كوكب زحل:

الفرقة الثانية التي تضم كل من:(كاريتا، بايا، تاما، لوكا، فيليب، سيمون، اناتولي، ديفيد، البيرت، دانييل)

- كاريتا: وصلنا الآن، ولكن ما هذا ! لم توجد بنايات على هذا الكوكب؟ ولكن الكثير منها مدمر ومتوهج كما لو انهم خاضوا حرباً نارية.

تاما: لنذهب للاستكشاف، ولكن لنكن حذرين، اخرجوا السيارات من المركبة وخذوا اسلحتكم ايضاً، لا نعلم ماذا يوجد أمامنا.

قدنا السيارات حتى وصلنا الى طرف المدينة، لم تكن المسافة بعيدة كثيرا فقد كنا نرى المركبة من المدينة، نزلنا من السيارات وتركناها قرب احدى البيوت المدمرة واستمررنا بالمشي على الاقدام، ولكن خائفين بعض الشيء ومتأهبين لأي خطر قد يحدث.

- تاما: ما رأيكم ان ننفصل إلى مجموعتين؟ سيكون من الاسهل لنا أن نستكشف المكان بهذه الطريقة.

- ديفيد: اوافقك الرأي، يمكن لخمسة منا أيضا الدفاع عن انفسهم في حال وجود خطر.

- كاريتا، لا امانع أيضاً، فأنا لا ارى اي خطر هنا.

- حسنا، لننقسم، سأذهب انا مع بايا وسيمون ولوكا وألبيرت.

والباقي سيذهب مع كاريتا وهي القائدة عليكم.

سنجتمع عند السيارت بعد 5 ساعات.

- اتفقنا، نراكم لاحقا.

افترقت فرقة تاما إلى مجموعتين، وذهبت كل مجموعة في طريق، حيث ذهبت مجموعة تاما لليمين عكس مجموعة كاريتا التي ذهبت لليسار.

دخلت مجموعة تاما احدى البيوت المدمرة ولكن لم تجد شيئاً سوى دمار في المنزل، كما أن اغلب المنازل في تلك المنطقة في نفس الحالة من الدمار والخراب.

انها منازل بحجم طبيعي، هل السكان هنا بشر ايضا؟

دخلت تاما مع سيمون في احدى المنازل، دون أن يدركوا انها خطوة ستقلب الاحداث على هذا الكوكب، ما أن دخلوا المنزل المتهالك، حتى وجدوا طفلاً يبكي لوحده، انه يبدو كبشري من بعيد، حالما اقتربت تاما منه نظر اليها وبدأ بالصراخ خوفاً، ويتمتم كلماتٍ غير مفهومة ابداً، توترت تاما ولم تعلم ماذا تفعل، حتى بدأت بالكلام تحاول تهدأته، قالت له: "لا تقلق، نحن لن نؤذيك، اخبرنا ما اسمك واين والديك"

اقتربت منه تاما وحضنته حتى يتوقف عن البكاء، ولكن لمست شيئاً في ظهره جعلها تقفز من مكانها خوفاً، صرخت خوفاً: "ما هذا؟ ما الذي يوجد على ظهرك ايها الطفل؟"

- سيمون: ما بكِ تاما؟ ماذا يوجد على ظهره؟

- فلتراه بنفسك، سأذهب لانادي الجميع.

خرجت تاما من المنزل وبدأت بالصراخ على باقي فرقتها المتفرقين: "لوكااا، ألبيييرت، بايااا،" هرعوا جميعا الى المنزل وهم يتسائلون ما سبب صراخ تاما.

-تاما ما سبب صراخك؟ ظننتك في خطر.

- لا، الحقني فقط وسترى.

دخلوا المنزل مع تاما من جديد، كان الطفل قد هدأ قليلا، ولكنه لا يزال يبكي بصوت خفيف، رآهم سيمون يدخلون المنزل وهو يحتضن الطفل.

