الفصل تارتاروس
القمر القرمزي
تحدث المُهرج وهو كله صدمة ، تكلم بصوت يتردد بين أفق القمر الدامي ، كان مزيجًا بين التسائل والخوف .
" أين نحن ؟ ، أنها لندن ، ولكن لا تبدو كـ لندن بتاتًا وكأنها في عالم آخر "
خطا لا تنسى أسمِ إلى الأمام ، ناظرًا إلى القمر القرمزي ، ظهر على فمه ابتسامة غامضة ، كأنُها شاهد غامضًا على القمر .
" مثلما قُلت أيها المهرج ، نحن في عالم آخر ، وهو العالم الثاني ، لندن في زمن الصيادين ، لن ينتهي صيد ما لم يتم أصطياد الضحية "
تحركت عيون المهرج نحو لا تنسى أسمِ ، وكان فيها الكثير من التسائلات ، تحدث المهرج ، قائلًا .
" العالم الثاني ؟ هل تقصد نحن في أبعاد مختلفة وأرض مختلفة أم ماذا ؟ شيء صعب الفهم "
وضع لا تنسى أسمِ يديه خلف ظهرة ، واضعًا أصابعة الخمسة على راحة يده .
" نحن في نفس العالم وفي نفس الأرض ولكن هو مجرد أختلاف بسيط في الزمن أيها المهرج ، أنهُ شيء معقد لذلك ، عليك أخذ الأجابة شيئًا ، فـ شيئًا ، معلومات كهذهِ لن يستطع عقلك البدائي تحملها بتاتًا "
فكر المهرج بينه وبين نفسه ، تأخذة الأفكار كأمواج البحر ، قائلًا .
" يبدو أن هذا الغامض لديه الكثير من الغموض في جعبته ، ولكن عليّ سماع نصيحته ، وأن لا اتسرع بتاتًا ، التسرع لن يجعلني أصل إلى هدفي بأحسن صورة ، - تنهد - ، تبًا لتلك المهمة "
وهو ينظر من حولة أطاحت عينية على برج عملاق ، وذو أرتفاع مرعب ، كان البرج يملك أشواك ذو طول مرعب حوالي ٨٠٠ متر تقريبًا لكل واحده ، وكان القمر القرمزي فوقه تمامًا ، أين ما تنظر إلية سوف تنظر إلى القمر والبرج في نفس المستوى . كان مائل قليلًا للسقوط ، كان هنالك شيء عملاق يطوف حول البرج ، وكأنهُ تنين عملاق ، يظهر البرج كأنهُ قريب ، ولكن يبعد حوالي ، - ٩٨٠ - كليو متر .
إشار المهرج إلى البرج متسائلًا عن ماهيته ، قائلًا
" ما ذلك البرج بالتحديد ، وما هذا الشيء الذي يطوف حوله ؟ فقط نظر إلى برج يچلب الشؤوم والخوف ، وأيضًا لماذا القمر لونه كالون الأحمر ، أو بمعنى أصح قرمزي ؟ "
ابتسم لا تنسى أسمِ مُجيبًا عن سؤالة الغامض ، قائلًا
" قصة هذا برج معقدة بين الواقع والكتابة ، بين السطور وعدمها ، ولكن سوف تذهب إلى هذا برج في القريب العاجل ، وتتسائل عن هذا شيء الذي يطوف حول البرج ، أنهُ تنين . وهذا تنين أنقرض قبل قرون طويلة ، ولكن الوحيدين الذي يرون هذا تنين هم الذي حدث معهم تمزق في جدار الكون الألف ، ولماذا القمر أحمر ؟ "
أخرج لا تنسى أسمِ سيجارة وقام برميها بكل قوة نحو القمر ، ضاحكًا .
" القمر قرمزي بسبب أفعال السيرفنيوس كراون ، الحاكم الأعظم للقمر القرمزي "
نظر المهرج إلى قمر مُتسائلًا عن ما هي الأسباب التي جعلت القرمزي قرمزيًا .
" ما هي الأفعال التي جعلت القمر يبدو بالون المرعب والذي يجلب ضيق إلى صدر .
نظر المهرج من حولة ، وهو في حيرة من أمرة أنها نفسها لندن ،
" ناس يسيرون بشكل أعتيادي ، وكأنهُ لا يوجد شيء مرعب فوقهم كالقمر ، أو كذلك البرج الغامض ، أين نحن ، أيُها الغامض ؟ "
إجابة مع عيون حادة واسعة نحو عين القمر الأحمر ، قائلًا .
