الفصل الثامن: التحول إلى محارب فنون قتالية
التفت إيثان نحو المعلّم أرنولد.
"سيدي المعلّم،" قال متسائلًا، "إذا كان لشخصين الفهم نفسه لتقنية تنفّس واحدة، فهل ستكون سرعة امتصاصهما للطاقة متماثلة؟"
ابتسم أرنولد بخفّة قبل أن يجيب: "لا، الأمر أعقد من ذلك بكثير. معدل الامتصاص يتأثر بشدّة بحجم النواة — وهي صفة فردية فريدة لكل ممارس. هذه النواة موجودة في حيّز خاص داخل منطقة القلب، لكنها ليست متصلة به مباشرة. إنّه أحد أعظم أسرار الكون... كيف يمكن أن يتكوّن فراغ مستقل داخل الجسد دون أن يعطّل وظائفه الحيوية."
توقّف قليلًا، ليترك كلماته تغوص في ذهن إيثان.
"معظم الناس يستيقظون على نواة قطرها حوالي سنتيمتر واحد. وعندما يكسر المرء أول قفل جيني في مستوى المحارب، يتضاعف القطر إلى سنتيمترين. وفي مستوى المعلّم يصبح أربعة سنتيمترات، وفي مستوى المعلّم الأكبر ثمانية سنتيمترات، ومع كل اختراق رئيسي يتضاعف الحجم مجددًا.
إذًا، نعم... إذا كان لشخصين نواة بالحجم نفسه وفهم متساوٍ للتقنية، فإن معدل امتصاصهما سيكون متقاربًا. لكن العباقرة حالة مختلفة... فبعضهم يولد بنواة قطرها 1.5 سم، أو حتى 2 سم. هؤلاء يتفوّقون طبيعيًا، وكفاءتهم في التدريب تتجاوز العاديين بمراحل."
لمع بريق في عيني أرنولد وهو يضيف: "وبالطبع، فإن الكنوز وأساليب صقل الجسد يمكن أن تزيل الشوائب، فتزيد من كفاءة الامتصاص وتوزيع الطاقة."
كان إيثان ينصت بصمت، حافظًا كل كلمة. كانت نواته بالفعل بحجم سنتيمترين — ما يجعله في مصاف العباقرة. لكنّه لم يسمح للغرور أن يتسلل إليه. ذكر نفسه:
دائمًا هناك من هو أقوى... من يدري؟ ربما وُلد شخص ما بنواة قطرها 5 سم، أو أكبر.
انتهت عملية الاستيقاظ، وبان الواقع القاسي — من بين 46 طالبًا، لم ينجح في استدعاء عناصره سوى 10 فقط.
عشرة من أصل ستة وأربعين.
طريق المحارب حقًا ضيق وموحش.
قاد ريتشارد الناجحين العشرة إلى قاعة واسعة، ملامحه صارمة وصوته مشبع بالمسؤولية.
"اليوم،" قال، "اتخذتم خطوتكم الأولى — أيقظتم عناصركم وأصبحتم محاربين شبه مبتدئين. ستتسلّمون الآن تقنيات تنفّس مناسبة لانجذابكم العنصري. وعندما تكسرون قفلكم الجيني الأول، ستصبحون مؤهلين للتسجيل في تحالف المحاربين والحصول على هوية رسمية كمحاربين."
ارتجف صوته قليلًا وهو يكمل: "أنتم أمل البشرية. الوحوش تعيث فسادًا في الأراضي خارج أسوارنا. لقد سلبتنا أرضنا، وصرنا نعيش سجناء في هذه المدن المحصّنة... لكن أنتم — قد تكونون من يغيّر هذا الواقع. من يستعيد إرثنا."
ثم وزّع تقنيات التنفّس.
نال إيثان ثلاثًا: الضوء، والبرق، والمعدن.
ودّع أرنولد وروز وغادر القاعة بهدوء.
تأمل أرنولد خطواته وهو يبتعد، وعيناه معقّدتان بالعاطفة.
إيثان عبقري نادر... لكن هل سيقف غروره في طريقه؟
حين عاد إلى المنزل، وجد والديه جالسين على الأريكة بوجوه شاحبة وملامح متوترة. لم يكونا على علم بالنتيجة — فقد أراد أن يفاجئهما.
ما إن رأته إلينا حتى اندفعت نحوه: "ابني... كيف جرى الأمر؟" قالت بصوت مفعم بالقلق، وعيناها ممتلئتان بالخشية. "حتى لو... حتى لو لم تستيقظ على أي عنصر، فوالدك وأنا سنبقى فخورين بك، وسنمنحك حياة سعيدة."
وقف جاك بجانبها صامتًا، لكن نظرته الحانية كانت تقول بوضوح:
أبوك ما زال حيًا وقادرًا على حمايتك.
ذلك الاهتمام البسيط هزّ قلب إيثان بعنف. في حياته السابقة، لم ينظر إليه أحد هكذا. لم ينتظره أحد بقلق، أو يخشى عليه، أو يحبه بهذا العمق.
كادت دمعة تنفلت من عينه، لكنه مسحها سريعًا، ورسم ابتسامة مازحة: "كيف تستهينان بابنك الوسيم هكذا؟ أتظنان أنني سأفشل؟"
ناولهما الشهادة.
تناول جاك الورقة، عيناه تلتهمان سطورها بصمت... ثم توقف.
بدأت دموعه تتساقط. قبضت يداه الخشنتان على الشهادة كما لو كانت أثمن كنز في العالم.
