نظرت إلى السيارة القادمة ، و التي من حولها مجموعة من السيارات.
ما يميزها عن غيرها هو حجمها الكبيرة و جمالها ، على الأقل يمكن أن تباع بمليارات الدولارات في المزاد ، هذا في المستقبل طبعا.
أكثر ما يميز السيارة هو لونها ، الفضي اللامع الذي يميل للأبيض قليلا.
عندما رأيت اللون تفاءلت كثيرا، لأن اللون يمثل العشيرة و هذه أول سيارة تمر بهذا اللون .
غيرت نظري نحو مقدمة السيارة حيث يوجد شعار متدرج الألوان ، من الأزرق السماوي إلى الأزرق الذي على لون البحر.
ما فاجأني هنا ليس لون الشعار و إنما مما صنع الشعار.
من النظرة الأولى أستطيع أن أقول أن الشعار تم صنعه من رخام ، و ليس أي رخام ، إنه رخام سمي بإسم ~الرخام الكريستالي الحبري~.
يقدر ثمنه بمليون ين للكيلوغرام الواحد ، و في المستقبل سيصبح فقط بمئة ين للكيلوغرام و هذا بسبب سوء التسويق.
لهذا الرخام عدة ألوان من الأحمر و الأخضر و حتى الأسود و غيرهم.
سبب إرتفاع ثمنه حاليا هو بسبب ندرته و خصاءصه الفريدة.
في هاته الفترة لا توجد الكثير من الآلات التكنولوجية للحفر و التنقيب في الكهوف ، مما يدفع الناس للتضحية بحياتهم في سبيل العثور على رزقهم.
بسبب هذه الصعوبة يفضل الناس عدم البحث عن الرخام حفاظا على حياتهم.
سمي الرخام بهذا الإسم لعدة أسباب ، أهمها هو :
عندما تسطع الشمس عليه يتحول شكله إلى كريستالة مشرقة و لامعة .
لكن عندما ترسم بالماء عليه ، مثلا ترسم سمكة ، فعندما تنعكس أشعة الشمس على الرخام سيتحول إلى كريستالة داخلها سمكة تبدو ثلاثية الأبعاد ، طبعا هذا مجرد وهم بسيط تتأثر به العين ، عندما تقترب كفاية من الرخام لن ترى شيئا.
طبعا لا يجب أن يخدعكم المظهر ، إن هذا الرخام هش لدرجة كبيرة ، مجرد ضربة صغيرة من نحات يمكن أن تحول الرخام من كثلة تزن عشرات الكيلوغرامات إلى فتات متناثر مع الهواء.
كيف علمت هذا ، ببساطة لأننا نملك في القصر الكثير من هذه الرخم ، و لونها أسود و تم رسم شكل الغراب عليها ، و أيضا لأنني كسرت رخامة بسبب نقرة من أصبعي ، و فوق هذا إن هذا الرخام أحد المشاريع التي أخبرت والدي عنها .
أما السبب الأخر هو لأنني أستطيع لمح نمر أبيض أو تنين داخل رخام السيارة بعد أن تسللت أشعة الشمس لتسلط عليها.
أنا متأكد من أنها سيارة عشيرة بامي لأن بالإضافة إلى الرخام أستطيع رأيت بعض الأشخاص من خلف زجاج السيارة لون شعرهم فضي إلى أبيض.
أستطيع رأيت كل هذا بسبب حواسي التي تحسنت كثيرا مع تحسن جسدي .
رغم أن المسافة بيني و بين السيارة تقدر ب150 متر إلا أنني أستطيع الرؤية بوضوح و أستطيع رؤية مسافة تقدر ب200 متر كحد أقصى.
"هذه فرصتي ، لا يمكن التخلي عنها..."
قلت لأركض ناحية السيارة بأقصى ما لدي ، و في غضون 4 ثواني تخطيت100 متر بسهولة ، مع وجود قليل من التعب.
حطمت في هذه اللحظة الرقم القياسي العالمي لكن لم أفكر حتى في الأمر لأنني نظرت متلهفا ناحية السيارة القادمة نحوي و التي تبعد عني 50 مترا .
توقفت بدون حراك و رتبت نفسي و إنتضرت اللحظة التي ستقف أمامي.
____
بعد دقائق وقفت أمامي على بعد 5 أمتار.
تقدمت نحو السيارة و عندما وصلت عند نافذة الساءقة ، أنزل النافدة و تحدث بنبرة تهديدية و نبيلة و محترمة في نفس الوقت .
"لو سمحت فل تبتعد عن الطريق"
"أسف على هذا ، لكن لدي رسالة خاصة و مباشرة من رئيس عشيرة جابامي إلى رءيس عشيرة موموبامي"
تكلمت بينما أتحقق من السيارة محاولا رأيت من يجلس في المقعد الخلفي ، لكن لم أستطع بسبب الزجاج الغير كاشف(الأسود) سواء من الزجاج الخلفي أو الزجاج الموجود داخل السيارة.(زجاج فاصل بين الجهة الأماية للساءق و الخلفية للراكب ، هذا الزجاج للخصوصية ...)
