بسم الله الرحمن الرحيم


- في غرفة نوم لمنزل عائلةٍ طبيعية , قبل شهرين في منتصف الليل

كان الطفل البالغ من العمر 9 سنوات نائماً بعمق في هذه الغرفة التي لا يُضيئها سوى نور القمر من النافذة قبل أن يستيقظ بطريقةٍ مريبة في ومضة عين لينهض من مكانه ويتجه ناحية باب غرفته ليخرج منها في صمتٍ شديد قبل أن يخرج أيضاً بعد دقيقةٍ من منزله دون أن يحدث أدنى ضجيج ولسببٍ ما لم يكن هذا الطفل هو الوحيد الذي خرج من منزله بل جميع أطفال المدينة ! .


- في أحد شوارع منتصف المدينة , الوقت ذاته

سدد مستر عضظلات بشعره القصير لكمته الأخيرة على وجه الرجل الألي الضخم مثله ليقضي عليه ويسقطه أرضاً قبل أن ينتبه إلى الأطفال وهم يخرجون من منازلهم بأعدادهم الكبيرة وبطريقتهم المريبة والصامتة فإقشعر بدن مستر عضظلات من هذا المنظر وأخرج هاتفه ليتصل على أحدٍ ما وهو يقول بنوعٍ من الخوف : "أسف يا والدي لأنني شككت بك ! , قتال الأشرار الخارقين وأتباعهم بعد منتصف الليل سيجعلني بالفعل في فيلم رعب !".

"ارأيت ؟! , لقد أخبرتك أكثر من مرة ولكن هل إستمعت لي ؟ ..*يقول بلهجةٍ ساخرة*.. لاااااااا !".

هذا ما قاله والد مستر عضظلات والمعروف أيضاً بمستر عضلات فسأل مستر عضظلات ببعضٍ من الحيرة قائلاً : "ما الذي علي فعله الأن ؟!".

"على البطل دائماً في أفلام الرعب التقدم نحو الأمام من أجل الخروج سالماً أو للموت لإنهاء الفيلم , لا تقلق يا بني سنخبر زوجتك المستقبلية بأنك تحبها !".

قالها مستر عضلات قبل أن يغلق الخط مباشراً دون أن يستمع لما سيقوله إبنه الذي أبتلع ريقه إستعداداً لما سماه والده بـ ( التقدم نحو الأمام ) .


- بعد نصف ساعة في مصنعٍ مهجور

كان الأطفال يأتون من جميع أنحاء المدينة إلى هذا المصنع المهجور والمخيف والذي يحرس مدخله طفلان يحملان أسلحةً نارية من الشوكولاتة والحلويات , على نحوٍ مفاجئ وغير متوقعٍ أبداً كان مستر عضظلات مقيداً بالأصفاد في زنزانة قبو هذا المصنع وهو يرتدي ملابس وقبعة الأطفال الرضع الصغيرة للغاية عليه بعد أن حاول التنكر بها لخداع الأطفال والحارسان والدخول فيما بينهم لإكتشاف ماذا يحدث ولكنه فشل في ذلك .

سمع مستر عضظلات أصوات خطوات أقدام تقترب من زنزانته في كل لحظة حتى وصلت أخيراً ليقول طفلٌ ما : "حسناً حسناً , يالها من مفاجئةٍ غير متوقعةٍ أبداً ! , مستر عضظلات بشحمه ولحمه وعضلاته هنا محبوسٌ في زنزانةٍ بعد أن فشل في منع مخططاتي وأصبح غير قادرٍ على فعل شئ ! , أعتقد بأنني أستطيع إعتبار هذا ... أممم ماذا كانت الكلمة المعاكسة لنذير شؤم ؟".

هذا ما قاله مستر صغير بسعادة وهو يقف أمام زنزانة مستر عضظلات برفقة أثنين من حراسه اللذان يرتديان بدلاتٍ سوداء مع نظاراتٍ من الحلوى ويحملان الأسلحة النارية المصنوعة من الشوكولاتة , أجاب أحد هذان الحارسان على مستر صغير قائلاً : "الكلمة المعاكسة لنذير شؤم هي فأل خير يا زعيم".

"أ نعم صحيح .. أحم أحم ..*يكرر ما قاله سابقاً*.. أعتقد بأنني أستطيع إعتبار هذا فأل خير أليس كذلك يا ..*يقول بلهجةٍ ساخرة*.. مسترر عضظلات !".

تجاهل مستر عضظلات حديث مستر صغير أثناء قيامه بشئٍ ما على هاتفه بعد أن حطم الأصفاد في وقتٍ سابق قبل أن يغلق هاتفه ويسأله قائلاً : "أ عفواً ولكن هل يمكنك إعادة ما قلته من البداية ؟".

"لا تكن سخيفاً يا مستر عضظلات , هل تعتقد بأن هذا أمرٌ مضحك ؟!".

قالها مستر صغير بنوعٍ من التكبر والغضب لأن مستر عضظلات كان يتجاهله فأجاب مستر عضظلات عليه قائلاً : "حسناً بالنسبة لشخصٍ طبيعي بالتأكيد سيجد وجود طفلٍ كشريرٍ خارق يقود جيشاً من الأطفال من أجل هدفٍ غير معروف حتى الأن بالنسبة لي أمراً مُضحكاً , ولكن بالنسبة لشخصٍ مثلي يواجه كل يوم أكثر من 5000 شريرٍ خارق مع 300 غزواً فضائياً و234 مؤامرةً سياسيةً عالمية بالإضافة إلى 5 حروبٍ كونية و 15 حرباً زمنية وكذلك 70 قتالاً مع مخلوقاتٍ من ما وراء الكون .. هذا الأمر ليس مضحكاً حقاً , أو ربما قليلاً .. قليلاً مقدار مسمارٍ صغير , أو كبير".

