قراءة ممتعة ♥️
استيقظ مايكل من نومه وقد كان شمس الصباح قد بدأ يتسلل خجولًا إلى الغرفة ، لكن مايكل لم يستطع الاستمتاع بضوئه ، كان جسده كله عبارة عن صرخة صامتة ، ألم مزمن يثقل كل حركة ، جلس على السرير بصعوبة، وكان كل مفصل في جسده يأن من ألم
" هااااااه "
تنهد بغضب وهو يحدق في أشعة الشمس التي تسللت عبر النافذة، وكأنها تذكره بأن الحياة تستمر رغمًا عنه
( استيقظت مبكراً اليوم على غير العادة )
نظر مايكل لنهاية سرير كان ايدن مستلقياً يراقبه بتمعن ثم أكمل
( نم الان ، فما زال وقت مبكراً وجسدك لم يشفى بعد فقد أتعبت نفسك البارحة )
" لا استطيع النوم أكثر ، جسدي يؤلمني ولا يدعني انام "
اجابه مايكل بتعب ، نهض ايدن وطار بأتجاه مايكل ، وضع كفه على جبين مايكل يتحسس حرارة جسده
( يبدو أن لديك حمى خفيفة ، من افضل ان تخبر خادمك أن يحضر بعض الأدوية )
نفى مايكل برأسه وهو ينظر إلي سوار على معصمه
" ليس هناك حاجة لذالك ، إذا أخبرتهم فلن يدعوني اتتدرب لأيام ، كما يجب أن اجرب سوار اليوم "
عبس ايدن وقال بغضب وحدة
( لما انت مستعجل ، صحيح أننا لا نعرف متى ستبدأ منظمة حركتها ، ولكن هذا لا يعني أن تهمل وتضغط على نفسك هكذا ، عليك أن تتعلم أن ترتاح عندما تحتاج لذلك )
نظر مايكل إليه مطولاً وهو يفكر
' لا استطيع راحة ذلك حلم ينهش عقلي ، لا استطيع توقف عن تفكير فيه وهذا شعور '
تحدث بسرعة ليغير موضوع ، فالحلم الذي رأه يجعله يريد أن يصبح اقوى بسرعة
" على ايتي حال ، كيف اقوم بتشغيل السوار الان "
( ......تشه ، عنيد ، إلي من اتحدث )
ابتسم مايكل ابتسامة باهتة وقال بصوت حاول ان يجعلها حيوية قدر امكان
" انا بخير صدقني "
(.......... ، هاااه ، لا احد يستطيع اقناعك ...... حسناً سأعلمك عليك أن تغرسها بألمانا خاصتك ولكن الأمر سيكون صعباً قليلا بسبب اللعنة)
عبس مايكل وقال بأنزعاج
" لما ، ما علاقة مانا خاصتي باللعنة "
تنهد ايدن وبدأ يشرح له
( كما قلت لك شخص الوحيد الذي يستطيع فك اللعنة هو انت او شخص الذي وضعها ، فقد اكتشفت من بحثي خلال الايام الذي غبت فيها ان المانا خاصتك الان تتعارك مع المانا خاص بذلك شخص والذي يأتي من مصدر ختم لعنة ، وعند اجهادك نفسك تقل مانا في جسدك مما يجعل مانا خاص بالذلك شخص تهاجم الاعضائك والذي سيسبب ضرر لجسدك واذا استمر الامر اكثر ستفارق الحياة )
ثم اكمل بهدوء
( لذا كلما زاد مستواك سحري ، زادت معها كمية قوتك السحرية الى ان يتساوى القوتين ، عندها تستطيع فك اللعنة بعد ان تجعل قوتك اكبر من خاص بالذلك شخص )
تنفس مايكل بهدوء وهو يحلل معلومات الذي يسمعها ثم قال
" لكن هل تعرض لمانا شخص غيرك ، امر خطير "
اجابه ايدن بهدوء
