الفصل الكاذب
———-
ذو الرأس الهرمي ‘المعاقب’
————-
طرق ذو الهرم بكل قوة على خوذته، حتى سكبت الدماء على الأرض، ومن ثم ظهر خمسة أشخاص. يحيط برؤوسهم ضمادة بيضاء على جهة العلوية، وكان جزء العلوي من جسدهم يظهر عضلات بطنهم الثمانية. مع بنطال أسود حريري.
كان يقفون بشكل متساوي جميعهم، تحركوا جميعًا نحو ثيراكسايمل ووضعوه في دائرة خماسية. عصرو أيديهم بكل قوة، ومن ثم وقفوا بوضعية تشبة الكونغ فو.
كان ثيراكسايمل في منتصفهم وهو ينظر لهم بعيون باردة وغير مبالٍ للأمر البته. أشعل ثيراكسايمل سيجارته ونفذها في الهواء، ونظر نحو الأعلى ووجد عين سداسية تنظر إليه.
رمى ثيراكسايمل الخنجر على الأرض، وعصر قبضته بكل قوة، ومن ثم أنطلق نحو شخص ذو ندبة العين، وسدد له ضربة البرازيلية، ولكن أوقفها بشكل سريع، أبتعد ثيراكسايمل بسرعة لأنهُ تحسس بوجود خطر، ولكن كان ينظر إليهم، حتى أحس بإن شخصًا ما خلفة، طعن ثيراكسايمل بكل قوة خلفة. ظهرت يد الشخص الذي طعنه من بطنه. رفع هذا شخص ثيراكسايمل عاليًا ومن ثم ظهر شخص آخر من فوق وضرب رأسه. حتى دخل رأس ثيراكسايمل داخل الأرض.
أمسك ذو ندبة البطن، قدم ثيراكسايمل وقام بكل سرعة برميه نحو الجدار الأسود. ولكن وقف ثيراكسايمل على جدار كل عنكبوت، ووقف بشكل معتدل وهو ينظف ملابسه من الإوساخ، حتى هجم شخص ذو ندبة الظهر نحوه، ولكن أمسك ثيراكسايمل وجهه، وضربة بكل قوة نحو الأرض، حتى أنفجر جسده كليًا من قوة الضربة.
سحب ثيراكسايمل شعرة للخلف، مع ابتسامة عريضة تشق وجهه المرعب، ويقول بكل برود وهدوء:
“من أبن العاهرة التالي؟”
هجم ذو ندبة البطن نحو ثيراكسايمل من الخلف وأراد ضربة على رأسه بقدمة. ولكن أمسك ثيراكسايمل قدمة وكسرها بسرعة كبيرة دون أن يشعر ذو ندبة البطن بالأمر، وسدد له ضربة أخترقت بطنه وخرجت يده من ظهرة.
أمسك احد الاشخاص رأس ثيراكسايمل وضربة بكل قوة نحو الأرض، حتى أن صوت تكسر عظامة قد سمع. سقط ذو ندبة البطن على الأرض بسبب الضرر الذي حصل له. رفع ذو ندبة الوجه، ثيراكسايمل من على الأرض من شعرة. كان ذو ندبة الوجه ضخم البنية بشكل مرعب، حتى أنهُ اطول من ثيراكسايمل بمتر كامل ( 3,06 متر) .
وسدد له ضربة نحو بطنه، جعله يتقيئ دمًا في الهواء من قوتها، حتى سقط على الأرض بالقرب من قدم ذو الهرم، الذي كان جالس على عرش قد صنع من الدماء القرمزية.
اشار ذو الهرم بإصبعه السبابة نحو ثيراكسايمل بإن ينهض. نهض ثيراكسايمل وهو يترنح بسبب قوة الضربة المرعبة الذي تلقها من هذا المرعب.
قام ذو ندبة الوجه، بوضع قدمة نحو وجه ثيراكسايمل، ولكن تجنبها بسرعة. نظر ثيراكسايمل إلى قدم ذو ندبة الوجه، والتي كانت عبارة عن تسديد عادية، ولكن خلال ثواني صدر موجة جعل المكان ينقض ثم ينفجر كالبالون.
كانت الموجة كفيلة بجعل إذن ثيراكسايمل تنزف دمًا. ولكن هجم ثيراكسايمل بكل غضب نحو ذو ندبة الوجه، وامسك قفصة الصدري، مما أدى إلى كسر جميع عظامه في قفصة الصدري.
