رواية نقوشي الرونية في عصر القوى الجينية

في شارع طويل يمر فوقه ثلاثة طرق رئيسية عائمة و مدعومة بتقنية موجه الدفع العكسي لتستطيع ان تطفو وتحمل اوزان المركبات فوقها

وعلى الرغم من ان السيارات تطفو فوق الطرق الا ان الفضل يعود للمجال الكهرومغناطيسي بينها وبين الطريق نفسه كما كانت بعض القطارات تستخدم هذه التقنية قبل مئتي عام تقريبا

وعلى جانبي الطريق كان هنالك حديقة ضخمة تحيط بهما وساحات مفتوحة وهنالك مدينة العاب ضخمة ايضا بالقرب من هنا

في وقت سابق عندما توقف زيوس في هذا المكان كان يمر عبر هذا الطريق السريع الذي يتوجه الى قلب المدينة

قبل ان يتوقف قليلا ويرى الطفلة

.....

[[ الوقت الحالي ]]

كان زيوس يمشي بدراجته ببطئ بين الزوار والطرق الحجرية للحديقة بحثا عن الطفلة

"" انا واثق انها ذهبت في هذا الاتجاه ! ... اين اختفت ""

_ سيدي هل رأيت طفلة تركض من هنا ؟

توقف الرجل الذي تحدث اليه زيوس والذي كان يمشي مع زوجته وثلاثة من ابنائه الصغار ونظر الى زيوس بغرابة لقول جملة واحدة قبل اكمال سيره مبتعدا

_ لو لم تكن تقود هذه الدراجة الباهظة ولولا مظهرك الانيق لقلت انك مجنون هارب من المصحة

_ !! ... "" تبا كان سؤالا احمقا ""

ادرك زيوس ذلك عندما لاحظ ان هنالك ما لا يقل عن 20 طفل و طفلة مرئيين حاليا يركضون ويلعبون في هذا الجزء فقط من الحديقة العامة

وعندما بدأ زيوس يشعر بالذنب حيال تسببه في ضياع الطفلة خطرت له فكرة قد تعمل

ظهرت شاشة صغيرة ضوئية من خاتمه وتقلبت الرسومات حتى وقفت على اسم شقيق زيوس الذي يعمل ضابطا في الشرطة

وفي مكان اخر تلقى زاك الاتصال اثناء قيادته لسيارة الشرطة مع شريكته وكان ذلك اثناء احدى مهامه

قام زاك بقطع الاتصال فلم يكن متفرغا حاليا

ولكن عندما اعاد زيوس الاتصال مجددا قرر زاك الرد عليه

_ ما الذي تريده ؟ انا مشغول حقا

_ هل يمكنك ان تخبر احد العاملين في المكتب ان يزودني بتسجيلات كاميرات المراقبة خلال الساعة الماضية لحديقة اركا العامة الواقعة في اطراف الجزء الشرقي للمدينة

_ لا

ثم اغلق زاك الخط لتسأله شريكته ذات الشعر الاسود القصير والتي تبدو في سن الثلاثين

والتي كانت ترتدي بذلة قتالية مخصصة لمقاتلي الجينات مثل زاك

وهي بذلات لا يستطيع جسد الانسان العادي ان يتحمل البقاء قرب تفاعلات الطاقة العنيفة داخلها ولا يمكن وصل وظائفا مع جسده نظرا لضغط الطاقة الذي يجب ان يتحمله الجسد

(شريكة زاك) : هل هذا زيوس ؟

_ نعم

_ اليس محظورا خروجه من اراضي عائلتك ... سمعت من والدي ان التحقيقات حيال قضيته لم تسفر عن اي شيء حتى الان

_ دعينا نركز على عملنا حاليا لقد اقتربنا من الموقع ... ايضا تذكري ان تبقي حذرة لقد وردنا تقرير من الجاسوس ان دفعة من الاطفال المخطوفين قادمة الى هنا

_ انا لا افهم لماذا الرئيس مصر على ان نداهم الموقع قبل وصول الدفعة المخطوفة ... ان فعلنا ذلك سيهرب الاوغاد القادمين ولن نستطيع ايجاد الاطفال

نظر زاك الى عينيها مباشرة ومن ثم خرج من السيارة

وعندما خرجت شريكته التي تدعى انجيز ذات الشعر الاسود القصير والقامة المتوسطة اجاب زاك عن سؤالها اثناء مراقبته للميناء الضخم الذي يملك عددا ضخما من حاويات النقل والسفن التجارية المختلفة

_ ان كانت المعلومات التي تلقيناها كلها صحيحة فسيكون هنالك معركة شرسة هنا وغالبا لن ينجوا اولاءك الاطفال منها ان وصلوا الى هذا المكان

في هذه اللحظة تلقى زاك رسالة ولكنه تجاهل قرائتها ليضع كامل تركيزه على المهمة

اذ ان دوره كان يتمثل في التسلل الى الموقع لجمع بعض البيانات المتعلقة ببعض المواقع الاخرى التي تستخدمها مجموعة تجار الاعضاء هذه لتأمينها قبل اندلاع المعركة

وهي معلومات لم يستطع الجاسوس الذي لم يتجاوز مراتب متدنية في مجموعة العدو ان يحصل عليها

