الجزء الثالث

سأوضح لكم الآن قدراتي في هذا العالم بكل بساطة وهي كالتالي:

)تقنيات السيف(

فن إله السيف: مستوى مبتدئ

فن إله الماء: مستوى مبتدئ

)سحر القتال(

عنصر النار: مستوى متقدم

عنصر الماء: مستوى قديس

عنصر الهواء: مستوى متقدم

عنصر الأرض: مستوى متقدم

)سحر الشفاء(

عنصر الشفاء: مستوى متوسط

عنصر الترياق: مستوى مبتدئ

للعلم، سحر الشفاء ينقسم إلى 7 مستويات ويشمل 3 عناصر سحرية هي: شفاء - حاجز - ترياق - هجوم سماوي.

لكنه يختلف عن سحر القتال، فليس فيه تسميات رائعة مثل قديس النار وقديس الماء.

فيه بعض المسميات مثل شافي برتبة قديس وشافي الترياق برتبة قديس.

سحر الشفاء ببساطة هو تعويذة سحرية تشفي الجروح، في البداية تستطيع شفاء الخدوش، وحسب فهمي إذا وصلت إلى مرتبة إمبراطور فيمكنك أن تجدد أطراف الجسم المفقودة، لكن حتى لو بلغت مرتبة الإله فلا يمكنك أن تحيي الموتى.

سحر الترياق هو تعويذة سحرية تعالج السموم والأمراض، وفي المستويات العالية يمكنك أن تصنع السموم أو الدواء لعلاج السموم. طبعا هذا ممكن لمن هم في رتبة قديس فما فوق، لكن من الصعب تعلمها.

سحر الحاجز هو سحر يرفع دفاع الشخص ويصنع جدران دفاعية، ببساطة هو سحر مساعد. لا أفهم تفاصيله حقا لكن يبدو أنه يسرعّ عملية شفاء الخلايا لعلاج الجروح البسيطة أو يزيد المواد الكيميائية في الدماغ لتقليل الشعور بالألم. روكسي لا تعرف كيف تستخدمه.

أما سحر الهجوم السماوي فيبدو أنه سحر يؤثر على الأرواح والأعراق الشريرة وهو سحر سري لا يعرفه سوى الكهنة المقاتلين. روكسي لم تكن واضحة بخصوصه لأن جامعة السحر لا تدرسّ هذا السحر.

لم أرَ أرواحا حتى الآن ولكن يبدو أنّ هناك أشباح حقيقية في هذا العالم، وبسبب عدم فهمي للمبدأ فلا يمكنني استخدام الترنيم الصامت لتسخيرها، وهذا أحد عيوب الترنيم الصامت.

نسيت أن أخبركم، رغم وجود مبدأ لسحر القتال إلا أنني لا أدري إن كان هناك مبادئ خاصة لأنواع السحر الأخرى.

السحر يفعل كل شيء تقريبا، لكني لا أعرف ماذا يجب أن أفعل لإتقان السحر.

على سبيل المثال، لا أعرف كيف أستخدم ذهني لأجعل الأشياء تطير أو أسحبها نحوي، فأنا لم أنعم بموهبة التحريك الذهني ولا أعرف كيفيتها.

علاوة على ذلك، لست متأكدا من عملية شفاء الجروح فما زال الأمر مبهما جدا بالنسبة لي، لذا لا أستطيع استخدام الترنيم الصامت في سحر الشفاء.

لو أنني أمتلك معرفة طبيب لربما أستطيع تسخيره بواسطة الترنيم الصامت.

أما بالنسبة للأنواع الأخرى فمن الممكن تسخيرها إذا عرفت تفاصيلها.

أعتقد أني لو مارست الرياضة لأمكنني تطوير مهاراتي في السيف أكثر.

تأملت قليلا في حياتي السابقة وعرفت أنها كانت مجرد ضياع وقت بلا فائدة.

لا.

لم تكن حياة فارغة.

صحيح أني لم أعمل أو أذهب إلى المدرسة، لكني لم أقضِ حياتي فقط في النوم وشفط الهواء بل كانت لدي اهتمامات عديدة ولعبت ألعابا كثيرة بينما كان الآخرون مشغولين بالعمل والدراسة.

خبرتي ومعرفتي في الألعاب وطريقة تفكيري هي أدوات قد أستطيع استخدامها في هذا العالم.

بل يجب أن أستخدمها…..!!

لكني لا أعرف كيف أستفيد منها الآن.

وقعت هذه الحادثة أثناء تمرين باول.

” ياااااااه…….“

تأففت.

اعتقدت أني تأففي قد يغضب باول لكنه أجابني بابتسامة عريضة.

” هههه. دعني أخمن سبب تضايقك يا رودي، أنت تشعر بالحزن لأن سيلفيتي تكرهك؟“

لم أتأفف لهذا السبب.

حتى لو لم يكن السبب إلاّ أن تلك الحادثة مع سيلفي هي إحدى مشاكلي.

