المقدمة

أنا أجري الآن.

أجري بكل ما أوتيت من قوة هارباً من براثن الوحش.

الهرب يسيطر على كامل تفكيري وقلبي مفزوع تمامً ا.

صعدت السلالم ثم قفزت إلى الفناء.

مرة أستخدم سحري لأتعلق بالسطح ومرةّ أخرى للسقوط على الأرض.

” أين أنت؟!“

أطلق ذلك الوحش زئيرًا وهو يطاردني.

أنا واثق تمامًا من لياقتي البدنية أينما هربت.

فقد أمضيت حياتي في الجري منذ سن الثانية أو الثالثة في تدريبات السيف.

لكن هذه الثقة العمياء ذهبت أدراج الرياح.

ذلك الوحش يطاردني بلا هوادة محطما كل جهودي، وشعره الأحمر الدامي يرفرف في الريح.

أبى الوحش أن يستسلم مهما هربت وابتعدت عنه، وأخذ يقترب مني شيئا فشيئا في كل مرة ألتقط فيها أنفاسي.

” هآااا….. هآااا…..“

بدأت أفقد أنفاسي.

لا أستطيع مواصلة الهرب، لا مفر أمامي.

سأختبئ، إنه خياري الوحيد.

” قورط…….“

بلعت ريقي.

اختبأت وراء النبتات مستغلاً ظلال الدرج، ثم سمعت زئير الوحش قادم من منتصف القصر.

” لن أسامحك أبدًا!“

ارتعشت قدماي من هذا الزئير.

أنا روديوس قريرات، عمري 7 سنوات.

لون شعري مقارب للون شاي الكرك.

أنا فتى جميل ونشيط، انطوائي سابق بعمر الـ 43 .

دهستني شاحنة حتى الموت لأني لم أحضر عزاء والديّ وتسببت في طردي من المنزل، وبفضل سخرية القدر ولدت من جديد بجسد طفل رضيع دون فقدان ذكرياتي السابقة.

اتعظت من حياتي السابقة الفظيعة وعملت بجد طوال السنين السبعة الماضية لأعيش حياة كريمة.

تعلمت القراءة والكتابة والسحر، وتدربت على السيف، وأحسنت علاقتي مع والديّ، وتعرفت على صديقة طفولة ظريفة اسمها سيلفي.

قبلت طلب وظيفة لأتمكن من الذهاب إلى المدرسة برفقة سيلفي،

وجئت إلى بلدة روى.

وعدني رب عملي بدفع مصاريف المدرسة لشخصين إذا أكملت مهمتي في تعليم السيدة الصغيرة.

……… أو يفترض أنه شيء من هذا القبيل.

” اخرج من جحرك! سأقطعك إرباً إربا!“

راقبت المكان، وانتفضت خوفًا من صرخات الوحش.

ارتعد جسمي من ذلك الكيان الوحشي المخلوق على هيئة فتاة صغيرة.

…….. أتريدون معرفة كيف آلت الأمور هكذا؟

إذن يجب أن أقص عليكم الأحداث قبل ساعة.

الفصل الثاني عشر - عنف السيدة الصغيرة ]الجزء الأول[

حلّ المساء عند وصولنا إلى روى.

المسافة من قرية بوينا إلى بلدة روى تستغرق رحلة يوم على العربة.

لو حسبنا الزمن فهو بحوالي ست إلى سبع ساعات، لا أنكر إنها مسافة بعيدة لكنها قد تعتبر للبعض مسافة قريبة.

بلدة روى هي إحدى المدن الكبيرة في هذه الأرجاء، وهي مدينة حيوية بالفعل.

أول شيء رأته عيناي هي أسوار المدينة.

المدينة محاطة بأسوار تبلغ 7 - 8 أمتار ارتفاعا ومنظرها يبعث الأمان في النفس.

كما توجد سلسلة من الاستراحات والاسطبلات عند مدخل المدينة.

ثمّة سكاّن يتبضعّون عند التجار وآخرون يتجولون بدروعهم، المكان أشبه بحياة خيالية يحكيها كتابٌ ما.

