برؤية ساتو يحمل سيفا خشبيا أسود ، أدركت ليزا و مجموعتها أن لا فرصة لهم لإستعادة بطاقة الذاكرة و كان عليهم التفكير في خطة جديدة

" لا تتحرك، إرمي السيف و سلم بطاقة الذاكرة و إلا شوهت وجهها الجميل"

هدد النحيل الذي قفز خلف الرهينة المقيدة على الكرسي و وضع سكينه على وجنتها

"أيها الأحمق لا تقم بلمسها ، سييلتهمك لحما و يرميك عضما "

من صرخ بالنحيل كان نفسه ساتو، و كلامه لم يكن تهديدا و لا وعيدا بل رجاء و مناجاة و كأنه يحاول تحذيره من خطر ما.

فجأة تغيرت الأجواء بالمكان، من عمق الظلام و من العدم ظهرت يد عملاقة غطت وجه النحيل بالكامل، فقط عينه اليمنى التي اتسعت كالفنجان حدقت بالجميع و عكست على مقلتها خوفا لا يوصف.

تماما كما في أفلام الرعب سحب النحيل إلى الركن المظلم من المستودع دون القدرة على الصراخ حتى.

" ما .....ما .... ما........ كان ذلك؟ "

علق السؤال في حنجرة ليزا و راحت ترتعش و هي في غاية الإضطراب، أما صديقها الضخم فبالكاد منع نفسه من أن يبلل سرواله و قد أدرك غريزيا أن المختبئ في الظلام ليس شخصا عاديا و إنما وحش سيفتك بهم لا محالة.

" إنه حارس جوهي مي الشخصي حتى هي لا تعرف بشأنه، لقد أوشكت على تقبيل قدميه كي لا يتدخل و ماذا تعتقدون أنه أجابني "

تنحنح ساتو و راح يقلد صوت الحارس الشخصي الأجش و رسم وجها عابسا

" إذا قام أحد بلمس الآنسة الصغيرة فسآكله حيا....... احذروا لا أعتقد أن النحيل سيشبع جوعه "

ما لم تعرفه جون مي أن والدها عين حارس خاص لمراقبتها طيلة الوقت، بإستثناء الوقت الذي تمضيه في المدرسة فوالدها إحترم رغبة إبنته في العيش حياة مدرسية عادية و طلب من الحارس أن يبتعد عنها كي لا تلفت الإنتباه.

لذلك و كونها تم إختطافها من المدرسة ، إحتاج الحارس بعض الوقت لتتبع أثرها و البقية كما ذكرها ساتو.

كان هناك بعض الخلاف بين مي و والدها، لكن في هذه اللحظة أدركت أنها سعيدة الحظ بوجود والد يحميها حتى و هو خلف البحار.

بين المطرقة و السندان، متنمروا المدرسة عليهم الإختيار بين تحطيم عظامهم بسيوف خشبية و بين أن يتم أكلهم من طرف الوحش المختبئ في الركن المظلم للمستودع.

" المطرقة تبدوا أهون ما رأيكم؟، من سيرغب في أن يتم إلتهامه"

علق ساتو ساخرا و قد قرأ أفكارهم قبل أن يضيف متحمسا و هو ينظر إلى جون مي

" بطريقة عجيبة، ما يحصل في المانغا حصل في الواقع هذه المرة ، من العدم ظهر المعلم ( أشار إلى نفسه) و قام بتدريب ضحية التنمر "

تحدث ساتو ساخرا ، ذاكرا تعليقه السابق حين قال أن ما يحدث في المانغا لا يحدث في الواقع، ثم أشار إلى تلميذته في فنون السيف قائلا

" شيا ..... السيدات أولا، أسمعيني عواء تلك الساقطة "

وقفت شيا وقفة المقاتل شاهرة سيفها مع عيون تمتلأ عزما لتغيير واقعها، جاءت اللحظة لتنتقم للذل الذي عاشته

أما بالنسبة للضخم، و بعد أن قام الحارس الشبح بخطف صديقه، حاول الفرار لكن سيف ساتو كان أسرع من رجليه.

