بسم الله الرحمن الرحيم

ما هي القوى الخارقة ؟ , متى ظهرت هذه القوى بالتحديد لأول مرة ولماذا ؟ , هذه الأسئلة حيرت العلماء على مرّ العصور ولكن الجميع يعرفون أنه بسببها ظهر الأبطال والأشرار الخارقين ومع الوقت أصبح صراعهم وقتالاتهم الدموية مع موت بعضهم جزءاً لا يتجزئ من الروتين اليومي .

ما أحببته في هذا الصراع هو جزئية ظهور شريرٍ خارق وقويٍ للغاية يجعل الكثير من الأبطال الخارقين يتعاونون ببعضٍ من اليأس لهزيمته والجزء الأفضل على الإطلاق هو عندما يهزمهم هذا الشرير الخارق وتنتشر حالة من الذعر والخوف الشديد بين الأبطال الخارقين وبين الناس أيضاً ! .

لسوء الحظ كل هذا تغير بظهور ذلك الوغد اللعين القذر الذي يدعو نفسه بـ ( مستر عضظلات ! ) , أسمه حتى تقليد لأسم أحد الأبطال الخارقين المعروف بـ ( مستر عضلات ) ومع ذلك بظهور هذا المزيف اللعين أصبحت لا أرى ما أحببته في صراع الأبطال والأشرار الخارقين ! .

دائماً ما يتمكن من هزيمة الأشرار الخارقين مهما كانت قواهم الخارقة حتى أصبح البطل الخارق الأقوى على الإطلاق في التاريخ كله ! , ولكنني شخصٌ متفائل للغاية لذلك أنا مدركٌ تماماً بأن كل هذا سيتغير في يومٍ ما حيث سيُهزم وسيظهر حينئذٍ الشرير الخارق الأقوى على الإطلاق في التاريخ كله ! , أنا متشوقُ للغاية لذلك لدرجة أنني أرتعش تماماً من الحماسة وليس من فلم الرعب الذي شاهدته قبل قليل ! .


إنتهى تومي من كتابة مذكراته في غرفته بعد حلول منتصف الليل وهو يتعرق ويرتعش كما لو أنه في وسط ساحة حرب قبل أن يغلق مذكراته وينهض من مكانه ليُخبئها داخل وسادته لكي لا يكتشف أحدٌ أسراره المُحرجة المكتوبة في الصفحات الأولى من المذكرات .

إستلقى تومي بعد ذلك على سريره وهو فتاً مراهق أصلع ببشرةٍ بيضاء قليلاً وهو يتفاءل من جديد قائلاً لنفسه : "نعم يوماً ما سيتغير كل شئ !".


- اليوم التالي...

دقّ ساعي البريد على باب منزل تومي وهو يحمل طرداً ففتح له تومي الباب بحماسة وأستلم الطرد بسرعة قبل أن يكمل إجراءات الإستلام ليُغلق الباب بعد ذلك ويعود إلى غرفته ليفتح الطرد بحماسة ويجد ما طلبه من الإنترنت قد وصل ! , أخيراً أحد أحلام تومي القديمة سيتحقق بعد طول إنتظار ! .

بحذرٍ شديد والدموع على وشك أن تنهمر من عينيه أمسك تومي بزجاجة زيت ستجعله يحصل على شعرٍ حريري وطويل بدلاً من صلعته اللامعة الشبيهة بالبيض , نظر تومي بتمعن وبسعادةٍ شديدة في زجاجة الزيت لعدّة لحظات قبل أن يلمح ورقة تعليمات في داخل الطرد ولكنه تجاهلها قائلاً بأنه يعرف طريقة الإستعمال وبحماسةٍ شديدةٍ منه للحصول على شعره شرب تومي زجاجة الزيت بالكامل دفعةً واحدة ! .