ومن ثم سدد ثيراكسايمل الضربة البرازيلية نحو وجه ذو الندبة، مما جعله يلوح في الهواء حتى أدخل يده داخل الأرض من أجل ان يستقر وزنه، ولكن قام ثيراكسايمل بالدوران 180 درجة، وسدد ضربة مرعبة فجرت رأسه كليًا، حتى الدماء تناثرت في جميع انحاء الغرفة.
كان يخرج من فم ثيراكسايمل هواء حار جدًا، وكانت عينه القرمزية تضيء الظلام الذي هو فيه. كانت يد ذو الهرم ترتجف بهدوء. لماذا؟ هل من الهواء الحار الذي يخرج من فمه كأنهُ شيء يقطع الاحشاء؟ أو العيون القرمزية المخيفة؟
بل من ضحكته التي تشق وجهه من الطول إلى الطول، كانت ضحكة مرعبة ومخيفة جدًا، وهنا على المرء أن يدرك عظيمًا أو قرمزيًا سوف يراقب " نيوفيليت” عن قريب.
كان هناك شخص جالس، جسدة عبارة عن ندوب كثيرة، مع وشم التنين الذي يملؤ جسده، اقترب ثيراكسايمل من عنده، وكان يضحك بكل جنون نحو وجه ذو الندوب الذي كان يخلوا من جميع انواع التعابير.
“أنهض أيها الساموراي النائم” تحدث ببخس وغطرسة وجنون يعلوا مسامع العدو، رفع ذو الندوب وجهه نحو ثيراكسايمل وقام بتلويح سيفة بكل قوة نحو يده. ولكن أمسك ثيراكسايمل السيف. ولكن سدد ذو الندوب ضربة مرعبة جعلت ثيراكسايمل يصطدم في الجدار الدموي الذي كان يسيل دمًا من أعماق الجدار المظلم.
نهض ثيراكسايمل وهو يلحس دمه بكل جنون ويضع أصبعه على رأسه وهو يضحك:
“هل هذا أقصى ما تملك أيها الساموراي؟”
هجم ثيراكسايمل بكل سرعة وضرب رأس ذو الندوب بكل قوة حتى جعل رأسه يدخل في الأرض من قوتها. ولكن سدد ذو الندوب ضربة غير متوقعة قطعت فيها يد ثيراكسايمل وجزء من بطنه من قوتها.
تراجع ثيراكسايمل للوراء وهو يمسك الجزء المقطوع من بطنه، قام بمسح الدماء التي على بطنه ومن ثم مسحها على وجهه.
رمى ذو الندوب سيف نحو ثيراكسايمل. أمسك ثيراكسايمل السيف وهو يبتسم قائلًا له بجنون:
“هل تريد المبارزة بالسيوف؟ لقد أخطأت حقًا أيها الجرذ”
هجم ذو الندوب وسدد ضربة ثقيلة نحو جسد ثيراكسايمل. ولكن وقف ثيراكسايمل دون حراك رافعًا السيف بكل هدوء، نظر ذو الندوب نحو وجهه. وهنا رآى وجه شيطاني مرعب، لم يراها في حياته بتاتًا.
كانت عيناه تنزف دمًا مع ابتسامة عريضة تشق وجهه، وكأنها تصوير للوحة الموت العائد:
وترمز هذه لوحة في الأساطير وخاصة في حرب الجونز؛ إلى العائد من قعر هايديس، والميت في ميعاد ذو الأمل، والذي رآى المعاقب وجهًا لوجه، وفي الأخير وهو الشخص الذي يرى وجهه المعاقب الحقيقي.
ثيراكسايمل ذهب إلى هايديس، ورآى الآمل الذي أختفى عبر الضباب القرمزي الذي يحجب هذا العالم، ونظر إلى المعاقب الذي كان جالس على عرش. ولكنهُ لم يرى إلى هذه لحظة وجهه المعاقب الحقيقي. والوجه الحقيقي فيهِ معانٍ كثيرة.
ضرب ثيراكسايمل، ذو الندوب نحو الأرض حتى جعل جسده يخترق الأرض من قوتها. ومن ثم رفعه وقام بقطع يده بشكل متوازي. ومن ثم طعنه بكل قوة نحو الكبد. مما جعل هذا الوجه الذي يخلو من التعابير، ينزفُ دمًا قرمزيًا.
كانت الضربات جدًا ثقيلة، حيث أن ذو الندوب لا يستطيع حتى أن ينهض. أمسك ثيراكسايمل رأس ذو الندوب بأصبعه الخمسة. ورفعه نحوه وهو ينظر له بكل برود ورعب مع عيونه التي تسيل دمًا.