( لا غالباً المانا تستعمل في الهجوم او الدفاع ، او تستعمل في الاعمال اليومية وصنع الادوات سحرية ، ولكن هذا القوة.... لا اعرف قوتك سحرية وقوة ذلك شخص غريبة ، لم اتمكن بعد من معرفة ما هما ، ولكني متأكد من انها ليست مجرد قوة عادية وهي قوية جداً )
" فهمت ، الان ساعدني لغرس مانا في سوار علينا ان نحاول بالبداية ربما تنجح "
( حسناً ، الان اغمض عينيك وحاول الاحساس بالمانا حولك )
اغمض مايكل عينيه كما قال ايدن محاول الاحساس بأي شيء ، وبعد مرور دقائق عقد مايكل حاجبيه وقال بصوت منزعج لأيدن
" لا اشعر بشيء "
فتح مايكل عينيه ونظر الي ايدن وكأنه يطلب مساعدة ، نظر ايدن اليه قليلا ، ثم ارتفع يطير في هواء بأتجاه مايكل ووقف امامه ، رفع كفوفه تنينية قليلا ، وضع يده على راس مايكل والاخرى تشير الي سماء الغرفة وظهر ضوء فضي حولها
( سأساعدك هذا المرة ،ارجي جسدك ولا تقاوم ، دع المانا تأخذ طريقها في جسدك ، سأجعلك ترى المانا من خلال عينيك )
فعل مايكل ما قاله ايدن ولم يمر ثواني الا ورأى مانا فضية في الغرفة التي كانت فارغة لتوه ، فتح عينونه بصدمة وهو ينظر الي الغرفة والي ايدن الذي يتحكم بهذة المانا ، استطاع شعور به قليلا ، ثم تراجع ايدن وجلس على سرير وهو ينظر الي مايكل ويحاول كتم ضحكته من مظهره مذهول طفولي
( بفف ، احم احم ، اذن رأيتها صحيح )
لم يجب مايكل كان لا يزال يفكر بالمنظر الذي شاهده وبالاحساس الذي شعر به محاولا عدم نسيان هذا شعور , ثم اكمل ايدن
( المانا ليس لديه لون ولكنك تستطيع شعور به ، وعندما تتحكم به سيتحول لونها الي نفس اللون للمانا خاصتك ، لون مانا خاصتي فضي لذا عندما اتحكم بها يتحول لونها الي فضي وهكذا )
" حسناً سأحاول فعلها مثلك "
اغمض مايكل عينيه مرة اخرى محاولا فعل نفس شيء بينما اغمض ايدن عينيه محاولا عودة الي النوم وهو يفكر
' حتى لو حاولت لن تستطيع شعور بالمانا خلال يوم واحد ، الامر يستغرق وقتاً طويلا للشعور به, بالطبع لن اخبرك بذلك ، هذا سيلهيك لأيام الي ان يشفى جسدك قليلاً '
وبعد عدة ساعات من المحاولا
"........…. .. ... اوه "
خرج تأوه من فم مايكل عندما شعر بنفس الشعور الذي جعله ايدن يحس به ، فتح عينيه ببطئ ، ونظر حوله ،استطاع ان يشعر بالمانا حوله ، ثم حاول ان يتحكم بها فأصبح يتحول لونها شيئاً فشيئاً للون احمر
" اه ،ايدن ايدن ،انهض لقد نجحت "
نادى مايكل ايدن الذي كان قد استيقض منذ ان شعر بطاقة سحرية قوية في الغرفة نظر حوله كيف تحول مانا كلها الي اللون الاحمر قاني حتى انها كادت ان تتسرب الي خارج الغرفة
( مايكل توقف الان )
تعجب مايكل من قوته ولكنه لم يستطع ايقاف الامر
" لا ... لا استطيع الايقافه "
لم يستطع مايكل تحكم بقوته سحرية مما جعل ايدن يطير بسرعة ويضع كفه على راسه ، احس مايكل بالتعب فجاءتاً وسقط فاقداً للوعي على سرير