" السيرفنيوس كراون شخص ذو مكانة عظيمة جدًا ، سوف تكتشف من هذا العظيم بمرور الوقت الغائب . وبالنسبة إلى الناس الذي يسيرون هنا ، وهناك ، لقد تقبلوا الأمر . يجب على المرء تقبل كل شيء يفوق قدرته ، ولكن هناك أسثنائات خاصة ، لمن هم العظماء أمثالك ، وأنتَ تتسأل أين نحن ؟ نحن في عام - ٥٤٠ - قبل الميلاد أيها المهرج "
توسعت عينية المهرج ، وكأنهُ يردد كلمات لا يسمعها فقط هو ، قائلًا
" ك... كي .... كيف نحن في عام - ٥٤٠ - قبل ميلاد ، ونحن في تطور مشابة لتطور لندن في ذلك العالم "
أمسك لا تنسى أسمِ كتف المهرج ، قائلًا لهُ
" الجاهل يعيش في نعيم ، أم الأحمق يعيش كـ عيشة المُتعلم والباحث ، لآن جذورهم ترجع إلى الأحمق ، أيها المهرج هناك إجابة واحده فقط ، وهو تمزق جدار الكون بسبب شخصية ، سوف تنظر إليها بعيون دامية قريبًا "
تابع كلامة مُشيرًا إلى مكان يشبة الحانة ذو تصميم فيكتوري مُخيف ، يقع المكان في نهاية الشارع الرئيسي ، لا يحمل أي أسم .
" لنذهب إلى هناك أنهُ مكان جميل ، وغامض ، يليق بأسلوبك أيُها المهرج "
خطا كلاهما نحو الحانة ، قام لا تنسى أسمِ بفتح الباب وهو يشير بيده اليمنى إلى داخل مع ابتسامة مُخيفة ، كان المكان من الفئة الراقية جدًا ، كان يقومون بـ لعب ، لعبة البوكر والشطرنج وغيرها من الألعاب .
كانوا الأغلبية يقومون بإلقاء التحية على لا تنسى أسمِ وكان يلقبوة بـ الغراب الأحمر ، كان المهرج لا يعرف ما معنى هذا لقب أو حتى الأسم . جلس كلاهما على طاولة وأتى النادل إليهما .
" ماذا تحب أن احضر لك أيُها الغراب الأحمر ؟ ، وأيضًا السيد المهرج ؟"
رفع لا تنسى أسمِ أصبعين ، وهما الأبهام والبنصر ، وكإنها دلالة على شيء غامض .
" أثنان من الشاي لو سمحت "
كان المهرج مصدوم من معرفة النادل بـ لقبة ،
" هناك شيء غريب ؟ كيف عرف أسمِ ؟ وأنا لم إلتقي بـ هذا النادل من قبل ؟ "
وضع الغراب الأحمر يده في جيبة ، قام بأخراج سيجارة وتدخينها ، وهو ينظر بـ عيونة الحادة للمهرج ، قائلًا .
" لقد إلتقيت به أيُها المهرج "
كان المهرج مندهش من أجابة الغراب الأحمر الغامضة ، احضر النادل كوبًا من الشاي إليهما ، واحضر النادل الآخر لوح شطرنج .
شرب غراب الأحمر الشاي ، ومن ثم قام بتحريك أول جندي ، كان المهرج ذكي عرف ماذا يخطط الغراب الأحمر ، لذا قام المهرج بشرب الشاي ، ومن ثم تحريك جندي . نظر غراب الأحمر إلى المهرج وابتسم ابتسامه غامضة ، وبدأ بـ تحريك جندي بطريقة ذكية ، جعلت جنود المهرج مُحاصرين .
شرب المهرج كوبًا آخر من الشاي ، ومن ثم نظر إلى الغراب الأحمر ، وبدأ بـ تحريك الجنود بطريقه ذكية . كاسرةً لـ جميع القواعد ، حيث دمر جميع أحتمالات لا تنسى أسمِ في حال فكر أنهُ يهجم مرةً أخرى ، للقضاء على الملك .