- سيمون: تعالوا جميعا، انظروا لهذا.

قام سيمون بلف الطفل ووضع ظهره مقابل رفاقه، جميعهم صدموا من المنظر، ذلك المنظر الغير متوقع، الذي لطالما كان اسطورة وخرافات في القصص الخيالية. الشيء الذي لمسته تاما وجعلها تفزع، كانت مجرد اجنحة ناصعة البياض ناعمة وصغيرة، صغيرة جدا طولها لا يتجاوز الخمسة عشر سنتيمتراً لكل جناح، بياضهم بياض ثلجٍ نقي لا تشوبه شائبة، انها جميلة وجذابة، آخذة للعقل، لقد صفنوا جميعهم لثوانٍ من الصدمة والاندهاش من جمالها.

- بايا: هل هي اجنحة حقيقية؟

- سيمون: اجل، يمكنكِ معرفة هذا من ملمسهم ونقائهم.

- هذا جميل جداً، هل استطيع لمسهم؟

- لست أنا من يقرر ذلك، انه خائف الآن، انتظري حتى يهدأ رجاءً.

- حسناً، كيف سنقوم بتهدأته.

تقدمت تاما وفي يدها خبزة محشوة بالجبن، وقالت له بصوت حنون: "ايها الطفل، هل انت جائع؟ خذ هذه ستشعرك بتحسن".

نظر إليها الطفل بتعجب وكأنه لم يفهم كلامها، ولكنه استطاع الشعور بالامان القادم من صوتها وكلامها، اخذ الطفل الطعام من يدها وبدأ بالاكل، في الحالة الطبيعية، عندما يرى طفلٌ جائع الطعام فإنه يهجم إليه ويأكل بسرعة حتى يكاد ينفجر من الطعام، ولكن هذا الطفل ذو الأجنحة، بدأ بالاكل لقمة لقمة، طريقة اكله ارقى من أي بشري على الأرض، اخذ يقسم من تلك الخبزة قطعة قطعة، كل قطعة صغيرة تناسب حجم فكيه، ويأكل برقة ولطف عالي، حتى أنه قد نال استظراف الفتيات في الفرقة، ذلك الطفل الظريف الذي تقدر عمره في عشرة أعوام، قصير ونحيل قليلاً، شعره الابيض الحريري المتدلي حتى كتفيه ويغطي عينه اليمنى، اكل اول لقمة والثانية حتى قال كلماتٍ غريبة بصوت رقيق ومبتهج، فهمت تاما ورفاقها انه يبدي اعجابه بالطعام الذي يأكله، اصبحت البهجة والسرور تعلو محياه، وقد توقف عن البكاء ايضا، رفع الطفل وجهه ونظر الى تاما، ما زالت الدموع في عينه الزرقاء، عينه تبدو كلؤلؤة زرقاء تم غمرها بالماء، جميلة حقا وبشدة، "انه ملاك". هذا ما قاله الجميع في باله، أو ما يمكنكم تصوره. قال الطفل أيضا كلمات غريبة لم يفهمها احد من المتواجدين، ادرك الجميع أنه يتكلم لغة مختلفة عن لغة أهل الارض، نهض الطفل عن الأرض ونفض اجنحته، أصبحت اكبر من ذي قبل أصبح يبلغ الجناح الواحد 30 سنتيمتراً، أي ضعف ما سبق وعاد يتحدث بلغته الغريبة، ولكنه سرعان ما أدرك ان تاما وفرقتها لا يملكون أجنحة، ولا يفهمون شيئاً من كلامه، توجه الى تاما ووضع يده على أعلى ظهرها، ووضع يده الأخرى على اجنحته الخارجة من أعلى ظهره، تحت رقبته بقليل، وأشار بيده كأنه يقول أين اجنحتك، استطاع الشبان فهم مقصده، وأشارت تاما إلى ظهرها وظهر جميع رفاقها وحركت يدها بعلامة النهي، كانت تقول له انهم لا يملكون اجنحة، وأشارت بيدها إلى نفسها ثم إلى الخارج واصبحت تلوح بيدها وتقول انها جائت من مكان بعيد جدا عن هذا المكان، فهم الطفل كلامها بسلاسة، وظهرت ملامح حزنٍ عليه، ثم ذهب إلى المنضدة المتواجدة في المنزل، واحضر صورة في إطار مطرز وجميل، انها صورته مع شخصين بالغين، رجل وفتاة لهم أيضا اجنحة بيضاء كبيرة، تقف الفتاة على يسار الطفل، ويقف الرجل على يمينه، من الواضح انهم والداه ومن الواضح أيضا انه حدث لهم مكروه، هذا ما أظهرته ملامح الطفل عندما رأى الصورة، اقتربت بايا منه وحضنته، وأشارت بيدها إلى الصورة وحركت يدها متسائلة عن مكانهم، ولكن الطفل لم يبدِ ردة فعلٍ وصمت للحظات ثم نهض فجأة، ومسح دموعه، وتوجه بسرعة إلى الخارج، فلحقته تاما ورفاقها، وأشار بيده إلى مبنى ضخم، شديد الضخامة، كانت الصورة ما تزال في يده، فأشار إلى والديه بالصورة ثم الى ذلك المبنى، كأنه يقول ان والديه في ذلك المكان.

