سليطة لسان ومتعجرفة.
هذا أولّ انطباع عنها.
إنها تكبرني بعامين، طرفا عينيها مرتفعان ولديها شعر مموجّ.
شعرها قرمزي اللون، وكأنّ لطخة صبغ خلطت مع اللون الأحمر الخالص.
يمكنني وصفها بكلمتين، قنبلة موقوتة.
قد تغدو امرأة جميلة في المستقبل لكن معظم الرجال سيعزفون عنها لأنها صعبة المراس.
ما عدا المازوخيين……. لا، حتى المازوخيين لن يتحملوها.
بجميع الأحوال، إنها خطرة.
كل خلية في جسمي تصرخ وتنهرني عن الاقتراب منها.
” سُعدت بلقائك، اسمي روديوس قريرات."
لكنيّ لا أستطيع الهرب على أية حال.
سأطبقّ ما تعلمته قبل قليل.
” ويحك!“
شخرت تمامًا كما فعل جدّها معي.
وقفت بثبات وعقدت يديها، ثم أخذت ترمقني بنظرات متعالية.
إنها أطول مني.
أظهرت استياءها بعد رؤيتي وقالت:
” أيّ هراء هذا؟ ألست أصغر مني؟! أتجعلون هذا الشخص يعلمني من باب المزاح؟!؟
أجل، كبرياؤها يبلغ عنان السماء.
لكنيّ لن أتراجع.
” الأمر لا علاقة له بالسنّ.“
” ماذا قلت؟! أتجرؤ على مناقشتي؟!“
صوتها العالي يفجر الآذان.
” لكني قادر على فعل شيء تعجز عنه الآنسة.“
انتصب شعر السيدة الصغيرة بعد سماع كلماتي.
لم يخيلّ لي أبدًا أنيّ سأرى الغضب يتجسّد أمامي.
بثتّ الرعب في نفسي.
ويحي، لماذا أخاف من طفلة لم تبلغ العاشرة؟
” ماذا؟ إنك مغرور يا هذا، ألا تعرف من أكون؟“
” أنتِ ابنة عمي الكبرى.“
أخفيت فزعي وأجبتها.
” ابنة عم….؟ ماذا تعني؟“
” ابن عم أبي يعتبر بمنزلة عمي، أي إنكِ بمثابة ابنة عمي.“
” ما هذا الهراء المعقد؟!“
هل أخطأت؟
من الأسهل أن أذكر الأسماء لتفهم صلة القرابة.
” ألم تسمعي باسم باول؟“
” وكيف عساي أسمع بهذا الاسم؟!“
” هكذا إذن.“
تفاجأت لعدم معرفتها بالاسم.
على أية حال، سأتحدث معها.
مواصلة الحديث تفلّ الحديد أو هذا ما قاله أسطورة تختيم الألعاب ذات مرة.
بعد أن خطرت لي هذه الفكرة.
رفعت السيدة الصغيرة يدها.
طع!
” …. هاه؟“
باغتتني الصدمة.
صفعتني السيدة الصغيرة فجأة.
تشتت ذهني وسألتها.
” لماذا ضربتني؟“
” لأنكّ مغرور رغم كونك أصغر مني!“
” طيبّ.“
لسعني خدي المصفوع.
صفعتها مؤلمة…..
ثاني انطباع: عنيفة.
لا خيار آخر.
” إذن، سأرد ضربتك.“
” ماذا؟!“
صفعتها على الفور.
طب!
الصوت غريب.
ربما لأني لا أعرف كيف أصفع.
لا يهم، يفترض أن تؤلمها الصفعة.
)لعلمك، الناس يتألمون عندما تضربينهم. أتفهمين الآن……؟(
كدت أخبرها بذلك لكني رأيت السيدة الصغيرة ترفع قبضتها بغضب عارم.
إنها تشبه تمامًا آلهة الغضب البوذية.
ضربتني على حين غفلة.
تعثرّت للخلف.
أكملت هجومها بركلة.
طار جسدي للوراء بعد أن ركلت صدري.
ثم جثت فوقي.
أحكمت يديّ بساقيها.
ماذا؟ لا أستطيع الحراك؟
” تمهّلي لحظة.“
طغى زئير السيدة الغاضب على صوتي المرتبك.
” تجرأّت على ضربي! ستندم على فعلتك!“
أرشقتني بلكمات متتابعة.
” أح، آي، تـ، توقفي، لالا، توقفي.“
بعد لكمتها الخامسة، استطعت أخيرًا تسخير سحري لأفلت منها.
اتكأت على رجلي المرتعشة ونهضت رافعًا يديّ مستعدًا لتسخير السحر والتعارك معها.
سخّرت موجة صدمية على وجه السيدة الصغيرة.
