46 - كنائس تشرنوبيل المُعلقة

الفصل/ الرعب الكوني

كنائس تشرنوبيل المُعلقة

———————

ركع كل من راس الهرم… وشخص آخر شعرة أصفر طويل، ويضع عصابة عين، ويخرج من تحت العصابة بعض الدماء، ويرتدي رداء طويل مع قميص تحته فيه بعض الخدوش… وكان هناك شيء أحمر متصل بيده، وهو سيف قرمزي. وعلى جانب ألفا ‘أركون عدن’. فتاة بشرتها سمراء، مع عيون بيضاء كبياض القمر وكانت فيها بعض الخدوش، ولديها شعر ابيض طويل.. كانت ملامحها رائعة للغاية…. جميلة جدًا… ترتدي رداء اسود طويل مع قميص متصل مع البنطلون بالون الازرق الغامق.

ثلاثة ركعوا لـ نيوفيليت. ولكن ركعوا على الجهة اليسرى منه، تفاجأ نيوفيليت قليلًا من هذا الأمر.

‘لا أفهم سبب الركوع، ولكن أليس الركوع بإتجاهي هو الأصح. ولكن لماذا على الجهة اليسرى مني!” أبدا نيوفيليت استغرابه على هذا الأمر، وكان يتساءل على سبب الركوع إلى الجهة اليسرى عكس. عكس الجهة التي هو يقبع فيها.

نهض الثلاثي وبدأ بالنظر نحو نيوفيليت، ولكن ليس نحوه بالضبط، بل إلى الجهة اليسرة. فتحت عيون أركون التي كانت مكونة من ٩ عيون قرمزية تنظر نحو نيوفيليت. وكل عين لها نظرة مختلفة نحوه.

الاولى الحزن، الثانية الشفقة، الثالثة الغضب، الرابعة السعادة، الخامسة نية القتل وتعطش مرعب للدم، السادسة الخطيئة، السابعة العقاب، الثامنة الموت، والتاسعة تنظر نحو الجهة اليسرة منه.

كان نيوفيليت إلى حد هذه لحظة لا يعرف ماذا يجري من حوله، والعديد من تساؤلات التي تسير داخل رأسة قائلًا:

‘لماذا جميعهم ينظرون الى يساري، وأيضًا من هولاء ولماذا يقبع خلفهم فجوة سوداء تسيل دمًا. ولماذا النافذة تظهر وكأنها تبكي دمًا. وكأنها تشرح اجواء الغرفة التي أنا فيها الآن.”

رفع أركون عدن اصابعة الخمسة أمام وجه نيوفيليت قائلًا بصوت غريب المصدر وكأن النطق فيه بعض الشدود الذهني، حيث لا يعلم المرء هل هو يسمع صوت أو لا:

“في بداية أنا ادعى ‘ذا ألفا أند ذا أوميغا’ ولتبسيط الأمر أنا هو أركون عدن، سيد نيوفيليت.”

تفاجأ نيوفيليت، وكانت عيونه تتوسع شيئًا فشيئًا… ليست لصدمة تعريف هذا الشخص، ولكن بسبب الكذب الذي حدث له منذو دخوله هذا العالم الغريب أو المصحة. قطع أركون عدن حبل أفكار نيوفيليت التي كانت غير مرتبة قائلًا:

“أعرف ماذا تفكر؛ ما النقيب غرايستون إلا تابع مخلص لي، وهو دبر كل شيء من مثلث القتل إلى وصولك عندي. لقد سمعت بعض الكلمات مثل الكاذب أو شيء من هذا القبيل في رحلتك الطويلة. نعم، الكاذب ليس غرايستون بل أنا… لقد استطعت أن اضحك عليك واقوم بسحبك نحو الجحيم الذي صنعته بيدي… الجحيم المعكوس.”