وهناك أيضًا حمّالو الأمتعة المتجمعين في إحدى الساحات وكأنهم ينتظرون حدوث شيء.

ماذا ينتظرون يا ترى؟

” غيلين، أتعرفين ما هذا؟“

سألت السيدة الجالسة أمامي.

بل رجل ضخم أسمر مفتول العضلات يختبئ تحت لباس جلدي فاضح وأذني وحش وذيل… لالالا، إنها امرأة سياّفة.

غيلين ديدورديا.

ثالث أقوى سياّفة في فن سيف الإله.

سياّفة شديدة البأس بمرتبة ملك السيف وافقت على تعليمي فن السيف في مكان وجهتنا.

إنها ثاني معلمة لي.

” …… يا غلام.“

امتعضت لسؤالي.

” أتعتبرني حمقاء؟“

رمقتني غيلين بنظرة غاضبة مخيفة.

” كلا، إنني وحسب أجهل ما يجري لذا أردت السؤال…..“

” أوه، آسفة، إذن هذا قصدك.“

أجابت غيلين على سؤالي بعد أن رأت الدموع تتجمع في عيني.

” إنها منطقة انتظار عربات العوام؛ محطة مهمة لمن يرغب في الترحال من مدينة لأخرى، أي بإمكانك تأجير سائق في ذاك المكان.“

أخذت غيلين تشرح لي أنواع المحلات واحدة تلو الأخرى،

فهذه حانة وذاك متجر أسلحة وتلك نقابة تجارة ما… تمهلي لحظة، ذاك المحل مشبوه للغاية!

تبدو لي ودودة جدًا رغم مظهرها المخيف.

انعطفنا عند إحدى الزوايا وتغيرت الأجواء تمامًا.

فبعد عبور العربة بالعديد من المحلات الخاصة بالمغامرين، أخذت أرى أحياءً سكنية كثيرة.

لا بد أنّ هنالك أناس يجوبون تلك الممرات والأزقة.

تخطيط المنطقة السكنية جيد.

لو ظهر الأعداء فبمقدور الناس هنا أن يدافعوا ريثما يهرب السكاّن إلى مركز المدينة أو يفروّن في الاتجاه المعاكس.

علاوةً على تخطيط المنطقة الحربي، كلما توغّلنا فيها أكثر بدأت ألاحظ أنّ الجياد أضخم والمحلات أكبر من السابق.

وكلما اقتربنا من مركز المدينة، صار عدد الأثرياء أكثر في المكان.

” هذا هو قصر السيد.“

” إنها قلعة لا قصر.“

يُحكى أنه قبل 344 عام تم بناء هذا المكان كخط الدفاع الأخير، إنها مدينة ذات تاريخ طويل.

إذن هذه هي قلعة المدينة.

جزئية التاريخ حقيقية، لكن نبلاء العاصمة يعتبرون هذا المكان مرتعًا للمغامرين ذوي الرتب المتدنية.

” يبدو أنّ مكانة السيدة الصغيرة عالية بين النبلاء بما أنها تقطن هنا.“

” ليس بالضبط.“

هزتّ غيلين رأسها.

لكن بعد أن أبصرت قصر السيد وبناءً على استنتاجي السابق، فالناس هنا يحملون مكانة راقية بلا شك. …… أو ربما لا، العيش في بلدة تقع على أطراف الدولة لا يدل أن الطبقة بذاك الرقي.

” ماذا؟“

ألقى السائق تحيته للشخص الواقف عند بوابة القصر أثناء تفكيري.

ثم دخلنا.

” أتلك هي ابنة السيد؟“

” لا.“

” أليست هي؟“

” تقريباً.“

أثمّة مغزى وراء إجابتها؟ لم أفهم قصدها….

توقفت العربة.

بعد دخولنا القصر، أحضرونا إلى إحدى الغرف ويبدو أنها غرفة استقبال الضيوف.

أشار كبير الخدم إلى أريكتين في الغرفة.

إنها أول مقابلة لي.

سأتصرف بحذر.

”اجلس هنا من فضلك.“

أطعت كبير الخدم وجلست على الأريكة.

تحركت غيلين دون أن تنبس بكلمة ووقفت عند زاوية الغرفة.

