الفصل الكاذب
————
المنفي
————
أتكئا ثيراكسايمل على المرآة بكل هدوء، واضعٍ يده داخل جيبة الأيمن. مُخرجًا سيجارة واحده. واضع السيجارة داخل فمة. ومن ثم فرقع أصبعية، مُخرجًا نارًا يشعل فيها السيجارة. نفذ الهواء السيجارة نحو رجل العنكبوت بكل حقارة…. وكأنهُ لا يهتم إليه أو من يقف أمامة.
“سسسسس، يبدو أنك لا تهتم بحضوري المهيب… أنا هو أبن الشيطان ‘ليجي.’، هل تعرف ما معنى هذا؟ أستطيع سحقك، وأقوم بشربِ دمك القذر أيها البشري، سسسسسس.” كان ليجي غاضبًا من الأسلوب الغريب الذي يتعامل فيه معه، وكأنهُ يقلل من هيئة وكبريائه العظيم كأبن الشيطان الأعظم.
“ليجي؟ أسمك يذكرني بعاهرة مجنونة تقوم بقتل كل طفل تراه في الشارع…. بعيدًا عن هيئتك، أنتَ أبن القذارة بعيدًا عن أنك حفيد ذلك الشيطان.” تحدث بسخرية كبيرة عن حفيد الشيطان.
“إذا كنت حقًا حفيد الشيطان ولا تخاف مني، لماذا لا تقوم بالهجوم عليه بدلٍ من الوقف كعاهرة تنتظر من يُقلها.” أقترب من رأس ليجي وهو يوصفة بالضعيف كثير الكلام.
“سسسسسس…..” غضب ليجي وهجم على ثيراكسايمل بسيوفه الثلاثة نحوه. ولكن رمى ثيراكسايمل سيجارته نحو عين ليجي. مما جعله يوقف هجومه. سدد ثيراكسايمل ضربة مُرعبة أدت إلى تكسر تركيبة ليجي بالكامل من قوتها. حتى عينه اليمنى قد أنتزعت من مكانها.
تراجع ليجي للخلف وهو يصرخ بصوت الجرذ، وضع سيوفه الثلاثه على ظهرة وهو يلمس وجهه الذي قد دمر بلكمة ثيراكسايمل الثقيلة.
“أيها العاهر القذر…. ما أنت بفاعل بحفيد الشيطان. سسسسس. ما هذه الضربة بحق الله. إنها مرعبة جدًا وثقيلة أيضًا.” تحدث ليجي برعب وخوف وهو يُلامس وجهه الذي فطر إلى نصفين.
لم يبالي ثيراكسايمل بحديث ليجي، وهجم عليه من فوق وهو يسدد عليه ضربة مرعبة بقدمة. ولكن أختفى ليجي بكل سرعة من أمامة. وظهر ليجي فوق ثيراكسايمل وقام بطعنه بظهرة بثلاثة سيوف. عض ثيراكسايمل شفته بكل قوة، حتى أن عيونه بات يسيل منها الدماء.
أشعل ثيراكسايمل يده اليمنى بلهبٍ حارق، أراد أن يطلق النار نحو ليجي. ولكن قام بضربة نحو الأرض بكل قوة مما أدى دخوله نحو الأرض.
هبط ليجي على جهة الأخرى، وهو يضحك بصوت القط، وكان يقلل من شأن ثيراكسايمل من حركاته الغير مفيدة ضده:
“سسسسسسس. يالك من ضعيف، لقد رفعت من أمكانياتك قليلًا، ولكن ها أنتَ سقطت بضرب واحده عاجزًا عن تقف مرةً أخرى وتواجهني.”
خرج ثيراكسايمل من تحت الأرض، وقام باختراق جسد ليجي، ومن ثم أشعل النار داخلة. بدأ يصرخ بصوتًا عالٍ كالعاهرة بسبب الألم الذي يسير داخلة.
هجم ليجي بكل غضب نحو ثيراكسايمل، كان يلوح بسيوفة بشكل عشوائي وكان يحاول قطع رأسه. ولكن قفز ثيراكسايمل عاليًا ومن ثم ضرب ظهرة بكل قوة حتى أن صوت تكسر العظام قد سُمع.
وضع ثيراكسايمل الخنجر داخل جسدة، ولكن قطع يده اليسرى. قام بإمساكها بسرعة ومن ثم القفز بعيدًا، حتى أنهُ سحب الخنجر بشكل عشوائي ليدمر المناطق الحيوية التي تسير داخلة.
"أيها القذر، ما أنك بفاعل؟ سوف أجعلك تتمنى الموت، سسسسسسس.” بدا يصرخ بصوتًا عالٍ وهو ينظر بغضب نحو ثيراكسايمل.
