الفصل 174: تقنية تنفّس النجوم

بعد ثلاث ساعات، تمكّن إيثان من إتقان التعويذة. أصبح الآن قادرًا على التحكم بحجم كرة المانا كيفما شاء، ثم إطلاقها.

كان ذلك تدريبًا مثاليًا على المخرجات، لكنه لم يكن يعرف بعد ما إذا كان قادرًا على التحكم بها وضغطها بحيث تحتوي على القدر نفسه من المانا ولكن بحجم أصغر بكثير.

وبعد ثلاث ساعات أخرى شعر بالإرهاق. غير أنّ الجانب الإيجابي كان أن عملية تفريغ المانا المتواصلة جعلت جسده أقوى قليلًا.

توقّف أخيرًا، وتذكّر أنّ والده ما يزال حاضرًا. التفت إليه مسرعًا، فرأى على وجهه ملامح هادئة تتأمّله.

قال إيثان معتذرًا: ــ "عذرًا يا أبي، فقدت الإحساس بالوقت. منذ متى وأنا أتدرّب؟"

ابتسم كاديس وهو يجيبه: ــ "ثلاث ساعات."

أومأ إيثان برأسه، ثم قال: ــ "أشعر أنني أستطيع التحكم بكمية المانا التي أُخرجها، لكن لا أستطيع ضبطها كما يجب… ماذا أفعل؟"

نفخ كاديس صدره بفخر، فقد بدأ ابنه أخيرًا يطرح الأسئلة. ــ "هذا أمر طبيعي. كل ما عليك هو أن تداوم على التدريب وتتعلم التحكم قليلًا فـقليلًا.

والآن، بما أنني وعدتك بهدية… الهدية ستكون

تقنية تنفّس فرسان

. أعلم أنك لا تملك نواة مثلهم، لكن هذه التقنية ستجعل جسدك أقوى بكثير من أي ساحر عنصري عادي. لن تحصل على الفائدة الكاملة كما يحصل الفرسان، لكن إن واظبت على التدريب، فسوف تجني منها فوائد عظيمة. وفوق ذلك، فهي إرث عائلي، يحقّ لكل فرد من السلالة الملكية المباشرة أن يتدرّب عليها، لكن بشرط أن يدفع نقاط إسهام أو مالًا، وألّا يقل عمره عن ست سنوات.

أما أنت فسأمنحك إياها بسلطة الإمبراطور، لأني سأقوم بتدريبك شخصيًا، وهكذا يمكنك ممارستها بلا قيود."

شعر إيثان وكأنه يحلم. أيّ حظ هذا؟ قبل قليل كان يفكّر في كيفية أن يصبح ساحرًا عنصريًا قويًا، ثم كيف سيتمكّن من الحصول على تقنية فرسان، وحتى لو حصل عليها فهي لن تكون إلا من مستوى متدنٍّ… لكن والده الآن يمنحه إياها مجانًا!

غمره حماس شديد، وقال: ــ "شكرًا لك يا أبي… هل لي أن أسأل: إلى أي مستوى تنتمي هذه التقنية؟"

لم يتفاجأ كاديس بالسؤال، بل سعد به. كان يريد أن يرى ابنه يحكم على قيمة ما يُعطى له وألّا يقبل شيئًا بلا وعي.

فقال بفخر: ــ "إنها تقنية تنفّس من

المستوى البلاتيني

."

اتّسعت عينا إيثان دهشة؛ فهذا أعلى مستوى قرأ عنه في الكتب.

كانت مستويات تقنيات التنفّس كالآتي:

بلا مستوى

مستوى الحديد

مستوى البرونز

مستوى الفضة

مستوى الذهب

مستوى الماس

المستوى البلاتيني

وكان إيثان سيشعر بالرضا حتى لو حصل على تقنية فضية، أما الآن فهو يتلقّى التقنية الأسمى.

جاءت التقنية ومعها مخطط خاصّ يوضّح كيفية دوران المانا للحصول على النتيجة الأكثر فاعلية. وهذا المخطط هو ما يحدّد مستوى التقنية.

وبالنسبة للفرسان، فإن امتصاصهم للمانا يتوقف على مستوى نواتهم. أما السحرة العنصريون فلا يملكون نواة، لكن يمكنهم امتصاص المانا بالقوة وتدويرها في أجسادهم حسب المخطط، بطريقة بدائية لكنها أفضل من لا شيء.

كانت نوى الفرسان مقسّمة إلى عشرة مراتب:

النواة ذات التسع شقوق (الأسوأ، المرتبة 9).

إلى النواة ذات الشق الواحد (الأفضل، المرتبة 1). وفوق ذلك، كانت هناك

النواة الكاملة بلا شقوق

، وهي أسطورة من الأساطير. حتى فيكتور فرانكنشتاين نفسه لم يكن يملك سوى نواة من المرتبة الأولى.

نظر إيثان إلى نواته الداخلية، فوجدها بلا أي شقّ… نواة كاملة! لكنه لم يكن يعرف إن كانت نواة عادية أم لا، فقط علم أنها بلا كسور.

ناول كاديس ابنه التقنية قائلًا: ــ "سأسافر اليوم، وسأعود غدًا. حاول أن تحفظ المخطط أولًا، ثم أساعدك على تعلم امتصاص المانا بإرادتك والتدرّب على هذه التقنية."

أومأ إيثان بحماس: ــ "حسنًا يا أبي."

ثم اختفى كاديس من المكان.

أما إيثان فكان متشوقًا أكثر مما يمكن احتماله. ما إن رحل والده حتى نظر إلى اسم التقنية:

"تقنية تنفّس النجوم."

كانت ذات تسعة مستويات، وتعلّم كل مستوى منها يمنح الفارس قوّة هائلة.

نظر إلى المخطط الأول فحفظه على الفور، ثم بدأ يوجّه المانا بحسبه. فانبثق دوّار من المانا يندفع إلى جسده، وكانت هذه المرة مختلفة، إذ كان يستخدم نواته فعلًا.

سرعان ما أخذت المانا تدور في جسده، وامتصّت خلاياه الجائعة الطاقة بنهم شديد. فالإنسان ضعيف جسديًا مقارنة بالتنانين والشياطين والوحوش، ولم يكن بمقدوره مجاراتهم إلا عبر تقنيات الفرسان.

وبعد أن أجرى الدورة الأولى عشر مرات، شعر أن جسده أصبح أقوى بكثير، وقد بدأت خلاياه الهزيلة تتغذّى. ثم انتقل فورًا إلى المخطط الثاني وبدأ بالتدوير من جديد.

وفي قصر الأسلاف، الموازي في مكانته للقصر الإمبراطوري، فتح شيخ عجوز عينَيه وقال متنهّدًا: ــ "آه… لم يظهر بعد سيّد وحوش في سلالتي. وها هو موعد انفتاح

عالم الأصل

يقترب… بعد ثلاث سنوات سيفتح."

ثم أغمض عينَيه مجددًا.

لقد كان

عالم الأصل

أعمق أسرار البشرية. لم يكن حُكرًا على سادة الوحوش، بل حتى السحرة العنصريون والفرسان يمكنهم أن يحصدوا فيه مكاسب عظيمة. لكنّه كان جنة سادة الوحوش ؛ ففيه حتى الوحوش الأسطورية يمكن العثور عليها.

وكان من يملك الموهبة ليدخل ذلك العالم، ويحصل على عقده الأول مع وحش من هناك، ينال بداية مثالية لا تُقدّر بثمن.

2025/08/30 · 155 مشاهدة · 770 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025