"يمكنك إعطاءي الرسالة و أنا سأعطيها لرئيس..."
"لا ، هذه رسالة شفهية و لا يمكن تمريرها لشخص أخر إلا للشخص المعني"
"أسف ، لكن لا ، عندما نصل إلى مقركم سنتحدث مباشرة مع روبا-جابامي.."
'أنا آسف بدوري لكن أنتم ممنوعين عن دخول أراضي عشيرتنا دون سماع الرسالة هذه ، هي الأوامر أمل أن تحترموها"
تحدث بثقة و مع تمثيلي أحسست بانني أستطيع الحصول على جاءزة أوسكار ، لكن لم يدم طويلا لأنني فكرت في الإسم الذي سمعته.
'هل إسم رءيس عاءلة جابامي هو روبا ما هذا ؟؟ حرفيا إن تم ترجمتها من اللغة اليابانية إلى أي لغة في العالم ستعني حمار'
'لدي الحق في الإنتقام المضاعف و التنمر اللانهاءي ههه'
"إبتعد أو س..." قال الساءق و قبل أن يكمل كلماته تم مقاطعته من صوت أنثوي ناضج و كان من الواضح أنه من المقعد الخلفي للسيارة.
"لا بأس ، فل يدخل" كان الكلام موجها للساءق لكن فهمت أنها تقصدني لدى إستدرت و توجهت للجهة الأخرى لأفتح الباب.
بعد الجلوس و أخد نفس عميق نظرت ناحية أخيرا نحو الشخص الجالس بجانبي.
'واه إنها جميلة' فكرت بصدمة و تأملت المرأة أمامي.
شعر فضي يصل للظهر مربوط على شكل ذيل الحصان مع بعض الخصلات البيضاء الصغيرة المنتشرة في بعض الأماكن مما يدل على أنها في نهاية الثلاثنيات و بداية الأربعينيات.
مع بشرة حليبية و خدين و شفتين بلون الكرز كانت تبدو كما لو خرجت من فلم رومنسي ، الشيء الذي يناقض هذا الجمال هو عينيها الزرقاء التي تتوهج ببريق أبيض قاتل ، يدل على الرحمة المنقطعة و الحكمة المكتسبة عبر السنين.
رغم الملابس الفضفاضة التي ترتديها إلا أنني أستطيع أن أشهد بأن لها جسد متكامل تقريبا.
قبل أن أقول حرفا واحدا ، رأيتها تحرك يدها نحو الزجاج الفاصل بيننا و بين الساءق ، لتزيحة قطعة زجاج مربعة إلى مكانها.
!سحب!
"بما أن لا أحد يسمعنا ، قل لي سبب تمثيلك هذا "
"لماذا تريد التحدث معي "
"التحايل على عشيرة بإستخدام إسم عشيرة أخرى يأدي للموت "
"قل لي"
سمعت صوتا باردا ممزوج مع نية القتل ، دوى ليصل إلى صميم أذني لكن لم يدخل إلى عقلي أو قلبي(يعني أنه لم يأخد كلامها على محمل الجد و لم يشعر بأي خوف منها)
'أه شيت، يال حظي السعيد قابلت ربما ؟؟ جدة أو أم كيراكي رءيسة مجلس الطلاب 105 هذا راءع ، من الأفضل تكوين صداقات ، كما يقولون عدو عدوك صديق'
'و هذا يعدل مقولة لتصبح تأتي الرياح بما تشتهي السفن'
"كيف عرفتي ؟"سألت متشككا لأقابل تجاهل كبير.
"فل تجبني" نظرت إلي ببرود رغم ذلك أحببت ذلك لدى عاندتها.
"لا أخبريني أنت أولا ، سؤالي له جواب بسيطة لكنه معقد أما أنت لا"
نظرت إلي و حاولت قراءتي لكن وجدت فقط نظرتي المليئة بالثقة التي لا تتزعزع.
"شكلك لا يشبه الأشخاص من عشيرة جابامي رغم أن لديك شعر أسود و عيون سوداء تلمع باللون الأحمر إلا أنك تشبههم ، لديك ملامح أكثر حدة منهم"
"و فوق هذا أنا أعرف كل شخص في عشيرة جابامي من المعلومات التي لدي ، لذا برأيتك أمامي ، فتى بعمر 14 أو 15 عاما ، لم أثق كثيرا رغم أن تمثيلك جيد جعلني في داءرة من الشك إلا أن تلاعبك ينقصه بعض المكر "
"لا يمكنك التلاعب بمتلاعب...."