( هااااه ، كاد الامر ان ينتهي بكارثة )
بعد دقائق فتح مايكل عينيه ونظر حوله
" ايدن "
نادى عليه بتعب ، فأستجاب ايدن بسرعة
( جيد لقد استيقظت )
نهض مايكل وهو يضع يده على صدغيه ، فقد ازداد صداع فتكاً
" ماذا ..... حصل ؟ "
تنهد ايدن وهو ينظر الي وجه مايكل الذي يبدو وكأن حياة قد سلبت منه مما جعله يعبس
( لقد خرجت قوتك عن سيطرة قليلا ، وكدت تسبب بموتك ، ولكنني اوقفت امر بسرعة )
" هاااه ، شكراً ،...... اذن لما حصل ذلك ؟ "
فكر ايدن قليلا وهو يهمهم
( همم ، اعتقد ان طاقتك سحرية غير مستقرة )
عبس وجه مايكل وقال بأنزعاج
" وهل ذلك بسبب اللعنة ايضاً "
( لا اعلم ربما تكون بسبب اللعنة او ان طاقتك بنفسها غير مستقرة ، لا استطيع معرفة ذلك الان ،بما ان طاقتك سحرية لا تزال مجهولة بالتسبة ألي )
تنهد مايكل وقال بعضب
" هاااه ، ماهذا كلما حاولت فعل شيء يظهر عائق جديد .......... ، هاااه ،سأتجاهل الامر فقط , ايدن هل استطيع الان استعمال مانا "
( نعم ، حاول مجدداً ، اجمع المانا من حولك واجعل جسدك يمتصه ثم حوله الي معصمك ومنه للسوار ولكن عندما تغرسه بالمانا عليك ان تنتبه كي لا تغرسه بالكثير من المانا حاول ان تجعل احد الاحجار زرقاء فقط يصبح الاحمر ، سيكون الامر صعباً قليلا )
ثم توقف ايدن قليلا وقال بحدة
( اياك ان تحول كل الاحجار الي اللون الاحمر هل فهمت ، ستفارق حياة اذا شعرك بألم الاسبوع كامل )
" حسناً حسناً ، توقف عن صراخ في وجهي ، لقد فهمت "
اغمض مايكل عينيه وشعر بالمانا من حوله وبعد دقائق تمكن من جمعه في نقطة واحده وجعل جسده يمتصه وكل ذلك امام ايدن الذي ذهل من مقدار تحكم مايكل بالمانا وسرعة تعلمه
' هذا مثير حقاً للاهتمام ، لم اتوقع ان يشعر بالمانا بهذه السرعة فغالباً ما يستغرق الامر وقتاً طويلا لتعلمه ، وماهذا التحكم في المانا كيف يمكن ان يكون لشخصاً ما تحكم في مانا يفوق سحر مستوى الرابع وهو لم يتعلم سحر بعد '
اهتز مايكل قليلا وبدأ حبيبات العرق تظهر على جبينه ، وهو ينتفس ببطئ محاولا استرخاء لكي لا يخرج قوته عن سيطرة مرة اخرى
اضاء احد الاحجار وتحول تدريجياً للون الاحمر
( حسناً ، يمكنك توقف الان ........ )
تحدث ايدن الي مايكل الذي بدأ جسده بالارتجاف مما جعل ايدن يزداد قلقاً عليه ، والاثناء ذلك كان مايك يفكر
' اه ،اللعنة ،لما لا استطيع توقف '
خرج انين من فم مايكل ومعها بعض دم ، ثم احس بشيء بارد على جبينه ووقع مستلقياً على سرير مرة اخرى
بعد دقائق فتح عيونه بصدمة وهو ينظر الي ايدن الذي يطير فوق رأسه ويتفحص وجهه بقلق ، ثم تنهد براحة فور رؤيته يفتح عينيه
" هاه ،هاه ،هاه "
( انت بخير الان ، لا تقلق كدت تفقد سيطرة على طاقتك مرة اخرى ولكني اوقفت قبل فوات الاوان ،..............)
