[بعد يومين]

كان زيوس في غرفته يعمل على عشرين خنجر رمي مصنوع من الفولاذ الاسود والمصهور باستخدام غبار ابيض تم استخراجه من صدفة مطحونة لوحش مدرع من التصنيف B

وكان كل خنجر يملك سعة تخزين تصل الى 5 نقاط تحمل

فقام زيوس بوضع نقش تخزين طاقة في الخنجر وثلاثة نقوش طاقة من الانواع الثلاثة

وفعليا دفع زيوس مبلغا طائلا للحصول على خناجر طائرة تملك قدرة تحمل كافية لضغط طاقة تستهلك 5 نقاط تحمل

على اية حال المال لم يكن مشكلة ... ولكن من المثير للاهتمام ان محفظة زيوس اصبحت فارغة

وفعليا كان زيوس معاقبا بعدة عقوبات حاليا نظرا لمخالفته للاوامر وخروجه من اراضي العائلة وبل تعريض حياته للخطر في وقت لاحق

ومن بين العقوبات التي فرضت عليه هو قطع التمويل المالي والحبس ضمن جبل عائلة راكتس مجددا مع مراقبة افضل هذه المرة

مثل السوار الذي يمسك قدمه باحكام والذي تتمثل وظيفته بارسال اشارات الى مركز المراقبة فورا ما ان يخرج السوار من نطاق الجبل

على اية حال كان زيوس اكثر جنونا مما يظنه عمه المسؤول عن مراقبته وحبسه

اذ ان زيوس كان يملك فكرة في راسه وكان ذاهبا توا لتنفيذها

خرج زيوس من المنزل وعندما تجاوز الباب الخارجي رأى والدته تخرج من سيارتها الخاصة ليكمل السائق قيادته لركن السيارة في موقعها بعد خروج سيدته

_ زيوس الى اين انت ذاهب ؟

_ انا ذاهب الى ذلك الفيل ... لقد مر وقت طويل منذ ان رأيته

_ لا تسخر من بدانة ابن عمك ! ... كم مرة يجب ان انبهك حيال تصفية كلامك وتهذيبه !

ضحك زيوس قليلا وتحدث اثناء مغادرته

_ اعتذر امي ولكن اظن انني فقدت هذا الجزء من ذاكرتي

_ ايها الطفل الشقي انا متاكدة من انك لم تفعل ... ارسل سلامي الى زوجة عمك وابنائها

_ حسنا ... حسنا .. سافعل ذلك

مشى زيوس في الطرقات الجبلية المرصوفة وتجاوز بعض القصور لاقاربه حتى وصل الى قصر آخر بعد عشرة دقائق

دخل زيوس القصر عبر البوابة الرئيسية الخارجية وتجاهله الحراس بشكل طبيعي

وعندما وصل الى البوابة الرئيسية الداخلية سال زيوس الحارس الموجود

_ هل آرون موجود هنا ؟

_ نعم سيدي يمكنك ايجاده في الحديقة الخلفية

....

التف زيوس حول القصر ورأى الفيل آرون يجلس على طاولة خشبية طويلة انيقة وكان يتناول كعكة كبيرة

وعلى اريكة متأرجحة قريبة كانت ميرا تستلقي هناك

_ يا رجل اتمنى ولو لمرة واحدة الا اجدك تتناول شيئا ما ... ارحم معدتك يا رجل

ارتبكت ميرا من الظهور المفاجئ لزيوس وعندما لاحظت ملابسها الغير رسمية شعرت ببعض الحرج وغادرت مسرعة

(زيوس) : اهلا بك ايضا ... وشكرا مجددا على مساعدتي سابقا

_ انا واثق انها لم ترحب بك حتى تقول ( ايضا )

_ يقولون ان السمنة المفرطة تسبب لصاحبها بعض الغباء ... لقد كنت اعاتبها بطريقة غير مباشرة لهروبها دون قول اي شيء

_ يا رجل عليك ان تتوقف عن التحدث بشكل ملغز ... كن صريحا و واضحا في كلامك مثلي انا

_ هل تقصد كما فعلت انت عندما رأيت فتاة جميلة في الصف وطلبت منها ان تتزوجك مباشرة ؟

_ !! ... يا رجل لقد مضت سنتان على ذلك !! ، لماذا لا تنسى هذا الموقف

_ حسنا بالنسبة لي كان هذا قبل اسبوعين فقط ... وايضا لا اظن انني سانسى الصفعة التي تلقيتها انت ولو بعد مرور مئتي عام

_ لسوء حظي انني كنت بدينا وقتها ... لو كنت نحيفا و وسيما ما كانت لترفضني

_ على ذكر ذلك متى ستذهب لتفريغ هذه الدهون واصلاح ترهل جلدك في المشفى ... يا رجل من النادر حقا ان اراك بشكلك الطبيعي ... كيف يمكنك ان تزيد وزنك بهذا الشكل الفظيع خلال فترة قصيرة !!

اخرج آرون ظرف حبوب من جيبه بابتسامة على وجهه

فقام زيوس بالتقاطه وتصويره ليقوم الذكاء الاصطناعي بالبحث عنه لاحضار المعلومات

وبعد قراءة زيوس للمعلومات المذكورة ادرك ان تاثير هذا الدواء يتمثل في الهضم الفوري للطعام في المعدة وما كان صادما اكثر لزيوس هو ان صانع هذه الحبوب هو شقيقه ويليام

_ !! ... هل انت من طلب من ويليام صنع هذه الحبوب الغريبة !