- لوكا: حسب فهمي لتصرفاته، فإن هذا المكان قد هوجم وتم اخذ والديه، أو تم خطف والديه إلى ذلك المكان. ولكن اي شخص قد يستطيع تدمير هذه المنازل المتينة والقوية، لقد ذهبت الى احدى الجدران المدمرة في المنزل ووجدت شيئا فيها، الجدران يوجد بها معدن محدد هو الذي يجعلها تتوهج بهذا الشكل، كما أن هذا المعدن هو اصلب معدن قد وُجد على كوكب الأرض ويعتبر الاثمن، انه الألماس، انهم يبنون بيوتهم باستخدام الالماس، ومع ذلك تم تدميره بالقوة كما هو ظاهر، والاغرب من ذلك اني وجدت بعض آثار مخالب على الجدران المدمرة، علينا أن نكون مستعدين وحذرين لما سوف نتعامل معه بعد الآن.

- سيمون: هل سنتوجه إلى ذلك المكان الآن؟

- لا، برأيي ان ننتظر باقي الفرقة ونذهب نحن العشرة إلى هناك، كلما كان العدد اكثر كلما كان أفضل.

- تاما: اتفق مع لوكا، لنعد ادراجنا الآن وننتظرهم في المكان المتفق عليه.

اقتربت تاما من الطفل وقامت بحركات غريبة بيديها، الحركات كانت تعني كالآتي: "نحن سنذهب لنحضر رفاقنا، ثم سنتوجه الى ذلك المبنى لانقاذ والديك، هل تريد أن تأتي معنا؟"

ابدى الطفل موافقته على حركات تاما، وامسكت تاما بيده وما أن بدأنا بالمشي حتى ترك الطفل يد تاما ونفض جناحيه وارتفع عن الأرض بمقدار بضعة أمتار قليلة، يبدو أنه أصغر من الطيران اكثر من ثلاثة أمتار تقريبا، الجميع مندهش من طيران هذا الملاك الصغير، انه جميل واجنحته رائعة، ولكنه يترنح في طيرانه كما أنه غير معتاد او ما زال صغيرا على ذلك، مرّت دقائق حتى وصلوا إلى وجهتهم المتفق عليها، ولكنهم تفاجأوا بوجود اصدقائهم هناك سلفاً، ما إن رآهم الطفل حتى هبط على الأرض وامسك يد تاما خائفا، ولكن تاما أشارت له انهم ليسوا سوى أصدقاء لنا، لوحت تاما بيدها من بعيد وهي تنادي للجميع، وصلنا مكان اللقاء المتفق عليه وسألناهم عن سبب تواجدهم قبل الوقت المحدد بكثير.

