لم تستطع الفتاة ان تبقى واقفة ولو لجزء من الثانية قبل ان تسقط من الدوار وتتقيأ ما في معدتها وايضا ادرك زيوس انها تبولت على نفسها من الخوف

فقام بحملها مباشرة بالسلاسل و وضعها في الخيمة قبل ان يدرك احدهم الماء المتسرب وباستخدام السلاسل رمى حقيبة ملابسها بجانبها

كانت الخيمة فارغة ونظر زيوس الى امجد قبل ان يتحدث بابتسامة مؤدبة

( زيوس ) : لا تقلق انا لست عدوا لهاؤلاء الاطفال ، اريدهم فقط ان يصبحوا اقوى في اسرع وقت ممكن ، وانا دقيق في افعالي ...< وبصوت شيطان هامس اكمل >... كل ...شيء ...محسوب

اومأ امجد برأسه بتردد وفعليا لم يكن معارضا لاساليب زيوس وعلى العكس كانت هذه هي الاساليب التي تتبعها قريتهم من قسوة وصرامة

(زيوس) : اذا من تبقى لدينا ، رفاف الرسامة وقصي مخرب الصناديق ، تم اعفائكما من العقوبة الحقا تالة وبقية زملاءكم لبدئ تمرين تسلق الجرف ، قوموا بتسلقه عشرين دورة بين صعود ونزول

غادر الاطفال وبدأ زيوس يراقب من يتسلق الجرف ولاحظ بسرعة بعض الاطفال البارزين

منهم كانت الفتاة نورا من قرية السديم (10 سنوات) وما كان مميزا بشأنها هو انها بعدما صعدت لاول مرة بصعوبة قامت بتثبيت حبل متدلي ساعدها على النزول بسرعة والصعود بسرعة ايضا

كان هذا التصرف ذكيا منها وقرر زيوس عدم منعها من ذلك بالرغم من ان استخدامها للحبل سيخفف الفائدة الاساسية من التدريب البدني

والشخص الاخر البارز هو طفل يدعى سُهيل (15 سنة) – قرية الحجر الاصفر

وما كان مميزا به هو انه اخذ وقته قبل ان ينطلق لتسلق الجدار خلافا للبقية الذين بدأوا بالتسلق بسرعة ليحصلوا على المركز الاول في المنافسة

وخلال هذا الوقت درس سهيل افضل مسار للتسلق باسرع وقت وفعلا امكن رؤيته يتسلق بمسار متعرج وليس مستقيما للاعلى ومع ذلك كانت رحلته اسهل وبالتالي اسرع من البقية وامكنه حفظ طاقته البدنية لمدة اطول

وايضا هنالك فارس (8 سنوات) – قرية الخلد

بدا الشيء المميز فيه هو تهوره وسقوطه كثيرا ، قد يظن احدهم ان هذا عيبا ولكن زيوس رأى الايجابيات في هذا الطفل ،كان شجاعا لا يخاف من السقوط وينطلق مباشرة دون تفكير كثير وهو شيء له محاسنه في بعض المواقف بالرغم من عيوبه في مواقف اخرى

احيانا لا يحب ان يتردد احدنا وخاصة في القتالات المباشرة

وهنالك طفل واحد استطاع لفت انتباه زيوس والجميع دون استثناء

ليس لانه الابرع وليس بسبب شكله مثلا

(زيوس متحدثا الى امجد) : هل هنالك خطب ما في عقل هذه الطفلة ؟

(امجد) : لا اعلم ، اسمها شهد عمرها تسع سنوات من قرية الرمال الحمراء ، لدينا طفل اخر فقط من هذه القرية ، ولاكون صريحا معك لا احد منا اختلط بهاؤلاء الناس من قبل ، لدينا فقط معرفة عامة عنهم

بقي زيوس يراقب الطفلة بفضول ليرى ان كانت تحاول جذب الانتباه قصدا ام هذه هي طريقة تفكيرها الفعلية

كانت شهد تتسلق الجرف اثناء سند ظهرها عليه ، وطوال فترة تسلقها كانت اعينها شاردة للاسفل تراقب ارتفاعها

وما كان غامضا وغريبا هو انها كان تضع يديها في المكان المناسب دائما دون ان تواجه الجدار وتنظر اليه

كان هذا غريبا للغاية ، وبالرغم من الغرابة ادرك زيوس مواهبها

وهنالك الطفلة ليان (7 سنوات) – قرية الحجر الاصفر ، كان الشيء الوحيد المميز بها باستثناء اداءها الرديء هو صوت ضحكها الذي لا ينقطع

كانت تتسلق قليلا ثم ترمي نفسها باتجاه أمجد ليلتقطها واصوات الضحك والسعادة تملأ المكان

صفع زيوس وجهه وفكر مع ابتسامة دافئة وضاحكة "" رعاية الاطفال تحت العشر سنوات سيكون امرا صعبا ، ولكن لماذا لا ارى نفسي قادرا على الانزعاج منهم ، ربما باستثناء اطفال قرية العقرب ، هاؤلاء الاوغاد علي الحذر منهم "" فكر زيوس اثناء تخيل ما ستكون عليه الايام القادمة

2025/04/26 · 5 مشاهدة · 576 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025