بسم الله الرحمن الرحيم

تحكي الأساطير والحضارات القديمة عن شريرٍ خارق وقويٍ للغاية هدد جميع عوالم الكون بتدمير بعضها بسبب قوته المدمرة وجيشه التي لا تعد وتحصى من الوحوش المتعطشة للدماء , لهزيمته توجب على جميع الأبطال الخارقين من مختلف أنحاء الكون أن يتحدوا مع جيوش الحضارات الفضائية المتطورة وجيوش الحضارات الأرضية الذين أكتشفوا النار مؤخراً .

بعد ذلك حصلت معركةٌ عظيمة في مكانٍ ما في الكون إنتهت بتضحية معظم الأبطال الخارقين مع بضعة جنود بحياتهم لحبس مدمر العوالم في سجنٍ من شئٍ ما كالسحر في مكانٍ ما وهم يأملون أن يبقى سجينه إلى الأبد ولكن لسوء الحظ مدمر العوالم قد تحرر وهو الأن يعيث فساداً في الأرض فهل سيتمكن االجيل الجديد من الأبطال الخارقين من هزيمته لمرةٍ ثانية وإلى الأبد ؟ , أو أن مدمر العوالم سيتمكن من تدمير الكون بأسره لسببٍ لا أعرفه ؟ .


- شوارع المدينة

السماء على وشك أن تُمطر وصوت صافرات الإنذار يملأ شوارع المدينة لإخلائها في أسرع وقت في حين حشد من الأبطال الخارقين يمشون ناحية وسط المدينة ونظراتٌ جادةٌ تعلو وجههم إستعداداً للقتال , لسببٍ ما مستر عضظلات لم يكن بينهم ولكن هذا ليس الوقت المناسب للبحث عن المفقودين .

في لمح البصر وعلى نحوٍ غير متوقع سقط ضوءٌ من السماء أشبه بالليزر بسُرعةٍ خارقة ليرتطم بالأرض أمام حشد الأبطال الخارقين مُسبباً إهتزازاً قوياً وغيمةً كبيرة من الغبار قبل أن يختفي بعد بضع ثواني ويظهر مدمر العوالم بشحمه ولحمه ! .

جسده هزيل ذو بنيةٍ جسدية قوية مع بشرةٍ خضراء وشعرٍ أزرق وهو يرتدي دروعاً ذهبية كرمزٍ ملكي لحكمه لإمبراطوريته , تقدم مدمر العوالم بضعة خطواتٍ ببطئ دون أن يقول شيئاً قبل أن يندفع ناحيته أحد الأبطال الخارقين وهو يرفع سيفا حديديأ ضخماً فرفع مدمر العوالم يده اليُمنى ناحيته في حركةٍ سريعة فخرجت موجةٌ هوائيةٌ قويةٌ للغاية رمت هذا البطل الخارق بعيداً كما لو أنه لا شئ في حين قال مدمر العوالم بنظرةٍ باردةٍ للغاية : "فالتعرف مكانتك !".

أدرك بعض الأبطال الخارقين المتواجدين في هذا الحشد أنهم يتعاملون فعلاً مع مدمر العوالم قبل أن يندفعوا معاً معلنين بدء معركة الدفاع عن الأرض والكون بأسره من شر مدمر العوالم ! .


- الوقت ذاته في منزل مستر عضظلات

كان مستر عضظلات بشعرٍ أسود حريري وطويل يجلس بإسترخاءٍ شديد في صالة منزله أمام التلفاز وهو يلعب لعبةً ما بإبتسامةٍ سعيدةٍ على وجهه كما لو أن لا شئ يحدث إطلاقاً , سمع مستر عضظلات بعض الضجيج القادم من الخارج قبل أن يسمع صوت إنفجاراتٍ مُتتالية بسبب معركة الأبطال الخارقين ضد مدمر العوالم فإلتفت مستر عضظلات برأسه ناحية النافذة المجاورة لمكان جلوسه ثم قال : "كنت أعرف بأنه ينقص مجموعة الأشرار وجود شريرٍ إرهابي !".

"مرةً تلو الأخرى تظهر وجهك القذر هذا وتتدخل في شؤوني لتُفسدها ولكن يا لسوء حظك ..*صوت ضحكة فتاة*.. هذه المرة بإمتلاكي لهذه القوة العظيمة أنا أنتصرت ! , تُريد أن تواجهني ؟ .. إذن فالتتقدم يا بطل كيمهيا القديمة !".

هذا ما قالته أحد الشخصيات داخل اللعبة للبطل فإلتفت مستر عضظلات بحماسة ناحية التلفاز بعد أن أدرك بأنه قد وصل بعد طول لعب دام 47 ساعة إلى المرحلة الأخيرة وهو يلعب بشخصية فتى يقاتل لوحده ضد الزعيمة الأخيرة في الفضاء الخارجي .