توقف ايدن قليلا الى ان تمكن مايكل من تنفس بطبيعية ، ثم نهض جالساً على سرير ينظر لجسده
" انا........... لا اشعر بألم ، ..... اشعر ... ان جسدي اصبح خفيفاً "
( هااااه ، ذلك لأنك شغلت السوار ، ..... لكن لدينا مشكلة انظر )
نظر مايكل الي السوار الذي يشير اليه ايدن ، فرأى ثلاثة احجار كبيرة والاحجار الاثنى عشر صغيره حولها تحول الي اللون الاحمر
" اللعنة ،هذا يعني انني سأشعر بألم ثلاثة ايام أليس كذلك " اومئ ايدن له مما جعل مايكل يضع يديه على وجهه ثم يبعدها ويقول بلامبالات
" حسناً ،اين يكن سأفكر في الامر عند انتهاء المهلة "
تنهد ايدن وهو يهز رأسه يميناً ويساراً بقلة حيلة
( ......... ، عدم اهتمامك بالامر يخيفني حقاً ، تعرف جيداً انك قد تموت او تفقد الوعي وتدخل بغيبوبة أليس كذلك )
اجابه مايكل بسرعة وبدون اي مشاعر في صوته
" حسناً ،ليس الامر وكأنني سأغير شيء اذا بقيت افكر في الامر "
(.......هاااه ، حسناً على ايتي حال بما انك لم تعد تشعر بألم دعني افحصلك الان )
اقترب ايدن من مايكل ووضع يده على رأسه ثم ظهر حول مايكل خيط فضي اللون ، استمر الامر لدقائق ثم توقف ايدن ونظر الي مايكل بذهول
" ..... ما الامر ؟ "
تحدث مايكل بسرعة عندما رأى ملامح ايدن مندهشة
(........ انت لم تتعلم سحر صحيح ؟ )
" لا ، اخبرتك انني منذ دخلت لهذا الجسد كل ما فعلته هو نوم , لما هل هناك خطب ما ؟ "
(.... حسناً.......يبدو ان قوتك سحرية في مستوى ثالث ..)
" ............؟؟؟ "
توقف مايكل لعدة ثواني يحاول فهم ما نطق به ايدن
" ..لحظة ...لحظة ، ايدن اتعني انني الان في مستوى ثالث "
اغمض مايكل عينيه ودلك بين حاجبيه ، نظر ايدن اليه الذي كان مذهولا ايضاً
( نعم ، هذا ما قلته )
" اذن لم يبقى امامي سوى اربع مستويات وسأتمكن من فك اللعنة ؟ "
( نعم ذلك صحيح )
" ...ولكن كيف انا لم اتدرب على سحر من قبل "
( هممم ، اعتقد ان مايكل حقيقي قد تدرب قبل ان يختم اللعنة على جسده ، او انه تدرب ووصل الي مستوى ثالث قبل ان تنتقل انت لجسده او قد يكون لطاقتك سحرية علاقة بالامر فلم اتمكن بعد من تحديد ما هيه )
توقف قليلا ثم اكمل كلامه
( يبدو انك تمكنت من العيش بسبب كونك في المستوى الثالث فأستطعت ان تقاوم اللعنة قليلا فاذا كنت في مستوى الاول لكنت تبضق دم يومياً ، كنت اتسائل دائماً كيف بقيت حيا؟ )
" هاااه ، حسناً لأول مرة اسمع خبراً جيد ، الان على ان اتدرب للوصل للمستوى رابع ، وانت ستساعدني في ذلك "
(نعم بالطبع )
استلقى مايكل ولكنه لم يتمكن من النوم، استمر بالنظر للسقف وهو يفكر ويخطط لخطوته القادمة الي ان سمع صوت طرقاً للباب
طق طق