"أعتذر ولكن أريد أن أسال .. ألا يصيبك التعب إطلاقاً ؟".

هذا ما سأله مستر صغير بحيرةٍ شديدة فأجاب مستر عضظلات بينما هو ينهض من مكانه ليقف على قدميه : "هل تريد أن تعرف سر عدم ذلك ؟ ..*يرفع ذراعيه ويقوم بوضعيةٍ لإستعراض عضلاته*.. لأني أنا مستررر عضظلات ! ..*يقوم بوضعيةٍ أخرى ويقول بصوتٍ أعلى*.. مستررررر عضظلاااات !!! ..*بوضعيةٍ ثالثة وبصوتٍ عالٍ*.. مسترررررررر عضظلااااااااااااات !!!!!!".

أثناء هذا تقدم أحد الحارسان من الخلف بعد أن تلقى مكالمةً ليُخبر مستر صغير بشئٍ ما فإبتسم مستر صغير إبتسامةً شريرة وقال : "لدي أخبارٌ جيدةٌ وسيئة يا مستر عضظلات , الخبر الجيد وهو لي بالطبع أن أتباعي نجحوا في مهمتهم السرية , الخبر السئ وهو لك وليس لي بأن عليك الإستعداد الأن لتوديع أيام البطولة !".


في السطح داخل المصنع المهجور كان هناك حشدٌ كبيرٌ من الأطفال أمام المنصة التي وقف فيها مستر عضظلات مُقيداً بالحبل وأمامه أيضاً على المنصة مدفعٌ كبير موجهٌ ناحيته , تقدم مستر صغير ناحية المدفع وهو يحمل مصاصة ألماسية قائلاً : "قد تسألني الأن يا مستر عضظلات عن هذه المصاصة ولذلك سوف أجيبك عنها قبل أن تسأل حتى , هذه المصاصة الألماسية التي سرقها أتباعي من المتحف لديها القوة على تحويل جميع الكبار إلى أطفالٍ صغار وقدرتي الخارقة تسمح لي بالتحكم بجميع الأطفال الصغير مهما كانوا وبمساعدة هذا المدفع الذي سأعززه بقوة هذه المصاصة الألماسية سوف نحول العالم بأسره في هذه الليلة إلى أطفالٍ صغار وسأسيطر عليهم جميعاً !".

ما إن قالها مستر صغير حتى بدأ بالضحك ضحكةً شريرة فقال مستر عضظلات بنوعٍ من البطولية : "لن تنجح في هذا يا مستر صغير فالخير دائماً ينتصر !".

"أووه حقاً ؟ , أريدك فقط أن تخبرني ما هي أمنيتك الأخيرة يا مستر عضظلات ؟".

قالها مستر صغير بغرورٍ شديد فأجاب مستر عضظلات : "أمنيتي الأخيرة ؟ , أن تحررني من هذه القيود الصغيرة والتي تحبس مجرى دمي أيضاً".

"أ بالطبع بما أنها أمنيتك الأخيرة".

قالها مستر صغير قبل أن يأمر أتباعه بفك قيود مستر عضظلات الذي أمسك فوراً برأس مستر صغير بعد ذلك ثم قال بإبتسامةٍ بطولية : "لقد أخبرتك بأن الخير دائماً ينتصر".

"مستحيل ! , خطتي كانت مثاليةً للغاية !".

هذا ما قاله مستر صغير وقد تفاجئ للغاية ولم يفهم ماذا يحدث .


- منزل عائلة مستر صغير , بعد 20 دقيقة

طرق مستر عضظلات باب منزل عائلة مستر صغير بينما هو لا يزال يُمسك بوجهه ففتح له الباب أخوه الأكبر فقال مستر عضظلات : "أعتقد بأن هذا طفلكم صحيح ؟".

ما إن رأى الأخ الأكبر أخاه الصغير حتى سارع بإغلاق الباب ولكن مستر عضظلات منعه من ذلك في اللحظة الأخيرة قائلاً : "لحظة أجب على سؤالي .. أنه أبنك أو أخاك الصغير أو أبن أخيك أو ما شابه أليس كذلك ؟".

"نحن نتبرأ منه !".

هذا ما قاله الأخ الأكبر قبل أن يتمكن من إغلاق الباب فسأل مستر عضظلات مستر صغير : "ماذا فعلت يا فتى ؟".

إلتزم مستر صغير الصمت فتنهد مستر عضظلات قبل أن يتصل بوالده ليسأله قائلاً : "أبي أخبرني ماذا أفعل بعد هزيمتي لطفلٍ شريرٍ خارق حاول السيطرة على العالم وتبرأت منه عائلته ؟".

"حيال هذا فإن عليه أن يصبح رجلاً .. في السجن !".


وهكذا إنتهى المطاف بمستر صغير في السجن كما نراه الأن في الحاضر .

2018/05/18 · 320 مشاهدة · 1148 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024