قال ديفيد: انتهينا من الاستكشاف، لم نجد سوى بعض البيوت المدمرة والمهجورة، ولكن وجدنا بعض الامور المثيرة للاهتمام.

- ماذا وجدتم؟

- كاريتا: لقد وجدت قطعة الماس، كانت تقع بين طبقتين من الاسمنت في إحدى البيوت، كما وجدنا أيضا بعض الريش الأسود والريش الأبيض كما وجدنا آثار مخالب على المنازل، مخالب كبيرة وليست هيّنة، اظن ان سبب عودتكم إلى هنا هو نفس السبب.

- لوكا: بالضبط، وجدتم نفس ما وجدت، ولكن وجدنا هنا أيضا طفلا له أجنحة، ذلك الريش الذي وجدتموه هو لسكان هذا المكان، حسب ما استنتجته من الدلائل التي رأيتها لحد الان، ان سكان هذه المنطقة ذوو الريش الابيض تم مهاجمتهم من أشخاص آخرين، ولكن المثير للريبة او الريش الأسود وآثار المخالب، على حد توقعي ان المهاجمين هم ذوو الريش الاسود، كما تم اختطاف ذوو الريش الأبيض الى ذلك المبنى العملاق، هذا ما اخبرنا به الطفل.

- كاريتا: اذن ! هل سنهاجمهم؟

- صحيح، ولكن ليس الآن، سنذهب بالغد.

- ولكن لمَاذا؟ نحن لسنا مجبرون على اقحام انفسنا بهذا الخطر.

- تاما: لم يرسلونا إلى هنا عبث، هذه واحدة من مهامنا، كما اني اشفق على هذا الطفل الصغير.

- لوكا: كما اني أيضاً اريد المعرفة اكثر حول هذا المكان، خصوصا تلك الآثار الضخمة للمخالب.

- كاريتا: حسنا، انا اوافق لوكا بالرأي، فأنا أيضا ارتابني الفضول حول هذا الكوكب، ليس إلا.

- تاما: حسنا جميعا، هل الجميع موافقون على الذهاب؟

أبدى الجميع عن موافقتهم بالذهاب، انهم أطيب فرقة من بين العشرة فرق.

- حسناً جميعا، لنجهز انفسنا، سننطلق صباحاً ان الوقت الان اصبح متأخراً على الذهاب

- لوكا: جهزوا اسلحتكم وقليل من الطعام والماء، لا نريد أن نثقل حملنا بالطعام.

مر الوقت بسرعة، حتى جاء وقت الغروب، منظر الغروب يختلف عن المنظر بالأرض كلياً، انه جميل، لون الغروب مختلط بين الأحمر والازرق، سبب اللون الأزرق هو توهج الالماس في ذلك الكوكب المليء بالالماس، والذي يأتي من المنازل المتوهجة.

بعد الغروب دار حوار صغير بين المجموعة وهم جالسين حول النار.

- بايا: لقد احببت منظر الغروب، من الجيد اننا احضرنا كاميرا لحفظ الذكريات، انها صورة رائعة لنا جميعا، مع ذلك الطفل الطائر.

- تاما: انه طفل مسكين، انا اشفق عليه، كما أنه لطيف وجميل وريشه ناعم جدا.

- كاريتا: اكثر شيء شد اهتمامي هو كثرة وجود الالماس في هذا المكان، تأكدوا من أخذ بعضاً منه قبل العودة للارض.

- لوكا: ماذا ستسفيدي منها، بعد كل شيء الأرض ستدمر ولن يكون هناك فائدة من أموال الارض مهما كانت طائلة.

- هذا صحيح، تبا لقد نسيت.

- سيمون: ولكن انا محتار وخائف أيضا من المخالب الضخمة، ماذا يمكن أن تكون؟

- لوكا: لقد وجدنا ريش، وآثار مخالب ضخمة، لا بد أن يكون طائر ضخم وقوي، فقط آمل ان لا نلجأ للقتال معهم، لن يكونوا خصوماً ضعفاء.

