الفصل 131: أسـموديـوس قد جُنّ

لم يستوعب أسـموديوس كيف فقد نَفَسهُ السامّ فعاليته فجأة. لم يحدث ذلك معه من قبل قط.

عين الدمار لدى إيثان كانت قادرة على محو أي شيء ضمن نطاق قوته، والتي تعادل عشرين ضعف قوته الأساسية. وإيثان الآن يمتلك قوة تعادل 100,000 شمس ، لذا فإن عين الدمار تستطيع تدمير أي شيء يقل عن 2 مليون شمس .

هكذا قام إيثان بتدمير أنفاس السمّ. كان كلاين يرمق إيثان، الذي لا يزال جالساً على عرشه العظيم يتناول طعامه.

انحنى كلاين قائلاً:

"شكراً لك أيها السينيور لإنقاذ حياتي."

أجاب إيثان بهدوء:

"ولماذا تسعى لقتل شيطان إلى حد تفقد فيه صوابك؟"

ارتسمت على ملامح كلاين نظرة حزن، وكان على وشك الكلام، لكن إيثان قاطعه:

"انتظر. لِنُنهي أمر هذا الدودة أولاً. ثم نتحدث."

زمجر أسـموديوس وأطلق أنفاس السمّ مجدداً، لكن إيثان كان قد ختم كل شيء مسبقاً، فلم يعد بوسع الشيطان استخدام أي قوة عنصرية، ولم يتبقَّ له سوى جسده المادي.

عندها كبَح إيثان قوته إلى النصف—أي ما يعادل 400,000 شمس . ثم التفت إلى كلاين:

"اذهب واقتله."

استطاع كلاين تمييز أن هالة أسـموديوس قد هبطت بالفعل إلى النصف. انحنى مجدداً دون أن ينطق كلمة، ثم اختفى لينقض عليه.

في هيئة الأفعى العملاقة، لم يستطع أسـموديوس التحرك بحرية داخل نطاق المجال، لكن ذيله الضخم كان سلاحاً مرعباً. وعندما لمح كلاين يتقدم نحوه، هوى بذيله المكسو بالأشواك السامة.

لكن كلاين رفع سيفه وضرب الذيل. صحيح أن قوة أسـموديوس انخفضت، إلا أن دفاعه ظل صلباً. الضربة بالكاد خدشت قشوره.

غير أن كلاين لم يتوقف. أطلق تقنيته الروحية:

"الحُكم الإلهي!"

غطى ضوء ذهبي ساطع المجال كله، لتتضاعف قوته مجدداً حتى بلغت مليون شمس .

دوّى الانفجار، وانقطع الذيل عن الجسد.

صرخ أسـموديوس من شدّة الألم. فكل تجسد يحمل جزءاً من روحه، ولذلك يشعر بالعذاب، خصوصاً وأن هذا التجسد كان مميزاً، إذ منحه هيئة الأفعى.

لكن الذيل نما من جديد. لم يكن أمامه سوى هجمات الذيل، أما النَفَس السام فقد حُظر. لكنه ما إن هاجم مجدداً، حتى قطعه كلاين مرة أخرى.

كل هذا حدث بسرعة هائلة. لم يمضِ سوى 55 ثانية منذ أن استحضر كلاين سيفه. وبقي أمامه 5 ثوانٍ فقط لتوجيه الضربة القاضية، وإلا فعليه الانتظار 24 ساعة ليستدعي السيف مرة أخرى. وبدونه لن يتمكن من استخدام "الحُكم الإلهي".

كان يائساً. أراد قتل الشيطان بأي ثمن. لكن الأفعى ضخمة، وتجددها سريع بشكل مرعب.

صرخ بكل ما أوتي من قوة ووجّه ضربته الأخيرة نحو الرأس، لكن أسـموديوس اعترضها بذيله. انقطع الذيل مرة ثالثة، ووصلت قوة الضربة إلى الرأس، لكنها لم تُحدث ضرراً يُذكر.

اختفى السيف، وانخفضت قوة كلاين إلى 250,000 شمس فقط. بهذا المستوى لا يمكنه هزيمة الأفعى.

ابتسم بمرارة وقال وهو ينحني:

"سينيور… آسف. لم أستطع قتل هذا الشيطان. أنا عديم الفائدة."

أنهى إيثان آخر لقمة من طعامه، ونهض من على عرشه. نظر إلى الأفعى العملاقة وسأل:

"هل كان بيليزبوب يملك هيئة وحش شيطاني كهذه؟ لماذا لم يستخدمها ضدي في معركتنا؟"

ضحك أسـموديوس باحتقار: "إنه أحمق. والآن كلاكما ستموتان!"

