الفصل 27: الاعتراف
عادوا جميعًا إلى المنزل معًا.
أخذت إليزابيث زارا إلى إحدى الغرف حتى تتمكن من الراحة.
تنفست روز الصعداء، ثم نظرت إلى إيثان.
ذلك الرجل كان يجلس بكل أريحية على الأريكة... يأكل الفاكهة.
متى أخرجها من الثلاجة أصلاً؟
كان يبدو مرتاحًا تمامًا، وكأن هذا منزله.
ومع ذلك، ابتسمت روز... بطريقة ما، كان ذلك الشعور جيدًا.
اقتربت منه وقالت: – "إيثان، أريد أن أسألك شيئًا."
لم يلتفت إليها حتى، بل كان مشغولًا بتقشير برتقالة: – "تفضلي، ما الذي تريدين أن تعرفيه؟"
سألته روز: – "من أنت بالضبط؟ كيف استطعت أن تحشد كل هؤلاء المقاتلين الأقوياء، بل وحتى حضر ملك بنفسه؟"
أجابها ببرود: – "لا شيء مميز... لقد وصلت لتوي إلى المستوى التاسع كمحارب، لذلك الاتحاد يقدرني كثيرًا. وهذا ما سمح لي بفعل ما فعلته اليوم. ألا ترين أن حضور المشرف شخصيًا كان مبالغًا فيه؟"
كانت روز تهز رأسها موافقة، إلى أن استوعبت ما قاله... فتجمدت عيناها. – "آه، لقد وصلت لتوك إلى المستوى التا—" توقفت فجأة، وعيناها اتسعتا. – "ماذا؟!" صرخت.
حتى إليزابيث هرعت للمكان مندهشة من الصرخة.
نظر إليها إيثان وكأنه يقول:
لماذا كل هذا التهويل؟ أليس من الطبيعي أن يصل العبقري إلى المستوى التاسع؟
استعرض يومه بنجاح، وبدت عليه علامات الرضا.
حدقت فيه روز وكأن روحها غادرت جسدها، وتمتمت: – "نعم... طبيعي جدًا أن تصبح محاربًا من المستوى التاسع. شيء عادي تمامًا."
ثم انتفضت فجأة: – "طبيعي على ماذا؟!"
رمقها إيثان بنظرة جانبية وقال: – "لا تستعملي كلمات سوقية مثل ’على ماذا‘. كوني سيدة محترمة، روز." وأكمل تقشير البرتقالة.
احمر وجه روز بالكامل، وسعلت لتدارك الموقف وجلست على أريكة قريبة، تحدق فيه وكأنه مخلوق من عالم آخر.
رفع إيثان عينيه نحوها مجددًا: – "لا تقولي لي أنك تخططين للانقضاض عليّ. لا مانع عندي، لكن والدتك هنا. ما بالك يا روز؟"
إليزابيث، التي سمعت ذلك، انسحبت إلى غرفتها وابتسامة عريضة تملأ وجهها:
أخيرًا... يمكن لابنتي أن تتبع قلبها.
صرخت روز، وهي حمراء كالطماطم: – "كف عن الهراء، أيها الأحمق!"
ثم فجأة، تغيرت ملامح إيثان إلى الجدية.
قال: – "روز... أردت أن أخبرك بشيء."
ارتبكت: – "ما هو؟"
ثبت نظره في عينيها: – "أنا معجب بك، روز... لا، أنا أحبك. هل تقبلين أن تكوني صديقتي؟"
في تلك اللحظة شعرت روز وكأن قلبها يطرق باب صدرها بقوة. ازدهر في داخلها شعور لم تعرفه من قبل.
كانت تعجب به منذ يوم الاستيقاظ، لكنها دائمًا اعتقدت أنه يعيش في عالم بعيد عن عالمها.
أما الآن... فالأمر حقيقي.
ارتجفت يداها، وخفق قلبها بشدة.
لاحظ إيثان صمتها، فتوجس: – "أرجوك لا ترفضي. قد لا أكون أفضل شخص في العالم... لكنني سأكون أفضل رجل من أجلك. لن أطلب نصيبًا من سعادتك، فقط اسمحي لي أن أحمل عنك حزنك. لن أخذلك أبدًا."
ثم تنهد وأشاح بوجهه: – "حسنًا... انسِ الأمر إن لم يعجبك. لن أضغط عليك."
لكن فجأة، شعر بإصبع يلمس شفتيه برفق.
تجمد في مكانه.
صوتها جاء هامسًا، ناعمًا كالمخمل: – "توقف، أيها الأحمق..."
رفع عينيه بصدمة، ليجد روز أمامه، وجهها يشتعل حمرة، ودموع تلمع في عينيها، إصبعها لا يزال على شفتيه، ونظرتها مملوءة بالارتباك والحنان.
بدت... ملاكًا نازلًا من السماء.
مد يده ببطء، ليمسح خصلة من شعرها عن وجهها.
شعرت روز بتيار كهربائي يسري في جسدها، فقفزت مبتعدة بسرعة البرق، وهي تترك خلفها كلمة واحدة فقط: – "باكا!"
