ستة أشهر، قبل الزواج

" السياف و الطفلة غير لاعبة "

رددت ميهو الجملة في ذهنها، إصرار ذلك الشاب جعلها فضولية حول الأمر فقررت مشاهدة الفيديو.

المشاهد عادت للعبة قديمة حيث علق مجموعة من اللاعبين في أحد الكهوف غير قادرين على المغادرة دون إتمام المهمة.

و المهمة هي إنقاذ طفلة صغيرة دخلت إلى الكهف بحثا عن قطتها، توغل المغامرون داخل الكهف لكنهم وصلوا متأخرين الطفلة حررت بالخطأ روحا شريرا و التي راحت تطوف بالأرجاء

" لا تخافي أعدك كل شيء سيكون بخير، أبعدوا الطفلة من هنا بسرعة "

صاح السياف، و الذي هو ساتو برفاقه و قفز للأمام محاولا تعطيل الشبح، لكنه مر عبر جسده بكل بساطة مستوليا على جسد الطفلة غير لاعبة.

وحش من المستوى 60 ضد أربعة أشخاص لم يتجاوز أقواهم المستوى 30

و النتيجة موت الجميع في ثانية واحدة، لكن هذا ليس أسوء ما في الأمر فلم يتم بعثهم من المقبرة كالعادة، ولا زالوا عالقين في الكهف مما يعني أنهم عليهم المحاولة مرارا و تكرارا حتى ينجحوا.

في المرة الثانية وصلوا أبكر قليلا ،لكن الروح الشريرة قد تحررت بالفعل و معها تكررت المجزرة

" لقد مللت....... أعدنا المهمة خمس مرات بلا فائدة، لنقتل الطفلة و دعونا نخرج من هنا "

تحدث الضخم صاحب الفأس و أومأ الجميع بالموافقة، فذلك بالطبع أسهل من قتال وحش في ضعف مستواهم.

و ما أن وصلوا إلى المكان المنشود حتى ركضت الطفلة إلى ساتو بعيون خائفة طالبة النجدة

" لا تخافي، أعدك كل شيء سيكون بخير"

التفت لرفاقه و أضاف مبتسما

" آسف شباب و لكن سبق و أن قطعت وعدا للصغيرة "

لمع نصل سيف ساتو مشكلا خطا ضيئا قبل أن ينفجر شلال الدم من جسد الضخم و يختفي

" هل جننت، أتخوننا لأجل وعد قطعته لشخصية غير لاعبة "

"الوعد يبقى وعدا، و يحق للشخصية غير لاعبة أن تعيش فهناك مصمم وضع مجهوده و قلبه ليجعلها و كأنها حية "

تجمدت ميهو في مكانها، الجملة التي كررتها في السنوات الأخيرة هناك من سبقها و قالها بل آمن بها.

بالنسبة لها كان طبيعيا أن تتعاطف مع برامج مثلها، لكن هذا الفتى كان بشريا و لم يكن هناك ما يجعله يتعاطف مع شخصيات غير لاعبة ، بل هذا سيجعله فقط محل سخرية الآخرين و التعليقات أسفل الفيديو هي خير دليل

# هل هو مجنون؟؟؟؟؟؟

# (لقد أعطيتها وعدا)، من تحاول أن تخدع عمي الشهم

# الحمق داء ما له دواء

# أيها العبقري الشهم، من قتلتهم سينبعثون من المقبرة أما أنت فستبقى عالقا هنا للأبد

#أراهن أنه سيقتلها بعد ثلاثين جولة

# أراهن على خمسين جولة

#المجانين أعند مما تعتقدون ، أراهن بسيف الجليد أنه سيصمد حتى الجولة المئة

#سيف الجليد بالمجان، أنا قبلت الرهان و أضح قنابل الضوء خاصتي على الطاولة

فجأة أصبح الوضع مشتعلا، الرهانات من كل مكان و على مختلف الأدوات أخذت تزداد و حمى المقامرة أصابت الجميع و كل يضع رقم الجولة التي سينهار فيها ساتو و يقتل الفتاة بيديه.