هوى بذيله مرة أخرى، ولو أصاب كلاين لمزّقه إرباً.

لكن إيثان استحضر سيفاً في يده، وهمس:

"الإبـادة."

دوّى انفجار كوني، إذ انطلقت من سيفه قوة تعادل 5 ملايين شمس اجتاحت الأفعى بأكملها.

صرخ أسـموديوس: "لااااا! سأقتلك أيها الحقير ولو اضطررت لتدمير هذا الكون بأسره!"

كان مخططه قد انهار. هذا التجسد القيّم على وشك الفناء، وهذه خسارة فادحة.

رد إيثان ببرود: "نعم نعم… ذاك الأحمق الأحمر قال لي شيئاً مشابهاً."

كان كلاين يراقب المشهد بذهول وإعجاب. لقد استنزف كل أوراقه ولم يستطع قتل الشيطان، بينما هذا السينيور قضى عليه بضربة واحدة. مذهل حقاً.

تبخرت الأفعى العملاقة. أعاد إيثان سيفه، ثم سحب مجاله الفوضوي.

خارج المجال، كان الجميع يحدق في الكرة السوداء بخوف وذهول. ما حدث كان يفوق التصوّر.

ابن النار المقدسة لطائفة التنين الناري تبيّن أنه شيطان. ثم فجأة كشف الشيخ كلاين، المعروف بأنه عادي، عن قوة تكاد تسحقهم. ولولا أن سينيور طائفة المهيمن استخدم مجاله لعزل الشيطان وكلاين، لهلكوا جميعاً.

القلوب كانت مشدودة. ماذا يجري داخل هذا الحاجز الأسود؟ لم يرَ أحد شيئاً.

حتى روز خرجت جراء الضوضاء، ووقفت بجوار قديسة طائفة المهيمن. وكان أليكس بجانبها. الأجواء خانقة.

ثم تلاشت الكرة السوداء شيئاً فشيئاً، وظهر إيثان وكلاين في السماء. لا أثر للشيطان.

لم يستغرق الناس وقتاً طويلاً ليدركوا أن الشيطان قد قُتل.

فانفجر المكان بالهتاف، خصوصاً من الجيل الشاب. عيونهم شاخصة نحو إيثان، ذلك الكيان الأثيري الذي بدا في نظرهم بطلاً خالداً. الفتيات كدن يفقدن عقولهن.

قالت إيما: "شيخة آنا، كيف يمكن لشخص أن يكون كاملاً إلى هذا الحد في عالم ناقص؟"

لكن آنا لم تُجب، إذ كانت تحدق هي الأخرى في إيثان بذهول.

في البداية كان الخوف يسيطر عليهم حين رأوه، أما الآن وقد أنقذهم وقَتَل شيطاناً أمام أعينهم، فقد تبدّل منظورهم كلياً.

يُقال:

"الجمال ليس سوى منظور."

ومع تغيّر منظورهم، صار إيثان في أعينهم قاتلَ الشياطين الأثيري.

ركع كلاين على ركبة واحدة، واضعاً يده اليمنى على صدره، ثم انحنى برأسه قائلاً:

"سيدي، أود أن أصبح تابعك. هل تمنحني هذا الشرف؟"

لم يُجب إيثان، ولم يرفض أيضاً. فوجود تابع قوي مثل كلاين، وهو

ابن القدر

لهذا الكون، قد يكون أمراً جيداً. كان يفكر ملياً.

لكن الجميع صُدموا. لقد شعروا بهيبة كلاين قبل قليل، وأدركوا أنه في مستوى يختلف عنهم تماماً، وها هو يطلب أن يصبح تابعاً لهذا الشاب الوسيم. أي ظلم هذا؟

حتى ليلي اغرورقت عيناها بالدموع. لقد تغيّر تصورها لكلاين جذرياً. لم تعد تكرهه، لكنها الآن تخشى المجهول. الفجوة في القوة هائلة.

كان إيثان على وشك الرد، لكن فجأة غمرت ضغط رهيب عالم القدماء بأسره. كل كائن حي شعر بتلك الهيبة الساحقة.

حتى إيثان نفسه ارتجف للحظة. على الفور نقل روز إلى الكون الرئيسي، لم يشأ أن يتركها في خطر. فالضغط لم يكن شيئاً يمكنه التعامل معه حالياً. كان هذا ضغط إمبراطور خالد ، أو كما يُعرف في هذا الكون: السيّد الأعلى للكون .

لقد جُنّ أسـموديوس تماماً. أرسل أحد خدّامه ليُبيد هذا العالم، ولم يعد يبالي حتى بالمناطق المحرّمة.

2025/08/16 · 222 مشاهدة · 928 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025