- سيمون: انا متأكد من قتالنا معهم، كما انه لا داعي للخوف فنحن لم نتدرب خمسة اشهر عبث، لوكا، انت الأذكى هنا لا بد انك تعلم هذا جيداً.

نظر إليه لوكا نظرة قلق، وقال: "سأذهب للنوم، ينتظرنا صباح مزدحم".

انتم أيضا عليكم أن تناموا.

نام الجميع في الفراش المخصص لرحلات التخييم الذي احضروه معهم من الأرض، باستثناء لوكا الذي كان يفكر، ثم نهض عن فراشه وأصبح يمشي ذهابا وإيابا وهو يفكر، حتى انتبهت عليه كاريتا التي لم تنم ايضا، فذهبت ووقفت معه وسألته باستغراب عن سبب استيقاظه، فقال لها: "لا يمكنني النوم، كل ما يشغل تفكيري هو الغد، وكيف علي حمايتكم من تلك المخلوقات، وما الذي سنفعله بالغد".

- كاريتا: انت حقا شخص رائع، لم وضعوا تاما القائدة وليس انت؟ من الواضح انك اذكى منها كثيراً.

- لوكا: ربما اكون اذكى منها، ولكن في الحقيقة هي اشجع مني، وقادرة على اتخاذ القرارات الصائبة، كما انها هادئة دائما، من المستحيل ان اكون افضل منها، إضافة إلى اني اكره لعب دور القائد بأي شكل من الأشكال، ولكن ان تحتم علي إنقاذ حياة احدكم، فحتما سابذل وسعي اكثر من أي قائد.

احمرّ وجه كاريتا خجلاً، وقالت له بصوت عالي: "انت حقا شخص رائع، شكرا لك".

- بالمناسبة، لم تخبريني عن سبب استيقاظك حتى هذا الوقت أيضاً.

- في الحقيقة، انا أيضا كنت غارقة بالتفكير، ولكن كنت افكر بالمستقبل، ماذا سيحدث حالما ننتهي من هذا؟

- انا لا اعلم، بالغالب سنعيش بسلامٍ مجددا، ربما اسعى لوظيفة او عمل جزئي، انا لا اعلم حقا ماذا سيحدث بالأساس، ماذا عنكِ؟

- انا اريد الزواج بشخص معين.

- هل هو حبيبكِ؟

- لا، انا لست على علاقة بأحد، انما شخص احمق احبه ولكن لا يعلم ذلك.

- لمَ لا تعترفي له ببساطة؟

خجلت كاريتا ولم تعرف ماذا تفعل، فقالت اخاف ان يكون يكرهني، أو مشاعره تختلف ولا أريد مضايقته.

- هممممممم هذا وارد، من هو هذا الشخص؟

- ماذا تقول؟ انه سر، وانت آخر شخص قد افكر باخبارك عنه ايها الأحمق. قالت كاريتا هذه الكلمات بخجل شديد، كانت تريد العودة إلى فراشها ولكن فاجئها سيمون بالقدوم من خلفهم، وسألهم عن سبب ازعاجهم وأصواتهم المرتفعة.

- لوكا: انها كاريتا، لا اعلم ماذا بها ولكنها تشتمني باستمرار.

- كاريتا: اصمت انت المذنب ايها الغبي.

- سيمون: هل انتم اطفال يا رفاق؟ فلتذهبوا للنوم ارجوكم.

- لوكا: ما الذي جعلك مستيقظ حتى الآن سيمون؟

- لا شيء، إنما كنت افكر في المخلوقات الغريبة التي سنواجهها غداً.

- كاريتا: ولكن لوكا قال انه ليس من المؤكد مواجهتنا لهم !

- سيمون: هل تظني ان لوكا غبي حتى لا يدرك ذلك؟

في الحقيقة انتي هي الغبية وليس لوكا.