_ نعم ... في الواقع هنالك الكثير من الاشخاص الذين يستخدمونها الان ... اعني ان شقيقك يحقق بعض الارباح منها

_ انا واثق ان جميع المستخدمين هم مرضى نفسيين مثلك

_ انت هو الاحمق الذي لا يقدر فن تذوق الطعام

_ فن مؤخرتي ! ... لنتوقف عن الحديث حيال هذه الاشياء قبل ان اشعر بالغثيان واخبرني هل لديك اطراف صناعية

نظر آرون الى السوار في قدم زيوس وسأل مستغربا

_ هل تقصد اقدام ميكانيكية مخصصة للمعاقين ؟

_ بالطبع اقصد هذه ! ... لا تقل لي انك استهلكتها كلها !

_ لا تقلق لدي ما يكفي من المخزون ... و لكن صدقني كان والدي غاضبا للغاية بسببك البارحة ... اظن انك يجب ان تلتزم بالبقاء في الجبل

_ انت تعلم انني اكره هذا

_ انت حر في خياراتك ... 30 الف قطعة ذهبية

_ !! ... منذ متى كنت تطلب مني المال مقابل هذا !؟

_ يا صديقي لقد تم قطع مصروفي ايضا منذ اكثر من شهر ... لا بد من انك تملك الكثير من المال

_ اعتذر انا مفلس حاليا ... هل ستعطيني القدم الميكانيكية مجانا ام ماذا

تنهد آرون بخيبة امل وسأل

_ كم تملك من المال ؟

_ 76 قطعة ذهبية فقط

_ ساقدم لك خدمة هذه المرة لانك صديقي المقرب وسابيعك اياها بهذا الثمن

سلم زيوس 75 عملة ذهبية ورأى ان آرون لم يلتقطها

_ ماذا ؟

_ زيوس اخرج العملة المتبقية

_ هذا آخر ما املك !!

_ اذا انسى الامر

_ !! .... اللعنة ... ايها الخنزير الجشع !! .. ها هي خذ .... اين تخبئ الاطراف الصناعية ؟

_ في غرفة ميرا خلف خزانتها

_ !!

_ لا تنظر الي هكذا ! .. هذا هو المكان الوحيد الذي لن يقوم والدي بتفتيشه بحثا عن اطرافي الصناعية

_ انت خنزير ذكي في الواقع ... اتمنى الا تكون شقيقتك موجودة هناك الان

....

[بعد عدة دقائق]

"" تبا هنالك اصوات في الغرفة ! ... لا يمكنني ان اطلب منها ان تخرج من غرفتها وتتركني وحدي ! ""

كان زيوس يقف امام الباب وكان في حيرة من امره حيال ايجاد حجة مقنعة لجعلها تغادر غرفتها او ان يذهب للجلوس مع آرون لينتظر خروجها بنفسها

ولكن لا يبدو ان خروجها محتمل نظرا لان الوقت حاليا هو الثامنة مساءا

وقبل ان يتخذ زيوس قراره ... تلقى جسده صعقة رعب عندما فتح الباب فجأة ورآها تنظر اليه

_ لقد رأيت ظلك ولكنني ظننت انك آرون ... هل انت بحاجة لاي شيء

_ هل اخطأتي حقا بين ظلي وظل آرون ! ... يا فتاة لقد جرحتي مشاعري توا !! ... ظل آرون يبتلع عشرة من ظلالي !!

ضحكت ميرا بحرج وتحدثت قائلة

_ انت محق حيال هذا ... اذا ما الذي احضرك الى هنا ؟

_ لقد كنت ... اريد ...

_ تريد ماذا ؟

_ ان اسألك عن تصميم آخر قمت بتصميمه شخصيا

_ ليس عليك ان تكون محرجا حيال شيء كهذا يمكنك ان تطلب مساعدتي متى ما شئت في امور كهذه

_ حسنا اشكرك حيال هذا ... واعتذر على الازعاج الذي اسببه لك

_ لا تقل ذلك ... ادخل ليس من اللائق ان تبقى واقفا عندك

دخل زيوس الى الغرفة والقى نظرة خاطفة الى الخزانة ولكنه تجاهل ذلك حاليا

جلست ميرا على طاولة الحاسوب وطلبت منه ان يرسل البيانات اليها وان يحضر كرسي طاولة الدراسة ليجلس بجانبها

احضر زيوس الكرسي وعندما تذكر انه لم يصنع اي تصميم رقمي لمخطط الخنجر وانما قام بوضع النقوش مباشرة ... ادرك انه في ورطة

فقرر ان يكون وقحا قليلا

_ اعتذر ولكن هل يمكنك احضار مشروب ما ... عصير ليمون سيكون مناسبا ... اعتذر ولكن اشعر بالجفاف في حلقي

_ عفوا هذا خطئي ليس من اللائق استقبال ضيوف دون تقديم اي شيء

_ سارسل البيانات ريثما تعودين ... وايضا لا تقلقي حيال ذلك انا لست غريبا لهذه الدرجة ... لست بحاجة للتعامل معي برسمية

شعرت ميرا بالخجل قليلا وعندما ارادت ان تقول شيئا ما اكتفت بالصمت وغادرت

وما ان تاكد زيوس انها رحلت اعاد نظره الى الخزانة

2025/04/18 · 13 مشاهدة · 1271 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025