الفصل 185: أول مرة يقتل فيها بشرًا

صرخ ريلف:

"من أنتم؟ نحن جيش الإمبراطورية اللوكدونية!"

ضحك الرجل الذي يتقدمهم، وكان يرتدي قناعًا على شكل وجه غزال:

"الأموات لا يحتاجون إلى معرفة شيء."

ثم أطلق تعويذته فورًا. كان ماجوس ناريًا، والتعويذة التي استدعاها كانت جحيمًا مستعرًا

لم يكن هناك شك؛ إنه ماجوس عظيم .

صرخ ريلف: "احموا الأمير!"

اصطف الجميع في مواقعهم، وأقيم حاجز سحري عظيم.

سقطت أشعة النار فائقة الحرارة على الحاجز. صحيح أنه صدّها، لكنه لم يمنع الحرارة المدمرة.

تدخل جوليَس بتعويذة أرضية، فكوّن طبقة إضافية أسفل الحاجز لصد الحرارة.

لكن هذه التعويذة الواحدة استنزفت طاقاتهم إلى أقصى حد لمجرد الصمود أمامها.

استلّ ريلف سيفه، واندفع نحو الأعداء. لم يفكر في حياته قط.

هو جندي مخلص للإمبراطور، ورأى بالأمس بأم عينه ما يملكه الأمير الخامس من إمكانات. حتى لو مات المئة جميعًا اليوم، فلا يجب أن يُمس الأمير بسوء.

غطّى جسده وسيفه بمنا مانا مائية، ثم أطلق نفث ماء من تحت قدميه، فزادت سرعته ثلاثة أضعاف.

صرخ: "مت أيها الحقير!"

اندفع نحو القائد. أطلق الأخير عشر كرات نارية نحوه، لكن ريلف قطعها كسكين يشق الزبدة. مع ذلك، يبقى الماجوس أقوى من الفارس.

صرخ القائد: "اهجموا!"

انطلقت كل التعويذات دفعة واحدة. عشرة منهم مع قائدهم هاجموا ريلف، فيما عشرة آخرون استهدفوا الحاجز.

لأنهم علموا أن سقوط ريلف يعني سقوط الجميع.

أما الماجوس الذين مع إيثان فلم يستطيعوا الهجوم، لانشغالهم بالحفاظ على الحاجز، لكن الثمانون فارسًا لم يكونوا ضعفاء.

وما إن تحوّل تركيز الماجوس العظيم إلى ريلف، حتى اندفع الفرسان الثمانون خارج الحاجز.

لكن الكارثة وقعت… بمجرد خروجهم، انهالت عليهم هجمات من كل الجهات. كان هناك ماجوس مختبئون للكمين.

لم يكن هذا في حساباتهم. ظنوا أن الخصوم مجرد قطاع طرق أقوياء، وبالكاد يزيد عدد الماجوس عندهم عن الظاهر.

لكن هذا الخطأ الصغير سيكلّفهم غاليًا.

ظهر خمسون ماجوسًا إضافيًا من الجوار.

صار الفرسان الثمانون كخنازير في مسلخ.

ضحك القائد بصوت عالٍ: "إخوتك على وشك الذبح، أيها القائد. سلّم الأمير سأعفو عن حياتهم. صفقة عادلة، أليس كذلك؟"

لم يصغِ ريلف لكلماته. لوّح بسيفه وصاح: "أرواحنا لا تساوي شيئًا أمام صاحب السمو. مت أيها الوغد!"

لكن القائد كان مراوغًا بارعًا، يتفادى ضرباته باحترافية.

صرخ ريلف من جديد: "جوليَس! اهرب مع سموّه! نحن سنصدّهم هنا. الآن!"

ثم صاح بصوت يهز القلوب: "جنود لوكدونيا! الإمبراطورية تناديكم للتضحية! من يلبي النداء معي؟"

فأجاب الجنود التسعة والتسعون في صوت واحد: "نلبي النداء!"

صفق القائد بيديه ساخرًا: "حقًا شجعان… لكني أكره الكلاب المخلصة. لننهِ الأمر بسرعة."

بدأ أتباعه جميعًا بترديد تعويذة موحّدة، لا شك أنها تعويذة حرب مدمرة.

ركض جوليَس نحو العربة حيث كان إيثان، لا يريد أن تضيع تضحيات رفاقه سدى.

لكن الباب انفتح ببطء… وخرج إيثان.

شَعره الفضي الطويل يتمايل مع الرياح، عيناه الزرقاوان تتلألآن ببرودة قاتلة، ومعطفه الملكي يرفرف حوله.

في تلك اللحظة بدا وسيمًا إلى حدٍّ لا يصدق… لطفل في السادسة من عمره.

كان الجد الأعلى يهمّ بالتدخل، لكنه حين رأى ملامح إيثان، توقّف. أراد أن يرى ما سيفعله.

تقدم إيثان إلى مركز الحاجز بخطوات ثابتة.

قال بهدوء قاطع: "ألغوا الحاجز."

أطاعه الماجوس بلا تفكير، ثم ندموا فورًا. لقد كشفوا الأمير أمام الأعداء.

كلهم كانوا ماجوس رفيعي المستوى، ومع ذلك لم يفهموا لماذا أطاعوه دون مقاومة.

رفع إيثان يده اليمنى، ووضع اليسرى خلف ظهره. فجأة ظهرت خمس بوابات أمام أصابعه الخمس.

وفي اللحظة نفسها، ظهرت خمسون بوابة خلف رؤوس الخمسين ماجوس الذين كانوا يرددون تعويذة الحرب.

نطق بكلمة واحدة: "افنوا."

انطلقت خمس أشعة بلازما من أصابعه، اخترقت جماجم الخمسين دفعة واحدة، فسقطت أجسادهم جثثًا بلا روح. حتى الدم لم يسِل، فقد احترقت أدمغتهم كليًا.

اتسعت عيون بقية الأعداء، بما فيهم القائد: "ماذا… ماذا حدث للتو؟ ما هذا بحق الجحيم؟!"

لكن إيثان لم يبالِ.

ظهرت سبع وعشرون بوابة خلف رؤوس السبعة والعشرين الباقين، وأربع بوابات خلف أطراف القائد.

أطلق أشعة البلازما مرة أخرى.

تناثرت رؤوس السبعة والعشرين، بينما تمزقت أطراف القائد، فلم يبقَ منه سوى نصف جسد ويدان ترتجفان.

بقيت ملامح إيثان هادئة، بلا انفعال. لا يعرف لماذا، لكن غضبه الذي كان يتفجر منذ لحظات اختفى تمامًا بعد أول مرة يقتل فيها بشرًا.

قال ببرود: "أبقوه حيًا للاستجواب."

أسرع ريلف إليه، وكسر فك القائد حتى لا يتمكن من ابتلاع السم.

أما إيديان، فقد صُعق حد الذهول: "لقد بلغ بهذه التعويذة هذا المستوى… الآن صرت واثقًا أنه سيدخل المجال المقدس ويخرج حيًا.

قبل أن يبلغ العاشرة، قد يكون أقوى من الشياطين والتنانين.

أخيرًا، سلالتي أنجبت حاميها الحقيقي."

غمرته مشاعر متدفقة، ولم يخطر بباله حتى أن إيثان بدا غير مكترث بعد أن أباد هذا العدد من البشر في لحظة.

2025/09/05 · 92 مشاهدة · 711 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025