أطلق ثيراكسايمل بيده اليسرى البرق. ولكن تجنبها ليجي بسرعة، ولكنهُ لم يتوقع حضور ثيراكسايمل خلفة، مما أدى استعمال عنصر الماء وإطلاقه كالرصاص نحو مكان الجرح.
بدأ ليجي بالصراخ كالعاهرة، وهو متضرر بشكل من كبير من الضربة التي قد أُتيت له من قبل ثيراكسايمل. هجم ليجي كالمجنون وهو يلوح بسيوفه الثلاثة في الهواء، كان ثيراكسايمل يتجنبها بسرعة كبيرة وكأنها ضربات عادية. ولكن قام ليجي بحركة غريبة.
حيث وضع سيوفه الثلاثة على الأرض، استغل ثيراكسايمل تلك الفرصة، وأراد تسديد ضربة قوية نحو رأسه. ولكن قام ليجي برفع سيوفه كالرافعه وأراد قسم ثيراكسايمل إلى ثلاثة اقسام، ولكن…..
“هل تحسب نفسك اذكى مني؟ أيتها العاهرة الرخيصة.” وقف ثيراكسايمل على رأسه، ومن ثم سدد ضربة مزدوجة فيها البرق والماء نحو بؤرة الحياة في جسدة، مما أدى إلى تفجير كل جزء داخل جسده إلى قطع صغيرة.
حتى أن المكان أصبح يهتز بقوة، ودمر جميع الزجاج في الغرفة، حتى ظهر في عدم كبير وواسع.
ظهر ثيراكسايمل في قاعة محكمة كبيرة، توجد رؤوس مقطوعة على جميع أجزاء الطاولات بالتساوي، وعلى الطاولة القاضي يوجد أجزاء قد قطعت بشكل متساوي وبالتسلسل، حتى أن الأجساد غير متعفنه والدم يسيل منها.
جلس ثيراكسايمل على أحد الكراسي، وهو ينظر إلى القاضي الذي وضع رمح داخل جسده خرج من مؤخرة رأسه. تحدث ثيراكسايمل بنبرة غامضة وهو يلوح بيده نحو القاضي قائلًا:
“أن العدالة قد زالت في هذا العالم الغريب، وسيادتك لا تستطيع ان تعطي حكمًا واسع النطاق حول بعض المجرمين ما لم يكن هناك أشخاص وراءهم.”
“كمثال بسيط نتكلم حول العالم النابغة الذي قمت بقتله بدمًا بارد وغير مهتم، لقد كان يقوم بإستغلال نقاط ضعف الأشخاص من أجل تحويلهم إلى قطعةِ الفنية الجميلة حسب تفسير أقاويله.”
“ولكن سيادتك غير مبالِ له إطلاقًا، على ما يبدو إنك قلت هذه الجرائم فقط من أجل التجارب الشريفة والتي سوف تفيد العالم والناس.”
“وبقيت تتدافع عن هولاء الناس فقط من أجل كم بنس؛ فقط العاهرة التي تقبل مالٍ لا تعرف مصدرة، ويا سيادتك أنتَ لا تقل عن عاهرة شيئًا.”
“هل تعرف كيف وصل بك حال وأنك مُقطع كالعاهرة هكذا؟ لقد استيقظ الضمير الميت الذي يقبع داخلك؛ لقد استيقظ بعدما كان نائمًا بسبب الأموال التي كانت تمطر عليك من جميع الجوانب.”
“سيادتك أنتَ تذكرني بشخص كان يسكن في المكسيك يدعى ‘بـ إلخاندرو تراخي’ كان أكبر تجار في العالم من ناحية تجارة الأعضاء والمخدرات؛ ولكن كانت لديه مقولة غريبة، وكأنهُ لديه قلب. حيث يقول ‘ الرصاصة للكبار، والحلوى للصغار.’ وكأن هذا المختل والتجار الكبير لديه بعض القلب والمشاعر التي تتحكم فيه.”
“هل تعرف سيادتك كيف سقط هذا التجار؟ لقد استعمل رجال الشرطة نقطة ضعف وهي الأطفال، لذلك كان هناك رجل يحمل طفلته، وكان هذا الرجل هو الذراع اليمنى لأخاندرو؛ قبضت عليه الشرطة، وجعلوه يعمل لصالحهم وعرفوا كل شيء عنه وكيفية اسقاطه بسهولة؛ عرف الخاندرو بخيانة نائبه واشار بالمسدس نحو رأسه، وكانت الشرطة تراقب من بعيد، والشيء الذي يمنع من قتله، هو طفلته.”
“لذلك قبل أن يسحب المسدس من رأسه، قبضت عليه الشرطة؛ وقاموا بإدخاله السجن؛ بسجن مؤبد. ولكن تم قتله في السجن خلال دخوله في الساعات الأولى. بطريقة غريبة.”
