الفصل القرمزي
أجنحة الشيطان
‘ المذكرة الدامية ‘ لقد كتبها الصياد الأقدم بيديه التي نزفت دمًا قرمزيًا على أجنحته الصفحات ، لقد كتب ٥٠٠ صفحة يشرح كل شيء في حياته ، كل مغامرة ، وكل مغامرة لها بداية أنطلاق ، ونهاية غير معروفة . الكلمات لن تظهر إلا بتقدم معين ، يتقدم فيه الشخص المطلوب . وكلما تقدم الشخص بحدث معين بدأت المذكرة تنزف قرمزيًا ولن يتوقف هذا القرمزي ، ما لم يتم فتح المذكرة .
قراءة المهرج عشر صفحات من المذكرة الدامية ، تعرف فيها على شخصيتين الأول ، كلكامش المقدس المرعب ، الشيطان المتخفي تحت منظور الملاك ، المتلاعب الأكبر ، الخائن الأول . المنتقم الثاني ، النحس الثالث . مُحرك العوالم ، وخالق العوالم الوهمية ، كلكامش ‘ مستر قليتش ‘ كلكامش الذي لا يخاف ، المبطن الشجاع . الطائر بأجنحة الشيطان ، ويمثلها على أنها أجنحة الملاك الساقط .
والثاني هو ، الشيطان الساكن في ضريح الشيطان ، الحاكم بجانب الحاكم ، سالب الراحة من أعين الملوك والأباطرة ، القاهر في جميع العوالم ، الخطيئة الأول في العوالم الألف المنسية ، و ٤٠٠ عالم ما بين الغصن والجذع ، و ثلاثة عشر عالم المقدس . سامع بكاء الطفل القرمزي ، طَعن ضريح الملك بسيفه الأول ، قاهر حرب السماء الأول . دايموس حاكم القرمزي ، إلى جانب حاكم السيرفنيوس كراون .
رغم الوصف الدقيق لكلكامش في ‘ المذكرة الدامية ‘ إلا أن المهرج قد خدع من قبل الشجاع والنحس كلكامش المتلاعب الحقير . الكثير من الأشياء ذكرة في المذكرة ، إلا أن العقل البدائي للمهرج ، لم يستطع مقدرةً على تحمل تلك الكلمات القرمزية . عشرة صفحات…. عشرة صفحات جعلت المهرج يضع فوهة المسدس على رأسه ، ساحب الزناد برقة دافع الرصاصة نحو العقل البدائي . الذي أحضرة إلى أعماق العوالم المجهولة ‘ عصر هايديس ‘ … إذا ظهرة الصفحات الأخرى ، ماذا سوف يفعل المهرج ، هل يدمر نواة العوالم بسبب الجنون ، أم ماذا ؟
تحدث كلكامش بصوتًا مُتهكم وساخر من حالة المهرج المزرية ، قائلًا له بشديد العبارة .
“ ألم يطلب منك عدم تصديق في أي أحد أيها الصياد جيرمان ” ضحكًا بأسلوب يجعل المرء يخرج ما في أعماق القرمزي .
وهو مصدوم ، وجميع التعابير لم تنفع في تصديق ماذا يرى أمامة ، توسعت عينيه من الصدمة القرمزية ، مُركزًا في النظر لـ كلكامش المرعب ، قائًلا وشفاه ترتجف بشدة .
“ هل أنت الشجاع الأول كلكامش ، لقد قراءة المذكرة بدقة شديدة ، كيف خدعت من قبلك ، الوصف ، والحوار ، والتجميع ، والنحس . كيف حدث هذا الأمر “
واقفًا في وسط العدم منتظرًا راحة السبيل البعيدة ، الظلام يُعانقة من جميع الجوانب ، إلا ضوء واحد ساطع . يظهر هيئة ‘ الشجاع ‘ ….. أمسك كلكامش كتف المهرج ، مع ابتسامة تعانق الظلام الأبدي قائلًا له .