انطلق زاك وانجيز ليقفزا فوق بعض الاشجار وصولا الى منطقة الميناء وذلك بعد تفعيل قدرات اختفاء مضمنة في البذلة

علما ان مقاتلي الجينات يمكن تخيلهم كنقوش تخزين طاقة ويمكن تشبيه بذلاتهم بنقوش الطاقة الحركية او لنقل نقوش تنفيذية تقوم بتحويل الطاقة الزرقاء الى اشكال اخرى من الطاقة

سواء كانت الحركية لتعزيز قدرات الجسد او الضوئية لصنع تأثيرات اختفاء معينة وفعليا هنالك عدد لا يحصى من التطبيقات لهذه التقنيات التي بنيت على الطاقة الزرقاء والتطور الجيني

وفي الطرف الشرقي في المدينة غادر زيوس احد المتاجر التي كان يتفاوض مع صاحبها مسبقا كي يستطيع الوصول الى كاميرات مراقبة المتجر

وفعليا حصل زيوس على مقطع مدته قرابة 12 دقيقة يصور لحظة اختباء الطفلة وراءه الى لحظة مناقشته مع والدة الطفلة التي تبدو من النبلاء و الرجلين الآخرين

فقام زيوس بارسال المقطع الى اخيه زاك وارسل ورائه رسالة لاخبار شقيقه ان يطلب من احد ما من اعضاء ادارة قسم الشرطة ان يتتبعوا مسار هرب الطفلة ما ان ينتهي من مهمته

وعلى الرغم من ان قضية ضياع الطفلة مهمة الا ان زيوس يعلم جيدا ان شقيقه الذي يملك رتبة عالية في الشرطة يشارك في مهام اشد خطورة واهمية بكثير من مجرد ضياع طفل

ولهذا السبب لم يستطع زيوس ان يضغط على اخيه ليرد عليه

.......

[بعد ساعة]

كان زيوس جالسا في مدينة الملاهي وسط ازدحام بشري معتاد وغير معتاد

معتاد من حيث ان مدينة الملاهي عادة ما تكون بهذا الازدحام وغير معتاد من حيث ان زيوس لا يحب الحشود والتجمعات

واثناء جلوس زيوس على كرسي بجانب احد المراقبين في مبنى الادارة واثناء قيام هذا المراقب بالنداء على الطفلة الطائعة التي تدعى سالي .... ظهرت عشرات من طائرات الهيليكوبتر ذات التحكم عن بعد وبعض الروبوتات القتالية الطائرة التي يتم قيادتها بواسطة طيارين ميكانيكيين محترفين

وما كان ملفتا للنظر هو الرقم المكتوب على جميع الاليات وهو الرقم 293 وهو رقم فرقة المهام الخاصة التي كان زيوس منضما لها خلال السنتين الماضيتين المفقودتين من ذاكرته

"" هذا مشهد غير معتاد ... لماذا القوات الهجومية الرسمية للفرقة مجتمعة هنا ""

اقترب زيوس من الحائط الزجاجي لينظر الى الطريق العام البعيد وفعلا كما توقع كان هنالك اضواء مألوفة لآليات نقل الجنود وبعض آلات نقل الروبوتات القتالية الارضية

علما ان معظم الروبوتات القتالية يترواح طولها بين 3 امتار الى 7 ومعظمها ايضا تملك اشكال الوحوش التي تم استخدام اعضائها لصنع الجزء الحيوي للميكا

اذ ان جميع الروبوتات القتالية تملك ثلاثة جوانب في صناعتها ... جانب تقني رقمي وهو لبرمجة الآليات والانظمة القتالية

وجانب معدني مادي مثل البذلات الملاصقة للجسد والتي تعتبر وسيلة حماية و اتصال بين دماغ الطيار الميكانيكي وجسم الروبوت ومثل بعض الدروع والمفاصل والاجزاء الاخرى

وهنالك الجزء العضوي المستخرج من الوحوش مثل الاوتار المستخدمة في اليدين او الذيل لبعض الوحوش الاخرى او اجزائها وهنالك الاوعية الدموية المستخدمة لنقل الطاقة السائلة الزرقاء في الجسم الداخلي للميكا

وفعليا تختلف نسبة الاجزاء العضوية والمعدنية الصناعية من روبوت الى اخر حسب نوعه وتختلف طرق استخدامها ايضا

وتعتبر احد اهم الاجزاء في هذه العملية الصناعية دماغ الكائن الميت

اذ ان الطيار عندما يتصل مع الميكا عبر دماغه يقوم بالاتصال بدماغ الكائن الذي صنعت الآلة على شكله ليستعيد الطيار الحركات القتالية من الكائن وبعض غرائزه

ولهذا السبب عادة ما يلتزم الطيار الميكانيكي بآلة واحدة شريكة له

وايضا يجب على الطيار الميكانيكي ان يكون مقاتلا جينيا ليتحمل ضغط الطاقة وضغط الاتصال الذهني مع دماغ الكائن الذي صنعت الآلة باستخدام جسده

وبشكل عام تلعب قوة ومهارة الوحش قبل صيده دورا كبيرا في قوة الطيار عند استخدامه للميكا