“يا سيادتك أن قتلك يشبه إلى حدًا ما الخاندرو؛ ولكنك مجرد كلب أو قد ظلمت الكلب في ذلك.”
حين أنهى ثيراكسايمل كلامه، تحدث شخصًا من خلفة، كان في نبرته العجز والثقل؛ ولكن كان هناك الرد والصفع في كلامه:
“يتحدث الخنزير كما لو كان أفضل منهم، أنتَ تضع رأسك في الفضلات وهم كذلك، وهل يوجد فرق بين الذي يحشر نفسه داخل الفضلات والذي يخلفها؟ لا يوجد أيها النازي.”
نظر ثيراكسايمل للخلف وهو في حيرة من أمره، نظر إلى عجوز ذو شعر أبيض يوجد بعض المناطق التي على رأسه لا يوجد فيها شعر، مع لحية خفيفة بيضاء، يرتدي زي فارس قديم مغروزة فيها السيوف والرماح. كان يتخذ السيف عصا يتكئا عليها.
يكمل العجوز كلامة، بصوت خفيف وهادئ ولكن يزمجر بصوت مرعب حين ينظر إلى ثيراكسايمل:
“هل تعرف لماذا أردت تحليل هذه القضية؟ لأنك تذكرت مجزرة البرج الأحمر، عزيزي صانع الدمى ما رأيك أن تترك الحكم لما هو أفضل بين يدي الملوك.”
كان ثيراكسايمل ينظر نحو العجوز، وهو لا يعرف ماذا يجيبُ، عجز لسانه أن يرد الكلام، في بعض الأحيان سكوت ليس خيارًا؛ ولكن اتخذ ثيراكسايمل هذا السكوت مرجعٍ له، لأنهُ مُذنب.
عيونه القرمزية تتحدث عن الخوف الذي يمر به، عاجزًا عن التعبير ما يدور في باله؛ وهل رأيت عظيمًا يشفق على حاله؟ هذا ثيراكسايمل المحقق الأحمق.
مهما غير المرء من حاله، واجتمع ان يدير فيما باله؛ لن ينسى الماضي المتنام في فم الجحيم. يريد الهروب من الجحيم. ولكن يأتي الجحيم راكضٍ له بكل هدوء مع ابتسامة عريضة تشرح ما يدور باله وحاله.
يأتي للأنسان بعض الأفكار الغريبة كالخوف الجنوني وعدم السيطرة على نفسه، وفي بعض الأحيان يفكر بالانتحار؛ ثيراكسايمل النازي ليس بشخصٍ جيد، ولا سيء. بل أحمق اتخذ من عبقريته مرجعٍ لجنونهِ العظيم.
كلما زاد ذكاء الانسان زاد معه جنونه. من قال هذه الجملة؟ ولمن أراد أن يقولها؟ وهل كل شخصًا ذكي مجنون؟ هذا صحيح.
فلسفة المجنون المزيف، هو أن تتعاطف معه.
“لماذا لا تتحدث هل عجز لسانك القذر عن الكلام؟ لماذا لم يعجز خنجرك عن طعن؟ محقق مغفل.”
نهض ثيراكسايمل بكل غضب عاصرٍ قبضته وأراد ضرب العجوز بكل قوة؛ ولكن اوقف العجوز قبضته ثيراكسايمل التي يعادل ثقلها 10,000 من الفيلة، فقط بغمده!
من ثم مشى من جانب ثيراكسايمل وهو ينظر لهُ بشفق كبيرة، كانت عيون ثيراكسايمل تشرح ما يدور في باله. لقد أدرك للحظة أنهُ حبة رز في كون المنكيورا.
“سوف أخبرك بشيء قبل رحيلي، هناك شخصان سوف تقابلهما قريبًا. أبشع المخلوقات في جميع العوالم المقدسة، لقد قاموا بأبادة جماعية. فقط من أجل منصب الخلود الأزلي، لذلك عليك المعرفة أين تسير يا صانع الدمى. السير على خطى القدماء ليس من شيم العظماء.” نظر له بطرف عينه اليمنى، ومن ثم انفتح المكان على شكل كيس هوائي. دخل الرجل العجوز إلى داخل، وعاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي.
كان ثيراكسايمل مشدود البال وهو يستمع إلى أقاويل هولاء المجانين، كل شخص فيهم يروي قصة عن مجزرة ما. جلس على أحد الكراسي، وقام بادخال اصابعة العشرة داخل عينيه بكل قوة وهو يصرخ بكل جنون. لقد زاد جنونه بسبب الأمور التي تظهر له من جميع الجوانب.