“قتل سيلاس، قتل غرايغوري، والأبادة التي حدثت في الملهى الروسي. ما هي إلا وهم صنعته بيدي، وهولاء الذي قتلتهم هم مجرمين يتعذبون في اعماق الجحيم وانت كنت تقوم بتعذيبهم بخنجرك الذي قتل ‘٦٦٦’ شخص. والغريب أن العدد يزداد ورقم متوقف.”

في بعض الأحيان المرء لا يستطيع التكلم او التعبير عن ما بداخله؛ وهذا حال نيوفيليت. لا يعرف ماذا يقول أو يرد. لقد كان مجرد فأر تجارب… يسير في نفس المربع ويعلم ان المخرج الوحيد هو الموت.

“إذن انت تعاقب المجرمين؟ ولكنك لا تعاقب عظيمًا؟” تحدث نيوفيليت بنبرة خوف بسبب حضور اركون عدن المرعب.

“هذا صحيح نيوفيليت، انا صنعت كوكبًا اجعل المجرم يتوهم أنهُ يسير في عالمه الحقيقي، ولكنه يتعذب في اعماق الجحيم المعكوس ولا يعرف الأمر حتى يموت لـ ١٠٠ مرة… رغم ذلك أنتَ تملك اعداد قتل مرعبة ما بين المجرمين، الوحوش، كوشسن، هوالندر، وبشر… ولكن أن اضع عظيمًا في كوكب كهذا؟ لا استطيع، انت تحتاج الى مجرة لوحدك فقط سيد نيوفيليت” أجابة بـ نبرة القيصر والامبراطور وكأنهُ لا يخاف ماذا كان واقف امامه قديم او عظيم.

“لقد فعلت كل ذلك فقط من أجل تريني قوتك؟ شيء غريب، ولكن الرايخ الصفر والمحامي هل هولاء من صنعك أيضًا.“ تحدث بسرعة كبيرة مع صوت متعب جدًا بسبب الضغوطات الكبيرة التي حدثت له داخل هذا الكوكب.

“الاجابة على القسم الاول من سؤالك؛ وهي صحيحة فقط من أجل أن اريك قوتي وجزء من دمك هو في الاصل دمِ. وبالنسبة لـ الرايخ الصفر، والمحامي. هولاء قدماء لهم القدرة على أن يكونا في أي مكان. وأيضًا يبدو أنهم احبوا لقاءك.” بصورة مشفرة لم يفهم نيوفيليت جملة واحد من بين جميع الجمل التي قالها الالفا.

وهي كلمة ‘دمك في الاصل دمِ’ لم يفهم هذه الكلمة او لم يسمعها بشكل جيد.

‘هناك كلمة اصبحت مشفرة! لم افهم المغزى منها. هل هناك سبب لحجب هذه الكلمة؟' كان نيوفيليت يتساءل حول هذه الكلمة ولكن قطع الالفا حبل افكاره:

“يبدو قولي لتلك الكلمة لم تعجب الكاتب ‘لحظة صمت قصيرة’. يبدو أنهُ ليس الوقت المناسب لقول هذه الكلمة لك سيد نيوفيليت” بوتيرة غريبة تحدث الالفا بصوت فيه تساءل نحو نيوفيليت المتسائل.

“يبدو أنك يا سيد اركون عدن تعرف ما يجول داخل قطعة لحم التي تدور داخل رأسي، وأيضًا تعرف عني ما لا اعرف عن نفسي.” بابتسامة خفيفة تحدث نيوفيليت نحو اركون عدن بصوتٍ خافت وهادئ.

“هاهاها… الحوار معك جميل سيد نيوفيليت ولكن الوقت قصير، هل هناك سؤال تريد مني الأجابة عنه؟” بصوت مشوش تحدث اركون عدن مع اغلاق جميع عيونه وفتحها بشكل متفرق.

“شيئان فقط، أريد أن اعرف لماذا تنظرون إلى الجهة اليسرى مني. وأيضًا أريد أن اعرف قصة ذو الرأس الهرمي.” رفع نيوفيليت اصبعين فقط وهو ينظر نحو اركون عدن بنظرات متعبة ولكنهُ يريد ان يعرف ما الجحيم الذي يمر فيه.