" كل شخص لديه طُرقة الخاصة ، وأيضًا أني أملك الكثير لا القليل ، جيرمان أو الكاتب ، أنتَ تحمل أخطاء كثيره على كتف الأول ، ويجب عليك تصحيحها ، هل تريد ان تعيد الأخطأ ذاتها أيها الكاتب ؟ "
في وسط الظلام أختفى الضوء الساطع ، الذي كان الأمل الوحيد الذي يستطيع أن يرى المهرج منه ، نظرًا من حولة ، ويرى فقط العدم الذي لا يعرف لون الأول له ، ظهر كلكامش من خلف المهرج ، ماسكًا رأسه ، وجعله يدور للوراء بمحاذاة كلكامش ، مبتسمًا تلك الابتسامة الماكرة ، خبير التلاعب الأول ، قائلًا .
" يبدو أنك ضائع ولكن الضياع لن يجعلك تعرف الطريق الذي سوف تسلكه أبدًا "
يُتابع كلكامش كلامة مع لحظة صمت قصيرة ليست بطويلة ، مُأرجحًا عبارته بدقة ، جعل المهرج يعيد التفكير في التلاعب مع الغوامض ، قائلًا له .
“ كلكامش ليس بالضرورة كلكامش “
في بعض الأحيان الصمت هو الخيار الأول ، والأعتراف بقوة الشخص ليس وكأنك سوف تظهر بأسلوب مُخزي ، كلا . هو هذا الحد لن تستطيع بلوغ ، ولن تصل إلى جنائن المُعلقة ، ولن تصبح غامضًا . ناطقًا كلكامش بتلك الكلمات جعلًا من المهرج مجرد حبة رز وسط العوالم الأبدية . مُظهرًا لهُ قوة العظماء ، ويوضح أنهُ ليس الجذع والغصن الذي يستند عليه العوالم ، ما هو إلا ضائع في وسط العوالم الأبدية .
انقسم الفضاء الأسود ، مُظهرًا المهرج في الفضاء ، ومن حوله الكواكب الـ ١٠٠ …. والقمر قرمزي يسيل دمًا في الفضاء ، كان المهرج واقفًا في وسط الفضاء . وهو يرى الكون الشاسع المرعب ، وهنا اقر بذاته أنهُ مجرد حبة رز ساقطة من مكان مجهول تحاول أكمال العدد الأولي . تزلزل الفضاء ، وظهر قصر عملاق تمسك به أيادي من فوق الفضاء ، ومن تحت . كان المهرج داخل القصر .
كان القصر يسمع به أصوات اطفال وصراخ بعض الأشخاص ، وبعض الكلمات الغير مفهومة ، تحدث كلكامش من مكان غير معروف ، وكان صوته ذو طبقتين ، الأول الصوت التكويني ، والثاني صوت العظماء . فعل ذلك عمدًا أذا تكلم بالغة العظماء لن يفهم المهرج الأمر لذلك قام بالتكلم بصوتين .
" حاول النجاة يا جيرمان من ذنوبك حاول التخلص منها ، أنظر إلى هذا القصر الذي أنتَ قمًُت ببنائه . لماذا لا نلعب لعبة المطارد ؟ أركض كالفأر ، وسوف إلاحقك كالقط ما رأيك ؟ "
بدأ المحقق بالركض كالمجنون الذي لا يعرف أين هو المخرج ، القصر الذي تم بنائه في وسط الفضاء الأبدي ، لا يعرف حاملة أين هو المخرج . كان القصر كبير جدًا يملك أثنا عشر غرفة في الأسفل ، وثلاثة وثلاثين غرفة في الطابق العلوي . غير الأمكان السرية الموجودة في القصر ، وليس مجرد غرف عادية ، حسب الأساطير وفي الكتاب الثاني الذي دس في أعماق صخرة الفضاء ، قائلًا فيه .
“ التتبع في السر ، والسير في وسط الممر ، لن يجدي نفعًا . سوف ترى نفسك في نفس النقطة التي بدأت منها ، لقد وضع صخر فوق الصخرة ، وجمع الغصن في غرفة ، والجذع في آخر . هل هو حامل العوالم ؟ “
أمسك المهرج مقبض باب كان كبير جدًا ، وتوجد فيه رفرفات بالغة الاترسكان الغير مفهومة ، وكان كل في نهاية جملة تسيل دمًا . أدار مقبض الباب ، وظهر أمامة المجنون كلكامش ، ابتسم كلكامش في وجهه ، قائلًا له .
