الفصل الكاذب

———-

المرآة العاكسة

———-

نطق ثيراكسايمل بنبرة مُظلمة، وكأنهُ لا يهتم للشخص الذي يقبعُ خلفة، بل كان ينظر نحو هذا الغامض:

"إذن، أنت هو الشخص الذي كان يتحدث عنه.”

فتح يديه بكل سرور، وهو يضحك بطريقة مستفزة:

"هذا صحيح، أنا هو الشخص الذي سوف يسلخك حيًا… أيها المحقق.”

"هل تشاهد هذا الشخص الذي قام كلبك الأليف بتفجير رأسه؟ لقد تكلم بنفس شيء، وعليك تمعن جيدًا في مصيرة.” اشار ثيراكسايمل نحو العالم النابغة الذي قُتل، وهو يتحدث بغرورٍ، وكبرياء عالٍ.

وضع اصابعة العشرة على وجهه، ومن ثم تحدث بنبرة خوف:

"هل سوف تجعل مصيري، نفس مصير العالم النابغة؟ يا إلهي أنا خائف جدًا.”

"أنا امزَح معك…. لستُ خائف من جرو ضالٍ مثلك، أيها المحقق.” قام بعكس نبرته من الخوف إلى صوت الخشن ذو الغموض.

اشار باصبعه نحو ذو الهرم، رفع مطرقته عاليًا وأراد شطر ثيراكسايمل، ولكن تجنبها بسرعة كبيرة. هجم ثيراكسايمل بكل قوة وضرب رأس ذو الهرم حتى جعله يهتز في مكانه من قوة الضربة.

ظهر الرجل الغامض من خلفة، وكان يريد أن يسدد ضربة قوية نحو رقبته، ولكن أمسك ثيراكسايمل يده وكسرها من ثم وضع راحة يده على صدرة، وسدد ضربة مزدوجة نحو صدرة… حتى اصطدم في الجدار.

كان ثيراكسايمل ينظر إلى ذو الهرم بعيون فارغة، مع ضحكة عريضة، امسك ذو الهرم مطرقته، وسدد ضربة ثقيلة نحو صدر ثيراكسايمل، مما جعله يصطدم بالارض مرتين من قوتها.

ولكن وضع ثيراكسايمل الخنجر بشكل مستوي على صدرة لتقليل الضرر المرعب من الضربة، ولكن رغم ذلك هُناك أصابت مُرعبة لحقت به من قوة الضربة. ومنها كسر الفك خاصته.

اصبح ذو الهرم يطرق على رأسه عدة مرات بكل قوة، وكان الدم يخرج من الخوذة كُلما ضرب بقوة شديدة. كان الرجل الغامض يشاهد من بعيد، وهو يمسك صدرة، الذي كان ينزف دمًا أسود.

أختفى بشكل مفاجأ كما لو ذاب كقطعة الثلج، وظهر من الدماء التي كانت تسيل على الأرض بالقرب من ذو الهرم.

تحدث بنبرة مُظلمة، وهو ينظر إلى صدرة الذي كان عبارة عن دوامة قد حدثت فيه:

"أيها لعين، ما مدى ثقل ضربتك حتى تقوم بأحدث شيء كهذا في صدري. لا يهم، سوف نلتقي فيما بعد… تذكر أسمِ جيدًا أيها المحقق 'كاسيوس'… أتمنى لك جحيمًا سعيدًا.“

ومن ثم ذابا بكل سرعة وأختفت بقع الدم، وكأنها لم توجد بتاتًا. جلس ثيراكسايمل على الأرض، وهو يمسك صدرة المكسور، والفك الذي دمرة ذو الهرم.

"رغم أني تعافيت إلا أن قوة الضربة لا زالت تأكل ملقاها في جسدي، إذن شخص جديد قد ظهر، نحتاج إلى الكثير، والكثير لقتل هكذا مُختل…. وأيضًا جميع من يسكن أو يعمل في المَصحة عبارة جنون يسير في بقاع الأرض. على ما يبدو هُناك الكثير أمامي.” تحدث بهدوء وهو ينظر إلى علبة السجارة، قام بتدخين واحده تلو الآخر لمدة ساعة كاملة.

رفع ثيراكسايمل رأسه نحو التمثال بالصدفة، وإلا يرى الأربعة وجوه وقف بشكل مستوي وهي تنظر إليه بطرق مُرعبة، ومخيفة ذات رموز غريبة، الأول يمتلك عصابة عين. والثاني يدخل اصابعة العشرة داخل رأسه. والثالث يدخل سيف قصير داخل أذنيه. والرابع واضع اصابعة العشرة داخل عينيه ومن ثم ينزلها بشكل مستوي نحو فمه.

تحدث التمثال بصوت مُرعب ذو أربعة طبقات تجسد الهيئات التي هم فيها الآن:

"قاتل الدمى، ما الذي جرى في حالك. وأتيت نحو عالمًا خاص بالجنون والرعب، عليك أن تكون حريصًا في الموافقة على بعض المُهمات.”