بدأ الغراب الأحمر بـ تحريك البروك في الأتجاة الأيسر ، وبدأ المهرج بـ تحريك الفارس خطوة واحد في الأتجاة الأخر على شكل حرف - L - ، أستمر الغراب الأحمر ، والمهرج يلعبان لمدة ساعة ونصف حتى وصلا إلى نتيجة تعادل. نظر الغراب الأحمر إلى المهرج مع ابتسامة مستفزة ، قائلًا .
" شيء رائع أيُها المهرج . كان هنالك العديد من الأفكار ، ولكن كُنت خصمًا صعبًا بحق "
لم يكن المهرج مُنصدمًا من كلام لا تنسى أسمِ ، نظر بعيونة السوداء الميتة إلية ، قائلًا .
". لن تستطيع التغلب عليّ ، أيُها الغراب الأحمر ، حتى لو قمت بـ كسر جميع القواعد "
نظر الغراب الأحمر إلى المهرج مع نظرات مُخيفة ، ومن ثم خرجَ كلاهما ، من الحانة -بدون أسم- . بدأ يسيران في لندن تحت ضوء القرمزي ، وكانت الأجواء غريبة وغير عادية للمهرج ، حتى أنهُ كان هنالك موسيقى هادئ ، وغامضة ، ومرعبة ، في نفس الوقت .
وهما يسيران في أزقة لندن المظلمة ، طراء على مُخيلت المهرج سؤال ، قائلًا .
" هل تحدث بعض الجرائم هنا ؟ " تسائل المهرج عن الأمر .
نظر الغراب الأحمر إلى قمر قرمزي ، وأجابة على سؤالة .
" لا يوجد عالم خالًا من جرائم القتل ، أو حتى سرقة ، الكُل يرى نفسه على حق فيما يفعلة "
فكر المهرج في هذه الكلمات العميقة ، التي كانت مُشابة لكلمات المهرج في ذلك الوقت ، وهو يقوم بذبح - قاطع الوريد - .
وصل كلاهما إلى حديقة عامة ، لقد عفى الزمن عليها بسبب نسيان الناس لهذه الحديقة . بسبب أجوائها ، المرعبة ، والتي تجلب ضيق النفس ، كان هنالك صرير أبواب الحمامات ، والمراجيح ، حتى أن هنالك صوت أطفال ، لأطفال غير موجودين بتاتًا ، جلس كلاهما على كرسي قديم ومُتهالك .
أخرج المهرج سيجارة ، أراد أشعالها بولاعته ، ولكن قام الغراب الأحمر بأشعالها ، تحدث المهرج حول أمرًا .
" هل تستطيع حل القضايا ، أيُها الغراب الأحمر ؟"
أندهش الغراب الأحمر من هذا سؤال الغريب ، ولكن أجاب على أي حال ، قائلًا .
" أستطيع أن أرى كل شيء بوضوح ، وأجد الحل لكل المشاكل ، وأغير الواقع أيضًا ، نحن في عالم واسع ، لن يقف الأمر على عالم واحد ، بل كل مصيبة سوف تأثر على آخر "
وضع المهرج كلتا يديه للخلف ، ورفع رأسه ينظر إلى قمر قرمزي ، قائلًا .
" إذن ، نحن نعيش في عدة عوالم ، وليس عالمًا واحدًا فقط . الحياة تشبه لعبة البلاك جاك ، يمكنك أن تختار الاستقرار عند رقم معين، أو أن تخاطر وتأخذ كل ما هو أمامك "
وضع الغراب الأحمر ، يده داخل جيبة ، وأخراج قلمًا عاديًا ، قام بأعطاءة للمهرج ، أمسك المهرج القلم .
"أحتفظ به جيدًا ، سوف يأتي اليوم الذي تحتاج إلى أستخدامة " تكلم بغطرسة وكبرياء شديد ، وكإنه يعرف كل شيء .
وبعد عدة دقائق أصابة نيوفيليت صداع قوي جدًا ، من الألم سقط على الأرض مباشرةً . ومن ثم أستيقظ على كرسي ذو ظهر طويل في مكتبة الخاص . ، وقف نيوفيليت من كرسي ، ونظر إلى نافذة بسرعة ، ورآى القمر بالونه الأبيض ، وكانت هنالك بعض الغيوم السوداء مُصاحبة بالبرق ، والرعد ، والمطر الغزير .
