدا إن هذا رائع.

- سابو: ولكن، ما هذه النيران في ذلك المكان ماذا يحدث هنا؟

كوكب بلوتون:

- اكيرا: ها نحن ذا، اول عشرة بشريين يخطون على سطح بلوتون، ها ها ها.

- رياس: ان الجو بارد جداً هنا، من الجيد انهم وضعوا لنا معاطف وثياب ثقيلة في المركبة.

- تاكويا: انه ابعد كوكب عن الشمس، لا بد ان يكون بارد وثلجي، لهذا وضعوا لنا المعاطف وملابس ثقيلة.

كوكب اورانوس:

- كارمن: يا الهي، هل نحن حقاً على اورانوس؟ انه يبدو مختلف عما توقعته بشكل كبير، انه رائع.

- دارين: أخيراً انتقلنا، لقد كنت خائفة جداً قبل الاقلاع، خصوصا من تلك البقعة السوداء.

- ارثر: هناك أمر غامض خلف تلك البقعة السوداء، لا بد ان نسألهم عنه عندما نعود.

احد العوالم الموازية - فرقة A:

- سيلين: هل نحن حقاً ذهبنا الى مكان خارج الارض؟ انا لا استطيع تصديق ذلك.

- ادوارد: لقد شرح لنا السيد سيلفر عن ماهية العوالم الموازية، ولكن ما لا افهمه هو لمَ وضعوا لنا أسلحة ونحن قادمين الى عالم بشري؟

احد العوالم الموازية - فرقة B:

- ايميلي: ما هذا؟ اين نحن لا بد من عودتنا والهرب من هذا المكان بأسرع وقت ممكن.

- شون: لا تقلقي ايميلي، نحن لم نتدرب تلك المدة بلا هدف، كما انه لم يتم وضع الاسلحة لنا فقط من اجل الاستمتاع بالنظر اليهم، احضروا اسلحتكم حالاً.

احد العوالم الموازية - فرقة C:

- أرلا: هل نحن حقاً في عالم موازي؟ انه يشبه كوكب الارض ولكن ما بال هذا المكان؟ انه مخيف.

- جيسون: لا بأس، الأهم اننا وصلنا إلى هنا بأمان لنستفسر عن المكان.

احد العوالم الموازية - فرقة D:

- ميار: تباً، سيمسكون بنا سريعاً، لماذا لم نستعمل السيارات.

- ألكسندر: لا تقلقي، اذا امسكوا بكِ سانقذكِ يا جميلتي ميار.

- فلتخرس أيها المختل المنحرف، انت القائد فكر في طريقة للهروب.

احد العوالم الموازية - فرقة S:

- ليو: هل نحن في الجنة؟

- ريكو: هل حقاً يوجد طريقة نستطيع من خلالها الذهاب الى الجنة في ثواني معدودة؟ فكر جيدا قبل أن تتكلم ايها الأحمق ليو.

- جون، حسناً لا تتشاجرا هنا، لنذهب للتعرف على ماهية المكان.

في نفس الوقت كان يدور نقاش غامض في المنشئة الحكومية على الأرض:

- البروفيسور موندو: سيد سيلفر، لم كذبت عليهم؟

- عن ماذا تتحدث موندو؟ أي كذبة تحديداً؟

- عندما أخبرتهم اننا سنصنع المزيد من المركبات العملاقة.

- انت ايضا احمق، موندو. كل ما في الأمر هو اني لا اريد اخافتهم منذ الآن، يكفيهم ما لديهم.

- اذن ماذا سنفعل بعد 10 سنوات عندنا يعودوا؟

- هه هه هه لا تقلق لا تقلق سنفكر في هذا لاحقا.

- حسناً، كما تريد يا صديقي، ارجو ان لا نندم لاحقاً.

احضر الفريق 1 السيارات من المركبة ونزلوا لليابسة.

ركب كل من لوكي، ايمي، ألبا، آنجي، ألبين، في السيارة الأولى وقاد بهم لوكي ذو الثامنة عشر من العمر، وجلست ايمي بالمقعد جانب السائق، والباقي بالخلف.

وركب باقي اعضاء الفرقة 1 في السيارة الثانية بقيادة كلاري وبجانبه أركون وفي الخلف كل من سيبرا وروزا وأدريان.

استمروا بالقيادة في تلك الصحراء الواسعة لعدة دقائق، حتى وصلوا إلى ما يشبه المدينة، ولكن مبانيها ضخمة، ومن فوق يوجد قبة عليها وليست مسطحة كما في منازلنا. وأيضا هل هذا حديد؟ اجل انها بيوت معدنية وليست خشبية او حجرية كما في عالمنا.

خرج شخص من احد تلك المنازل الضخمة، ونظر إلينا، كنا نقف على يساره، ولكن لم يلقي لنا بالاً، واستمر بالمشي نحو اليمين من باب منزله، حتما لقد رآنا، ذلك الشخص الضخم، كيف له ان يكون بهذا الحجم؟ هذا مروع.

انه بطول ما يقارب الخمسة امتار، مليء البطن قليلاً، اصلع ورأسه مدور، يلبس فراء الدب على كتفه، بطنه عارية، يرتدي سروالا قصيرا من الفراء ايضا، اذرعه متوسطة الطول، لديه عينان واسعتان بؤبؤهما أسود، بشرته حنطية.

حالما خرج من منزله توجه بعيدا عنه، ذهبنا نحن العشرة الى المنزل، الباب كبير جداً مقارنة باحجامنا.

- سيبرا: ولكن ما الذي سنفعله في ذلك المنزل؟

- لوكي: الاستكشاف، اريد ان اعلم عن ماهية هذا المكان.