لم ينبس ببنت شفة بتاتًا، كان فقط ينظر ويستمع إليهم وهو يضع السيجارة التي يكسوها الدماء في فمه. أكمل التمثال ما كان يتحدث عنه:

"الكاذب، لقد سمعت هذه الكلمة طوال دخولك إلى هذه المصحة. هل هذا صحيح… يا قاتل الدمى ؟“

أجابة بكل هدوء، وكان يحاول أن يعصر قبضته بكل قوة، بسبب الرعب والتفكير بما فوق العقل البشري:

"نعم، لقد سمعت هذه كلمة طوال رحلتي داخل هذه المتاهة القذرة.”

ظهر لون أصفر يحيط بهم، ومن ثم أجابوا جميعًا على نفس الوتيرة:

"أجعلها تحفر جيدًا في عقلك البدائي، يحاول قدر ما كان أن تجعلها جزءً واحدًا منك… إذا نجحت في تحمل ما هو اقوى، سوف يكون الرعب جزءٍ من روتينك اليومي. سوف استعرض لك مشهد… يسمى بالمسرحية الكاذبة، هل تريد مشاهدتها، هل سوف يتحمل عقلك البدائي هذه الكم من المعلومات؟”

رمى ثيراكسايمل السيجارة على الأرض، وكانت هذه الأسئلة تردد عليه ولكن يختلف الشخص الذي سوف يلقي هذا السؤال. لقد كان ملىِلًا من هذه الأحجيات الغريبة والغير مفهومة. وكأنها شيفرات لقنبلة تستعد في أي لحظة لتدمير مدينة أو قارة ما.

'شخصًا آخر سوف يروي قصة عن شيئًا ما. لا بأس نحاول جمع الكثير من المعلومات التي سوف استفاد منها ليس في هذا العالم، وأنما في العوالم الآخر.’ تحدث مع ذاته المُنغمسة في التفكير العميق، مع الأجابات التي تكاد تكون واقعية مع سياق وجود القرمزين، والغوامض.

“اطلعني على هذه المشهد…. يا ذو الأربعة وجوه.”

“في زمان… ومكان غير معلوم، كان الكيان الغامض اكتيوس جالس على عرش مصنوع من الدماء المُتحرك عكس عقارب الساعة، في غرفة عملاقة، وكبيرة جدًا. يستند العرش على كومة من الجثث الكثيرة، وهي جثث العظماء، والقدماء. كان أكتيوس سفاحًا بما يشاء المرء أن يطلق عليه لقبًا. كان يقتل بطريقة بشعة وغريبة جدًا. حيث يقوم في بداية كل قتال بقطع لسان الشخص، ومن ثم تقطيع جسده إلى نصفين. ومن ثم استخراج احشائه و انتزاع قلبه، ومن ثم تفجير رأسه بواسطة مُسدس منقوش عليه عبارة ‘مورتفوبيكوس ’ …”

“لم يستطيع أي شخص إن يقتله، لذلك خطرت فكرة عظيمة في باله، وهي تعذيب وقتل نفسه… كما يقوم بقتل أعداءه. يريد تجربة شعور الخسارة والموت إثناء المعركة، لقد ضجر من الأنتصارات المتكررة. كان يحاول أن يخفض طاقته بنسبة كبيرة، ولكن لا فائدة بمحاولته لتجربة ذلك الشعور المُشين.“

“ذهب إلى مكان، حيث القتل و الغدر شيء أعتيادي في هذا العالم…

كان هذا العالم أو عصر هو هايديس، المجنون من يذهب إلى هناك، ولكن الذكي من يستطيع الرجوع دون مقابلة ذو أجنحة الشيطان… أتجه اكتيوس إلى بوابة عملاقة… كانت كبيرة جدًا يبلغ طولها 1000 متر، يوجد على بوابة ثلاثة خطوط مُعاكسة للخطوط الأولية بشكل منفصل. كانت هذه الخطوط تحمل عباراتٍ، وبعضًا من الحوارات الغريبة… منها:

‘لا تطرق بابًا ما لم تعرف من هو ملكة.’

‘الجميع غير مُرحب به، إلا قاتل طفل السيرفنيوس كراون، نركع له.’

‘في هكذا عصر… فقط الأحمق من يصدق الكاذب.”

…”

“فُتح الباب تلقائيًا من عندما رآى القديس القديم قد حضر إلية. داخل اكتيوس إلى المنطقة الحمراء.. والسبب في تسميت المنطقة بالحمراء… بسبب أن الجو المُحيط به عبارة دماء وقتل فقط. دخل إلى ساحة كبيرة، يوجد فيها السيوف والأرمح قد نغزت الأرض ودخلت إلى باطنها، وكان فوقها جثث مُقطع، بتعابيرٍ تشير إلى الخوفِ والموت.”