“الجواب على سؤالك الأول… ليس من الأشياء التي استطيع الإجابة عنها، ولكن يجب عليك أختيار الشخص المناسب ليجيبك على هذا السؤال. وأما بالنسبة إلى قصة ذو الرأس الهرمي… فإنها من القصص التي طورت الجحيم المعكوس وجعلت منه شيء لا يقهر… المعاقب صاحب الـ ١٤ سكين. لا بأس سوف أخبرك بالقصة. ولكن العالم سوف يتحدث لك عنها.”

“ولكن هذا طلبك سوف يكلفك شيئًا.” أنهى اركون عدن كلامة بابتسامة خفيفة ومن ثم تغير كل شيء في العالم من ناحية الجحيم القرمزي… حتى ظهر في لندن… التي كانت مدمرة بسبب الحرب الثالثة بين قوات التحالف، وقوات الهول ديرايخ.

لندن في الخط الزمني الآخر… حيث كان برج الساعة الأشهر 'بن بانغ' مدمر وساقط في نهر التايمز… كانت المياه عبارة عن دماء بسبب الأعدمات التي حصلت بحق الجيش الانجليزي والمدنيين.

بسبب المعركة القوية والأنفجارات النووية أدى ذلك إلى صنع فجوة عملاقة في وسط الارض بالقرب من تشرنوبيل. وبسبب هذا الشيء دُمرت جميع التطورات والتكنولوجيا التي وصل لها الانسان على مدار تلك القرون.

حتى رجعوا جميع من في الارض والمجرة إلى عهد… يسمى بالكتب الالمانية ‘ العهد الميت’. وكانوا فقط النبلاء والنخبة الكبيرة الذين يملكون بيوت وأكل يجعلهم يعيشون هذه المجزرة بسلاسة.

أم الفقراء… فقد كانت الكنائس هي الوسيلة المهمة لهم للعيش، والأكل. وكانوا يعملون على تعمير جميع الكنائس في لندن وعدم انشاء البيوت للطبقة الأدنى.

وكان هذا الأمر فيه مصلحة شخصية. والمسؤول عن هذا الاقتراح هو المهندس النازي!

المصلحة…. هو من اجل اجراء بعض التجارب على الاطفال وكبار السن…. كانت تجارب مروعة ومقرفة… وكان يتخذ المدراء في الكنائس حراس من الحرب العالمية الثالثة من اجل حراسات عدة مداخل.

وتتوزع على ثلاثة مداخل فقط…. الباب الاول: وهو الباب الرئيسي الذي يقود إلى الكنيسة، شيء اعتيادي جدًا. الباب الثاني: هو الذي يقود إلى تحت الأرض… إذا كنت تريد الوصول إلى باب ثاني يجب عليك الذهاب إلى الطابق الثاني… ومن ثم نزول بالمصعد، الذي صنع على طراز الروماني… ومن ثم تظهر لك ثلاثة ابواب متصلة بخيط سميك جدًا يفتح بأمر من الحارس الثاني للبوابة.

أما المدخل الثالث… فهو المدخل الرئيسي إلى الواجهة الحقيقة للكون الغير مرئي… وهو كنائس تشرنوبيل المعلقة… كانت جميع الكنائس التي قد بنيت، جميعها متصلة بـ كنائس تشرنوبيل المعلقة. وهو المكان الذي يحدث فيه اسوء التجارب والتي لن تتصور مدى بشاعتها وقذارتها.

وجميع هذه الأمور صنعت بيد شخص واحد وهو المسؤول الرئيسي عن هذه التركيبة الغريبة التي يدخل إلى مجرد بناية ولكن في الأصل أنها قلعة كبيرة من الأسرار. وهو ‘هوليلـام شيلنغير’ وهو من عائلة المانية أتخذت انجلترا مسقط تجاري ممتاز بعد الدمار الكبير الذي حصل لها خلال الحرب العالمية الثالثة.