” صحيح ،مهاراتي في السيف لا تتحسن وسيلفي تكرهني. بالطبع سأتضايق وأتأفف.“

ابتسم باول ابتسامة خبيثة وغرز سيفه الخشبي في الأرض واتكأ عليه وهو يرمقني بنظرة متعالية.

هل ينوي معاملتي كأضحوكة أم ماذا؟

” أبوك لديه فكرة يستطيع مساعدتك بها~“

لم أتوقع سماع هذا منه.

بدأت أفكر بالأمر سريعا.

أبي = باول = شعبيته قوية مع الفتيات. زينيث امرأة جميلة ولا ننسى تلك الحادثة مع السيدة آدا، وكذلك ليليا كانت سعيدة عندما لمس مؤخرتها. هل هناك سر ما للتملص من إغضاب الفتيات؟ سر حياة الأوفلاين؟

حسنا، بما أنه يعيش على الفطرة فلا يمكنني فهم طريقته، لكني لا ضير من سماع اقتراحه.

” أخبرني من فضلك.“

” همم، هل أقولها أم لا.. هممم~“

” أتودّ أن ألعق حذائك؟“

” لا. لماذا تتصرف بذلّ فجأة؟“

” إذا لم تعلمني فسأخبر أمي أنك تتحرش بليليا.“

” والآن تتصرف بغطرسة…… لحظة، هل رأيت ذلك؟! حسنا، سأعلمك. كنت أتصرف بغرور وحسب.“

كنت أريد استدراجه وحسب… أيعقل أنه ارتكب… خيانة زوجية؟

لا يهم، هذا الشاب يمتلك شعبية كبيرة، سأتعلم من خبرته.

” اسمع جيدا يا رودي. النساء…“

” نعم.“

” النساء يحبون الرجال الأقوياء أحيانا، لكنهم يحبون نقاط الضعف أيضا.“

” أوه.“

سمعت عن هذا من قبل، فطرة الأمومة؟

” سيلفيتي رأت جانبك القوي فقط، أليس كذلك؟“

” هكذا إذن؟ لم أدرك هذا.“

” فكر بالأمر جيدا، إذا كنت تحت سيطرة شخص أقوى منك وأظهر شهوته تجاهك، ماذا سيحدث؟“

” سأشعر بالخوف.“

” صحيح.“

إنه يتحدث عن ذلك اليوم، عندما أصبح سيلف من ”هو“ إلى ”هي“.

” لذلك يجب عليك أن تظهر جانبك الضعيف أيضا. احم الشخص الآخر بجانبك القوي واتركه يحمي جانبك الضعيف. يجب أن تبني علاقتك على هذا الأساس.“

” عجيب!!“

درس سهل ومفهوم! بدأت أشك في موضوع فطرة باول!

أن تكون قويا فقط ليس بالأمر الجيد وكذلك لا ينفع أن تكون ضعيفا فقط، بل يجب أن تجمع بينهما لتكون ذو شعبية!!

” لكن كيف تظهر جانبك الضعيف؟“

” هذا سهل، ألا تشعر بالضيق الآن؟“

” نعم.“

” ببساطة، أفصح لسيلفيتي عن مشاكلك، أخبرها أنك تشعر بالضيق لأنها تتجنبك.“

” ماذا سيحدث بعد ذلك؟“

ضحك باول.

ضحكة خبيثة.

” إذا سار الأمر بسلاسة فستحاول التقرب منك بنفسها، وقد تحاول مواساتك وهكذا ستنتعش من جديد، حينها سيكون الجميع سعداء عندما ترتفع معنوياتك.“

“!!”

إذن هذا هو الحل. أستخدم سلوكي وأسلوبي لأتحكم بمشاعر الآخر……

عجيب. لكن هل ستنجح الخطة؟

” لكن.. ماذا لو لم ينجح ذلك؟“

” حينها سأخبرك بالخطوة التالية.“

هناك خطوة ثانية؟! داهية. هذا الشخص داهية بحق!!

” فهمت. حسنا، سأذهب الآن!“

” بالتوفيق.“

لوحّ باول بيده وهو يودعني. بدأت أجري خارجا والقلق يأكل قلبي.

” لماذا علمت ابني ذو الست أعوام هذا……“

سمعت هذا الصوت خلفي.

وصلت إلى الشجرة الكبيرة مبكرا ولم أجد سيلفي هناك.

في العادة آتي إلى هنا متأنقا ومعي سيفي الخشبي، لكني الآن متعرق جدا. ماذا أفعل؟ لا مفر.

سأتخيل نفسي أتدرب. اتخذت وضعية القتال ولوحت بسيفي الخشبي ثم غرقت بالتفكير. أولا يجب أن أظهر قوتي ثم ضعفي. أظهر ضعفي، كيف أفعل ذلك؟ يجب علي أن أظهر نفسي بمظهر يائس. ماذا بعد؟ التوقيت ،هممم. هل أفعل ذلك فجأة؟ سيبدو ذلك غريبا. ربما أنتظر ملائمة الحديث لفتح الموضوع.

هل يمكنني فعلها؟ لا، يجب أن أفعلها.