تلقى وجهها الصدمة وطارت للأعلى، لكنها لم تتوقف ثانيةً واندفعت نحوي كوحش هائج.
بعد أن رأيت تعبير وجهها أدركت أنيّ قد أخطأت.
فهربت بسرعة والخوف يأكل قلبي.
إنها ليست سيدة مغرورة فحسب.
إنما بطلة جانحة في قصص المانجا.
ربما أستطيع إفقادها الوعي باستخدام السحر.
لكنها لن تطيعني أبد الدهر.
بل ستحاول الانتقام مني فور استيقاظها.
يمكنني تسخير السحر لإسقاطها على الأرض في كل مرة.
لكنها لن تيأس أبدا.
كما أنها مختلفة عن أبطال القصص، إذ لن تتورعّ عن استعمال الأساليب الخسيسة لو أتيحت لها الفرصة.
كأن تقذفني بمزهرية من الطابق الثاني أو تختبئ في زاوية ما وتباغتني بسيف خشبي…..
ستستغل كل شيء لتنتقم مني وتردّ الصاع عشرة أصواع.
لن ترحمني أو تشفق علي.
الوضع خطر، لا أستطيع تسخير سحر الشفاء دون لفظ الترنيمة.
ناهيك أن العراك لن يتوقف، ولن تستمع إليّ.
كما لا يسعني قطعًا استخدام القوة معها في موقفي هذا.
لذا جريت بكل ما أوتيت من قوة للهرب من براثن الوحش.
وها قد عُدنا إلى بداية القصة.
نجحت اليوم في الهرب لكن قد لا يحالفني الحظ في المرة المقبلة.
ثم سمعت السيدة تصرخ بغضب في غرفتها.
يبدو أنهّا تعِبت وكفّت عن ملاحقتي، فعادت إلى غرفتها.
تنفّست الصعداء.
لم تستطع إيجادي.
لكنها أوشكت أن تمسك بي عندما عبر الشيطان الأحمر أمامي.
كاد قلبي يتوقف من شدة الخوف.
لم يخطر على بالي أبدًا أنيّ سأعيش لحظات الهلع هذه كما يحصل في أفلام الرعب.
عندما عُدت إلى فيليب، ابتسم لي قائلاً:
”كيف جرى الأمر؟“
” لا فائدة.“
كدت أجهش في البكاء وأنا أجيبه.
حسبت أنيّ سأموت عندما ضربتني وكدت أصيح باكياً.
لم يضربني أحد منذ وقت طويل.
تذكرّت آخر مرة ضُربت فيها، حدث ذلك منذ زمن طويل فعلاً.
ومع ذلك، الأمر لا يقارن بتلك الصدمة النفسية.
”إذن، هل استسلمت؟“
” لن أستسلم.“
لم أفعل شيئًا حتى الآن.
إذا أعلنت استسلامي فهذا يعني أنيّ ضُربت هباءً.
” أريد أن أطلب منك شيئًا.“
أحنيت رأسي لفيليب بقوةّ.
يجب أن ألقّن ذاك الوحش الهائج معنى الرعب الحقيقي.
”حسنٌ، تكفّل بالترتيبات يا توماس.“
أعطى فيليب أمره لكبير الخدم ثم غادر الغرفة.
”بالمناسبة، الفكرة التي عرضتها عليّ مثيرة ح ق ا.“
” أأنت جاد؟“
”نعم، إنك الوحيد من بين كل المعلمين الذي حاك خطة كهذه.“
” …… أتعتقد أنها ستنجح؟“
”سيعتمد هذا على مجهودك.“
إنه محق تمامًا.
لكن يساورني القلق حيالها.
هل أستطيع إخضاع السيدة الصغيرة بحيلي الرخيصة؟ على أية حال، اتفقنا على تنفيذ الخطة.
دخلت الغرفة التي خصصّوها لي.
الغرفة مليئة بالأمتعة ذات الطراز الفاخر.
سرير ملكي فخم، أثاث متناسق التصميم، إطار نوافذ جميل، رف كتب معاصر.
لو كان عندي كولا وحاسوب لعشت حياة انطوائية رغدة حتى مماتي.
إنها غرفة جيدة.
ربما خصصّوها من أجلي لأنيّ أحمل اسم قريرات وإلاّ رموني في غرفة خادم.
بمناسبة الخدم، لا أدري لماذا يمتلئ القصر بالخادمات من عرق الوحوش.
سمعت أنّ الأعراق الشيطانية مكروهة في هذا البلد، أيوجد استثناء لعرق الوحوش؟
” ويحك يا باول… تجرأّت على نفيي في هذا الجحيم.“
جلست على السرير منهكًا وأمسكت برأسي المتألم.
موضع الضربة ما زال يلسعني.
رنمّت لأسخّر سحر الشفاء وعالجت كدماتي.