حتى عديم القلب،إذا اشتدت عليه الأمور. يصبح مجنونًا فوق جنونه السائد. كان يصرخ بصوت عالٍ وجدًا مرعب حتى أنهُ خرج بعض الدماء من فمه بسبب الصراخ، بعيدًا عن الدماء التي تسيل على خده كالشلال بسبب الطعن المستمر لها.
“هل أنا خائف؟ هل أنا ارتجف؟ هل سوف يجعلني هذا العالم من المجانين؟ هل سوف اصبح مجنونًا؟ هل سوف اجعل مجموعة من العاهرات يستطعون القضاء عليّ بسبب اساليبهم وطرقهم الغريبة والغبية؛ ما بال يدي ترتجف وكأن الصقيع يضربها من جميع الجوانب، أو هذا ليس الصقيع؛ بل هو الخوف.” تحدث بنبرة مكسورة الفؤاد، بدا هذا عديم القلب، لديه مخاوف. وهذه المخاوف تسير عليه من جميع الجوانب، كما تسير الدودة على اغصان الاشجار.
وقف ثيراكسايمل وهو يضع اصابعه العشرة داخل عينيه، كان يبدو وكأنهُ لوحة فنية تجسد معنى الخوف، وعدم النظر إلى جانب المشرق؛ لأنهُ لا يوجد في الأساس.
أخرج ثيراكسايمل اصابعة العشرة من عينيه، وظهرت عيونه القرمزية المُخيفة، وتجمع الدماء الذي سقط من عيون ثيراكسايمل على الأرض نحو الجدار، وكون بعد مجهول يخرج منهُ برق أحمر، كان يضرب بكل قوة نحو قاعة المحكمة.
خطا ثيراكسايمل نحو البُعدَ الآخر بكل ثقة، ولكن الخوف يكسر ذلك الأمل الطفيف في أنهاء هذا الجحيم. دخل ثيراكسايمل إلى مكان غريب ومرعب. حين أنهُ كان واقف في المنتصف، وكان هناك رأس يطفو في الهواء مع ضحكة عريضة تصل إلى جبهة الرأس، تشير عيونه التي تخرج قرمزيًا نحو شيئًا ما، وكان الضباب القرمزي يحيطُ في كل مكان.
أقترب ثيراكسايمل من الرأس المرعب، ووجد أن الضوء الأحمر يشير إلى مكان ما غير معلوم في وسط هذا الضباب القرمزي. تحرك ثيراكسايمل بكل هدوء وهو ينظر من حوله، وكان الرأس يقوم بإتباع خطواته.
كان يسير لمدة 15 دقيقة كاملة من الهدوء والعزلة المرعبة، وخلال هذه لحظات كان يسمع صوت بكاء وصراخ أحد النساء بصوت عالٍ، حتى أن في بعض الأحيان يسقط من السماء التي يحجبها الضباب القرمزي دماء بشرية، حتى أن دقات قلب ثيراكسايمل بدأت بالتزايد بشكل مرعب.
طريق طويل من العزلة، هو الأختبار الأصح للجنون. الذي صنع هكذا عالم أو طريق يريد أن يختبر مدى جنون الشخص الذي سوف يحل عليه الأمر، ثيراكسايمل عديم الأنسانية، كان يرتجف كما لو كان يغطس في اعماق محيط ‘هودر’.
وبعد ٣٠ دقيقة، ظهرت مجموعة تزحف عكس سير ثيراكسايمل، والغريب أنها كانت تملك وجوه فقط فيها تعابير مخيفة. حيث كان الدم يسير على كل جزء منها، مع وجود عيون واسعة على طول الوجه بشكل كبير، كان تزحف على مؤخرة رأسها وهي تنظر إلى ثيراكسايمل.
كان ثيراكسايمل من الجنون، بدأ يبتسم بشكل غريب وكأنهُ ينظر إلى أشياء لا يجب عليه النظر إليها. حتى وصل إلى مكان مظلم. وقف ثيراكسايمل وهو مذهول، حتى ظهر في مكان غريب، يحتوي على مجموعة من الزنزانات، على الجهتين، وكأن هناك ضوء قرمزي يضيء في الأفق، وكان يشير إلى ذو الهرم وهو يطرق على رأسه بكل جنون، ويخرج من تحت الهرم دماء كثيفة وكأنها جديدة.
“يبدو أن هذا الطريق الذي كنت اسير فيه، ما هو إلا مجموعة من الاشياء التي يخاف منها العقل البشري، لذلك أنتَ تختبر الشخص من خلال هذه الاشياء إن كان جديرًا بـ لقائك أم لا. لا بأس يا رأس المثلث سوف أضع الهرم داخل أعماقك.” أشعل ثيراكسايمل سيجارة، وكان يدخنها بكل هدوء وهو ينظر إلى ذو الهرم، وتحدث بنبرة هادئ وكأنهُ ميت، ولكنهُ يسكن في جسد حي.