بدا ثيراكسايمل بعصر رأس ذو الندوب ببطئ شديد، من الألم كان ذو الندوب يلوح بسيفه بالهواء، وكان يقوم بجرح جسد ثيراكسايمل بجروح عميقة بعض الشيء. ولكن كان ذو العيون القرمزية غير مهتم بتاتًا، وكأنهُ يتلذذ بجروحه.
كان سيف ذو الندوب فيه بعض الصدئ والكسور على اجزاء من السيف. توقف ذو الندوب عن تلويح بسيفه وقبل أن يسقط السيف على الأرض، رماه بكل قوة نحو صدر ثيراكسايمل وكان قريبًا جدًا من أصابة قلبه. خرج الكثير من الدماء من فم ثيراكسايمل. وضع ثيراكسايمل اصابعه الخمسة الأخرى على رأس ذو الندوب. وقام بتفجير رأسه إلى أشلاء صغيرة وتنافر الدم على ملابسه ووجهه. أخرج ثيراكسايمل السيف من صدرة مما جعله يسيل دمًا كثيرًا.
نظر ثيراكسايمل نحو رأس الهرم. ولكن بدا ثيراكسايمل مُتعجبًا قليلًا. وجد رأس الهرم وهو مقتول بطريقة غريبة. حيث كان مطعون بـ ١٤ سكين في بطنه. وعلى الهرم يوجد ١٤ سكين قد غرزت به. وكان يخرج من الهرم دماء كثيرة تسيلُ على الأرض.
كان ثيراكسايمل لا يعرف ماذا يجري من حوله. وهو ينظر وجد ان جميع الجثث قد أختفت. وفقط ذو الهرم جالس على العرش وهو مقتول بتلك الطريقة المرعبة.
وخلال ثواني معدوده انار لون أحمر الغرفة التي كانت صغيرة. وكانت اشبه بالصندوق أو السجن الذي يوضع فيه المرضى النفسيين.
كانت ثيراكسايمل قلق بعض الشيء أو ليس بقلق أنهُ خائف من المجهول. المجهول الذي لا يعلم ما هو مصدرة.
“هل وضعت في هذه الغرفة أو السجن هل لأني مذنب أو قد سجنت على جنوني. هذه الغرفة البيضاء التي يسجن فيها المرضى النفسيين والمجانين، والمرعبين. قد سجنت فيها أيضًا ولكن بالون الأحمر وهو لون الدم أو الذنب الذي يرافقني بسبب تلك المجزرة. والمرعب هو عدم وجود رأس الهرم الذي كان مقتول بطريقة مرعبة. والشيء المرعب الذي يبتلعني ويجعلني اخاف؛ وهو التغير المستمر لهذا المكان أو العالم، وكأني في عالم موازي يتغير حسب المخاوف أو الألم أو الجنون الذي يرافقني.”
جلس ثيراكسايمل على الأرض، وهو متكئا على الجدار مخرجًا سيجارة يدخن فيها الالم، وهو ينظر إلى لون القرمزي الذي يضيء هذا السجن المرعب.
“لقد جعلني هذا المكان مجنونًا، حقًا لا أعرف ماذا أفعل. من انا ولماذا يخرجون لي أشخاص أقوياء ومرعبين. لم أكن خائفًا أبدًا طوال حياتي. ولكن الآن اشعر اني عاجز اكثر من كوني خائف. في هذه المصحة أو أيًا يكن. هي عبارة عن ذنوبي التي قد فعلتها في البرج الأحمر. مهما حاولت الهروب، يرمي لي طعم غريب وانجذب نحوه. وكأن شخصًا ما يحاول أكلِ مرارًا وتكرارًا.”
“كنتُ دائمًا مغرورًا على اشياء يستطيع اي شخص تحقيقها بعدِ، ولكن الجنون الذي يسير في داخلي جعلني أظن لوهلة أني هو الأفضل والجميع الذي يركز نحوه. هراء، لقد كنت مجرد اضحوكة يبتسم لهُ الحظ، والآن أنا غارق في عالم يسودة الجنون الغريب. ولكن ما أن نظرت إليها جعلتني أنسى مرارة هذا العالم وأنشغل فيها للأبد… أليانورا من أنتِ أيتها الغريبة الجميلة. ولماذا قلبي اتجه نحوها؟ ولماذا رأيت أشياء مرعبة وكأنها تصلب؟ هل هو منظور العالم أو منظوري؟”
كان ثيراكسايمل يبحر في ألمه وخوفه الغير مجدي في هذا العالم الذي يقدس الذنب قبل أي شيء، اذا ارتكبت شيء واحد خاطئ، نظر العالم إليك من المنظور الآخر وهو منظور المجنون.