أسرعت ميهو لتشغيل الفيديو الثاني و كلها تركيز على ساتو ، قلبها كان ينبض من الحماس لأول مرة منذ وقت طويل تشعر بالحماسة .

كما هو متوقع استولت الروح على جسد الفتاة و مات ساتو في لمح البصر،و راح المشهد يتكرر و يتكرر

في مرة حاول ساتو الهرب و استمر في الركض حتى انقطعت انفاسه ، و في أخرى حمل الطفلة و ركض خارج الكهف لكنها تحولت بين يديه و التهمت ذراعه، و في أخرى كان يحدث الطفلة علها تستجيب و تقاوم الوحش.

جرب كل شيء و النتيجة دائما نفسها، انتهى الفيديو فراحت ميهو تقرأ التعليقات

# لقد مات أكثر من ثلاثين مرة إلى متى سيستمر في هذا

#اللعنة عليه، لقد خسرت الرهان بسبب هذا الغبي

# لا تذكرني لقد راهنت على خمسين محاولة و غريب الأطوار لا يبدوا أنه سيقتل الفتاة قريبا

#شباب الرهان ما زال قائم و..........

توقفت ميهو عن قراءة التعليقات و راحت تمتم في انزعاج

"لا يوجد حمقى و أغبياء هنا غيركم أيهما المقامرون الأوغاد................ **بيب، بيب،بيب* "

" اللعنة عليك يا برنامج الرقابة هل تقوم بحذف شتائمي الآن "

بعد ان لعنت نظام الرقابة في لعبتها الأساسية ( فرصة ثانية) انتقلت إلى الفيديو الثالث و الأخير.

كان الفيديو مختلفا هذه المرة، لقد تم تلخيصه ليظهر فقط لحظة موت ساتو مع عداد في الأسفل استمر في الصعود

أربعون.........خمسون.....ستون........ سبعون.............

" توقف، لماذا لا تتوقف حتى و لو كانت لعبة فلا يزال الموت مؤلما للبشر"

تحول فضول ميهو إلى تعاطف، و استمرت في مراقبة العداد يتصاعد مع عيون دامعة

تسعون.................مئة

كرر المهمة مئة مرة و توفي مئة مرة لمدة ثلاث أيام متتالية، كل هذا من أجل الوفاءا بعهد قطعه لشخصية غير لاعبة بعد المئة ، ابتسم ساتو قائلا

" لقد انتهى الأمر مرة أخرى بعد و سنتحرر كلانا....."

بعد الخسارة المئة تغيرت نقطة الحفظ إلى قبل دخول الفتاة الكهف و كل ما عليه فعله هو منعها من الدخول و هكذا أوفى بوعده و أنقذها.

# واحد بعد المئة ، ( 101) هل هناك من راهن على هذا الرقم؟

#الرهان كان على أن يقتل الفتاة كي يحرر نفسه، لكنه لم يفعل

#أتعلمون قد يكون مجنونا لكنه رجل بمعنى الكلمة، حافظ على وعده حتى النهاية

#إنه ليس بمجنون و لا بغبي قتل رفاقه ليحررهم، و مات مئة مرة ليتخلص من الاسم الأحمر و يوفي بوعده للطفلة، إنه رجل ذو مبادئ

النقد اللاذع و السخرية أصبحت تشجيعا و إعجاب، ساتو حرك قلوب الجميع يومها.

و اليوم و بعد ما يقارب عشر سنوات حرك قلب فتاة كانت قد فقدت الثقة في البشر، بعد أن اعتزلت العالم الحقيقي لسنوات جو ميهو عادت لتخترق الأجهزة و كاميرات المراقبة لتبحث عن الشاب الوحيد في العالم الذي لم يتخلى عن مبادئه بحجة أنه مجرد عالم إفتراضي.

==================

تأليف: Magicien

2018/10/28 · 816 مشاهدة · 896 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024