ما إن شربها بالكامل حتى سقطت زجاجة الزيت الفارغة من يده على الأرض لتنكسر وهو يشعر بالإختناق وبالحرارة في داخله قبل أن يشعر بالقوة تسري في عروقه وهو يرتعش وملامح وجهه توحي كما لو أنه قد يتقيأ أعضائه الداخلية كاملاً قبل أن يقول وهو يحاول الإبتسام : "هذه نتيجةٌ مذهلة وغير متوقعة ! , هذا التفاعل الكيميائي الرائع بداخلي لابد وأنه إشارةٌ لحصولي على قدرةٍ خارقة كهدية مع شعري الذي سينمو في أيّ لحظة ! , أخيراً حلمٌ أخر سيتحقق !".


- بعد دقائق في منزل الجيران...

تقدمت العمة العجوزة والسمينة بسرعة إلى الهاتف الخلوي لتتصل على الشرطة بنوعٍ من الذعر والقلق وهي تقول : "مرحباً , أيُّها الشرطي من فضلك فالتسرع لأن هناك لصٌ في منزل جاري !".

"ماذا ؟ , هل أنتِ مُتأكدة ؟!".

هذا ما قاله الشرطي فقالت العمة العجوزة : "نعم أنا مُتأكدة من أن هناك لص لأن لديه شعراً طويلاً كإبنتي في حين أن جاري أصلع بالوراثة مثل والديه كما أنه نادراً للغاية ما يخرج من منزله وهو ميؤوسٌ منه للغاية في تكوين الصداقات !".

"إذن رجاءاً أعطي....!".

قاطعت العمة العجوزة بصراخها كلام الشرطي وهي تقول : "فالتأتوا بسرعة ! , اللص يمشي الأن في الشارع ببطئ وهو يضحك بصوتٍ عالٍ مثل ساحرٍ شرير وقويٍ للغاية !".


- الوقت ذاته في الشارع

كان تومي بشعره الأسود الجديد والطويل كالفتيات يمشي في الشارع ببطئ وهُناك إبتسامةٌ شريرة مرسومةٌ على وجهه قبل أن يستعمل قوته الخارقة برفع يده اليُسرى ملوحاً على أحد المارة فتسبب بنمو شعره في ومضة عين حتى أصبح عبارة عن كتلةٍ مُتحركة من الشعر شبيهةٍ إلى حدٍ ما بكرة الشعر .

بعد ذلك لوّح تومي بيده اليُمنى على شخصٍ أخر ذو شعرٍ طويل ليُفقده شعره قبل أن يصرخ ذلك الشخص قائلاً : "كلااااااااااااا إلا شعري الجميل !".

ضحك تومي ضحكةً شريرةً بصوتٍ عالٍ أثناء مشيه ببطئ كما لو أنه في مشهدٍ حماسي في فيلم قبل أن يلمح أكثر شخصٍ يكرهه في العالم ! , كان مستر عضظلات بشحمه ولحمه يمشي على الرصيف بوجهٍ عبوس دون أن ينتبه لما يحدث من حوله من أعمالٍ فظيعة تجاه الشعر ! .

تماماً مثل أسمه أو أعتقد بأنه لقبه كان مستر عضظلات رجلاً في العشرينات من عمره بوجهٍ ودقنٍ جذاب بطريقةٍ بطولية مع شعرٍ أسود قصير وعضلاتٍ ضخمةٍ وقويةٍ أكثر حتى من معظم المصارعين في WWO وهو يرتدي زيّه البطولي الأزرق المصنوع من القماش والذي يحمل شعاره الخاص ( MM ) مع رداءٍ أسود يرفرف كالعلم .

حانت الأن لحظة تومي المنتظرة بعد طول إنتظار دام 9 سنوات وشهرين ليرفع كلتا يديه ويحركهما بطريقةٍ غريبة كما لو أنه يقوم بشعوذة قبل أن يستعمل كامل قوته على مستر عضظلات ليُفقده هيبته البطولية من خلال جعل شعره طويلاً وحريرياً كالنساء , ما إن حصل هذا في لمح البصر حتى إنتبه مستر عضظلات إلى شعره الحريري الطويل فتوقف في مكانه وأمسك به قبل أن يضحك تومي ضحكةً شريرةً بصوتٍ عالٍ وهو يقول بلهجةٍ ساخرة : "ما الذي حصل لشعرك يا مستر عضظلات ؟!".