وهنا سوف يبدأ الجنون الذي يسعى منه للكمال، عصر الأرجوحة.
وعندما كان يدخن سيجارته التي يخرج منه ألمه وخوفة، تغيرت الغرفة مجددا مما جعل ثيراكسايمل يقف على قدميه. ينظر من حوله ولا يرى فقط الظلام الدامس الذي يجعله يمسك رأسه ويفجرة.
ظهر ضوء أحمر في وسط الغرفة المظلمة، لقد كان رأس شخص يوضع على ضريح من أجل قطعة. وكان فوق الرأس الذي يريد أن يقطع. الرعب الكوني بحد ذاته؛ هو ذو الرأس الهرمي المقدس مع هيئته الحقيقة وهي وجود 14 سكينة قد غرزت الهرم القرمزي الذي يضعه.
رفع ذو الرأس الهرمي سيف ضخم جدًا بالنسبة إلى طوله الذي يبلغ 3,40 متر. وكان طول السيف التقريبي هو 11,30 متر. لقد كان يرفعه بيد واحد فقط.
لقد كان ثيراكسايمل مذهولًا من الرعب الذي يشاهد، واقف وهو يشاهد الشخص الذي سوف يقطع رأسه؛ والشخص الذي يقطع رأسه هو نفسه “ثيراكسايمل”.
كان ثيراكسايمل يرتجف من رؤية هذا المنظر المرعب، حتى الصراخ لم يستطع أن يطلقه في هذه لحظة.
كان المنظر مرعب جدًا. رفع ذو الهرم سيفه. وهنا لحظة المرعبة وهو ظهور صوت يشبه إلى حدًا صرير المعدني ممزوج مع همهمة كونية. وهذا المؤثر هو تعظيم شخص المعاقب ذو الرأس الهرمي.
أنزل ذو الهرم السيف العملاق على رأس ثيراكسايمل النسخة الأخرى وقطع رأسه.
سقط ثيراكسايمل على الأرض وهو ينظر إلى هذا المنظر المرعب، كان يحاول التنفس ولكن كان يصعب عليه أطلاقًا.
اصطدم شيء بقدمة، نظر ثيراكسايمل عن قرب ووجد رأسه يتدحرج أمامه.
هنا صرخ ثيراكسايمل بصوتٍ خشن ومرعب، كانت هذه الصرخة تفسر الألم الذي يقبع داخلة. أقترب ذو الهرم من عنده. وأشار بأصبعين إلى الأعلى. امرًا أياه بالنهوض.
نهض ثيراكسايمل وهو ينظر إلى هذا التكوين المرعب، والآن لقد تحققت جميع الشروط. وحان الوقت ليتعذب الفاسق في الجحيم.
لوح ذو الهرم بسيفه العملاق بكل قوة، حتى قطع رأس ثيراكسايمل، من قوة القطع أنفجر رأسه في الهواء. حتى أن جسده لم يستوعب الأمر وبقية واقفٍ لمدة دقيقة كاملة من ثم سقط على الأرض.
وفي تلك الأثناء فتح ثيراكسايمل عيناه، وكان جالس على كرسي ذو ظهر طويل. وكان يجلس مقابيله القديس كاسيوس، ويوجد فيما بينهما طاولة عليها أشياء غريبة وبعض الكتب التي توجد عليها عبارة غير مفهومة. وكان كاسيوس يبتسم تلك الابتسامة الحقيرة التي تعلوا وجهه.
كان ثيراكسايمل غير مدرك للأمر بتاتًا، هل قتل أم ماذا؟ كان لا يعرف ماذا يجري من حوله. كان المكان الذي هو فيه عبارة عن مكتبة كبيرة تشبه إلى حدًا المتاهة بسبب حجمها الغريب.
كانت يدا كل من ثيراكسايمل، وكاسيوس قد تم ربطهما في الكرسي بكل قوة. وفي تلك الأثناء وقف بالقرب كل من ثيراكسايمل، وكاسيوس. ذو الهرم.
كان ثيراكسايمل خائفًا جدًا من حضور ذو الهرم، خاصة عندما حدث قبل قليل وقطع رأسه.
تحدث كاسيوس بنبرة هادئ وكأنهُ يعرف شيئًا لا يعرفه ثيراكسايمل:
“الآن المراهنة على حياتك سوف تبدأ…. أيها العظيم.“