----------------------

"بعد إنقاذ البطل للبطلة و التخلص من المتنمرين الأشرار، بدأت قصة حبهما تكبر شيئا فشيئا.............النهاية"

بهذه الجملة الإختتامية أنهى مادو قصته بنهاية سعيدة.

" النهاية، قصة ممتعة و سرد و لا أروع لكن............أيها الرواي اللعين، أنت لحد الساعة لم تخبرني كيف فقدت ذاكرتي و لا كيف ماتت جو هي "

صرخ ساتو غاضبا، و قد ذاق ضرعا بأسلوب مادو الذي يتحدث و كأنه يقرأ رواية من كتاب.

" أهذا ذنبي لان راعيت مشاعرك و جملت ما حدث في الواقع "

تنهد ساتو، و راح يسرد الواقع دون تجميل

" الحقيقة مختلفة بعض الشيء بعد حادث الإختطاف تحسنت العلاقة بينكما لكن لم يتغير شيء، لقد كان حبا من طرفك واحد، بعدها سافرت لأمريكا و تركتك وحيد مع قلب مفطور"

عقل ساتو الباطن تفاعل مع كلام مادو لتطفو ذكريات جديدة على السطح،رأى نفسه على الشاطئ في عالم الألعاب الإفتراضي رفقة جون مي و التي ارتدت ثوبا أبيضا زاد من سحر جمالها

" ساتو إنه الوداع، آسفة لأنني أخفيت عليك الأمر لكني لم أجد الشجاعة لإخبارك............أنا أحتضر "

بالرغم أنه قد مرت سنين على هذه الحادثة لكنه شعر بالضيق في صدره و هو يرى حزنها و دموعها

"لقد كانت مريضة، هي غادرت لأجل العلاج أليس كذلك"

أومأ مادو بالإيجاب و أدرك أن صديقه يستعيد ذكرياته شيئا فشيئا ثم واصل سرد الأحداث قائلا

" بعد شهور وصلنا خبر الفاجعة، توفيت جون مي و هي على طاولة العملية..........في اليوم ذاته عثر مغميا عليك في منزلك، بعد يومين و عندما استيقظت كنت قد نسيت كل ما حدث في الشهور الأخيرة بما فيها حبك الأول"

تنهد ساتو مطولا، لديه إحساس قوي بوجود حلقة مفقودة ، بعد رحيل جون مي بقيت على اتصال معه في العالم الإفتراضي و هذا ما لا يعرفه مادو .

ألف سؤال و سؤال كان يدور في خاطر ساتو، لكن كل هذه الأسئلة بقيت بلا أجوبة

ما علاقة جو ميهو بحبيبته المتوفاة ، في البداية و بما أن والد جون مي هو نفسه صانع اللعبة ظن أنه قام بتصميم الفتاة الثعلب وفقا لشخصية إبنته، إلا أن (جوميهو) لا تشبه (جون مي) إطلاقا، بل هي أقرب إلى شخصيته الطائشة في صغره.

أما بالنسبة للسيد جون ويلكر، فبعد وفاة إبنته قام بتصفية كل أعماله و إختفى عن الساحة و لا أحد يعرف إن كان حيا أو ميتا .

----------------

" مادو، لماذا لا يوجد وصف للمعركة التي دارت بيني و بين البدين، و لماذا لم أنت غير موجود في القصة"

" أنا سيء في وصف المعارك، أما أنا فقد كنت......."

" جبانا و رفضت مساعدتي"

" هل استرجعت ذاكرتك؟"

"لست بحاجة لاسترجاع ذاكرتي لأعرف كيف يتصرف الجبناء "

2018/10/18 · 746 مشاهدة · 894 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024