— منظور باول —
” كان ذلك خطرًا……“
نظرت إلى ابني المغمي عليه وإلى حذائي المتسخ.
تصرفت معه بجدية لأخيفه وأريه هيبة الأب بما أن اليوم هو آخر يوم لي معه كمعلم سيف، لكني لم أتوقع أن يستخدم السحر ضدي وبحركات خاطفة.
لم يهاجمني، إنما استخدم السحر ليعرقل حركتي.
واستخدم كل أنواع السحر المختلفة.
” إنه ابني حقًا، حسه القتالي مذهل.“
صحيح أن الأمر استغرق لحظة لكني اضطريت لاستخدام 4 خطوات حتى أباغته تمامًا.
لا سيما الخطوة الأخيرة، لو أني ترددت قليلاً لانحبست قدماي وخسرت النزال على الفور.
استخدمت 4 خطوات ضد ساحر، لو كان معه مرافقين لغطوا جانبيه الأيمن والأيسر من أجل حمايته، ولو كان أبعد أكثر لاحتجت إلى خطوة رابعة.
إنها خسارة لي من حيث المبدأ.
إذن لا خوف عليه، حتى لو انضم إلى فريق عشوائي لاستكشاف مغارة ما فسيكون ذا فائدة كساحر. ” كما هو مألوف من عبقري جعل ساحرة برتبة قديس الماء تخسر ثقتها بنفسها…..“
ابني مخيف للغاية.
لكني سعيد.
في السابق كنت أشعر بالغيرة ممن هم أكثر مني موهبة، أما الآن فأنا أشعر بالسعادة فقط لأنه ابني.
” أوه، هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذا الحديث، سيأتي راولز والآخرين إذا لم أُسرِع.“
ربطت ابني المغمي عليه بالحبال ورميته على متن عربة حصان وصلت للتو.
التوقيت مناسب، جاء راولز.
ومعه سيلفي.
” رودي؟!“
حاولت سيلفي إنقاذ رودي بعد أن رأته مربوطاً.
أطلقت عليّ السحر المتوسط فجأة بدون ترنيم.
تفاديتها بسهولة لكنّ سحرها سريع ناهيك عن الترنيم الصامت.
لو واجهها شخص آخر لمات على الأرجح.
ماذا كنت تعل مّ يا رودي؟
أعطيت الرسالة إلى غيلين ووضعت رودي في العربة وطلبت من السائق المغادرة.
نظرت إلى الجانب وإذا براولز يجثو على ركبتيه بجانب سيلفي ويلقنها درسًا.
خيرًا تفعل يا راولز.
تعليم الأبناء من مهام الآباء، عليك أن تسترد بنفسك الدور الذي سلبه منك رودي.
تنهدت ونظرت إليهما بعينين حنونتين، ثم سمعت صوت سيلفي.
” مفهوم، سأصبح قوية لأساعد رودي….!!“
هممم، أنت محبوب يا بنيّ.
خرجت زوجتاي من المنزل أثناء هذا المشهد.
لقد طلبت منهما البقاء في المنزل لخطورة الموقف، لكنهما على الأرجح خرجتا ليودعانه.
” آه، سيغادر عزيزي رودي.“
” سيدتي، هذا لصالحه.“
” أعلم يا ليليا. وا روديوساه!! انطلق في دربك يا طفلي!! حرموا أمك المسكينة من طفلها الوحيد!!“
” سيدتي، السيد الصغير لم يعد طفلك الوحيد.“
” معك حق، أصبح عندنا ابنتين.“
” ابنتين….!! سـ سيدتي!!“
” لا تقلقي يا ليليا، أنا أحب طفلتك!! لأني أحبك أيضًا!!“
” أوه! سيدتي، وأنا أحبك أيضًا!!“
دار هذا المشهد بينهما أثناء رحيل العربة.
لا داعي للقلق بما أن روديوس نابغة.
لكن حقًا علاقتهما جيدة وأتمنى أن يعاملاني بالمثل.
أو من الأفضل أن أتمنى ألا تتعاونان معًا للتنمر علي.
” لكن رودي لن يكون معنا عندما تكبر الطفلتان…“
يبدو أن رودي كان يخطط لأن يصير الأخ المثالي.
لحسن الحظ، سأحظى بكامل محبة ابنتي الظريفتين لوحدي.
هع هع.
مهلاً ، هكذا سيتدرب رودي على يد غيلين ملكة السيف.
أي بعد خمس سنوات عند بلوغه سن الثانية عشر ستكون لياقة جسده عالية علاوةً على تمكنه من السحر.
ثم يتحداني عند عودته.
حينها هل سأستطيع الفوز على روديوس يا ترى؟ تبًا. هيبتي كأب ستكون في خطر بعد خمس سنوات.
” يا سيدة قريرات، وليليا، بما أن روديوس غادر، سأبدأ تماريني.“
وقفت زينيث مذهولة وهمست ليليا في أذنها.
” إنه يشعر بالخطر لأنه كاد أن يهزم على يد السيد الصغير روديوس.“
” لم تتغير طباعه، لا يتمرن بجد إلا عندما تكون خسارته وشيكة.“
ويحتاه، هيبة الأب باتت في خطر الآن.
)على كل الأحوال، لا تهمني الهيبة كثيرًا.(
أنا أعرف جيدًا نهاية الأب الذي يتباهى دائمًا بهيبته ووقاره، سوف يصير كهلاً تعيسا يعاني من مشاكل النساء.
هدفي الآن هو أن أكون أباً حنوناً لا متغطرسًا قبل أن يكبر أطفالي الثلاث.
نظرت إلى زينيث.
جسدها الرشيق لا يوحي للآخرين أنها ولدت مرتين….
)ههههه آمل أن يستمر هذا حتى تلد طفلي الرابع أو الخامس(.
دعنا من هذا الآن.
)روديوس….( لم أكن أود استخدام هذا الأسلوب معك. لكن حتى لو أخبرتك فلن تستمتع إلي ولا أنا واثق من قدرتي على إقناعك.
وسأفشل كأب إن لم أفعل شيئا حيال الأمر لذا لم يسعني سوى أن أعتمد على الآخرين، هذا كل شيء.
أنت ذكي وستتفهم استخدامي القوة معك بلا شك….
لا، لا أمانع حتى لو لم تفهم.
الأمور التي ستتعلمها هناك لن تعيشها أبدًا إن بقيت في القرية.
لا يجب أن تتفهمني بل ركزّ على حياتك الجديدة التي ستكون مصدر قوتك في المستقبل.
اكرهني.
اكرهني والعن عجزك أمامي.
فهكذا كبرت تحت استبداد والدي.
غادرت المنزل لأني عجزت عن مواجهة أبي، ثم ندمت كثيرا وتعلمت الدرس.
لم أرغب أن تعيش مثل تجربتي، لكني كسبت قوتي بسبب رحيلي.
لا أدري إن كانت هذه القوة كافية لمواجهة والدي، لكنها منحتني المرأة التي أحب وحميت بها ما أريد حمايته، وعلى الأقل استطعت إخضاع ابني الصغير.
تعال يا بني إذا أردت مواجهتي.
لكن بعد أن تكسب قوتك.
اجمع قوة كافية لهزيمة أبيك القاسي.
مرتّ هذه الخواطر في ذهن باول وهو ينظر إلى عربة روديوس