استمريت بتلويح السيف وأنا محتار، لم أنتبه لضعف قبضتي فانزلق السيف من يدي.

” قااه….“

سقط السيف عند مكان سيلفي، وتبلدّ عقلي.

ممماذا أفعل؟ ماذا أقول؟

” ما الخطب يا رودي…؟“

نظرت إلي سيلفي بعينيها المستغربتين. ماذا، أتسألني لماذا جئت هنا؟

” هو.. ها… ههه، أفكر أنه من المؤسف أن لا أرى تعابير سيلفي الظريفة.“

” لا، لا أقصد ذلك، أسألك عن عرقك.“

” ها… اهاا… عرقي؟ ماذا…؟“

اقتربت منها وأنا ألهث، لكنها خافت مني وابتعدت كما فعلت سابقا، لا تريدني أن أقترب منها.

تبتعد مني رغم أن تصرفها هذا يثيرني نوعا ما.

أنا أمزح.

“……”

مسحت العرق عن جبيني وانتظمت أنفاسي. جيد.

أظهرت نفسي وكأن الحزن يخنقني ثم اتكأت على الشجرة، أرخيت كتفي وتنهدت بعمق.

إنها وضعية جلد الذات.

” في الحقيقة… مؤخرا، سيلفي تعاملني ببرود….“

ساد الصمت لفترة.

أهذا كافٍ؟ أيكفي هذا يا باول؟ أم يجب أن أظهر ضعفي أكثر؟ أم تصرفي متصنع جدا؟

“!! ”

أمسكت يدي بشدة من الخلف، شعرت بدفء ناعم ولطيف. التفت للخلف وإذا بي أرى سيلف.

يا-يا للروعة!!

إنها قريبة. لم تقترب مني هكذا منذ فترة طويلة جدا. باول المحترم! لقد نجحت!!

” لأن روديوس يتصرف بغرابة مؤخرا…“

همم، نعم أدري.

لا حاجة لإخباري بذلك، اختلف تعاملي معها في الفترة الأخيرة.

ربما من منظور سيلفي تغير سلوكي جدا، وكأني أراها كقطعة حلوى مكشوفة وأنا الذبابة أفتر حولها.

بالطبع لن تشعر بالراحة، لكن لا أدري حقا كيف أتصرف.

لم أكن لأتصرف هكذا في السابق لكني الآن مع فتاة ظريفة، لا عجب إن توترت.

فتاة ظريفة وبنفس عمري، لا أعرف كيف أتصرف معها بعفوية.

لو نظرت للأمر من منظور شخص بالغ ولو كانت سيلفي أكبر في العمر، لربما استطعت استخدام معرفتي بالألعاب المنحرفة )الإيروقي( للتعامل معها.

ولو كانت فتى لتعاملت معها كما كنت أتصرف مع أخي الصغير . لكنها صديقة طفولة، ناهيك عن كونها فتاة!

طبعا لعبت بعض المسارات للتقرب من الفتيات جنسيا لكنها مجرد ألعاب وهمية ولا أريد أن تكون علاقتي معها هكذا. سيلفي ما زالت صغيرة جدا.

ما زالت خارج نطاق صيدي.

طبعا هذا الوضع مؤقت لكني أتأمل للمستقبل!!

دعنا من هذا الأمر الآن. إنها فتاة مسكينة تعرضت للتنمر. لم يقف أحد بجانبي عندما تعرضت للتنمر لذا أريد أن أكون صاحبها سواء كانت فتاة أو فتى،

هذه الحقيقة لن تتغير. لكن من الصعب أن أعاملها كالسابق، فأنا ولد في نهاية المطاف وأرغب بتكوين علاقات جيدة مع الفتيات.

سأتطلع للغد!!

آخ… لا أدري ماذا أفعل؟ لو أني استشرت باول في هذه الأمور.

” ….. آسفة، لكني لا أكره روديوس.“

” سسيلفي…..“

ضربتني سيلفي على رأسي بعد أن رأت تعابير وجهي البائسة.

وابتسمت لي بأريحية. ابتسامة لطيفة.

خفق قلبي.

اعتذرت مني رغم أنها غلطتي.

أمسكت بيدها بشدة.

احمر وجه سيلفي وهي تنظر إلي.

” إذن، هل سترجع علاقتنا كالأيام الخوالي؟“

يا رباه. ارتعش جسمي عند سماع سؤالها وهي تنظر نحوي.

لقد حسم قلبي الأمر.

الأمر محسوم.

نعم، إنها تريد علاقتنا القديمة.

عليّ معاملتها كالمعتاد لأحافظ على طبيعة علاقتنا القديمة أو بنفس القدر تقريبا.

سأنسى كوني رجل من أجل أن تستمر علاقتنا ولكي لا تشعر بالخوف والغرابة.

هذا هو الحل الوحيد.

سألعب هذا الدور.

دور البطل المغفل.

2020/06/13 · 431 مشاهدة · 1505 كلمة
dark_king
نادي الروايات - 2025