التفت مايكل الي الباب وقال بهدوء
" ادخل "
دخل جون بخطوات ثابتة انحنى بأحترام وقال
" سيدي فطور الجاهز "
' هاااه ،صحيح لقد نسيت ان دوق اجبرني على تناول طعام معهم يومياً ،......بالتفكير بالامر لم اتناول شيئاً منذ فطور الامس '
" حسناً "
نهض مايكل واتجه ناحية حمام استحم وبدل الملابس ثم خرج من الغرفة بأتجاه قاعة الطعام
« ساحة تدريب - دوقية سايرس»
خرج مايكل لساحة التدريب بعد تناول فطور مع عائلته ووقف في مكان بعيد ، ولا يوجد به الاحد
" سيدي هل تريد ان احضر لك شيئاً عند الانتهاء من تدريب "
" همم ، نعم اريد شيئاً بارداً "
" حسناً سيدي "
بدأ مايكل بالركض حول مكان بشكل دائري ، ولكن هذه المرة شعر بالاحساس غريب وكأنه اصبح اخف واصبح حراً من الالم الذي رافقه لأيام
' اوه هذا الاحساس جيد جداً ،على ان استعمل هذا سوار كثيراً منذ الان وصاعداً '
بينما يركض مايكل ويبتسم بسعادة ، كان جون مندهشاً من ركض مايكل وكونه بخير على رغم من ان ركضه لا يعتبر ركض لحد الان بل السير بسرعة ولكنه مازال متفاجاً فقد ركض لساعة ولم يفقد الوعي او يشعر بالدوار
' ماذا يحصل ؟ ، هل تحسن حالته جسديه ام ماذا؟ '
بعدما فكر قليلا نادى على الخدم واخبره ان يبقى بجانب مايكل الي ان يحضر له شيء بارد ، بالطبع سيذهب اولاً الي مكتب دوق ليخبره بهذا الخبر ثم يحضر مشروب بارد لمايكل
( مايكل لا ترهق نفسك كثيراً حتى اذا لم تعد تشعر بالالم الان ، فستشعر به عندما يعود الاحجار للون الازرق اي بعد ثلاثة ايام ، ومقدار الالم سيختلف بحسب اجهادك لنفسك )
توقف مايكل فجاءة وهو يتنفس بصعوبة ولكنه لا يشعر بألم
" هاه ،هاه ، هاه ، حسناً ، معك حق ، فلنعد لنرتاح قليلا "
( جيد واخيراً اقتنعت )
سار مايكل بالاتجاه جون الذي كان قد عاد منذ فترة وهو يحمل صينيه عليها كأس عصير بارد ، وبيده منشفة ، اخذ مايكل عصير وشربه دفعة واحدة ، شعر بعدها بالانتعاش ، ثم اخذ المنشفة ومسح بها عرقه وسار بالاتجاه القصر وخلفه جون
« مكان مجهول »
" سيدي لقد فشلت تجربة رقم 593 "
تحدث خادم الي الشخص جالس على كرسي خلف المكتب ، رفع رجل رأسه الي خادم الذي تحدث
" هممم ، كم شخصاً بقي من تجربة "
اجابه الخادم
" 63 شخصاً سيدي "
ارجع رجل ظهره للخلف ، ونقر علي مكتب بالاصابعه بينما يحمل وثائق عليها صور بعض الاشخاص ، نظر الي صور وقال بصوت بارد
" اخبر فيليكس ان يجهز عينات الاختبار جديدة مع تأكد من تجارب السابقة "
" نعم سيدي "
خرج الخادم من الغرفة ، عندها اعاد رجل جسده الي وراء وقال
" رود "
فور منادات رجل مجهول له ظهر رجل بشعر بنفسجي وعيون خضراء ، انحنى بأحترام للرجل وعلى وجهه ابتسامة مستمتعة