" يا إلهي يبدو أنك قد اخطات في الباب الذي يؤدي بك إلى حرية أيها الكاتب “
بدأ المهرج بفتح الباب الثاني ، والثالث ، والرابع ، حتى وصل إلى الباب ما قبل الأخير . فتح الباب و وجد فراغ أبدي يُلتهم من قبل قرمزي غامض ، لم يستطع المهرج تحمل المنظر المرعب . قام بإغلاق الباب ، وبقية فقط باب واحد .
فتح المهرج الباب ، وهو يرتجف بعض الشيء . وفكرة تأتي بفكرة أخرى ، أصبح عقل المهرج ، يقوم بجمع وطرح الأفكار التي تتواز معه . حتى باب بشكل كامل . ظهر أمامة كلكامش وهو يبتسم ، ابتسامة مستفزة . أمسكة رقبة المهرج ، ورفعة إلى الأعلى ، عن طريق التحريك البُعدي ، تحدث كلكامش وهو يضغط بقوة على رقبة المهرج ، قائلًا .
" ما هذا الضعف الذي يغمرك جيرمان ؟ هل أنتَ حقًا العظيم جيرمان صاحب الـ ٥٠٠ صفحه ؟ لم أكن متوقعًا أن حالك هكذا أيها الصياد الإقدم "
أفلاته كلكامش ، المهرج . وقام بضربة بكل قوة على صدرة ، جعله يسقط على الأرض مرتين من قوة الضربة . أمسك نيوفيليت صدرة ، وكأنهُ ممُسك بقيد شعرة سوف تنقطع أن لم يتصرف بالخيار الصحيح ، تحدث مع روحه المهزومة قائلًا .
‘ أي ضعف هذا الذي يسيطر على كياني ، يغمرني من القدم حتى الرأس ، يشلّ كل أحاسيسي وكأنني لست أنا... المحقق الذي لا يخطئ ، العقل الذي فكَّ شيفرات الغموض ، وحلّ أعتى القضايا . كيف لي أن أُذَلّ في هذه العوالم ، ومن قِبَل شخص... غريب الأطوار ، كأنه نبع من الأساطير ؟ ما هذا السحر الذي يجتاحني ، ما هذه الحيرة التي لا مفرّ منها ؟ أين حكمتي ، أين بصيرتي التي كانت تشق العتمة وتبدد الضباب ؟ لقد رأيت الكثير وواجهت أكثر ، ولكن هذا... هذا يتخطى حدود العقل والمنطق ‘
أختفى كلكامش من أمام العيون القرمزية للمهرج ، رمق المهرج ضوء ساطع في نهاية الرواق الأخير . نهض من مكانة وهو في حيرة من أمرة ‘ متى سوف ينتهي هذا الحلم المرعب ‘ مد يده نحو الباب . ظهر المهرج في مستشفى يكسوها الدماء من كل جانب . الجثث المُقطعة ، الرؤوس المُعلقة على الأرمح . وصوت الوحوش التي تصرخ وبعضها الذي يأكل . كان كل شيء مُدمر في الغرفة ، وأيضًا صوت كلكامش الذي يتكرر بكلمة واحده فقط وهي “ الموت ” … كانت هذه مستشفى أشبة بمستشفى المجانين .
رن صوت كلكامش في إذن المهرج ، من كل جانب ، قائلًا له .
“ اتعرف لماذا قمت بوضعك هنا ؟ لآن هذا هو كيانك ، كيانك أن تسكن في أعماق الجنون الأبدي ، سوف تستمر هذه الحلقة بالدوران ولن تتوقف أبدًا . المصحة النفسية هي الدمار الأولي للشخص ، يوجد الكثير من العاهرات التي تقوم ببيع إبنائهم إلى مصحات من أجل كم بنس ، كما بعت نفسك إليهم ‘ الكاتب ‘…. ”
ضحك كلكامش بصوتًا عالاً ، قائلًا للمهرج .
