في نيروميديا كان سيد باكورا مجتمعا بقادته الكبار في قاعة الحرب التي وقف أمام بابها رجل يرتعد قلبه وترتجف يديه تراه يدقق النظر في الأرضية كأنه يتفحصها أو كأنه استغرق في التفكير ، كل حين ينتفض جسده بأكمله كأنه لسعته حية

كان الرجل يري دماءه أغرقت الأرض تعوم فيها رأسه لا يختفي المنظر من أمام عينيه وبينما هو ينتظر اذن الدخوب أتي صوت أحد الحارس ليقطع شروده تفضل بالدخول تقدم الرجل مضطربا في مشيته يكاد يسقط في كل خطوة وكأن الأرض تهتز من تحته حتي سقط بالفعل علي الأرض ما ان تجاوز الباب وأخذ بالتوسل فقط نظرة بوجه سيد البلاد وارتمي الرجل علي الأرض يملأ المكان صراخا وعويلا واعتذارا :

* سيدي الحمقي أضاعوه أفلت منهم عند غابة الضياع أرسلت المئات خلفه لم يجدوا له أثر

كان كلامه كثيرا لكن هذا كان كل ما يمكنك أن تفهم من صوته الذي اختلط بالبكاء فصارت كلماته غمغمة غير مفهومه

سيد باكورا الذي كان هادئا منذ قليل الآن ثارت ثورته طاولته المصنوعة من ألماس قاسي مطعم بالياقوت انهارت أمام ضربة يده الغاضبه كان يهدر وكأنه أسد غاضب حمل احدي قوائم طاولته المحطمة واختفي من مكانه ليظهر لحظيا أمام الرجل رفع يده ثم هوي بضربة قاسية علي رأسه الذي ارتطم نصفه فقط مع جسده بالأرض وأما النصف الآخر فقد تناثر وملأ المكان كأنه زجاج محطم ملأ الأرض يغطيه بساط أحمر واسع من دماء تجري وكأنها لا تنتهي.



كان الضيف لا يزال مع عمرو يحدثه :

* البوابات هي ما يفصل نيروميديا عن عالم البشر وهي تخضع لسلطة الملوك مباشرة لذا لن تجرأ باكورا علي ارسال أحد لتعقبنا واذا حدث فلن ينجح وسيكون الحل الوحيد هو انتظارنا عند غابة الضياع

* عمرو : ايه غابة الضياع دي؟

* الضيف : أشجار بحجم بناياتكم كثيفة الأوراق متشابكة الغصون تمنع الهواء والضوء تجد صعوبة في التنقل والتنفس والرؤية خلالها تكثر ممراتها وتتشابه معالمها ويغطي قاعها الوحل الذي يرهق الأقدام والضباب الذي يشتت عقلك وحشرات تأكل اللحم وتنخر العظام ثم ان أرضها تتحرك وتتبدل أماكن الأشجار فتضل سبيلك مرة أخري حتي لو وصلت الي نهايتها حتي أهل نيروميديا لا يعرف احد منهم كيف يعبرها سوي الملوك ومن يعملون كوسطاء بين العالمين وأنا منهم لذا فنحن بأمان مادمنا خارجها وعندما ندخل ستكون مستعدا ولكن عليك أن تسرع فالملوك لن يسكتوا طويلا و سيد باكورا المجنون يخطط لغزو الملوك في أرضهم الوقت ضيق لذا سأبدأ في تعليمك من اليوم

* سألقنك أولا تراتيل الملوك القدامي ثم أنقلك الي كهف تافرال لصقل خبراتك واستجماع القوة

دقات الباب أسكتت الضيف الذي اختفي مع أول ومضة ضوء دخلت الي الغرفة مع فتح الباب ثم أتي صوت

* الأخت : كلم صاحبك




في نيروميديا أحاط الجنود بغابة الضياع وجهزوا معسكرهم استعدادا لحصار طويل ريثما يعود الهارب (ضيف عمرو) فيقتلوه مع من أحضره

بينما جنود آخرين اتجهوا لكل معارض لسيد باكورا أو معارض لقرار الحرب وكل صديق للهارب وكل من عرفه يوما امتلأت بهم ساحات واسعة حتي ظهر مندوب القصر ليعلن بدء مأساة شنيعة من القتل والتعذيب لم تنقطع أصوات الصريخ ولا الدماء التي جرت أنهارا حتي عامت فيها الجثث وأغرقت المكان


2017/11/28 · 250 مشاهدة · 487 كلمة
Forceg525
نادي الروايات - 2024