من هذه المجازر والمصائب الكبيرة… كان هناك شخص يدعى ‘ويليام ليونادم’ وهو جندي سابق في الحرب العالمية الثالثة. شعرة أصفر كالشمس، مع عيون خضراء كأوراق الشجر… قطعت قدمة بسبب أنفجار ديرايخ. رغم كونه بعيدًا، ولكن قوة الأنفجار حملت معها طاحونة عملاقة ادت إلى قطع قدم ويليام.

كان ويليام يتيم، لا أم أو أب، وأخية الوحيد الذي يكبرة ١٥ سنة قد توفى…. وسبب الوفاة هو القتل. كان أخ ويليام هو النور الذي أختفى من عيون ويليام وأصبح لا يرى سعادة بتاتًا.

حتى أنهُ أصيب بالاكتئاب وبعضٍ من الأمراض كـ انفصام الشخصية، وفي بعض الأحيان يشعر بالذنب على شيء هو لم يفعلة بتاتًا.

حصل على وظيفة حارس في أحد الكنائس في لندن. ولكنهُ لم يكن حارسًا عاديًا. بل كان يحرس المدخل الثالث!

رغم كون المكان مهم ولا يجب على اي شخص الوصول إلية، كيف يضعون شخصًا قطعت قدمة وفيه بعض الاضطرابات النفسية لحراسة هكذا مدخل مهم!

جواب بكل بساطة وهو أنه طوال تلك سنتين من تأسيس هذه الكنائس لم يعرف أي أحد عن وجود هكذا بوابات بتاتًا… حتى إختفاء الاطفال كان مجرد شيء عادي. الناس لم تكن تهتم لأبناءها حتى.

كان ويليام لا يعرف ماذا يحرس أبدًا، فقط قالوا له:

“أحرس هذا المكان جيدًا، حتى تستعيد أخاك”

عندما سمع ويليام كلمة ‘اخ’ لقد رجع النور الذي أنطفأ منذو أمدًا طويل.

استغرق في هذه المهمة حوالي أربع سنوات… وهو كان ينتظر آملًا مزيفٍ قد يظهر له.

“يتلاعب المجنون بالعاقل، ويظن العاقل أن المجنون على حق”

كتب هذه الجملة وهو الفيلسوف الالماني شنخادير شوناسته في وصف أن المجنون هو الذي يتلاعب بالعاقل.

المجنون هو مؤسس كنائس تشرنوبيل المعلقة، والعاقل هو ويليام. “تأمل فيها جيدًا”.

في يوم من الأيام وصلة مجموعة من النخبة المكونين من خمسة أشخاص. وهولاء هم الرؤساء الأساسيين للكنائس المجهولة.

وكان في مقدمتهم صانع أو المفكر الذي أخترع هذه الكنائس 'هوليلـام شيلنغير'.

وقف ويليام أحترامًا للرؤساء، ليس بالعكازة أو أنهُ أستعمل جدار كوسيلة لـ يتكئ عليها، وأنما ضل واقفٍ على قدمًا واحده.

بسبب أن رؤساء يعتبرون استخدام العكازه كوسيلة للنهوض لهم، هي عدم الأحترام.

كان الرؤساء ينظرون إلى ويليام بنظرات غريبة، وكانت هذه النظرات فيها شر مرعب.

أمسك هولياـام كتف ويليام مع ابتسامة غريبة ومقلقة جدًا. تحدث له بنبرة هادئ قائلًا له:

"كيف حالك اليوم سيد ويليام هل هناك شيء تحتاجه او تريده؟”

نظرة ويليام بنظرات حزينه نحو هوليلـام، مع صوت متعب ومرهق من كثر التفكير والضغط المتواصل نحوه قائلًا:

"أجمع فُتات نفسي كل يوم، حتى لا أموت في اليوم التالي، وأنا لم أرى عضيدي.”

