بالقاعة الضخمة وقف يحيط به مجموعة من الرجال الدماء التي تتساقط منه حتي غطت كل جسمه وأضلاعه المكسورة لم تمحو تلك النظرة علي وجهة والتي ملأها الكره والتحدي لسيد باكورا بنفسه

أمر السيد فأحضر الحرس أقارب الرجل وأوقفوهم صفا

فتبدلت نظرات الرجل الي القلق وارتفع صوت أنفاسه اتجه اليه السيد واقترب من أذنه وهمس بكلمات أخرجته عن طوره فكال له السب والوعيد


* أجابه السيد : اخترت خيانتي فاستحققت العقاب الآن أنظر واستمتع


اتجه الي زوجة الرجل وأمسك بشعرها الطويل وشدها منه بقوة ثم دفعها فجأة في الاتجاه الآخر فوقعت علي الأرض وانسلخت جلدة رأسها في يده ثم أمر فسحبها الحرس يجرونها علي الأرض وأوقفوها أمام زوجها ثم اقترب من عنقها بفمه حتي شعرت بأنفاسه فأظهر أنيابة وغرسها بها فسال الدم والصراخ الذي انخلع له قلب الزوج وأخذ ينوح ويبكي ويصرخ ويسب ثم يعتذر ويتأسف ويطلب الرحمة ويلتمس الشفقة لزوجته

ارتسمت علي شفتي السيد ابتسامة ولمعت عيناه تلك العضة تبعتها قضمة أخذ أكثر من نصف عنقها بفمه وتركها تلفظ آخر أنفاسها أمام زوجها بينما اقترب هو من أذنه وهو يمضغ لحم زوجته

تلك التي سكنت قلبه وعقله تلك التي كانت عالمه تلك التي لا تكتمل حياته الا بها تلك التي كانت أقرب اليه من روحه حبيبته وزوجته وسكنه وملجأه وجنته ونعيمه الآن تنظر في عينيه يري استنجادها به ولا يستطيع فعل شيء يراها تفارق الحياة ولا يستطيع فعل شيء يري قاتلها أمامه ولا يستطيع فعل شيء

يمضغ قاتلها لحمها في فمه ولا يستطيع فعل شيء

يراها تموت ويتذكر أول مرة رآها وأول مرة تحدث اليها ويوم زفافهما تلك العهود التي قطعاها تلك الأزمات التي مرا بها يتذكر ويتذكر..........حتي جن جنونه

وأخذ يصرخ ويبكي يضرب الأرض برأسه ثم يلعقها وتسيل من فمه الكلمات بلا معني مجرد حروف تاهت في بكائه فصارت غمغمات غير مفهومة

استدار الملك وأمر من جديد فأتت ابنة الرجل بين ذراعيها رضيع حملته بعنايه كان يداعب وجهها بيديه ويضحك في براءة الأطفال

أمام عيني الأب أمسكت أخيها من قدميه ورفعته لأعلي فعلي صوت ضحكاته ثم هوت به بكل ما أوتيت من قوة ضربت برأسه الأرض فانفجرت وتناثرت منها الدماء انقطع صوته وسكتت ضحكاته كما سكت الأب عن بكائه و غمغماته شلت الصدمة حركاته واستغرق في سكناته فكأنما هو حجر علي صورة بشر لم يتحرك فيه غير بضع قطرات من الدمع نزلت في بطئ وكأنه يستجدي البكاء ثم انهمرت وكثرت فغمرت وجهه الذي هربت منه الدماء

الآن تحولت ابتسامة السيد الي ضحكات علت وانتظمت كوقع الطبول نظر الي الاب وتكلم هدئ من روعك واستجمع أنفاسمك لم ينتهي اللامر بعد

نظر الي ابنة الرجل وتكلم الآن دورك

مرة أخري أصدر أمرا فأتي شخص ما راكضا

مع الدماء التي غطت وجهه والدموع التي أغرقت عينيه لم يتبين ملامحه جيدا ولكن الملك لم يكن ليضيع علي نفسه هذه الفرصة فصرخ بالأب

"هذا ابن اخيك موكتان"

كان موكتان ابن عمها وزوجها ذاق الأمرين من أجل حبيبته التي امامه وها هو الآن يثب عليها فتسقط أرضا ويجثو علي ركبتيه الي جانبها أمسك جلد بطنها بيديه ومزقه كأنه يشق ثوبا من قماش ثم ادخل فمه داخل بطنها ينهش الأحشاء كانت تصرخ وتلكمه بينما يقضم من المعدة والأمعاء دفعته بعيدا بيدها فتعلق في ساقها بأظافره غرسها عميقا فلامست العظام وغرس بركبتها أسنانه يأكل منها كان ككلب يحارب من أجل طعامه

قتله الملك بعدما ماتت الابنة

ثم أمر الحرس فأحضروا أم الرجل


* اقترب منه الملك وسأل :

ستفعل؟

* نظر الرجل الي أمه وأجاب نعم :

* الملك : أي شيء ؟

* الرجل : نعم


بالأفق لاحت قامة ممتدة تحمل رأسا قد حجب قرص الشمس ملامحه رقيقة وبسمته بريئه وصوته ناعم ولهجته ساحرة لمعت عيناه ببريق يخلب القلوب

أمامه الحشد يهتف "عاش سيد باكورا "

ألقي خطبة عظيمة ثم دعا الرجل فتقدم وتكلم بلا


مقدمات "أنا أخطأت في حقكم وحق باكورا وحق سيد المملكة أنا بعت نفسي للمجلس وخنت المملكة

أنا كنت رجلهم داخل القصر آكل من خبز الملك ثم أطعنه بظهره لما استغني عني الملوك حاولوا التخلص مني ولم يحمني منهم غير السيد حتي بعدما علم بخيانتي اراد ان يسترني ولكني اخترت الاعتراف بجرمي أمامكم لتقرروا مصيري"

تكلموا كثيرا وهتفوا كثيرا وشتموه كثيرا وتبادلوا الادوار كثيرا

وتم المشهد كما أراد له سيد باكورا أن يكون

بعد ايام تناقلت الاخبار بأن الرجل لم يستطع احتمال العار فانتحر مع عائلته ولم تتاخر حتي وصلت الي المجلس وسمع بها الملوك العظماء وجنودهم ومنهم واكتاي الذي كان الرجل زوج أخته وصديق عمره

واكتاي الذي لم يعرف وجهه الدمع يوما الآن بكي كان اعلان الحرب علي الملوك خطأ ومعاداة واكتاي هذا خطأ آخر ربما أكبر وأخطر

2017/11/28 · 250 مشاهدة · 717 كلمة
Forceg525
نادي الروايات - 2024