115 - المشاعر التي أزهرت بعد المعركة

الفصل 115: المشاعر التي أزهرت بعد المعركة

اندفع الشيخ كونراد لمهاجمة رودي مباشرة، لكن قوة هائلة أوقفته.

وحين انقشع غبار الهجوم، أصبح بإمكان الجميع رؤية ما يحدث بوضوح.

كان الشيخ كونراد، الذي جاء مع تلاميذ طائفة السيف، يقف ممسكًا بسيفه على بعد سنتيمتر واحد فقط من عنق رودي، لكن طرف السيف كان محصورًا بين إصبعين، يمنعه من التقدم ولو قيد أنملة.

لقد تدخّل سيد الطائفة وأمسك بالسيف.

نظر إلى كونراد وأطلق شخيرًا ساخرًا:

"لا يهمني من أي طائفة أتيت أيها الحقير، لقد حاولت قتل تلميذ من طائفتي أمام عيني… وعليك الآن أن تتحمل العواقب."

بوووم! وجه ضربة كف مباشرة إلى صدر كونراد، فانطلق الأخير كالطلقة المقذوفة من مدفع. لم يكن لمزارٍ في مرحلة "صعود الفراغ" أن يتحمل ضربة من خبير في مرحلة "تجاوز الكارثة".

وجد كونراد نفسه نصف فاقد للوعي. لم يتخيل أبدًا أن سيد طائفة من هذا الركن النائي من القارة يجرؤ على لمسه، وكان يظن أن مكانته وخلفيته كفيلة بحمايته حتى لو قتل هذا العبقري. لكنه كان مخطئًا… مخطئًا للغاية. فالسيد هنا كان متعجرفًا حتى النخاع، لا يعبأ بأصل خصمه، وضربه بلا تردد.

وبينما كان كونراد يتطاير في الهواء، فقد وعيه تمامًا، وتدمرت قاعدته الزراعية، وصار في هذا العالم القاسي بمثابة ميت بلا قوة.

كان وجه رودي لا يزال يتصبب عرقًا؛ قبل لحظات فقط شعر بهالة الموت تخنقه، ولولا تدخل سيد الطائفة لما كان الآن على قيد الحياة. ابتلع ريقه ببطء.

اقترب سيد الطائفة لوثر منه بابتسامة:

"لم أكن أعلم أن شخصًا مثلك يختبئ في طائفتنا طوال هذا الوقت. لقد كان تقصيرًا منا أننا لم نكتشف موهبتك سابقًا."

ثم التفت إلى الحشد وأعلن بصوت جهوري:

"اعتبارًا من اليوم، روديوس ستان هو الابن المقدس الجديد لطائفة المهيمن!"

انفجرت هتافات الجماهير كالرعد بين الجبال، وتحول الحشد إلى موجة من الحماسة بعد هذه المعركة الأسطورية. وفي لحظة، اكتسب رودي قاعدة جماهيرية ضخمة.

حتى إيثان شعر بالدهشة من جرأة هذا الإعلان.

"بحسب ما سمعت، طائفة السيف قوية للغاية… من أين لسيد الطائفة هذه الثقة؟ هل تخفي الطائفة أسرارًا؟ حسنًا… سأكتشف عاجلًا أو آجلًا."

وبفضل تدخل إيثان الخفي، أصبح رودي ابنًا مقدسًا. شعر رودي بامتنان عميق لذلك "الكبير" المجهول:

"شكرًا لك يا سيدي على مساعدتي، إذا احتجتني يومًا… فسأكون حاضرًا."

لكن صوتًا رد عليه في عقله فورًا:

"لا تقلق… أنوي استغلالك جيدًا يا ابننا المقدس الجديد. استمتع بالمجد الآن، وعند المساء تعال إلى الغابة خلف الجبل… سأدربك كما ينبغي."

جمد رودي في مكانه، وبدأ العرق يتصبب من جبينه.

"لقد قلت ذلك كمجاملة فقط… لكنه جاد؟!"

لكن حين التفت، وقعت عيناه على الفتاة التي أحبها دائمًا — لومي. كانت تحدق به بعينين دامعتين من الدهشة. هي صديقة طفولته، دخلا الطائفة معًا، تمتلك روحًا صفراء من نوع نباتي — روح الشفاء. كانت دائمًا من تعالج جراحه.

اليوم حاولت منعه من القتال، لأنها كانت تعرف أنه لن يتمكن من مجاراة خصومه. كان يحبها دائمًا لكنه لم يجرؤ على الاعتراف، خوفًا من أن يجعل الابن المقدس السابق حياتها جحيمًا. لكنه الآن… أصبح ابنًا مقدسًا بنفسه، أعلى من جميع التلاميذ، ولا يقل منزلة عن الشيوخ العاديين.

نزل رودي من المنصة، وما زالت لومي تحدق به. ولما اقترب، همّت بالانصراف، شاعرة أنه أصبح في مستوى آخر. لكنها فوجئت به يمسك يدها ويجذبها إلى أحضانه قائلًا:

"أنا أحبك يا لومي… فلنتزوج."

ارتجف أنفاسها، واتسعت عيناها، ثم احمر وجهها بشدة. لقد أحبته دائمًا، لكنها كبحت مشاعرها خوفًا من التعقيد. والآن… انهار السد، وفاضت مشاعرها، واحتضنته باكية من الفرح والارتياح.

أما الابن المقدس السابق الذي كان يطارد لومي، فقد شاهد المشهد من بعيد، ولم يجرؤ حتى على إخراج نفس مرتفع خوفًا من أن يمحى وجوده على يد ذلك "الوحش".

مسح رودي دموعها، وربت على شعرها، وطبع قبلة على جبينها. أغمضت عينيها، تحفظ هذه اللحظة في قلبها إلى الأبد.

وعند رؤية هذا المشهد، اهتز قلب إيثان. تذكر روز… خطيبته التي لم يشاركها يومًا لحظة مماثلة، فكانت علاقتهما أقرب لصفقة باردة. الفارق في القوة بينهما جعلها تشعر دائمًا بالدونية، ومنع مشاعرهما من التفتح.

تنهد…

"روز تستحق كل سعادة في العالم… بعد كل شيء، هي لي. يجب أن أجد طريقة للتواصل مع جسدي الرئيسي، وأخبره بما جرى هنا. سيف اللانهاية سيكون أفضل بين يديه."

2025/08/15 · 192 مشاهدة · 649 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025