الفصل 116: التصالح مع روز

في تلك الأثناء على الأرض…

خرج إيثان من غرفته ليستنشق بعض الهواء النقي، واتصل بـروز.

– "مرحباً روز، أين أنتِ الآن؟"

– "أنا في قاعة التحالف"، أجابت روز. "هل تحتاج شيئاً؟"

شعر إيثان بوخزة حزن في قلبه. ألهذا الحد لا يمكنه الاتصال بها إلا لسبب محدد؟ عندها أدرك السبب الحقيقي… روز لم تتصل به يوماً أولاً، وعندما يتصل هو، يكون دائماً لطلب أو حاجة. هي لا تستطيع مساعدته، ولهذا، على الأقل، لا تريد أن تكون عبئاً عليه.

كانت علاقتهما ضبابية للغاية. كان متأكداً أنه حتى لو بدأ بمواعدة فتاة أخرى، فلن تقول روز شيئاً. الفجوة في القوة والمكانة بينهما جعلت الرابط بينهما هشاً لدرجة أن إيثان شعر وكأنهما ليسا معاً حقاً.

"سأواصل أنا في الصعود، وروز ستواصل الابتعاد... لن تشاركني مشاكلها، وأنا لا أمنحها الوقت أو الحنان الذي تستحقه. لا أعرف كيف تشعر… لكن لو كنا مكان بعضنا، أعلم أنني لن أشعر بشيء جيد."

وبينما تدور كل هذه الأفكار في رأسه، كان الخط ما زال متصلاً، فجاء صوت روز:

– "مرحباً؟ إيثان؟ هل أنت هناك؟"

ابتسم إيثان ابتسامة هادئة:

– "روز، سأكون عندكِ خلال عشر دقائق. تجهزي، إذا كنتِ مشغولة الآن."

– "حسناً."

همست روز لنفسها متسائلة عن سبب قدومه… هل حدث شيء ما؟

بعد عشر دقائق، كانت قد ارتدت ملابس بسيطة: قميص قطني وبنطال جينز.

وصل إيثان إلى المكان مستخدماً قدرته على الانتقال الفوري، وكان هو الآخر يرتدي ملابس عادية: بنطال وقميص بسيط.

ابتسمت روز حين رأته يقترب. اقترب منها إيثان ونظر مباشرة في عينيها. شعرت بأن قلبها بدأ يخفق بجنون.

– "روز، لنخرج اليوم. لكن هذه المرة، أنتِ من ستختارين المكان."

ثم أخرج قطعة قماش سوداء وغطى عينيه، ومد يده نحوها.

– "أمسكي بيدي وقوديني إلى أي مكان ترغبين به. لن أفتح عيني حتى نصل."

حدقت به روز بدهشة:

– "ما الذي يحدث يا إيثان؟"

أزال إيثان القماش عن عينيه وابتسم ابتسامة مترددة:

– "أنا لست بارعاً في الرومانسية، أليس كذلك؟ كنت أظن أن تغميتي لعيني وترككِ تقودينني سيكون شيئاً رومانسياً… أريد أن أتعلم كيف أكون رومانسياً، روز. هل يمكنكِ أن تعلّميني؟ أرجوكِ."

كادت أنفاس روز تتوقف. إيثان يريد أن يتعلم كيف يكون رومانسياً؟

لطالما اعتقدت أنها عبء عليه، وأن كل ما تفعله هو الاعتماد عليه. لهذا السبب لم تزعجه يوماً… لم تتصل به، ولم تراسله حتى عند الحاجة. والآن، هذا الرجل يطلب منها أن تعلمه كيف يحب؟

كل فتاة تحلم بأن تكون هي من يعلّم الرجل الذي تحبه كيف يكون رومانسياً… أن تكون "الأولى" في قلبه.

وحين تأخرت في الرد، بدأ وجه إيثان يفقد بريقه، وأخفض نظره، يظن أنها خابت أمله. كان يحاول تصحيح الأمور، لكنه لم يعرف من أين يبدأ.

سعلت روز بخفة، ولم تكن غبية. لقد فهمت جيداً ما يحاول فعله. كان يحاول إصلاح العلاقة، لكنه ببساطة أخرق في الأمر. هذه الفكرة وحدها جعلت قلبها يلين، وابتسامة صغيرة ارتسمت على شفتيها دون أن تدرك.