- بعد دقائق في شوارع المدينة

ركضت إمراةٌ في العشرينات من عمرها في شوارع المدينة المدمرة والمحروقة وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً قبل أن تلمح بطلاً خارقاً غارقاً في دمائه فسارعت المرأة بالذهاب إليه وهي تصرخ باعلى ما لديها قائلةً : "رومونوس !".

وصلت المرأة إلى البطل الخارق رومونوس فقالت بتعابير حزينةٍ للغاية : "تمالك نفسك يا رومونوس ! , لا تمت رجاءاً !".

ما إن قالت كلامها حتى بدأت المرأة بالبكاء فسقطت بضعة دموع على وجه رومونوس الذي تمكن بالكاد من فتح عينيه والنظر إلى وجهها للحظة قبل أن يقول بصعوبةٍ بالغة : "لا تبكي رجاءاً , إنها مُجرد إصابةٍ ستُعا...!".

قبل أن يكمل البطل الخارق رومونوس كلامه حتى إخترق رمحٌ من الضوء جسده فمات مُباشراً بينما قال مدمر العوالم الواقف بجوارهم : "فالتكمل أحلامك التافهة هذه بعيداً عني أيتها الحشرة !".

ما إن رأت المرأة رمح الضوء وهو يخترق جسد البطل الخارق رومونوس حتى أُصيبت بالصدمة ثم بدأت مُباشراً بالبكاء والصراخ بصوتٍ عالٍ فأزعج هذا مدمر العوالم الذي أستعمل قوته ليرميها بعيداً وهو يقول : "شت أب !!!!!".

من داخل أحد المباني خرج بطلٌ خارق مظهره شبيهٌ بالمصارعين مُحطماً الحائط وهو يستعد للهجوم على مدمر العوالم الذي إلتفت ورفع يده اليُمنى ناحيته فتوقف البطل الخارق في الهواء وهو يختنق فقال مدمر العوالم بغضبٍ شديد : "أعتقد بأنك سعيدٌ هُناك في الأعلى لأنك تراني صغيراً ولكن ما رأيك بهذه ؟ ..*يخفض مدمر العوالم يده للأسفل فيسقط البطل الخارق مُرتطماً بقوةٍ بالأرض وهو يختنق للغاية*.. الأن أنا من يراك صغيراً للغاية .. كحشرة !".

أحكم مدمر العوالم قبضته لينفجر رأس البطل الخارق إلى قطعٍ صغيرة والدماء قد تناثرت في الأرجاء ! .


- الوقت ذاته في منزل مستر عضظلات

"كلا هذا لا يمكن أن يحدث ! , ما خطبك أنت ؟!".

هذا ما صرخت به الزعيمة الأخيرة أثناء إقتراب مستر عضظلات من هزيمتها وإكمال اللعبة قبل أن ينقطع التيار الكهربائي عن منزله وسط صدمةٍ شديدةٍ منه ثم قال بتعابير غاضبةٍ مثل الطفل الصغير : "شركة الكهرباء تمادت كثيراً هذه المرة !".

نهض مستر عضظلات من مكانه بغضب ثم إتجه نحو الباب وهو يريد الذهاب لتقديم شكوى رسمية كمواطن وكبطلٍ خارق لشركة الكهرباء هذه وما إن خرج من منزله حتى رأى المباني المحطمة والسيارات المتكدسة والتي تحترق والشوارع المكسورة المتصدعة والسماء التي تحولت إلى اللون الأحمر فقال مستر عضظلات وسط دهشةٍ شديدةٍ منه : "هل حانت نهاية العالم بالفعل ؟! , ولكنني لم أنهي اللعبة بعد !".


- قبل لحظات في ناطحة سحاب

تقدم مدمر العوالم بعد هزيمته لأخر الأبطال الخارقين الذين حاولوا ردعه نحو أعلى حافةٍ في ناطحة السحاب هذه وهو ينظر إلى المدينة المدمرة والتي أصبحت عبارةً عن حطام مباني قبل أن يخرج من جيبه جوهرةً تشع بجميع الألوان فقال لنفسه بصوتٍ مسموع : "أخيراً بعد طول إنتظار تمكنت من شحن جوهرة أرمنغاندولانروكافاهار بطاقة القوى الخارقة ! ..*يرفع الجوهرة عالياً في السماء فبدأت بإمتصاص جميع أنواع الطاقة المتبقية في المدينة*.. هذه المدينة الأرضية لديها طاقةٌ كهربائيةٌ جيدة , فقط أحتاج إلى شحن الجوهرة بهذه الطاقة وسأتمكن من تدمير الكون بأسره وبعد ذلك سأعيد بناءه بالشكل الذي أريده ! , بعد دقائق ستولد إمبراطوريتي العظمى ومعها لن توجد قوة في الكون بأسره ستتمكن من إيقافي !".