"الأن أخبرني سبب بحثك عني أنا أشك في أنه كلام بسيط إن كان مجرد كلام أطفال ستشهد موتك" قالت كلماتها و لم تنظر إلي قط ، إلى أن ذكرت القتل.
نظرت بدهشة إليها و لم أعر إهتماما بتهديدها حتى لو كان صغيرا، قلت بنية قتل ياردة.
"أنت رائعة و ذكية لكن إياك و أن تعتقدي أنه بإمكانك قتلي"تحدث بتهديد و أدخلت يدي في جيبي لأخرج مسدسا منه ، طبعا هذه الحركة فقط لتظليل ، لا أريد من الناس أن يعرفو أنني أستطيع إخراج الأشياء من الهواء سأبدو مهرجا أو ربما يتم وضعي في غرفة تجارب.
"عندما يتدخل شخص في حياتي لا أقامر معه ، سأترك ملك الجحيم يفعل ذلك برمي النرذ ، الجحيم أو الجحيم" إختفت الإبتسامة على وجهي لثانية بعد أن رأيت القليل من الخوف في عينيها أعدت المسدس إلى جيبي متجها نحو مساحة التخزين.
تشكلت الإبتسامة على وجهي من جديد و إختفى الجو المتوثر و قلت بتواضع
"أنا آسف حول هذا لا تعيري الكثير من الإهتمام إنه مجرد خطأ صغير ، لا أحب من يتدخل في حياتي "
"بالمناسبة إسمي رين، رين تاماكي ، أريد التكلم معك حول عشيرة جابامي أنسة ؟..."توقفت لأعرف إسمها و هو ما إستوعبته هاته الأخيرة .
و في لحظة ظهرت إبتسامة صغيرة لكنها نقية ، أستطيع أن أقول أنها فهمت الموقف و نست ما جرى ، ربما؟.
"إسمي كيراكي، كيراكي موموبامي ، رئيسة عشيرة موموبامي "رفعت يدها لتصافحني ، بعد ثواني رفعت بدوري يدي لنتصافح ، في هذه اللحظة فكرت في شيء أخر و بعيد قليلا عن الموضوع الرءيسي.
'كيراكي!؟ هل هي كيراكي رءيسة الطلبة'
'لا،لا ، الجدول الزمني لا يدل على ذلك'
"هل أستطيع أن أسألك؟"
"طبعا خارج إطار ما أريد التكلم عنه"
أومأت برأسها لذا لم أتراجع.
"هل تعرفين شخصا قامرت معه أو مجرد معرفة بسيطة عنه"
"إسمها جابامي يوميكو"
"مم..."
إنتضرت قليلا لأنني أجدها تفكر في شيء ما لكن بعض لحظات سمعت رفضا قاطعا.
"لا لم أرى و لم أسمع عن شخص كهذا "
"هووف!! هذا جيد...هل أستطيع سؤالك عن شيء شخصي ، تستطيعين الرفض إن لم تريدي ، هذا خاص بك"
"نعم لا مشكلة"
"هل أنت متزوجة؟"
دوى صمت مزعج و توتر كبير ، بعض لحظة.
"أجل ، حتى لو لم أكن لماذا سأرتبط بك ، حتى لو كنت تبدو كرجل ذو 19 عاما ، يجب أن تحترم نفسك لدي أطفال ، في هذا العصر لم يعد الشباب يحترمون أحدا" قالت ببعض الغضب و الحرج و حولت تصحيح سلوكي لكن سرعان ما أنا صححت رأسها.
"أنا لم أذكر موضوع الإرتباط بك ، لم أكن أقصد هذا و لا ذاك(الزواج الإرتباط)."
"ه!!؟"
لاحظت كيراكي تسرعها لذا حاولت التأسف ، لأقاطعها بسؤال أخر.
"هل أستطيع معرفة أسماء و أعمار أطفالك؟ و لا تقلقي حول ما حدث لقد كنت فضولي فقط"
"لا مشكلة إنه خطءي أيضا"
"بخصوص سؤالك ، لدي إبن بكر في مثل عمرك إسمه شيهيرو موموبامي و لدي إبنة صغرى إسمها سيا عمرها سنة واحدة"
"أوه, إعتني بهم جيدا"
'بحسب الجدول و عمر الفتى ، على الأرجح هو من ستكون له طفلة في المستقبل أنا أتوق لأرى هذا الطفل(كيراكي،رءيسة الطلبة)'
فكرت و لم أستطع إلا توقع المستقبل.
"إياك و أن تفكر في شيء خارج الخط لن تتزوج إبنتي "
"ها! لا لا أنا لا أهتم بالفتياة الصغيرات"قلت الحقيقة المرة.
"على أيت حال أظن أننا يجب أن نتكام بجدية الأن" قلت بصرامة و واكبتني كيراكي لكن قبل أن أقول كلمة واحدة.