– "أستطيع تعليمك،" قالت بنبرة مازحة، "لكن ماذا سأحصل في المقابل؟"

أضاءت عينا إيثان على الفور:

– "سأعطيكِ أي شيء تريدينه."

– "أي شيء؟"

– "نعم، فقط قولي، وسيتم."

– "فكّر جيداً… قد لا يكون الأمر سهلاً."

بدأ إيثان يشعر ببعض القلق. هي تعرف مدى قوته، ومع ذلك تحذره؟ أي نوع من الطلبات قد تكون في ذهنها؟ لكنه أجاب بجدية:

– "أنا مستعد لأي شيء."

ابتسمت روز:

– "إذن… كل يوم عند الخامسة مساءً، ستأخذني إلى مدينة ملاهٍ أو أي مكان ممتع. سنأكل المثلجات، ونركب القوارب، وندخل بيت الرعب… كل الأشياء التي أريد فعلها معك."

كان إيثان يتهيأ لسماع طلب ضخم، لكن…

– "هاه؟ هذا كل شيء؟"

– "هذا كل شيء." قالت بابتسامة رقيقة.

لم يتردد إيثان، بل جذبها إلى حضنه بشدة:

– "اتفقنا. الخامسة مساءً ستكون وقتنا الخاص كل يوم."

نظر إلى ساعته.

– "أوه، إنها تقترب من الخامسة… لم لا نبدأ درس الرومانسية اليوم؟"

للمرة الأولى، بادلت روز عناقه. في السابق، حين كان يعانقها، كانت تظل واقفة تستشعر دفء حضنه فقط. لكن اليوم… اليوم ردت العناق.

– "هل تعرف مدينة ملاهٍ جيدة؟" سألها.

أومأت:

– "نعم، هناك واحدة جديدة افتُتحت قبل أيام. البنات دعونني للذهاب معهن…" توقفت قليلاً، ثم أضافت بخجل: "لكنني أردت الذهاب معك، ولم أحصل على فرصة لطلب ذلك."

شعر إيثان بوخزة ندم، لكنه ابتسم على الفور. لقد قرر أن يصلح كل شيء في هذه العلاقة بدءاً من اليوم.

انزاح ثقل عن صدره، وكأن عبئاً كان يحمله قد تحرر.

عندها سمع في ذهنه صوتاً رناناً واضحاً:

[دينغ! لقد تقبّلت وجود روز. عُقدة قلبك قد انحلت. يمكنك الآن الارتباط بنُسخك الموجودة في أبعاد أخرى.]

– "انتظر… كان لدي عقدة قلب؟ لماذا لم أعلم بذلك؟"

ثم توقف.

هو يعلم… في أعماقه، كان يشعر دائماً بفراغ غريب داخله. والآن فقط أدرك أن هذا ما كان يعانيه.

لم يكن يمنحها حقها، لكنه حتى هذه اللحظة، لم يجد الوقت ليتوقف ويشعر بندمه الحقيقي.

والآن… نسخه؟ ماذا يعني بُعد آخر؟ كيف وصلوا هناك؟

ركز عقله على إحدى نسخه… النسخة الأولى التي اختفت.

فجأة، تدفقت إلى ذهنه معلومات عن "إيثرون"، والموهبة المطلقة التي منحها له ليكون حارساً للعوالم – موهبة الاستخراج، ثم موهبة "ملك الظلال".

ثم ركز على النسخة الأخرى، فاندفعت إلى ذهنه تفاصيل "عالم القدماء"، والمزارعين، و"سيف اللانهاية".

– "اللعنة… اللعنة! ماذا جلبت لي هاتان النسختان هذه المرة؟"

كانت حظه مذهلاً لدرجة لا تُصدق.

والآن، بفضل مهارة الانتقال، أصبح بإمكانه السفر إلى تلك العوالم والاندماج مع نسخه هناك ليحصل على مواهبهما.

ضحك بصوت عالٍ:

– "هاهاهاها! روز… أنتِ حقاً نجمة حظي."

ثم انحنى وقبّل شفتيها الورديتين الناعمتين، التي ارتجفت فجأة من هجومه المباغت، وضاع بين دفء ورطوبة تلك الشفتين العذبتين.

2025/08/15 · 167 مشاهدة · 872 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025