" شيء غريب ما كان ذلك المكان هل هي عوالم موازية ؟ أم أنّي رجعت للخلف ؟ هنالك أشياء غريبة ، ومجهولة في هذا العالم " وضع نيوفيليت أصبعة الأبهام والسبابة على ذقنة .
أمسك المحقق الأوراق الخاصة بقضية - سفاح لعبة الشطرنج - ، ومن ثم بدأ كلام حول الأمر التي وصل لها من خلال التحقيق .
' الآن لنرتب الأوراق قليلًا ، القاتل من النوع الذكي ، أو حتى يدخل من صنف العباقرة ، وأيضًا لديه سرعة كبيرة ، وتركيز قوي في أستعمال السكاكين بسرعة شديدة ، حتى أنهُ يصيب المناطق الحيوية بدقة مُتناهية ، أذن تسديداته ليست عشوائية أبدًا .
جلس المحقق على الأريكة ، وبدأ يتكلم عن القضية مرةً أخرى .
وأيضًا لاحظت أنهُ عندما يرمي السكين يقوم بترك السكين من اليد اليمنى ، ويجعل اليد اليسرى تتولى الأمر . أذن هنالك شيء يجعلةُ يفعل ذلك ، وأيضًا طريقة قتلة البشعة ، وأسلوبة المرعب في تركيب الأجزاء ، وتبديلها بشكل ممتاز . وكإنهُ طبيب محترف . وعرف جيدًا كيف يقوم بأيصال الشريان بشكل ممتاز .
لحظة صمت ليست بطويلة ، ومن ثم يتابع كلامة حول بعض التفاصيل المهمة .
هل هذا شخص طبيب قاتل أم قاتل طبيب ! وأيضًا لـ نقوم بـ تحليل الرسالة . يقول أنهُ سوف يكون في الشهر الرابع من اليون الثالث ، وأيضًا هنالك أجتماع بين العمداء المدن الرئيسية ، وهي لندن ، ليفربول ، مانشستر ، برمينغهام '
وضع أصبعة السبابة والأبهام على ذقنة ، مُتعجبًا بـ تفكير القاتل المختل .
" المجنون قام بإختيار عمداء المدن الرئيسية من أجل ملئ المربعات بشكل كامل "
وبعد لحظات من تفكير المطول ، أختفى المحقق من المكتب الخاص به ، وظهر عند الطاولة ، وكان هم نفس الأشخاص الذين يلعبون الشطرنج .
نظرة المرأة الغامضة إلى نيوفيليت مع ابتسامة حلوة ، وقالت له .
" أيها المهرج يبدو أنك فهمت ما كنت أسعى لي أيصاله "
ابتسم المهرج تلك الابتسامة الغامضة ، قائلًا بصوتًا هادئ .
" هذا صحيح لقد فهمت الأمر ، القاتل يحاول كل تلك السنين من أجل ملئ المربعات بشكل كامل من خلال قتل الناس "
حرك الرجل الغامض الفارس ، وجعل نيوفيليت في وضع التهديد ، قائلًا له
" أيها المهرج أنطلق في رحلتك في القبض على القاتل ، وأيضًا العب الفارس بشكل صحيح من أجل قتلةُ بسرعة ، دع البروك لوقتًا لاحق "
مد المهرج يده على الفارس ، وقام بـ تحريك الفارس بطريقة ذكية ، وهي كسر القواعد ، وأستغلال المناطق المفتوحة . وجعل الملك في وضعية التهديد وتم القضاء عليه أذن "الشاه مات"
وقف نيوفيليت من كرسي ، قائلًا بصوتًا يتردد في أعماق الطاولة .
" حاكم الطاولة قد حضر في الوقت المحدد ، شاه مات "
عند قوله لهذه الكلمات ، أختفى نيوفيليت من الطاولة وظهر في مكان آخر ، وهو القصر الأمبراطوري في لندن . كان صالة القصر واسعة ، ويوجد على كل الجانبين أبواب عملاقة ، مع صور غامضة مُعلقة على حائط لأشخاص غامضين ، وكان هناك سُلم عملاق في نهاية الصالة ، كانت هناك نافذة في السُلم إلى الأعلى ، تعكس ضوء القمر القرمزي .
سمع نيوفيليت صوتًا غامضًا من أعلى السلالم ، قائلًا لهُ بصوتًا جميل .
" مرحبًا بك ، - جيرمان نومين - ، الصياد الأقدم "