سمعنا بعض الدق على الزجاج الفاصل في السيارة .
سحبت كيراكي قطعة من الزجاج لتسمع ما سيقوله الساءق.
"لقد وصلنا سيدتي ، يجب أن نخرج من السيارة " تحدث الساءق بخضوع ، و سرعان ما خرج أولا ثم فتح لنا الباب.
"سنأجل كلامنا إلى أن ندخل"
أومأت كيراكي و قالت للساءق شيئا ما بعد ذلك مررنا عبر بوابة القصر.
تم إستقبالنا من قبل الحراس الذين قاموا بتفتيشنا جيدا ، أحسست بنظرة قلق في عيني كيراكي لكن سرعان ما إختفت بعد أن لم يجب الحراس شيءا عندي.
بعد بعض التوضيحات أخبرت كيراكي الجميع أنني معها لتسهيل الأمور علي.
بعد تجاوز الأمن إستقبلنا مشهد رائع ، كانت هناك حديقة شاسعة خضراء مليئة بالزهور و النباتات و الأشجار، الفراشات تطير بينما العصافيرة تواكبها لتلتهمها.
كانت هناك بركة كبيرة صافية لدرجة أنني أستطيع الشرب منها لكن لا لأن هناك الكثير من السمك يسبح ، إنه إحترام للمنازل.
بعد المشيء لدقائق وصلنا للقصر الكبير الءي على الطراز الياباني القديم ، إن حجمه كبير لدرجة يبعث للسخرية ، يمكن بسهولة إحتواء 500 أو 1000 شخص.
من الجهة الأخرى للقصر أستطيع أن تأكيد أنها مساحة لحديقة أخرى.
'لأكون صريحا إنه جميل و كبير لكنه لا يرقى لقصر والدي'
فكرت و سرعان ما قلت.
"لا يجب أن نحكم على الكتاب من غلافه"
_____
بعد ساعة واحدة تقريبا ، إنتهينا من الجولة السياحية.
أرشدنا خادم عبر كل أنحاء القصر ، بصراحة به الكثير من الغرف الجميلة و السيئة لكن لا يوجد من ترقى لمستواي ، بدون تفاخر.
هناك غرف بها ألعاب للقمار و هناك غرف للنوم و هناك غرف للتخزين ، كل شيء عشواءي في هذا القصر ، إنه يدمر الصورة التي تخيلتها قبل ثلاثة أيام.
عند إنتهاءنا ، إختار كل الحاضرين من عشيرة موموبامي غرفة خاصة به ، تبقى الأن أنا و رءيسة العشيرة.
كنت أريد غرفة خاصة لكن فكرت في أنه من الأفضل البقاء مع كيراكي لأشرح لها ما أريد فعله و ما سيحدث، بما أن هذا يوم الوصول فإن الجميع يحتاج إلى الراحة.
اليوم الأول للراحة ، اليوم الثاني مقامرة بين شباب العشاءر و اليوم الثالث مقامرة بين كبار العشاءر و اليوم الرابع مقامرة بين رؤساء العشاءر.
لم تبد كيراكي أي علامة للرفض لكنها أبدت علامات للإحمرار مما جعلني أطرح بعض الأسءلة.
' ألا تخاف من زوجها، لا هذا غير منطقي هناك شيء غريب '
'اول إحتمال هو ، ربما زوجها ميت.'
'ثاني إحتمال , ربما طلاق.'
'ثالث إحتمال عشيرتها أقوى من عشيرة زوجها لذى هو تحت شفقتها.'
'رابع إحتمال و الذي أنفيه بما أنني في فترة قديمة و هو أن زوجها ليس رجلا'
'ممم أنا أختار الجواب الأخير....أخخخخ يالي من مثير للشفقة لماذا أفكر كثيرا إنها مجرد إمرأة دخلت مرحلة الموت تبقت بضع سنوات و ستغادر لماذا أفكر كثيرا'
_____
بعد تنظيم أفكاري رتبنا أنا و كيراكي ملابسها و لوازمها في الخزانة ، الغرفة التي نحن بها مجهزة بكل شيء إنها كبيرة جدا.
هذه الغرفة أكبر من نصف منزلي من حياتي السابقة.
هناك حمام و مطبخ صغير و ردهة .... رغم أن الغرفة مجهزة بكل الأشياء الموجودة في هاته الفترة إلا أنك تحس أن شيءا ينقصها.
بالنسبة لغرفة النوم فتوجد غرفة لأننا في غرفة يوجد سرير واحد.
لنتخطى هذا الموضوع الأن ، بعد ترتيب كل شيء جلست أنا و كيراكي في المطبخ ، كانت هناك طاولة و كراسي لذا بعد إعداد بعض الطعام بدأت في التحدث معها.