تفاجئ مستر عضظلات من الذي حصل له وسط دهشة المارة قبل أن ينظر إلى تومي بتعابير متفاجئة ويساله قائلاً : "هل أنت من فعل هذا ؟".

"نعم أنا من فعل هذا بك ! , ما الذي ستفعله الأن يا بطل ؟ , هيبتك قد ضاعت !".

قالها تومي قبل أن يُكمل ضحكته مُباشراً فنزلت دمعةٌ من عين مستر عضظلات قبل أن يقول بسعادة : "شكراً جزيلاً لك ! , كنت دائماً أريد أن أجعل شعري طويلاً لولا أوامر والدي بحلقه !".

توقف تومي عن الضحك بعد أن إنصدم من سماعه لما قاله مستر عضظلات فقال بصوتٍ عالٍ : "عفواً ماذا ؟! , إذن ما رأيك بهذا !".

رفع تومي كلتا يديه مرةً أخرى ليُحركهما بطريقةٍ غريبةٍ من جديد مُستعملاً كامل قوته ففقد مستر عضظلات كامل شعره الذي تساقط أمام عينيه على الأرض وأصبح أصلعاً تماماً لدرجة اللمعان ! , وضع مستر عضظلات يده على رأسه قبل أن ينظر للأسفل ناحية كومة شعره الساقط وأدرك بأنه أصبح أصلعاً وسط ضحكة تومي الشريرة فتغيرت تعابير مستر عضظلات بلمح البصر إلى تعابير غاضبةٍ للغاية ! .


- السجن في وقتٍ لاحقٍ من اليوم .

في أحد زنزانات السجن كان هناك شريران يتصارعان لفظياً وجهاً لوجه , أحدهما كان طفلاً صغيراً والأخر كان نصف إنسان ونصف روبوت بأياديٍ وظهرٍ ألي مع بعض الأجزاء الأخرى أيضاً المربوطة جميعاً بأسلاك معدنية تأتي وتخرج من داخل جسده .

قال الطفل الصغير بنوعٍ من الإنزعاج : "أنا هو أول شريرٍ خارق في العالم يحمل كلمة ( مستر ) في أسمه !".

"كلا بل أنا مستر ألوان هو الشرير الأول الذي يحمل الكلمة وليس أنت يا مستر صغير !".

هذا ما ردّ به نصف الإنسان ونصف الروبوت بنوعٍ من الإنزعاج والغضب على الطفل الصغير قبل أن يقترب الشرطي من باب الزنزانة وهو يقول : "فالتصمتوا أيُّها الحمقى ولترحبوا بزميلكم الجديد".

فتح الشرطي باب الزنزانة ليُدخل مُساعده شخصاً على سريرٍ طبي وجسده مُغطى تماماً بالضمادات مع قدمٍ وذراعٍ مكسورة فإرتعب هذان الإثنان من منظره قبل أن يقول مستر صغير بدهشةٍ شديدة : "لم أر شخصاً مصاباً بهذا الشكل من قبل !".

ما إن أدخل مساعد الشرطي السرير إلى داخل الزنزانة حتى خرج ليُغلق الشرطي باب الزنزانة ثم إقترب مستر ألوان من السرير وقال : "هذا الشئ الوحيد الذي قد أتفق فيه معك يا مستر صغير ..*يسأل المصاب*.. هل أنت حي ؟ , أخبرنا من فعل هذا بك ؟!".

كان المصاب هو نفسه تومي بنظرةٍ تُعبر عن ألمه وغضبه الشديدان الذي يشعر به وهو يقول بداخله : "اللعنة عليك يا مستر عضظلات ! , سيأتي يومك عاجلاً أم أجلاً فكما تُدين تُدان وسيظهر الشرير الخارق الأقوى في التاريخ كله !".


لم يُدرك تومي أو كما أصبح يُعرف اليوم بـ ( مستر شعر ) أن ما قاله على وشك أن يحدث ! , الشرير الخارق الأقوى في التاريخ على وشك أن يظهر نفسه ! .

2018/05/13 · 331 مشاهدة · 1339 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024