15 - " درع الدمار إيجيس "

كنت أستمتع بالتعلم و بعد ان تأكدت من تكرار الخطوات المئة عدة مرات و عدم نسيان اي تفصيل بدأت بممارسة كل خطوة منفردة حتى أصقلها مع زيادة القوة و السرعة تدريجيا ثم أجمع كل عشر حركات و أتدرب عليها كسلسلة و أحاول المحافظة على السلاسة اللازمة ، استعانة بخبرتي لم يأخذ الأمر وقتا طويلا حتى وصلت الى تنفيذ الحركات المئة كاملة و انتقلت الى المحاولة على التمثال .

لم يكن الأمر سهلا كما خِلتُ كانت التجربة الأولى فاشلة حتى أني لم أترك سوى خدش صغير ، تتالت محاولاتي وفي كل مرة يحدث فرق طفيف في حجم الخدش ، كان السبب أنني ٱصاب بتعب حاد خاصة عند الخطوات الأخيرة لكن ذلك لم يكن شيئا اما شخص قد سعل الدماء و دمر جبلا بطرقة صغيرة ، شعرت باليأس و فقدان الثقة بنفسي رغم أني أملك سيفا خاصا ، جسدا مقدسا، خبرة امبراطور ، جنرال حرب و مغتال ، كان يجب أن أخجل من نفسي و لكني استعدت بعضا من الأمل حين فكرت أن الصخر الذي صنع منه التمثال فريد من نوعه و ربما بتذكر القتال الذي خضته في كل مرة في الطابق الأول بدأ تزداد معايير الصعوبة كل ما تقدمت ، ارتأيت ان الأمر لن يكون بتلك السهولة لذا كل ما يجب ان افعله هو المثابرة و العزم على النجاح .

تصفية الذهن كانت أمرا ضروريا لأدخل التركيز الشامل و أدفع روحي الى أقصى حدودها للتقدم فمهما كان الأمر لازلت أشعر ان جسدي يملك امكانيات مهولة لكن روحي لا تخوّل لي الاستفادة منها لذا يجب ان ازيد عزمي و أسيطر على القلب حتى يصل مردودي الى المستوى المطلوب و شرعت مباشرة في تنفيذ الخطوات المئة.

بووم ..!!

في الخطوة الأخيرة مباشرة بعد طرقة واحدة ارتدت ضربة ضخمة و بدأ التمثال ينهار من الداخل حتى سقط عن آخره و طارت البومة من هناك نحو كتفي اين حطت بلطف ثم سقط الدرع و الرمح على الأرض تاركين ورائهم تموجات تدل على انقشاع غشاء عن الكهفين .

" مثل هذا الفن يجب أن يسمى" محطم الجبال " فهو يستحق " قلت مستبشرا بما فعلته .

كان ما بداخل الكهفين الان مختلف عن ما رأيته سابقا ، الكهف الأيمن مملوء عن آخره بِ ذرات ملتهبة ليس من المبالغة قول ان مصدرها الشمس بأتم معنى الكلمة حيث كانت مضيئة و رقيقة تحيط يها انفجارات ملتهبة ، اما الجانب الأيسر فقد ظهرت فيه ذرات تنبعث منها ألفة غريبة كان الأمر نفسه كمشاهدة أطلال الدمار حيث الرمادي سائد و الأسود مطلق اين تختفي مظاهر الحياة .

كنت بالفعل في اللحظات القليلة الاولى قررت مالذي سأختاره استنادا لنصيحة الرجل السابقة فتقدمت نحو الذرات الملتهبة و بدون ان أقدم على أي فعل بدأت أشعر بروحي تستقطب تلك الطاقة التي التهمتها في لمح البصر و كان التغير واضحا مباشرة بتوسع مساحة الروح و تضخم حجمها . و لكن الأمر الغريب بينما أفحص التغيرات التي طرأت على روحي كان من الصادم ان ذرات الدمار اختفت و حين التفتت رأيت أن الدرع المكون من الصخر قد أصبح مشعا و كما تغير لونه الى فضي داكن .

" هل يمكن أن يكون هذا الدرع الحقيقي" إيجيس " ؟ لا أظن أن أثينا ستتخلى عنه بتلك السهولة فهو خاص بوالدها زيوس " .قلت في نفسي

2022/02/17 · 99 مشاهدة · 509 كلمة
Makri
نادي الروايات - 2025