- في الوقت الحاضر في شوارع المدينة

كان مستر عضظلات يمشي في شوارع المدينة ناحية شركة الكهرباء وهو يلتفت برأسه يميناً ويساراً قائلاً : "لا يوجد زومبي سيظهرون فجأة من داخل المباني للحصول على توقيعي ولعضي صحيح ؟".

لم تكن سوى مجرد لحظة حتى إنتبه مستر عضظلات إلى بدء إنبعاث عامودٍ من الضوء الأبيض المصنوع من جميع أنواع الطاقة في الوجود والذي تصاعد إلى أعنان السماء من ناطحة السحاب فبدأت السماء بالتحطم تدريجياً كما لو أنها قطعة زجاج فقال مستر عضظلات لنفسه في دهشةٍ شديدة وهو يرى هذا : "هل بدأت نهاية السماء الأن ؟!".

أنزل مستر عضظلات نظره قليلاً إلى عامود الضوء الأبيض ثم إلى ناطحة السحاب قبل أن تخطر فكرةٌ ما في باله .


- بعد دقائق في ناطحة السحاب

كان عامود الضوء الأبيض ينبعث من الجوهرة التي يرفعها مدمر العوالم بيده اليُمنى وهو ينظر إلى جمال دمار الكون بأسره أمام عينيه وعلى نحوٍ غير متوقعٍ أبداً ما إن أوشك على تدمير الكون حتى وصل مستر عضظلات في الوقت المُناسب ليركله من الخلف على حافة ناطحة السحاب ويسقطه من عليها مع جوهرته التي توقفت حينئذٍ عن إطلاق عامود الضوء الأبيض ! .


كان عامود الضوء الأبيض ينبعث من الجوهرة التي يرفعها مدمر العوالم بيده اليُمنى وهو ينظر إلى جمال دمار الكون بأسره أمام عينيه وعلى نحوٍ غير متوقع أبداً ما إن أوشك على تدمير الكون حتى وصل مستر عضظلات في الوقت المُناسب ليركله من الخلف على حافة ناطحة السحاب ويسقطه من عليها مع جوهرته الملونة التي توقفت حينئذٍ عن إطلاق عامود الضوء الأبيض ! .

أثناء سقوطه لم يُصدق مدمر العوالم تماماً ما حصل له قبل أن يرتطم بالأرض ولكنه لم يتأذى كثيراً لينهض من جديد وهو يريد أن يعرف ماذا حصل له بالضبط قبل أن يلمح جوهرته وهي ترتطم بالأرض لتُطلق طاقةً هائلةً بداخلها أعادت كل شئٍ إلى طبيعته التي كان عليها في بداية اليوم ما عدا الذين ماتوا بالضبط .

مجدداً لم يُصدق مدمر العوالم ما حصل للتو قبل أن يلمح مستر عضظلات وهو ينزل من ناطحة السحاب فأدرك بأنه هو السبب ! , هذا البطل الخارق اللعين هو من حطم حلمه الذي سعى لتحقيقه منذ قديم الأزل إلى قطعٍ صغيرة كحبيبات الرمل ! .

خرج مستر عضظلات من ناطحة السحاب بعد أن نزل منها ليندهش من عودة السماء والمباني وكل الأمور الأخرى إلى طبيعتها كما لو أن شيئاً لم يحصل قبل أن ينهض مدمر العوالم من على الأرض وتعابيره توحي بغضبه الشديد الذي لم يسبق له أن كان هكذا من قبل وهو يقول : "من تعتقد نفسك أيتها الحشرة ؟!".

"من أعتقد نفسي ؟ , أحم ..*يرفع عضلات ذراعيه*.. أنا مسترررر عضظلات ! ..*يقوم بوضعيةٍ مختلفة بذراعيه*.. مسترررر عضظلاااات !! ..*يقوم بوضعيةٍ أخرى بذراعيه وبصوتٍ أعلى*.. مسترررررررررر عضظلااااااااااات !!!!".

قالها مستر عضظلات بتفاخرٍ أمام مدمر العوالم الذي إزداد غضبه كثيراً بسبب هذا وصرخ بصوتٍ عالٍ قبل أن يحاول مهاجمته بإستعمال قوته قائلاً : "شت أبببب !!!!!!!!".


- أحد زنزانات السجن في وقتٍ لاحق

"أنا أسف .. أنا أسف ! , لن أحاول تدمير الكون من جديد !".

هذا ما قاله مدمر العوالم الذي أصبح يبكي في زنزانة السجن كفتاةٍ صغيرةٍ مدللة بينما حاول تومي أو ما يعرف الأن بمستر شعر تهدئته قائلاً بالرغم من إصاباته وكسوره : "لقد إنتهى كل شئ لذلك فالتهدئ رجاءاً !".

"أنا أسف .. أنا حقاً أسف !".

قالها مدمر العوالم قبل أن يزداد بكاؤه أكثر فتنهد مستر شعر وأدرك بأن تهدئته أمرٌ مستحيل .

2018/05/14 · 355 مشاهدة · 1552 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024