153 - استدعاء العُظماء لإيثان

الفصل 153: استدعاء العُظماء لإيثان

أطلق "بو" شخيرًا باردًا، فسقط الأربعة جميعًا أرضًا، باستثناء الملكة "فريا".

قال بصوت جليدي: "اسمه السيد إيثان هانت بالنسبة لكم. جرّبوا أن تذكروا اسم سيدي بوقاحة مرة أخرى… أتحداكم."

لم يجرؤ الأربعة الآخرون على التفوّه بكلمة، فقد كان "بو" قادرًا على محوهم بلمحة فكر واحدة.

تابع: "سيدي يتطلّع إلى المعركة. لذلك سيقاتل باستخدام نسخة من جسده لا تتجاوز واحدًا بالمئة من قوته. وإن كنتم ما زلتم غير مطمئنين، فسوف يقيّد نفسه بمستوى مماثل لزعماء هذا الجيل. ما رأيكم؟"

ثم أطلق "بو" ضغطه الساحق، فتمكّنوا من النهوض من جديد.

اقترب "رافاييل" بخضوع وقال بأدب: "هل لي أن أعرف اسمك الكريم، سيدي؟"

ارتسمت على وجه "بو" ابتسامة فخر، ثم أجاب: "اسمع جيدًا… اسمي بو، الذكاء الاصطناعي الأعلى ."

وافق الجميع على هذا الاسم على الفور، فهو بالفعل بدا ككيان أعلى مقارنةً بهم، رغم أنهم يُعدّون أقوى الذكاءات الاصطناعية في هذا الكون.

قال "رافاييل": "حسنًا، طالما أن السيد (بو) أكد ذلك، والسيد إيثان تعهّد بألّا يستخدم قوة تتجاوز مستوى زعماء جيلنا، فلا مانع لدينا من مشاركته في البطولة."

أومأ "بو"، ثم اختفى. وبمجرد أن اختفى، أسرع كل واحد منهم لإبلاغ العُظماء بما جرى. حتى "فريا" أرسلت رسالتها لهم.

تفاجأ الكبار السبعة كثيرًا حين وصلهم الخبر.

أما "إيثان"، فقد كان يراقب من غرفته. عندها قرّر ألّا يتخفّى بعد الآن. فمع هيئة حاكم الفوضى في جعبته، لم يعد في هذا الكون من يمكنه تهديده.

وكما توقّع، سمع صوتًا مهيبًا يخاطبه: "إيثان… نود أن نتحدث معك. هل لديك وقت؟"

كان ذلك صوت العظيم الأعلى أودين .

ابتسم "إيثان" وقال: "بو، هيا بنا. سنقابل كبار القوم بأعيننا هذه المرة."

أجاب "بو": "كما تأمر، سيدي."

قال إيثان بصوت ثابت: "لا مشكلة لدي، أيها العظيم الأعلى."

وما إن وافق، حتى ظهر أمامه باب فضائي هائل، ينبض بقوانين متقدمة من قوة الفضاء.

دخل "إيثان" الباب دون تردّد.

وعندما فتح عينيه، وجد نفسه داخل قاعة ضخمة، تضم سبعة عروش عظيمة، وفي الوسط عرش أعظم يفوقها جميعًا.

وقف مستقيمًا وقال: "تحياتي لكم، أيها العُظماء."

كبرياؤه الداخلي لم يسمح له بأن ينحني لغير والديه وأجداده. أما التمثيل والخداع، فذلك شأن آخر. لكنه لم يأتِ اليوم ليمثل.

التفت الجميع إليه، منتبهين لهذه اللمحة الصغيرة.

ابتسم "فايلِث": "أوه… يبدو أن الأمر سيصبح مثيرًا."

زمجر "نواه"، ثاني العظماء: "هل تظن نفسك ندًّا لنا؟!"

وأطلق ضغطه الساحق، لكن "أودين" تدخّل فورًا فاختفى الضغط كأنه لم يكن. كان "نواه" دومًا متهوّرًا سريع الغضب.

أما "إيثان"، فظل واقفًا بلا أي انفعال. ثم التفت إلى "أودين" وقال: "شكري الجزيل لك، أيها العظيم الأعلى."

في الواقع، حتى لو لم يتدخل "أودين"، لم يكن أي ضغط قادرًا على التأثير فيه بفضل النظام. إيثان لم يكن عاجزًا قط.