“تقدم إلى الأمام ووجد شخصًا جالس على عرش مُحطم يخرج منهُ موجة صفراء وحمراء. كان هذا الغامض يملك شعر اسود طويل ياخذه هبوب الرياح الأحمر… مع عيون فارغة سوداء يستطيع الندم والظلم أن يتسلل عبارها. وابتسامة سوداء عريضة جدًا ومخيفة يسيل دم منها كالعاب. تحدث القديس اكتيوس وهو ينظر إلى تلك العيون الفارغة قائلًا له:

‘اطعني كما تطعن الدجاجة. قطع كل جزء في طرفي كما تقطع القردة. اسلخني حيًا كما تسلخ البقرة. اجعلني اتمنى الموت كما تفعل بأعداءك. أريد ان اشعر بما يشعر الضعيف الخاسر.’

“لم ينبس ببنت شفة الغامض أبدًا. وقام بتنفيذ آمر اكتيوس، وقطع يديه، ومن ثم سلخ حيًا. ومن ثم قطع قدمية. ومن ثم شق فمة. وقام بتفجير رأسه. واخراج امعاء من بطنه ومن ثم يأكلها أمامة… في تلك الحالة الغريب كان اكتيوس يتردد على ذاته قولًا فيه بصيرة عميق إلى مدى سذاجة بعضهم. كان هذا الآمر فقط لتجربة الموت قبل التعذيب، والموت بعده. وحين كان الغامض يأكل قلبة وكبدة، تحدث اكتيوس بنبرة غامضة مع شعور بالقوة قائلًا:

‘إذًا هكذا يشعر الضعيف، أن لم تكون قويًا لا تتعب نفسك في كتابة النصوص الهزلية.’

….”

“وعند أنتهاء هذه المسرحية وما فيها من اساليب غريبة. قطع الغامض يديه، وركع تحت قدمِ اكتيوس… وكأنهُ نوع من الأعتذار، ويديه هي الحل الأمثل لقبول آسف هذا الغامض المغلوب في هكذا عزلة… الآمر وما فيه يا قاتل الدمى، سوف يصل إلى المرء إلى جنون يجعله فقط يتمنى الموت الذي سوف يرتاح فيه من ألم هذه الحياة المرعبة، مهما كنت قويًا.”

كان ثيراكسايمل فقط يستمع ويشاهد هذا المشهد الغريب والمرعب، لم يتصور بتاتًا وجود هكذا اشخاص مجانين في هذه العوالم. بقيه واقفًا يستمع فقط إلى كلام التمثال ذو أربعة وجوه بعيون مُظلمة وهادئ، لم يحرك جزء من فمة حتى. ولكن قطع التمثال ذو أربعة وجوه هذا الهدوء المريب بجملة قائلًا فيها:

“الآن، يا قاتل الدمى…. لديك رحلة طويلة فيها الأنتصار والندم، حاول قتل الندم قبل التفكير بالأنتصار…. والآن نلتقي لاحقًا.”

اهتز المكان بقوة شديدة، مصحوب بغيوم سوداء ممُزقة مع أمطار ثقيلة جدًا. ظهر ثيراكسايمل في مكان كل شيء فيه مقلوب رأسًا على عقب، حيث كان الجدار هو الأرضية. والأرضية هي الجدار. وتوجد مرآة تعكس كل شيء. أي أن المكان عبارة عن مرآة كبيرة تعكس ما يظهر أمامها.

كان ثيراكسايمل مُتفاجًأ من هذا المنظر الغريب الذي هو فيه. بدأ يلامس المرآة بكل حذر وهو ينظر من حوله. حتّى لمس كتفة شخصًا، ألتف ثيراكسايمل ليرى من الذي لمسة… وجود شخص رأسه بشري ويملك أرجل تشبة العنكبوت، مع عيون تشبة الذُبابة… ويحمل ثلاثة سيوف على ظهرة.

“هههههه! هذا الذي ينقصنا الآن، مسخ جديد ظهر في الساحة… والشيء السخيف أنهُ لن انظر لك من جهة واحد فقط، بل من عنده جهات.” ضحك ثيراكسايمل عندما رآى هذا المسخ الغريب الذي أمامة.

“سسسس، سوف تضحك الآن، ولكن عندما ترى الموت بعينك سوف تقبل قدمي من أجل إن اعفو عن حياتك. سسسس.” تحدث بصوت يشبة الأفعى مع طنين النحلة بشكل غريب ومقزز.

عصر قبضته بكل قوة، وهو ينظر إلى هذا المسخ الغريب مُتحدثًا بهدوء مُظلم:

“لقد رأيت ما يكفي هنا… ما أنتَ إلا حشرة تسير في طريقي.”

2024/09/25 · 19 مشاهدة · 1501 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025