5 - اغتيال.......................


* الضيف : بعد سنين من الحرب التي مزقت عالمنا ودمرت حضارة أمتنا كان السلام كشربة ماء في الرمق الأخير أعادت الحياة لنيروميديا التي أوشكت علي الفناء كانت الحياة وقتها شيئا يندر مصادفته حتي بالمدن الكبري ممالك عظيمة سقطت وشعوب هلكت

الابادة الجماعية كانت مثارا للفخر بين القادة اما الجنود فكانوا يتباهون باشتراكهم في المجازر البشعة

الترقيات والامتيازات والنياشين والأوسمة كانت تمنح بناء علي عدد قتلاك

فني الشباب بتلك الحرب فاتجهوا الي تجنيد الأطفال حتي صاروا قوام الجيش وأفلست الخزائن فصاروا يستخدمون كبار السن كدروع بشرية فيعوضون النقص في تجهيز الجيش وتتخلص الممالك من عبئ اطعامهم أما النساء فلم يكونوا سوي آلات لتزويد الجيش بالجنود فاذا عجزت احداهن عن المواصلة حملت بوباء خبيث ثم أرسلت الي الممالك المعادية الرحمة والشفقة كانت كلمات مرادفة للفظ الخيانة

في بادئ الأمر كان أسر الأعداء خيانة لأنه اظهار للرأفة تجاه العدو بعد ذلك أصبح الأمر مباحا عندما عجزت المملكة عن توفير الغذاء الكافي حتي أصبح الجندي يخرج للحرب أحيانا بهدف اصطياد أحدهم لأكله كان منظر الأطفال في قدور الطعام مألوفا في ذلك الوقت فالجنود أجبروا علي التصرف بوحشية ثم تلقوا المكافآت علي ذلك حتي اعتادوا الأمر وصار شيئا طبيعيا كانت الحقبة الأكثر قسوة في تاريخ نيروميديا حتي لم يبقي غير خمس ممالك عظيمة صمدت طيلة الحرب ولم تقدر احداها علي الأخري وتحت خطر الفناء المحدق بهم وافقوا أخيرا علي السلام علي أن تكون كل مملكة مستقلة بنفسها ولا تتدخل في شئون الأخري ولا تعتدي عليها وأن يراقب تنفيذ الاتفاقية ويحمي هذا السلام مجلس محايد يعرف أعضاؤه بالملوك العظماء

منحنا السلام فرصة للبدء من جديد كان كل شئ مثاليا حتي بدأ عصر الحروب في عالم البشر لم نشأ التدخل في شئون عالم آخر ولكن كادوا يفسدون الأرض ويدمرون كل شيء فكان لابد من تدخلنا أراد سادة الممالك ابادة البشر وتطهير الأرض منهم الا أن أهل نيروميديا عندما عادت ذكريات الحرب الي أذهانهم رجفت قلوبهم واعترضوا في البداية علي القرار لكن تمسك سادة الممالك برأيهم فتبدل الأمر الي تمرد كامل حتي أيد المجلس رأي العامة بالقوة بعدها أرسلنا مندوبين عنا ليختاروا مجموعة منهم يكونوا وسطاء بين العالمين كانت الأجواء متوترة بين سادة الممالك والملوك العظماء يتحين أحدهم الفرصة للاطاحة بالآخر وفرض نفسه لهذا عندما كاد سفردين يفرط في علومنا وأسرار قوتنا التي تعلمها كان رد المجلس قاسيا عاقبه وكأنه يريد أثبات أنه لا يزال مسيطرا علي مجريات الأمور ولهذا أيضا عندما نجح تافرال في مهمته كافأه المجلس وبالغ في تكريمه ليس لأنه دمر آمال سادة الممالك بالتخلص من المجلس فقط بل أيضا لأنهم أرادوا أن يظهروا انجازاتهم بشكل أكبر مما كانت عليه فيضعفوا جانب سادة الممالك أكثر وأكثر انها لعنة بلادنا جنون العظمة وشهوة السلطة هي ما أوجد الصراع بين سادة الممالك ثم بينهم وبين المجلس رغم هذا كان أعضاء المجلس دوما يجدون الحل لانهاء كل أزمة يصنعها الملوك لذلك سميناهم الملوك العظماء ولكن هذه المرة باكورا قد شنت حربا بالفعل علي الممالك الأخري ليس من حل سوي الحرب التي اذا شارك بها المجلس سيفقد سبب وجوده (الحفاظ علي السلام) واذا لم يحارب سيكون تخليا عن السلام الذي تعهد بحفظه بين الممالك في الحالتين سينتهي المجلس ويعود عصر الحروب وتتكرر المأساة