زاويتها تطلّ على المكان كله.

لو كناّ في حياتي السابقة، لقلت أنها تعاني من متلازمة الصف الثامن )تشونيبيو(.

”السيد الصغير سيحضر عماّ قريب، انتظر من فضلك.“

صبّ كبير الخدم سائلا أشبه بالشاي الأحمر في كوب فاخر جدًا، ثم انتظر عند مدخل الغرفة.

شربت السائل الساخن.

طعمه ليس سيئ، لا بد أنه مشروب باهظ الثمن رغم أني لا أعرف كيف أقدّر جودة الشاي الأحمر.

بالمناسبة، لم تقدم أية مشروبات لغيلين منذ مجيئها، يبدو أنني الوحيد هنا بحسبة ضيف.

”أين هو؟!“

وبينما أشغل بالي بهذه الأمور، دوى صوت هائل تبعته خطوات غاضبة آتية من خلف الجدران.

”أهو هنا؟“

رجل صارم المظهر دخل الغرفة عنوة.

مظهره يوحي أنه في الخمسين من عمره بشعر بني داكن يخالطه الشيب، لكنه يبدو صحيح البنية.

وضعت كوبي ونهضت من مكاني، أحنيت خصري 04 درجة.

” سُعدت بلقائك، اسمي روديوس قريرات."

شخر الرجل بسخط.

”ويحك، لا تعرف حتى كيف تقدم تحية.“

”سيدي، السيد روديوس لم يغادر قرية بوينا قط، كما أنه صغير ولم يحظَ بوقت ليتعلم أدب اللباقة، أرجوك اصفح عن وقاحته البسيطة…“

”اخرس!“

سكت كبير الخدم بعد التوبيخ.

لا بد أن هذا السيد العجوز هو من وظفّني.

يبدو أنه غاضب جدًا وكأنّ تصرفي غير ملائم بشكل ما.

مع أنني حييّته بحرص، لكن يظهر أن للنبلاء أصول مختلفة في السلوكيات.

”ويحك، باول لم يعلمّ ابنه الرسميات على الأقل!“

” سمعت أنّ أبي يكره الأصول المتحجرة، لذا ارتأى عدم تعليمي إياّها.“

”تفضلّ! اختلق عذرًا من فوره! إنك تشابه باول.“

” هل يختلق أبي الأعذار دائمًا؟“

”وما رأيك؟ تسيل الأعذار من فمه كاللعاب، ثمة عذر لو بلل فراشه، وثمة عذر لو تشاجر، وحتى لو تقاعس في دراسته سيجد لنفسه عذرًا ما.“

فهمت، معه حق.

”إذا أردت التعلم، فابدأ أولا بتعلم الأصول! انتهى بك الحال إلى هذا المآل لأنك لم تحاول مطلقًا!“

كلامه ومنطقه صحيحان.

لم أتعلم سوى السحر والسيافة، لم أفكر أبدا في تعلم أيّ شيء جديد.

ربما نظري ضيقّ الأفق.

يجب أن أصحّح خطئي بجدية.

” أنت محق، إنه خطئي وأنا أعتذر بشدة على تقصيري.“

داس السيد العجوز الأرض بقدمه بينما أحني له رأسي.

”يبدو أنك لم تلتمس لنفسك عذرًا وحاولت تقديم اعتذارك بأفضل وضعية رسمية تعرفها! سأسمح ببقائك في القصر!“

لم أفهم ما جرى، لكن يبدو أنه سامحني.

بعد أن قال السيد العجوز ما في جعبته، أدار جسده بحزم وغادر المكان بسرعة.

” من هذا؟“

سألت كبير الخدم.

”إنه لورد ولاية فتوى (هي فيتوا وليست فتوى ولكن سابقيها هكذا حتى ابدا الترجمه )، السيد ساوروس بورياس قريرات؛ عم السيد باول.“

إذن ذاك الشخص بمنصب لورد.

إنه متغطرس قليلا وهذا يجعلني أقلق بشأن طريقة إدارته للبلدة،

لحظة.

إدارة بلدة مليئة بالمغامرين تحتاج لقائد ذو هيبة مما يفسّر شخصيته الصارمة وإلاّ لما استطاع أداء مهامه كلورد.