ارتبك إيثان: "أبي؟ هل... فعلت شيئًا خاطئًا؟ لماذا تبكي؟"
رفع جاك رأسه، وعيناه تغمرهما المشاعر، ثم ضم ابنه إلى صدره بقوة: "لم تفعل شيئًا خاطئًا... أنا أبكي لأنني سعيد. سعيد جدًا حتى أن الدموع غلبتني."
كانت إلينا هي الأخرى تمسح دموعها بصمت.
عانق الثلاثة بعضهم بحرارة، بصمت لا يحتاج إلى كلمات. فقد كان هناك سر دفين في قلبي جاك وإلينا — كلاهما بلا أي ميول عنصرية، ولم يجرؤا حتى على الحلم بإنجاب محارب.
لكن الآن... الحلم أصبح حقيقة. الأمل تجسد أمام أعينهما.
قال جاك بصوت متهدّج: "فلنحتفل."
ابتسمت إلينا وتوجهت إلى المطبخ.
جلس جاك على مائدة الطعام، ونظر إلى ابنه: "الآن وقد أصبحت محاربًا شبه مبتدئ... ما خطوتك التالية؟"
فكّر إيثان قليلًا: "تبقّى عشرون يومًا على امتحان دخول الجامعة. سأكرّسها للتدريب. إذا تمكنت من أن أصبح محاربًا قبل ذلك، فسأنضم إلى إحدى القوى وأكرس نفسي لها. وإن لم أفلح، فسأخوض الامتحان. ما رأيك يا أبي؟"
أومأ جاك ببطء. هو ليس محاربًا، لكنه يفهم صعوبة الأمر. الوصول إلى مستوى المحارب في عشرين يومًا أشبه بالمستحيل... لكن هذا ابنه، ويحمل دماء تلك العائلة. ربما... ربما ينجح.
قال بحزم: "سأدعمك مهما كان خيارك."
اتسعت ابتسامة إيثان: "إذن، اتفقنا."
في تلك الليلة، امتلأ البيت بالضحك والدفء والسعادة — مشاعر لم يعرفها إيثان في حياته السابقة.
في غرفته، بعد أن استحم وجلس متربعًا، نظر إلى الواجهة أمامه:
[المالك: إيثان هانت] البنية الجسدية: 6.4 الروح: 6.4 الموهبة: الفهم اللامحدود
اتسعت عيناه —
موهبة؟
الفهم اللامحدود...؟ لنجرّبها.
أدخل ثلاثة أقراص ذاكرة في حاسوبه الصغير، وبدأ بدراسة تقنيات التنفس، مبتدئًا بالضوء.
أغلق عينيه واتبع الإرشادات...
فجأة:
[تنبيه! تم اكتشاف تقنية تنفس أساسية لعنصر الضوء. هل ترغب في استيعابها؟]
تفاجأ:
يمكن فعل ذلك؟
[تم تفعيل الفهم اللامحدود. تم استيعاب تقنية تنفس الضوء البدائية.]
بدائية؟
فعّل التقنية — وفورًا، تدفقت كمية هائلة من طاقة عنصر الضوء في جسده.
أوقف العملية بسرعة — لقد امتلأت نواته إلى الثلث في لحظات!
مستحيل... حتى العباقرة يحتاجون ليلة كاملة لملء النواة في المرة الأولى.
جرّب تقنية البرق:
[تم استيعاب تقنية تنفس البرق البدائية.]
النواة — امتلأت إلى الثلثين.
ثم تقنية المعدن:
[تم استيعاب تقنية تنفس المعدن البدائية.]
النواة — مشبعة بالكامل.
ظهر تنبيه جديد:
[تم اكتشاف ثلاث تقنيات تنفس. هل ترغب في دمجها؟]
دمج؟ نعم!
[تم إنشاء تقنية التنفس البدائية ذات العناصر الثلاثة.]
وفجأة، توسعت نواته — من 2 سم إلى 3 سم!
لم يسبق لأحد أن حقق هذا قبل كسر القفل الجيني... لكن إيثان لم يفزع، بل ابتسم بثقة.
هكذا إذن قوة الفهم اللامحدود... النظام هو أعظم شذوذ في هذا العالم.
فعّل التقنية، فكوّن دوامة طاقة تمتص الضوء والبرق والمعدن معًا.
بعد 30 ثانية فقط — دوّى انفجار داخلي — القفل الجيني الأول تحطّم.
[المالك: إيثان هانت] البنية الجسدية: 7.4 الروح: 7.4
تابع...
بانغ!
بانغ!
بانغ!
خلال خمس ساعات، وصل إلى مستوى 9 من المحارب المبتدئ.
كان قادرًا على اختراق المستوى التالي... لكنه توقّف. فاختراق المراتب الكبرى يمنحه زيادة بخمسة أضعاف في الإحصائيات، لكن مع موهبته، يمكنه مضاعفتها يوميًا، ما يمنحه قفزة أعظم لاحقًا وربما فوائد أخرى.
البنية الجسدية: 15.4 الروح: 15.4
محارب المستوى 9 العادي يمتلك قوة 10,000 كجم... أما إيثان — 15,400 كجم، وغدًا ستتضاعف.
نظر إلى جسده — طبقة من الطين الأسود تغطي جلده: شوائب.
استحم مجددًا، لكن قبل أن ينام، ألقى نظرة أخيرة على نواته...
ما رآه — جعل فكه يسقط، وعينيه ترتجفان.
ما... هذا؟