جلس إيثان مذهولًا:
باكا؟ ماذا تعني هذه الكلمة؟
هز رأسه:
لا بأس... الأفضل أن أغادر قبل أن أفقد السيطرة على نفسي.
نادَى: – "خالة، سأغادر الآن! سأعود في وقت آخر."
خرجت إليزابيث من غرفتها والابتسامة لا تزال على وجهها: – "لماذا الرحيل يا بني؟ الطعام على وشك أن يجهز، ابقَ وتناول العشاء معنا."
ابتسم إيثان: – "لا، خالتي، شكرًا لكِ. سآتي في يوم آخر."
أومأت: – "حسنًا، لكن لا تتأخر."
ظل قلبه يخفق بقوة حتى وصل إلى منزله. وكعادته، أطلق إحساسه الروحي ليفحص المكان.
فجأة—
بووم!
ثلاث هالات مهيبة انفجرت في إدراكه.
شحب وجهه:
ثلاثة أباطرة... أحدهم يكاد يكون بقوة نائب الرئيس ليون!
اندفع نحو المنزل كالمجنون. لم يكن يهتم بنفسه، كل ما كان يشغل باله:
هل أمي وأبي بخير؟
فتح الباب بعنف: – "أمي! أبي! هل أنتما بخير؟!"
لكن المشهد أمامه جعله يتجمد.
كان والده، جاك، يضحك على مائدة الطعام مع ثلاثة شيوخ، وأمه تقدم الأطباق بسعادة.
ما الذي يحدث بحق الجحيم؟
لوح جاك بيده: – "تعال يا بني! انظر من زارنا!"
تقدم إيثان بحذر.
أشار جاك مبتسمًا: – "هذا جدك الأكبر، ألكسندر هانت. وهذا جدك جيمس، وهذا عمّك الأكبر رايدر."
رفع إيثان حاجبه وهو ينظر لوالده بشك:
ألم تخبرني قبل أيام أنك بطل القصة المأساوية الفقير؟ والآن تبتسم كأنك ربحت اليانصيب؟
سعل جاك محرجًا: – "على أي حال... ألا تحيي أسلافك؟"
كانت عينا ألكسندر تلمعان وهو ينظر إلى إيثان وكأنه أثمن كنز في العائلة: – "لا حاجة للشكليات بين العائلة. تعال يا بني، دعني أراك. آسف لأننا لم نكن بجانبك وأنت تكبر."
نظر إيثان إلى أمه، لكنها أشاحت بوجهها بريئة:
لا تنظر إليّ، أنا لا أعرف شيئًا.
ابتسم إيثان وقال: – "مرحبًا جدي، عمي الأكبر، جدي الأكبر."
ضحك رايدر قائلًا: – "لا داعي لأن تناديني عمي الأكبر، فقط قل جدي. نادِ هذا العجوز بـ ’عمي الأكبر‘."
جيمس: ????
– "ماذا تقول يا أخي الكبير؟ إنه حفيدي على أي حال."
رد رايدر: – "إذًا لماذا لم تعتنِ به؟"
بوضوح، كانت كل اللائمة ملقاة على جيمس. ألكسندر ورايدر في صف إيثان.
لم يكن إيثان يحمل ضغينة كبيرة، فقد كان همّه الوحيد والديه. والآن بعدما قبل جاك بعودتهم، لم يجد سببًا للمقاومة.
جلسوا يتحدثون، وعرف إيثان عن العائلة وأفرادها وقوتها.
ثم التفت ألكسندر إلى جاك: – "دع الماضي يذهب، يا بني. لقد ارتكبنا أخطاء. عد إلى العائلة. مختبرك ما زال كما هو، لم يجرؤ أحد على لمسه. عد، العائلة بانتظارك."
اغرورقت عينا جاك بالدموع، فهذا أمر لم يجرؤ حتى على الحلم به.
ابنه أعاد له شرفه المفقود، وشعر بفخر لم يشعر به من قبل.
التفت ألكسندر إلى إيلينا: – "لقد عانيتِ كثيرًا. لم ترتكبي خطأ، ومع ذلك تحملتِ الألم. نحن آسفون."
احمرت عيناها: – "من فضلك يا جدي، نحن أيضًا أخطأنا. جاك لم يضع مشاعر العائلة في الحسبان حين اتخذ قراره."
ابتسم ألكسندر: حقًا أمّ تنين. قادرة على مسامحة الجميع بسهولة.
حتى جيمس اعتذر لإيلينا، لكنها هزت رأسها: – "أنت أبي أيضًا، كيف تعتذر لي؟"
ثم خرج جيمس مع جاك إلى الحديقة، فهناك الكثير مما يحتاجان للحديث عنه. كان هناك دائمًا حاجز بينهما، لكنهما كانا ينتظران موقف إيثان. ولو أن إيثان تمسك بالعداء، لما استطاعا فعل شيء، خاصة وأن إمبراطورًا من المستوى الثامن كان يرافقهم خفية منذ مغادرتهم المدينة العظمى.
ابتسم إيثان، فهو يعرف كم كان والده يتوق للعودة إلى جذوره.
عندها التفت ألكسندر إلى إيثان: – "إذن، ما خطتك الآن؟ هل ستأتي معنا إلى العائلة؟"