- ما الذي تقصده، لا اسمح لك بسبي هكذا !

- اصمتي واسمعي، لقد قال لوكا بأننا لن نقاتلهم فقط ليطمئنكم، لم يكن يريد اخافتكم اكثر مما انتم خائفين.

- كاريتا: ما الذي تقوله؟ من المستحيل ان يكذب لوكا من اجل سبب كهذا.

- لوكا: توقفي كاريتا، كلامه صحيح، من المؤكد قتالنا ولكن سأحاول قدر المستطاع ان نتجنب القتال، سيمون لم تخبرهم بذلك؟

- سيمون: لوكا، انت ذكي ولكن برأيي يجب اعلامهم بالأمر حتى يكونوا مستعدين، لا نريد أن نفاجئهم بشيء كهذا بدون استعداد.

- حسنا سأخبرهم بالصباح، تصبحون على خير.

5:00 صباحا:

في الصباح، الوقت الآن الخامسة فجراً، الجميع مستعد ومتجهزون لبدء قتال بعد أن اخبرهم لوكا وسيمون باحتمالية كبيرة في القتال مع مخلوقات قوية وغريبة.

4:30 صباحا:

- لوكا: جميعا، سأخبركم بأمر كنت أود أن اخبركم به الأمس.

- تاما: ماذا؟ لقد كنت تبدو غريبا منذ الأمس.

- حسنا في الحقيقة اننا اليوم سنقاتل تلك الوحوش، بالمعنى الادق ان احتمالية قتالنا لهم مرتفعة جدا، من لا يستطيع أن يأتي فليبقى هنا، اذا مات احدكم سألوم نفسي حتى موتي.

- تاما: انا من أخذ القرار بالذهاب، وسأكون مسؤولة عن أي شيء يحدث، هل يريد احدكم البقاء هنا؟ لن اجبركم على المجيء معنا، هل يوجد احد جبان هنا؟

- ألبيرت بتردد: هل يمكنني الانسحاب والبقاء هنا؟ لا اريد الموت.

- تاما: البيرت، لم جئت الى هنا من الأساس اذا كنت خائفا؟ لقد اخبرونا مسبقا عن الخطر الذي يواجهنا ومع ذلك وافقنا جميعا على الذهاب.

- صحيح، ولكن لم يخبرونا عن مخلوقات غريبة !

- حتى هم لا يعلمون شيئا.

- لم يدربونا ويضعوا اسلحة لنا عبث.

- بالتأكيد، فقد أخبرونا انه لا بد من وجود خطر علينا هنا، ووضعوا الأسلحة حفاظاً على سلامتنا.

- مهما يكن، انا آسف لن اذهب لذلك المكان،

- حسناً، فلتبق هنا ايها الجبان.

بعدما دار هذا الحوار الصغير، ذهبت تاما مع رفاقها الثمانية، عددهم الأن تسعة بسبب رفض البيرت القدوم، اوقظوا الطفل الصغير من نومه ليذهب معهم، ركبوا بالسيارات جميعهم، يوجد الآن متسع للطفل بعد اعتذار البيرت عن الذهاب.

- تاما: ان وجهتنا بعيدة، سنستغرق وقت طويل حتى لو كانت السيارات، يمكننا معرفة المسافة البعيدة من هنا، انه يبدو صغيرا من هنا، ويمكننا رؤيته فقط لان حجمه كبير ويقع اعلى الجبل.

- كاريتا: ولكن ما خطب هذا المبنى؟ انه الأكثر توهجاً في المدينة حتى الآن، كما لو انه قمر هذا الكوكب من شدة توهجه.

- لوكا: انه المبنى الأكبر هنا، لا بد أن يكون بهذا التوهج.

يتبع بالجزء السابع...

2019/10/25 · 339 مشاهدة · 2483 كلمة
O-ABUMUSHREF
نادي الروايات - 2024