همم؟ قريرات؟ عم….؟

” أهذا يعني أنه أخ جدي؟“

”نعم.“


خمنتّ أن باول استعمل علاقته العائلية التي قطعها في ماضيه.

وبما أن عائلته من طبقة النبلاء العليا، فلا بد أنه كان سيدا صغيرا لأحد البلدان الجيدة.

”ما الخطب يا توماس؟ لماذا الباب مفتوح دائما؟“

دخل شخص آخر.

”بدا لي أبي سعيدًا جدا، هل حدث شيء؟“

رجل نحيل الجسم وشعره بلون الشاي الفاتح.

أعتقد أنه ابن عم باول بناءً على كلامه.

”سيدي الصغير، إنني آسفٌ جدا، السيد الكبير قابل لتوهّ السيد روديوس ويظهر أنه مسرور به.“ ”عجيب، طفل حاز على اهتمام والدي…. هل استعجل بحكمه؟ همم.“

قال هذا وهو يسير تجاه الأريكة أمامي، ثم جلس.

” سُعدت بلقائك، اسمي روديوس قريرات".

أحنيت رأسي بنفس وضعيتي السابقة.

”تشرفّنا، أنا فيليب بورياس قريرات. عندما يلقي النبيل تحيته فمن المفترض أن يضع يده اليمنى على صدره ويحني رأسه قليلا، لا شك أنهّ تم توبيخك بالحكم على تحيتك هذه.“

” أتقصد هكذا؟“

قلدّت حركة فيليب ورفعت رأسي قليلا.

”أجل شيء كهذا، لكن وضعية تحيتك السابقة ليست سيئة وسيسعد أبي كثيرا لو حياّه حدّادًا بذاك الأسلوب، تفضلّ بالجلوس.“

جلس فيليب ثم أسند ظهره إلى الأريكة.

أطعته وجلست.

……… هل بدأت المقابلة؟

”ماذا تعرف بالضبط؟“

” ما أعرفه هو أني إذا درسّت السيدة الصغيرة لخمس سنوات فسأحصل على مصروف يخولّني دخول جامعة السحر.“

”أهذا كل ما تعرفه؟“

” نعم.“

”فهمت….“

نظر فيليب إلى الطاولة واضعًا يديه تحت ذقنه وكأنهّ يفكر بشيء.

”أتحب الفتيات؟“

” ليس كأبي.“

”ح ق ا؟ حسنٌ، أنت ناجح.“

هاه؟ ماذا؟

أنجحت بهذه السرعة؟

”تلك الطفلة لا تفضلّ سوى معلمتين في الوقت الحاضر؛ إيدينا التي تعلمها أدب اللباقة وغي س لين التي تعلمها السيافة، أما قبل ذلك فطردنا خمسة أشخاص وأحدهم كان يعلم في القصر الملكي.“

خبرته في القصر الملكي لا تعني أن أساليب تدريسه جيدة، طبعًا لم أقل هذا بصوت مسموع.

” …………. ألهذا علاقة بحب الفتيات؟“

”كلا، كنت أتساءل إن كنت مثل باول الذي يتحرش بكل فتاة ظريفة يراها.“

هزّ فيليب كتفيه باستهجان.

أنا من يودّ الاستهجان يا صاح، تحسبوني مثل ذاك الأرعن.

”بصراحة، لا أتوقع منك شيء لأنك ابن باول، لكن لا بأس لو حاولت.“

” مهلاً، بالغت في صراحتك.“

”ما الأمر؟ ألست واثقًا من نفسك؟“

أجل، أفتقر الثقة بنفسي.

مع ذلك لا يمكنني قولها في الوضع الراهن.

” لن أدري قبل أن أقابلها…..“

س أبحث عن عمل آخر لو فشلت هنا، سيعتبرني باول أضحوكة ويسخر مني مطلقًا عليّ الأوصاف.

أتمزح معي؟ كيف أتحمل سخرية شخص أصغر مني؟

يا ورطتي….

” إن لم تنجح الطريقة الطبيعية….. فلنجر بّ التمثيل.“

سأستغل خبرة حياتي السابقة في ترويض السيدة الصغيرة.