مخرجنا الوحيد هو أن يسقط ملك باكورا لهذا أحتاجك :

كان تافرال عظيما وله مكانة كبيرة عندنا فاذا عاد معي أحد أحفاده سيلتف الجميع حوله ويمكنهم مقاومة سيد باكورا فيتدخل المجلس لدعمهم ويزيله عن العرش وتكون باكورا تحت وصاية المجلس مباشرة ويسحبون الجيش من الممالك المحتلة ويعود كل شيء الي سابق عهده

* عمرو :طيب وليه أنا فيه أبويا وأخويا الكبير

* الضيف :جدك أكبر وسيط من سلالة تافرال وبالطبع لجأت اليه في البداية ولكن هو أوصي بأن تنتقل المسئولية الي الجيل الجديد وأوصي بتمرير الزعامة الي أخوك خالد ولكن الملوك العظماء اختاروك أنت

* عمرو :جدي كان معاكم!!! عمره م كلمنا عن نيروميديا دي أبدا

* الضيف :لا يمكنه اخباركم بشيء والا طاله عقاب الملوك كما طال سفردين ولكنه أخبر خالد وأبوك لأنهما من الوسطاء

أثناء حديثهما تحركت بقعة سوداء علي الجدار أتت من العدم كما اختفت فيه تلتها خمس بقع ظهرت خفت الضوء ثم أتي صوت المصباح كأنه سينفجر حدق الضيف بعيني عمرو باهتمام امتدت اليه يد من الخلف رآها في عيني عمرو فتجنبها كانت الحركات كومضات ضوء لا تكاد تلاحظها في سرعة جنونية تنقلت عدة أشباح خلال الغرفة ودوت في أرجاء المكان أصوات الاصطدام والارتطام والتحطم التي امتزجت بصرخات حادة صقلها الألم وتلطخت الأرض والجدران بالدماء ثم تساقطت الجثث علي الأرض ثم اهتزت بعض الخيالات أمامه واختفت فجأة كما ظهرت فتح الجد الباب ليجد الضيف مغطي بالدماء قد فقد يده وانتشرت الجراح بباقي جسمه أخطرها شق في بطنه يسكب الدم بغزارة كما احترق وجهه وعنقه يمسك به كيان مرعب من عنقه كطائر مذبوح نظر الي الجد في عينيه ثم فتح فمه لغرض أبعد ما يكون عن التبسم ثم ألقي جسد الضيف من يده وانطلق الي الجد فاختفي الجد وعادت الخيالات التي اختفت سابقا الي المعركة من جديد وتكررت الأصوات وانهمرت الدماء

في النهاية سقطت بعض الرؤوس وسكتت الأصوات وظهر الجد ومعه خالد (أخو عمرو) وآخرين ممسكين بذلك الكيان المرعب يهدر

حتي قام أحدهم بنحر عنقه فاختلط صوته الغاضب بدمائه كأنه يخور حتي سكت

ثم نظروا الي عمرو في دهشة

* وقالو في صوت واحد :اذا فهو أنت من اختاره الملوك


2017/11/28 · 271 مشاهدة · 828 كلمة
Forceg525
نادي الروايات - 2024