كلمات شعرية غريبة من ويليام، ولكن تعبر عن طول الانتظار. الذي ينتظر فيه أخيه للرجوع إليه.

نظر هوليلـام إلى الرؤساء الأربعة، وأشار بيده اليمنى نحو شيء غريب وغير معروف… رفع أصبعين، ومن ثم جعل الأصبعين تشبه إلى حدًا المقص.

"لا بأس يا ويليام سوف يرجع إخيك لا محالة صدقني، ولكن في البداية لماذا لا تتدخل معي عبر المدخل الذي تحرسه” مع ابتسامة حقيرة تحدث هوليلـام بالأكاذيب وهو يتلاعب بـ ويليام بطرق غريبة وكأنهُ يشير إلى شيئًا مجهول.

"حقًا؟ لم أفكر مطلقًا بالدخول عبر ذلك المدخل. ولكن شكرًا لك سيد هوليلـام، أريد البقاء هنا وحراسة تراثك هو أفضل شيء استطيع فعلة.” بصوتًا متعب وجراح متفككة عبر العاقل عن ما يدور في عقلة. ولكن المجنون لم يعجبه كلامة أبدًا.

"لا بأس، ولكن سوف أترك باب مفتوحًا إذا احببت الدخول لعالمي الخاص.” تحدث وهو يعصر قضبته بكل قوة، وكأن الغضب يسيطر على كل دائر داخل خلاياه.

مع ابتسامة بريئه اجابة الجميل المعاق ويليام:

"حسنًا، ولكن كما أخبرتك أني افضل الجلوس هنا”

دخل الرؤساء إلى داخل المدخل، وكان الضغط الذي يخرج منها مرعب جدًا. لدرجة أن رائحة القتل يستطيع الشخص الإحساس بها من عدة أمتار.

وهو يقراء الصحيفة كان ويليام لديه فضول كبير لمعرفة ماذا يوجد خلف ذلك المدخل. نهض من على كرسية وأخذ العكازات ودخل عبر البوابة.

رفع راسه نحو الأعلى، ونظر نحو تجسيد هذا العالم الغريب، تشرنوبيل والمفاعلات النووية جميعها معلقة في السماء، البحر الروسي الذي يملؤه الكثير من الدماء والمفاعلات النووية. مع وجود أجسام معلقة غريبة، وتساقط أمطار قرمزية غريبة.

وهو ينظر إلى جمال هذا العالم، سقطت عينيه على شجرة مقلوبة رأسًا على عقب، كان الرؤساء مجتمعين عندها.

ذهب نحو شجرة بسبب الفضول الذي يسير في جميع عروق البشر. الفضول الذي يجعل شخص يسير نحو الهاوية.

وقف عند شجرة، رفع راسه نحوها، ومن الصدمة توسعت عيناه من المنظر الذي رآها، وهو وجود ثلاثة عشر طفلًا مُعلقٍ على شجرة بدون رؤوس.

نظر هوليلـام إلى ويليام بنظراتٍ غريبة وكأنها تخفي ظلمًا مظلمًا. أمسك هوليلـام يد ويليام ووضع فيها سيف قصير وحاد جدًا.

"أقتل هذا الطفل، وسوف ترى أخاك.” كانت الابتسامة الشيطانية تعلو وجهه القذر

"أقتله، وسوف ترى الذي ذهب من عيناك.” تغيرت الابتسامة إلى أصرارًا شديد

"اقتل هذا اليتيم الآن، ويليام!” مع صرخة حادة، وكلامٍ يحوي بالتلاعب النفسي

"شق نحرة لأبن العاهرة لترى أخاك، ويليام.” تحولت عيونه لسواد كامل مغطى بالقرمزي وكانت عيونه تتحرك فيها ساعة بيغ بن، مع أصدار صوت يجعل شخص يرتجف بسبب نية القتل الذي تجعل الشخص يرتعش.