”تمثيل. ماذا تقصد؟“

شرحت له بوضوح.

” عندما أخرج مع السيدة الصغيرة سيخطفنا شخص شرير من عائلة معينّة، حينئذٍ سأستخدم مهارات اللغة والسحر والحساب للهرب مع السيدة الصغيرة، ثم نعود إلى القصر بالاعتماد على أنفسنا.“

التزم فيليب الصمت بعد أن سمع شرحي، ثم فهم الخطة وأطرق رأسه.

”أي أنك تريدها أن تبادر في التعلمّ، خطة مثيرة، لكن أسيجري الأمر بهذه السلاسة؟“

” أعتقد أنّ هذه الطريقة أفضل من طريقة الكبار في التعليم.“

هذا السيناريو يحدث دومًا في الأنيمي والمانجا.

سيدرك الطفل قيمة التعليم ولو كان يكره الكتب عندما يعيش هذه التجربة أو يراها أمام عينيه.

حتى لو كانت التجربة حقيقية أم محض تمثيل.

”هل ما شرحته قبل قليل هي خطة علمّك إياّها باول لترويض الفتيات؟“

” كلا، أبي لا يحتاج إلى هذه الخطة، فشعبيته قوية.“

”كككـ…… كاااااك….“

انفجر فيليب ضاحكًا.

”معك حق، حظ ذاك الشاب يفلق الصخر، تأتيه الفتيات من كل حدب وصوب بطرفة عين.“

” يبدو أن جميع النساء اللواتي يعرفن أبي وقعن في شراكه، حتى غيلين الواقفة هناك هي إحداهن.“

”أجل، إنها موهبة يُحسد عليها.“

” أخاف أن يضع يديه على صديقتي في قرية بوينا.“

اعتراني القلق بعد أن قلت هذا.

ستكبر سيلف في غضون خمس سنوات.

وحينما أعود، ستكون إحدى أمّهاتي.

يا إلهي.

”لا تقلق، باول يهتم فقط بالفتيات.. الكبيرات.“

قالها هو ينظر صوب غيلين.

” هـ.. هكذا إذن.“

نظرت إلى غيلين، إنها كبيرة فعلاً.

زينيث وليليا أيضًا كبيرتان.

أتريدون معرفة ما هو الكبير؟

بالطبع أقصد حجم الأثداء.

”إذن لا خوف عليها بما أنها مجرد خمس سنوات، فهي تحمل في عروقها دماء الجنيات ولن تبلغ ذاك الكبر حتى لو نضجت، كما أن باول لن يكون لئيما لهذه الدرجة.“

ه كذا إذن؟

هذا الشاب يعرف أن سيلفي جنية.

إذن من الأفضل أن أعتبر كل ما حدث في قرية بوينا قد بلغ مسامعهم.

”أو يجدر بي القول أني قلقٌ من أن تغوي ابنتي.“

” ماذا تتوقع أن يفعله طفل ذي سبعة أعوام؟“

هذا وقحٌ للغاية، لست منحطاً لهذه الدرجة، سأجعلها تقع في حبي بأقصى تقدير. )سأخضعها(

”بناءً على رسالة باول، أرى أنك كنت تلهو كثيرًا مع تلك الفتاة في القرية مما أجبره على ترحيلك، ولا أظنّ أنك مجرد طفل بريء بعد سماع تلك الخطة ولو أني أعتبرها مزحة.“

” سيلفي صديقتي فحسب.“

وأريد أن أربيّها لتغدو فتاتي المطيعة.

……… لن أفصح عن هذا أبدا ولو شقّوا فمي.

بعض الأمور يجب أن تبقى مطمورة في القلب ولا يصحّ الإفصاح عنها.

”حسنٌ إذن، لن يتغير شيء بمجرد الحديث، سأجعلك تقابل ابنتي، أحضرها يا توماس!“

وقف فيليب بعدما انتهى من كلامه.

وهكذا رأيت الجحيم بعيني .

2020/06/15 · 678 مشاهدة · 2075 كلمة
dark_king
نادي الروايات - 2025