حين اقتربت كان من المستحيل العبور من خلالها فرأس الرمح و الدرع يسدان الطريق كليا و لم أستطيع تحريك التمثال انشا واحدا ، لم يكن هناك شيء مثير للاهتمام في تمثال آثينا لكن على العكس كان للبومة و تحديدا تاجها نقص واضح ، في احد المواضع كان هناك فراغ يشبه الذي رأيته في حاجز البوابة التي تفصلني عن خارج السيف " قاطع الليل المكسور " لذا من البديهة ان أضع المفتاح هناك لمعرفة ما يمكن يحصل .
تباعا بعد ما وضعت المفتاح تصدع الصخر حول البومة تدريجيا و بدأت عيناها تلمعان مع صدور صوت قوي كان تأثيره شبيها برياح عاتية .
ثم انبثقت من عينيها أشعة انعكست على سطح البحيرة بينما اختفت أضواء القناديل .
ظهرت احداث تلو الأخرى بسرعة ثم تباطأت حيث رأيت شخصين واقفين في مكان ما و استطعت التعرف على أثينا لكن الشخص بجانبها كان ضبابيا كما لو ان المقصود عدم الافصاح عن ماهيته ، و خاض الاثنان حوارا كالآتي :
" هل ستكون هذه الاجراءات كافية لمساعدتك " ، قالت أثينا
" أجل شكرا لك " . أجاب
" و مالهدف من هذا " . سألت
" لا يجب أن أخبرك حتى لا يتم ابتزازك يوما ما منه " تكلم . و بدى عدم الفهم واضحا عليها.
ثم استدار نحو البومة و اصبح كلامه موجها لي :
" شاهد جيدا تقنية السيف التي سأمارسها يجب ان تتعلمها للعبور ، و سأشرح لك الباقي بعد ذلك ".
ثم تقدم نحو منحدر اسفل جبل و كما يبدو ان البومة التي تم استعمالها كأداة بطريقة ما لحفظ الذكريات تتابعه ، وقف هناك بطريقة متوازنة حاملا سيفه امامه .
كنت أستطيع ان ألاحظ ذلك لأني أمضيت الكثير من الوقت في المبارزة .. في حياتي السابقة بعد ان اصبحت الجنرال لم يكن متاحا لي الاكمال في مسار الاغتيال لذا اخترت طريقا جديدا لي ، كنت أعتمد على قوة السيف المطلقة لهزيمة اعدائي و استغرقت حوالي عشرين عاما لأقترب من كمال فنون السيافة خاصتي فكم من مبارزة و قتال و حرب خضتهما طوال تلك السنين حتى أصل الى ما أنا عليه و كانت الجروح التي حصلت عليها غير قابلة للعدّ ..
لذا تمكنت من معرفة ان الشخص هناك خبير رغم ان صوته يُظهر صغر سنه ، بدأ بالفعل بالتقدم الى الأمام خطوة و جانبا أخرى و سار بتناسق تام كما لو كان قادرا على القتال دون ابراز نقطة ضعف واحدة ملوحا بسيفه ببراعة كما يبدو ان اي عدد من الأعداء ان وجدوا غير قادرين على خلق ثغرة في دفاعه كما خُيِّلَ لي . كنت احاول تسجيل كل حركاته بحذافرها في عقلي و لم أستطع إخفاء حماسي لهذه الحركة المثالية ، و بدى في الأخير يصبح أبطأ حتى انتهى و أرجع سيفه داخل غمده .
و تقدم نحو البوم و قال : كان هذا لكي تفهم أعماق هذه الحركة و تستوعب خطواتها المئة ، لكني الآن سأريك حقيقتها و حاول مواكبة ذلك "
تباعا عاد الى النقطة التي بدأ منها و بسرعة غير مسبوقة تحرك و قام بإعادة خطواته السابقة بسرعة خاطفة حتى أني رأيت وميض سيفه في أماكن متعددة ، و عاد الى سرعة عادية في خطواته الثلاث الأخيرة حيث تقدم بروية دافعا سيفه الى الامام و كما لو قام بتجميع قوته في قدميه فقد بقيت آثارها مع كل خطوة ثم أعاد سيفه الى الغمد لكن المختلف هذه المرة فقد توجه نحو الجبل و طرقه بيد السيف بخفة و رقة .
ما حدث بعد ذلك يمكن ان يجعل اي شخص يفقد صوابه فذاك الطرق الخفيف تسبب في انشطار نصف الجبل و انهيار ما تبقى منه لكني رأيته يسعل دما و ظهرت أضرار كبيرة عليه ، كان يلهث و يمسك قلبه لكنه لم يعتبر ذلك امرا خطيرا لأنه توجه مباشرة نحوى البومة و تكلم :
" على عكسي ستكون بخير لذا لا تقلق ، اما بعد ان تكسر التمثال سينزع الختم و يكون امامك خياران هناك تم تجميع طاقة روحية كبيرة الجانب الأيمن الذي يغطي مدخله الدرع سيكون الضوء اما الآخر حيث الرمح فهو الظلام ، لكل منهما فوائده الخاصة فالنور سيحسن سرعتك و ينمي احساسك ويحمي عقلك اما الظلام فسيرفع روحك القتالية و يثقل هالة القتل خاصتك و لكنه يحمل مساوئا مثل فقدان العقل و دفعك نحو حب القتل و الدماء ، لن تسطيع استيعاب كل شيء و لكني رغم ذلك أخبرك ان جمعهما أفضل و اسوء العواقب هي الموت ، لذا لا تفعل فليس هناك وقت " استرجع انفاسه قليلا ثم واصل :
" آمل ان تجد حلا لذلك الشيء و توقف الدورة اللانهائية "
توقفت الأحداث عند ذلك الحد و عادت اعين البومة الى الوضع الطبيعي و أشعت القناديل مرة أخرى .
استللت الأسطورة السماوية سيف أيور و شرعت بتكرير الحركات المئة حتى أحفظها عن ظهر قلب ، لم يكن من المهم الاسراع الآن فمن المهم بناء أساس جيد لتشييد برج طويل .