“ ما رأيك في هذه الهدية الجميلة ؟ أنظر للخلف سوف ترَ ، هههههههههه “
ألتف المهرج للخلف ، ورآى أمامة عملاق مغطى بالدماء ، أسنانه كأسنان القرش ، أصلع ذو عيون حمراوتان حادة ، ومخيفه . كان يأكل رأس شخص وهو ينظر إلى المهرج بعيون غاضبة .
تحدث كلكامش بصوتًا هادئ ، وهو يشرح أمرًا مهمًا للمهرج . موضحًا نقاط مهمة .
“ هذا الرجل المسكين الذي تحول إلى مخلوق بشع ، بسبب بعض الأموال التافة . يلبقون أنسفهم بالملاك الحارس ، وما هم إلا مجرد سفاحين يحبون تجربة الأذى على هولاء المجانين “
بدأ هذا المخلوق بمطاردة المهرج ، وكان المهرج يذهب من جهه إلى أخرى….. حتى أن دقات قلبه تزداد بشكل فضيع جدًا ، بدأ يسيل لعاب العملاق دمًا ، مُتعطشًا لأكل هكذا وجبة دسمة .
وهو يركض ، كان يقوم المهرج برمي الأسرة وبعض الخردة الموجودة على العملاق ، ولكن بدون فائدة جميعها كانت تتحطم فورة أصطدامها بجسده .
عندما اقترب نيوفيليت من البوابة الضخمة ، والتي كُتب عليها بخط غامض "الخروج" ، كانت الآمال تتصاعد في داخله كاللهيب ، لكنه وجد نفسه محاصرًا حينما لم تفتح البوابة أمامه . خلفه كان العملاق يقترب ، خطواته تهز الأرض وتبعث الخوف في قلب المهرج . وفي اللحظة التي كانت فيها قبضة العملاق توشك أن تسحقه ، ظهر كلكامش من العدم ، كطيف يحوم بين الظلام .
كان المهرج جاثيًا على ركبتيه ، قواه قد انهارت تحت وطأة الرعب الذي أطبق عليه . اقترب كلكامش منه ، رفع ذقن المهرج ببطء وكأنه يكشف سرًا دفينًا في أعماق روحه ، وقال بصوت يقطر هدوءًا مرعبًا .
" الآن ،جيرمان ، من هو سيدك الحقيقي ؟ "
استجمع جيرمان ما تبقى له من قوة ، نهض على قدميه كمن يواجه قدره المحتوم ، قبض على رقبة كلكامش بكل غضب الدنيا ، وصاح بنبرة تحدٍ خالية من الخوف .
" أيها الجبان ، هل تعرف من تتحدث إليه ؟ أنا هو الكاتب ، يا ابن العاهرة ! "
لكن قبل أن يتمكن جيرمان من تسديد ضربته ، تلاشى كلكامش أمامه وكأنه لم يكن . صوته عاد يرن في الأجواء ، محملًا بمعرفة غامضة .
" الآن بدأت تفهم ، الكاتب ، الآن عرفت من أنت . لا تضع يدك في الثلج لأنها ستجمدك . لكل موقف ردود أفعال مختلفة ، وقد أظهرت ردة الفعل الصحيحة ، أيها الكاتب "
بعد لحظات ، وجد نيوفيليت نفسه جالسًا في مكتبه ، أمامه مذكرة دامية تلتمع بألوان غريبة . كانت الغرفة هادئة بشكل مريب ، والصمت يثقل كاهله . تحدث مع نفسه بصوت شبه هامس .
" ما هذه الرحلة الطويلة ؟ ولماذا تشع المذكرة بهذه الألوان الغريبة ؟ "
عندما فتح المذكرة، ظهرت كلمات جديدة على صفحاتها، وكأنها رسائل من عالم آخر .
‘ إذا أردت العبور بين العوالم عليك أن تقول ؛
بين السماء والأرض أريد العبور
بين السماء والأرض أنا هو الوحيد الحاكم
بين السماء والأرض أنا هو الأعظم ‘
كانت الكلمات تثير الارتباك في عقله ، كما لو أنها تزرع الشك في كل ما يعرفه . وبينما كان غارقًا في تأمل تلك الكلمات ، سمع صوتًا خلفه يخترق السكون ، قائلًا
" لقد عدت أخيرًا ، أيها المهرج ! "