خلال هذه الحوارات الثالثة مع تغير نبرة هوليلـام في كل نبرة، كان ويليام يبكي دمًا بغزارة شديدة، وكأنهُ يُخير بين أن يقتل روحًا من اجل استعادة الأخرى. هذا الخير كان يجعل ذاته وكيانه يرتجف. بسبب هذه النبرات التي يتحدث بها هوليلـام، كانت تجعل من ويليام يستعد ذاته القديمة، وكأنه عقله الغير مكتمل من خلال هذه النبرات، كان ينمو من جديد.

أحس أحد الأعضاء بهذا الشيء، مما أدى إلى أمساكة ليد ويليام، وقطع رأس الطفل. وأصبحوا ١٤ طفلًا.

رمى هذا الشخص ويليام على الأرض، وتحدث معه بنبرة هادئ، قائلًا له:

" كانت الفرصة بيدك، ولكنك قمت بإضاعتها. هذه السنوات جميعها، الـ الأربع سنوات التي كنت تعمل فيها كالخنزير، أضاعتها من أجل طفل لا ترى هل هو أبن زنى أو طفلًا سفاح. 'ويليام ليونادم' أنت مطرود من تشرنوبيل. وأن أخرجت كلمةٍ واحده عن رؤيتك لهذا المكان، سوف تُقطع كالكلب.”

وفي لحظة الصدمة التي تعلو وجهه، تقدم أحد الرؤساء، وأشعل نارًا عملاقة أدخلت ويليام في عالمًا غريب، حتى ظهر في بيته.

كان بيته عبارة عن غرفة واحد ضيقة للغاية. مع وجود مطبخ قذر، وحمام، وصالة شبة مدمرة.

نهض على قدمًا واحد وبدأ بضرب رأسه بكل قوة على حائط، وهو يصرخ كل مجنون، ويقول ذات الكلمة مرارًا وتكرارًا:

"أنا السبب، أنا السبب، أنا السبب.”

"لن أراك مرةً أخرى يا أخي.”

وهو يضرب رأسه بكل قوة، أمسك شخصًا ما رأس ويليام من خلف. تفاجئ ويليام من الأمر، ونظر للخلف. ورآى فقط عين هرمية لجزء من ثانية ومن ثم ضرب رأسه بكل قوة على الحائط.

وبعد ٩ ساعات متقدمة أو قبلها أو فيما بينهما؟ لا نعرف ما توقيت لأن الجحيم لا يمكن توقعه بتاتًا.

نهض ويليام من على الأرض التي كانت تحتضن رأسه الذي يسيل دمًا.

أمسك رأسه وهو في لحظة صدمة غريبة من الضربة والعين الهرمية التي لاحظها، ومن هيئة المكان المرعبة.

كان بيت ويليام عبارة عن سجن حديدي، وظلام غامق مرعب وشديد الرعب يجعل ذات ترتجف بشكل مخيف، وتساقط المطر القرمزي من الغرفة بطريقة غير معروفة وتسبب القلق. حتى أنهُ لا يوجد سقف ليسقط منه قطرات المطر القرمزية.

كان هناك أصوات بكاء مرعبة لأطفال يسمعها ويليام، مع صراخ حاد جدًا يجعل المرء يصاب بنوبة قلبية بسبب هذا الجنون.

نهض ويليام بواسطة عكازته التي هي الوسيلة الوحيده التي تساعده في هذا العالم.

كان ويليام يرتجف بشكل مرعب من الأمر، حتى سقطت عينيه على ورقة كانت على المنضدة، تقدم نحوها وأمسكها وهو يرتجف، والقطرات القرمزية التي تضرب يده، وهو يحاول قراءتها؛ صرخت الورقة بشكل مرعب نحوه مما جعله يسقط على الأرض. صارخة بجملة واحده:

“مرحبًا بك في الجحيم، أيها السفاح.”

2025/03/03 · 12 مشاهدة · 2401 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025