" نعم سيدي "
" كيف حال تجارب 63 ؟ "
" حتى الان لم ينجح اي منها ننتظر ان يظهر اي شيء يدل على نجاح تجربة "
توقف قليلا ثم اكمل بالابتسامة مستفزة
" سيدي ، لقد سمعت ان تجربة رقم 407 الذي هرب منا ، نجى مرة اخرى "
" همم ؟ ، رقم 407 , ألم يفشل ذلك تجربة في بدايته ، كبف بقى حياً حتى الان ؟ "
" لا ادري يا سيدي ، كان من مفترض ان ينفجر جسده فور فشل تجربة ، ولكنه استطاع ان يعيش لثلاث سنوات ،وفوق ذلك كلما حاولنا قتله ينجو مرة اخرى "
" .... هاااه ، اهتم بامر ذلك فأر بنفسك ، تخلص منه بسرعة قبل ان يسبب مشاكل "
لعق رجل شفتيه وكأنه يتذكر شيء شهياً ، ثم انحنى وخرج من الغرفة
" نعم سيدي ، لقد وضعت كثير من دماي هناك على اي حال "
« مكتبة قصر - دوقية سايرس »
بعدما انهى مايكل تدريبه واستحم وبدا ملابسه توجه ناحية مكتبة ، كان يتجول في الأروقة الهادئة للمكتبة، حيث كانت رائحة الكتب القديمة تفوح في الهواء. كانت المكتبة مكانًا ضخمًا، جدرانها مغطاة بالكامل بأرفف خشبية عالية تصل إلى السقف، كل رف مليء بمجلدات قديمة مزخرفة. كانت أشعة الشمس الذهبية تتسلل عبر النوافذ الزجاجية الملونة، لتلقي بظلال راقصة على الأرضية الحجرية.
"عليّ أن أجد بعض الكتب عن السحر "
تمتم مايكل لنفسه، وعيناه تبحثان بتركيز بين العناوين وهو غارق في افكاره
' كنت سعيداً انني وصلت للمستوى الثالث في السحر ، ثم اكتشفت انني لا اجيد اطلاق سحر ، قال ايدن ان هذا ليس جيداً ، وانه على ان اتعلم كل شيء عن مستوى الاول والثاني والثالث وعن تعاويذ السحرية خاصة بهذا المستويات ' تنهد بضيق وهو يتذكر ما حدث بعدما استحم
« فلاش باك »
خرج مايكل من الحمام بعدما استحم وشعر يقطر ماءاً بينما يجففه بالمنشفة ، اتجه ناحية سرير وجلس عليها وهو ينظر ناحية ايدن
" ايدن بما انني لا استطيع تمرين كثيراً ، لما لا تعلمني السحر درجة الرابعة "
( لا ، ذلك خطير جداً ، عليك ان تتعلم سحر مستويات الاولى اولاً ،لا تستطيع تعلم سحر مستوى الثاني بدون اتقاً سحر مستوى الاول ، صحيح انك الان في مستوى ثالث لكنك لا تجيد اي مستوى لأنك لست من تعلمها ، واذا استعملت سحر وانت لم تتعلم مستويات الاولى وفوق ذلك طاقتك سحرية غير مستقرة سيتسبب ذلك بموتك )
نظر مايكل الي ايدن بعبوس وقال بصوت منزعج
" اللعنة ، هل كل شيء ضدي ام ماذا ، لماذا كل شيء ينتهي بموتي دائماً "
" هاهاهاها "
ضكت ايدن على حاله وقال بأبتسامة
" حظك سيء جداً اليس كذلك "
عقد مايكل حاجبيه اكثر وقال بغضب طفولي
" لا تضحك "
" بفتتت "
كتم ايدن ضحتكه بصعوبة وهو ينظر الى تصرفات مايكل طفولية
" ايدن "