في الوضع الطبيعي فإن حجم طول الباب يكون مترين، والعرض متراً، اما في هذا البيت، فكان طول الباب 6 أمتار، وعرضه 3 أمتار. فتحنا ذلك الباب، ولكن لم يكن فتحه سهلاً، فقد احتاج جهدا منا نحن العشرة. حيث صعد لوكي وربط حبلاً على مقبض الباب، وقام باقي الاولاد بشد الحبل للاسفل حتى يفتح المقبض، وقامت الفتيات بدفع الباب للداخل حتى قاموا بفتحه.

دخلنا إلى ذلك المنزل او ما يسمى بالكوخ، وجدنا سلم للصعود على اليسار، اما في الواجهة فكان يوجد صخور منحوتة على شكل المقعد، ويوجد مدخنة ايضاً في نهاية الغرفة، يوجد بداخلها ما يشبه المقلى، يبدو أنه فرن.

ولكن ما خطب هذا المكان بحق ! تفوح منه رائحة غريبة وكريهة.

لم نجد شيء مميز في الكوخ، توجهنا لصعود السلم ولكن...

انه ليس سلم طبيعييييي انه كبير كيف سنصعده !

الدرجة الواحدة يبلغ ارتفاعها ما يقارب 50 سنتيمتر.

صعدنا السلم حتى وصلنا للنهاية، انها مجرد شرفة المنزل لا شيء مميز فيها.

- آه تباً بعد كل هذا التعب لم نجد شيئا سوى الشرفة؟

- لوكي: لا بأس، سألقي نظرة من الشرفة لأرى بقية المدينة أو هذا المكان.

القينا نظرة، ولكن لم نجد سوى المئات من ذلك الكوخ الكبير، حتى بعض الاكواخ اكبر من هذا، ولكن الشيء الذي لفت انتباهنا هو المنزل الكبير الذي يقع على رأس الجبل البعيد، الجبل يقع في منتصف المدينة، حسناً لنذهب إليه.

- روزا: حسناً، لم لا نخرج من هذا المكان بسرعة؟ فقد بدأت أشعر بالقلق والخوف نوعا ما.

- لوكي: اجل اسبقوني للاسفل، سألحق بكم حالاً.

التفتتنا للنزول من سطح المنزل ولكن حالما نزلنا وجدنا ذلك المخلوق نفسه الذي خرج من المنزل قد عاد وهو ينظر لنا ونحن في منزله، كان منظره مرعب اكثر من قرب، لحظات حتى بدأ بالصراخ واللحاق بنا، نحن كالاطفال بالنسبة له، حاولنا الهرب ولكنه امسك في اثنين منا، امسك في ألبا وأدريان وضمهم إليه، ضمهم حتى اختنقوا وكادوا يفقدون وعيهم، ولكن لم تمر لحظات حتى اطلق كلاري على كتفه النار، بدأ يسيل سائل احمر منه، هل هو دمه؟ اصبح يصرخ ذلك العملاق وخرج من المنزل وصار يصيح في انحاء المدينة وهو ينزف، لا يبدو أنه سيموت من تلك الرصاصة ولكن يبدو أنها تؤلمه بشدة، نعلم هذا من صراخه، حتى نزل لوكي ورأى اطلاق الرصاص.

صرخ على كلاري وسأله لمَ فعل ذلك؟

- كلاري: لقد كان سيقتل اصدقائنا.

- لوكي: ألم تستطع إيجاد طريقة اخرى لتخليصهم بدون اطلاق النار؟

- لم يكن هناك طريقة اخرى، وللأسف لم استطع قتله فقد هرب.

- لنخرج من هنا جميعا، لا بد انه سيعود ولكن لن يكون وحده اذا عاد.

ما إن خرجنا من ذلك المنزل حتى رأينا بوجهنا العشرات من ذلك المخلوق، جميعهم متشابهين بالحجم وتركيبة الجسم، ولكن بعضهم يملكون شعراً، انهم يحدقون بنا، ما الذي سنفعله؟ لن نستطيع الهرب منهم كلهم.

- لوكي: جميعاً، سننفصل هنا، انا آسف. سأذهب مع ايمي وألبا وأدريان وألبين.

والباقي ستذهبون مع كلاري بقيادته، سنقوم بتشتيت انتباههم بينما تعودون للمركبة، لا تجعلوهم يلحقون بكم الى المركبة، فهي المكان الآمن الوحيد لنا.

- كلاري: حسنا ايها القائد، هل تسمح لي بإطلاق النار عليهم؟

- لوكي: ولكن فقط في حالة كان تهديد على سلامة فريقك، ارجو أن تصاحبكم السلامة، أراكم قريبا.

ذهب كل من لوكي وفريقه إلى الميمنة وشتتوا انتباه تلك المخلوقات حتى يتسنى لكلاري وفريقه العودة للسفينة.

ولكن ما لم يكن بالحسبان، أن لوكي لم يشتت انتباه جميع تلك المخلوقات، حالما ذهب لوكي بقي 5 لم تلحقه، انها تنظر لكلاري وفريقه وبدأت الركض نحوهم، لم يكن لكلاري سوى أن يجمع فريقه ويهرب باتجاه آخر بعيد عن المركبة، فهو لا يستطيع قتل خمسة في وقت واحد، كما أن فريقه مكون من فتاتين والاضعف من الفرقة.

يتبع بالفصل السادس...

2019/10/25 · 301 مشاهدة · 2858 كلمة
O-ABUMUSHREF
نادي الروايات - 2024