” وضعي الحالي أفضل من حياتي السابقة بجميع الأحوال.“
صحيحٌ أني طردت من منزلي للمرة الثانية على نفس المنوال، لكن حالي مختلف الآن إذ لم أشردّ في الشوارع، الحال مختلفٌ تمامًا.
جهّز لي باول معيشة يسيرة، وظيفة ومكان مبيت، وكذلك المال.
تدبيرٌ فائق العناية.
ليت إخواني ساروا على نهجه في حياتي السابقة، لاستطعت حينئذٍ تدبير أمري.
لا، هذا محال.
كنت رجلاً انطوائيا عديم الخبرة في الرابعة والثلاثين من عمره، بالطبع سيتخلوّن عني.
ولو أنهم وفروّا لي كل ذلك، فعلى الأرجح سأتذمر وأرفض العمل.
غالباً سأنتحر بعد حرماني من حب حياتي )الحاسوب(.
الأمر بات ممكنًا الآن فقط.
حصلت على وظيفة ووجدت الدافع لكسب المال.
الآن فحسب.
نعم، طرُدت بالقوة لكن تم اختيار التوقيت بعناية، ربما أجحفت بحق باول.
لكن ما خطب تلك المخلوقة الشرسة؟
لم أقابل أحدًا مثلها طوال الأربعين سنة التي عشتها.
الأمر لا يقتصر على الخوف.
بل العنف!
أدقّ وصف لها هو؛ هالة عنف تجسّدت بهيئة إنسان.
وكأنهّا صمّام ماء على وشك الانفجار.
صمّام يحبس بداخله كيان خطر.
أعتقد أني بللّت سروالي.
” أشعر أنه مهما أفعل فسيجنّ جنونها.“
إذ ستعتبرني عدوهّا اللدود ويصيبها الجنون.
أنا محض لعبة تتسلىّ فيها تلك السيدة.
وستمزقني إلى أشلاء في نهاية المطاف.
…… لا عجب أنها طرُدت من المدرسة.“
الطريقة التي هاجمتني فيها ليست عشوائية، إنما تقنية مجربّة.
إنها تقنية لإخضاع الأشخاص قبل أن تضربهم ضرب الكلاب سواء أرادوا القتال أم لا.
طريقتها في إخضاع الناس متمرسّة للغاية بالرغم من أنها طفلة ذات تسع أعوام. أبمقدوري تعليم شخص مثلها؟
ناقشت الأمر مع فيليب.
ستكون ضحية اختطاف لتشعر أنها بلا حول ولا قوة.
وبعدئذٍ سأنقذها، ثم أحظى باحترامها وتطيع إرشاداتي.
الخطة بسيطة وأعرف أساسياتها.
ستجري الأمور بسلاسة إن سارت على هوانا.
لكن أستنجح الخطة يا ترى؟
مستوى عنفها يفوق الوصف.
ستزأر وتصيح بأعلى صوتها، ثم تنقضّ على فريستها وتنهشه بمخالبها.
العنف يغلب العزيمة.
ماذا لو اختطفت ولم تشعر بشيء؟
ماذا لو أنقذتها وجحدتني؟ كأن تقول مثلاً )لماذا لم تبُكر إليّ يا حثالة؟(.
الاحتمال وارد.
لن أستغرب حصوله.
قد تحاول فعل شيء ليس في الحسبان، حينئذٍ عليّ التفكير بحلّ لكل طارئ.
يجب أن أحزم أمري.
لن أفشل مهما حصل.
سأمعن التفكير وأضع الخطوات اللازمة لنجاح الخطة.
...............
...........
......
أخذ ذهني يتشتت كلما حاولت التركيز.
” أتمنى النجاح يا الهى …….“
لجأت للدعاء في نهاية المطاف.
لا أؤمن بالرب على الإطلاق.
لكني كسائر اليابانيين يتضرعّون إلى الرب كلما حلتّ بهم مصيبة.
ويقولون أشياءً مثل )ارزقني النجاح( وما شابه.
بكيت عندما أدركت أنّ تحفتي المقدسة )سروال روكسي( ما زالت في غرفتي القديمة.
ربيّ )روكسي( ليست هنا.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
) تقرير ( | |
السيدة الصغيرة | الاسم: |
حفيدة لورد فتوى | المهنة: |
عنيفة | الشخصية: |
التجاهل | مهارة الحوار: |
تستطيع كتابة اسمها فقط | مستوى اللغة: |
جمع الأعداد المفردة | مستوى الحساب: |
ولا مثقال ذرةّ | مستوى السحر: |
رتبة مبتدئ في فن سيف الإله | مستوى السيافة: |
أسلوب تحية آل بورياس | مستوى اللباقة: |
الجد، غيلين | الأشخاص المفضلين: |