" حسناً ، حسناً ، لن اضحك ، يبدو ان دخولك لجسد شخص في الخامسة عشرة جعلت تتصرف مثلهم "
" مهلا انا لا اتصرف بطفولية "
" نعم نعم ،صدقتك "
« انتهى فلاش باك »
عبس مايكل وهو يتذكر ضحكة ايدن
' اللعنة ، عجوز خرف من يتصرف كالاطفال ، هل نظر الي حاله اصلا عمره آلاف سنين ولكنه يتصرف كشخص صغير , همف '
بينما كان مايكل يواصل بحثه ويتحدث مع نفسه ، لفت انتباهه مشهد في نهاية الرواق ، كانت دوروثي بشعرها ذهبي مشابه لمايكل وعينيه زرقاوين كالمحيط ترتدي فستانًا أزرق فاتحًا مشابهاً لعينيها ، تقف على سلم خشبي قديم كانت تحاول جاهدة أن تصل إلى كتاب مزخرف على أحد الأرفف العالية بينما تقف على اصراف اصابع قدميها و تمد يدها للكتاب ، لكن الكتاب كان بعيدًا عن متناولها
"يا إلهي، هذا خطير "
فكر مايكل بقلق وهو يصرخ منادياً بأسمها
" لا ، دوروثي "
هرع مايكل بسرعة نحو الفتاة، التي كانت تقف على اطراف اصابعها على السلم ، كانت تتمتم لنفسها وهي تحاول وصول للكتاب
"أوف، قليلاً بعد... ها!"
فجأة، انزلقت قدمها من على درجة السلم صرخت دوروثي، وهي تفقد توازنها.
"آآآآآآآآه!"
أغمضت عينيها بقوة، مستعدة للألم الذي سيتبع سقوطها لكن مرة ثانية
ثانيتين
ولم يحصل شيء
"لماذا لم أشعر بالألم؟"
فكرت وهي مغمضة عينين ثم حاولت ببطئ فتح عينيها وهي تشعر بذراعين قويتين تحيط بجسدها، القت نظرة بطيئة انصُدمتت بما رأه ، كان مايكل يمسك بها بأحكام وهو يلهث جراء ركضه
" اخي الكبير !! "
ناداته دوروثي وعلى وجهها علامات صدمة من رؤية اخيه ينقذه
" هاه ،هاه ،هاه "
جلس مايكل على ارض وهو يلهث لم يكن يشعر بألم فقط ضيق تنفس بسبب جسده ضعيف ، جلس واجلس دوروثي امامه
" اخيي ، اخي ، هل انت بخير ؟"
استعاد مايكل تنفسه ببكئ ونظر الي دوروثي ، وقال بقلق
" هل انتي بخير ؟ "
نظر دوروثي اليه ثم قالت ودموع في عينيها
" نعم ، لكن هل انت بخير ، هل اذهب لأنادي طبيب ،انت لن تمرض مرة اخرى صحيح "
كانت دوروثي تبكي وهي تمسك بقميص مايكل ابيض ، تنهد مايكل واحتظنه بحنان وهو يربت على ظهره مما جعلت دوروثي تجفل من فعلته ولكنها لم تتمالك نفسها واحتضنته بدورها وهي تبكي ، تحدث مايكل محاولا جعلها تهدئ
" قلت اني بخير ، لا تقلقي "
ثم تكلم بجدية بعد ان ابعد دوروثي عن حضنه عندما توقفت عن بكاء
" الاهم من ذلك ، لا تصعدي هناك مرة اخرى ، انه خطير ، انتي لا تزالين طفلة اذا احتجتي الي كتاب وكان مرتفعاً اخبري خدم ان يحضرون حسناً "
اومأت دوروثي وهي تمسح دموعها بكم فستانها ، ابتسم مايكل بأرتياح ثم نهض كلا منهما ، صعد مايكل السلم وانزل الكتاب واعطاه لدوروثي ثم استكمل طريقة عبر ممرات واسعة للمكتبة يبحث عن كتب للسحر بينما تتبعه دوروثي بخطوات خفيفة ، وعندما كان مايكل يتوقف ليراى ما اذا كانت خلفه كانت تختبئ خلف احدى ارفف الكتب ولكن جزء من شعرها ذهبي كان ظاهراً