ثم سأل بهدوء: "هل لي أن أعرف سبب استدعائي من قبل العُظماء؟"

أمعن "أودين" النظر فيه قليلًا، ثم قال ببطء: "فريا أخبرتنا بما حدث. هل تود أن تشرح الأمر بنفسك؟"

كان حديثه خاليًا من الفظاظة. وحده "أودين" كان يعلم أنه إن هاجموا "إيثان"، فسوف تُمحى خيوط مصائرهم فورًا.

قال "إيثان": "بالطبع، أيها العظماء. أعتقد أن الوقت قد حان لتعرفوا بعض الحقائق الهامة. هل أستطيع الجلوس هنا؟"

أومأ "أودين": "تفضّل."

أظهر "إيثان" عرشًا مهيبًا خاصًا به وجلس عليه.

ثم قال بهدوء: "أيها العُظماء… هل تعلمون أن هناك أكوانًا أخرى، أقوى من كوننا؟ وأن جميع الأكوان تطفو في بحر الفوضى مثل فقاعات؟"

بمجرد سماع هذا، اعتدل كل عظيم في جلسته وكأنهم تلاميذ يستمعون للمعلم.

راقب "إيثان" وجوههم. بدا أنهم يعرفون شيئًا ضئيلاً فقط.

قال "أودين" بجدية: "رجاءً، أخبرنا بما تعلم."

قال إيثان: "منذ أيام، وصلت مركبة فضائية إلى نظامنا الشمسي. كان يحرسها ذكاء اصطناعي على هيئة وحش، تفوق هالته عظمتكم جميعًا.

أخبرني أنه من خارج الكون… وساعد (بو) على التطوّر قبل أن يختفي. ومن هنا بدأت أتعرف على بعض الأسرار."

ثم قدّم لهم مزيجًا من الحقائق والقصص.

وكان ذلك اللقاء مثيرًا للغاية بالنسبة للعظماء. فقد علموا أنهم مجرد كائنات من المستوى السابع ، وأن هنالك كيانات أعظم خارج الكون، وأن كونهم ليس سوى كون كوني أدنى. كما عرفوا بوجود مراتب أعلى من الأكوان، تضم كائنات أقوى مثل "القديسين" و"العظماء" من رتبة أو رتبتين أعلى.

أخبرهم "إيثان" أيضًا أن الكون قد يواجه أعداء من خارج المنظومة الكونية نفسها.

وما إن قال ذلك، حتى تغيّرت وجوههم على الفور… كأنهم يعرفون شيئًا.

فسألهم بأدب: "هل هناك ما تودّون مشاركته، أيها العظماء؟"

تنفّس "أودين" بعمق وقال: "إيثان… ألا تلاحظ أن أعراق هذا الكون تعيش بسلام نسبي؟ نعم لدينا ساحات معارك لحل النزاعات، لكننا لا نهاجم بعضنا فورًا عند أول فرصة؟"

أومأ "إيثان": "بلى، لاحظت ذلك. لكنني اعتقدت أن السبب هو وجود توازن دقيق. هل هناك أمر آخر؟"

أومأ "أودين" وقال ببطء: "أنت محق بشأن التوازن… لكن هناك ما هو أعظم. منذ خمسمئة مليون سنة، شعرنا بهالة مهيبة اجتاحت الكون، تفوقنا بأضعاف.

بحثنا عن مصدرها… لكننا لم نعثر على شيء. فاتفقَت جميع الأعراق على نتيجة واحدة: أن هناك عدوًا مجهولًا يعيش بيننا في هذا الكون. وأننا إن بدأنا حربًا كونية حقيقية، فقد يظهر ويهجم علينا.

ومنذ ذلك الحين، لم يُسمح لأي صراع بين الأعراق أن يتجاوز الحد الأدنى اللازم.

والأسوأ أن خطوط المصير تُظهر نذيرًا مظلمًا قادمًا. وعليك أن تعرف يا إيثان… أن ذلك النذير قد يكون شيئًا لا نستطيع نحن العظماء أنفسنا التصدي له."

أجاب "إيثان" بهدوء: "سأطلب من (بو) أن يواصل البحث. ولنأمل أن نحصل على أفضل النتائج. وحتى إن كان العدو بيننا فعلًا، فعلينا أن نتحد جميعًا، ونواجهه بكل قوى الكون."

2025/08/19 · 186 مشاهدة · 847 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025