"....بفتت "
ضحك ضحكة صغيرة ولكنه كتمها بسرعة
' لطيفة هل اعتقدت اني لن اراها '
اخيراً التقت مايكل بضع كتب يتحدث عن سحر دائرة الاواى والثانية والثالثة وكتاب يتحدث عن تاريخ السحر وكتاب عن تعاويذ السحري وغيرها الكثير
توجه مايكل الي طاولة خشبية ووضع كتب عليها ثم جلس على كرسي الخشبي وبدأ يتصفح الكتب الذي اختاره ، كانت دوروثي تراقب بصمت خلف رف الكتب وعينيها زرقاواً تلمعان بسعادة وهي تراقب اخاها
" اذا اخترتي الكتاب ، تعالي واجلسي "
تحدث مايكل بهدوء دون ان يبعد عينيه عن صفحات الكتاب ، جفلت دوروثي ، وبتردد خرجت من خلف رف ، واقتربة من طاولة نظرة الي مايكل الذي كان هادئاً طوال الوقت مما جعلها تطمئن وتجلس بسرعة
مرة دقائق ومايكل ودورثي هادئاً ، الى ان رفع مايكل عينيه وقال بهدوء
" هل تجيدين قراءة هذا الكتاب ؟"
كان الكتاب في يدي دوروثي كتاباً صعباً حتى على الكبار ، فما بالك بفتاة في العاشرة من عمرها
جفلت دوروثي واحمرت وجنتيها ، ثم بتردد قالت وهي تنظر للكتاب
" استطيع ، قراءته ،.....لكن اواجه مشكله مع بعض كلمات "
اجابت بصوت خافت بالكاد مسموع لولا انهما في مكتبه ومكان هادئ لما تمكن مايكل من سماعه
" هممم ، مثل ماذا ؟"
نظرة دوروثي الي وجه اخيها كبير ، وعندما رأت ملامحه هادئ وحنونة هدئت واشارة بأصابعها صغيرة ناحية كلمة في الكتاب
اخذ مايكل الكتاب وبدأ يفسر لها الكلمة بصبر وهدوء ويشرع معانيها ويضرب الامثلة ، مر الوقت بسرعة وها هي شمس على وشك الغروب
نهض مايكل ليغادر المكتبة ، التفت الي دوروثي التي غلبها نعاس ومايكل يشرح لها ، ابتسم مايكل بحنان وهو ينظر اليها ، رأسها صغير مستند على كتاب مفتوح بينما خصلات شعرها قد نزلت على وجهها طفولي
" جون "
نادى مايكل على جون الذي يقف عند باب المكتبة واشار له بالاقتراب
" نعم سيدي "
" خذ هذه الكتب الى غرفتي "
" نعم سيدي "
حمل جون الكتب
واتجه ناحيت غرفة مايكل ، بينما اقترب مايكل من دوروثي وحملها برفق على ذراعيه واتجه ناحية غرفتها ، خرج من المكتبة واشار لأحد خادمات بالاقتراب
" انت "
نادي مايكل على الخادمة ، التي اقتربت بسرعة فور رؤيتها دوروثي بين اعضان مايكل
" نعم سيدي "
" ارشديني الي غرفة دوروثي "
انصدمت الخادمة قليلا تنظر الي وجه دوروثي نائم والي مايكل باندهاش ولكنها تمالكت نفسها وتحدثت بسرعة
" نعم سيدي "
توجه مايكل لغرفة دوروثي ووضعها على سرير ثم قبل جبينها وخرج من الغرفة بعد ان غطاه جيداً