الرعب الكوني
————-
الجحيم المعكوس
—————
“مرحبًا بك في الجحيم الأبدي، أيها السفاح.” من قوة صراخ الورقة، أحس ويليام أن طبلة اذنيه سوف تنفجر من الموجة المرعبة التي خلفتها.
أمسك ويليام قلبة وهو يبكي، كان شديد التعب منهك التفكير كثير العذاب. وهو في هذه الحالة؛ عقلة البدائي كان يفكر بـ اشياء فوق الكون المادي:
“أني خائف يا أخي، أين انت بحق الله لتخبرني أن وضع على ما يرام! ماهذا الجنون الذي انا فيه”
وهو يمسح بدموعه لاحظ أن دموعة قرمزية… هنا صرخ بأقوى ما لديه…
“ما هذه الدماء، هل أنا ابكي دمًا؟” كان يكرر تلك العبرة بصوتٍ مرتجف ومقلق جدًا. رغم كونه بكا سابقًا عند كنائس تشرنوبيل؟
حتى طرق أحد المجهولين باب الغرفة بشكل هادئ..
طرق… طرق… طرق… طرق
“أفتح أيها لعين…. ألم تسمع أني أطرقه، ذو الرجل المبتورة.” كان صوت مشوش ويشبه موت الانسان في لحظات الاخيرة مع نبرة حادة وقوية جدًا.
تراجع ويليام للخلف وهو يرتجف بشكل مرعب، حتى نسى آمر بكاء عيونه دمًا. أخذ عكازته وهو يتخذها كسلاح، حتى اذا دخل المجهول سوف يهجم عليه بها.
استمر الطرق لمدة دقيقة، حتى قال المجهول جملة واحده بصوت غير معروف:
“يبدو أن الموت لا يريدك في هذه المنطقة.” بعد انتهاء هذه العبارة زلزل المكان بشكل مرعب، حتى أن ويليام بدأ يرتطم بالحائط من قوة الهزة والتي كانت بمعدل يفوق المستوى الطبيعي. أصيب بجروح بسيطة رغم الاهتزاز القوي. أصيب بخدش في الجبهة وجرح على يده اليمنى. وهناك جرح طفيف على أصبع سبابة.
ولكن الشيء الغريب، الغرفة التي كان فيها ويليام لم يحدث فيها حتى شق واحد.
أمسك ويليام عكازته ونهض من على الأرض، وهو يمسح الدماء من على جسده وملابسه، تحدث مع نفسه التي تجادله في كل رأي بصوتٍ ينتفض عبر ازقة الجدران:
‘يبدو أن علي الخروج من هذه الغرفة. ولكني خائف جدًا من الخروج. خائف لدرجة أني أريد قتل نفسي الآن. ولكن لماذا لا أجرب الأمر؟’ وهو يتحدث مع نفسه، قاطعة صوت مألوف لهُ جدًا جعله يعيد التفكير في كل حساباته.
“هل تريد الموت، وأنتَ لم تحاول حتى العثور علي؟” كان صوت هادئ مع نبرة جميلة.
ابتسم ويليام وبدا ينظر من حوله كالمجنون ويضع أذنية على جدران الغرفة؛ لآن هذا الصوت. هو صوت أخيه.
“هل هذا صوتك يا أزرق العينيين؟ أين انت يا أخي؟ أرجوك اجبني يا عضيدي.” كان سعيدًا بسماع صوت أخيه الذي لم يسمعه منذو مدة طويلة، وكانت المشاعر متضارب لديه.
"الأنتحار وعدم المخاطرة هي من سمات الجبناء، هل تريد التخلي عني؟ هل تريد التخلي عن من قتلني وتكف عن العثور علي، لم اتوقعها منك ويليام.” كان صوت الحزن واضح على أخ ويليام. وعندما سمع ويليام تلك الكلمات جلس على الاريكة وهو يبكي بحرقة شديدة.
وبدموعًا منهمرة كان يحدث نفسه المتعبة. وهو يعاتب نفسه التي تجادله في اي شيء قائلًا:
'التنفس أصبح صعبًا جدًا، والدموع تسيل دون توقف. سماع صوت أخي بعتابٍ يجعلني مجرد نكرة أحاول الاستسلام. وتوقف عن سعي نحو الطريق الذي عهدته لنفسي من أجل رجوع أخي.”
“شوش، شوش، شوش” كان أخ ويليام يتحدث ولكن كان الصوت فيه بعض تشويش. كان ويليام في حالة أستغراب شديد من حالة تشويش هذه، وكان يريد سماع صوت أخيه وتحدث معه لفترة اطول.
“لا استطيع سماعك جيدًا اخي، صوتك اصبح غير واضح البته” كان ويليام شديد الحزن لآن صوت اخيه اصبح غير واضح…. وهو في حالة حزن هذه. حدث هزة خفيفة جدًا خلف ويليام، وهو تغير شكل باب الغرفة.
كان باب الغرفة فيه ثلاثة عيون. عيون بشرية. كل عين تبكي بالون مختلف. الأولى اخضر، ثانية احمر، وثالثة اسود.
كان ويليام في حالة ذهول قليلًا، حتى ظهرت طاوله صغيرة مكونه من المطر القرمزي، وكانت عليها ورقة مكتوبة بخطٍ مطرِ.
استجمع قواه قليلًا، ومن ثم ذهب نحو الطاولة، وعندما اراد امساك الورقة. تكسرت الطاولة وكأنها زجاج ودخلت جميعها في يده. وأرتفعت الورقة لمستوى وجهه قليلًا. وكانت الورقة تتحدث عن ما كتب بداخلها قائلة:
“عين تبكي بالون مختلف؛ نستطيع القول أنهُ حالة شاذة وغريبة جدًا… وهل رأيت عينًا تبكي بهذا النمط الغريب؟ لديك ثلاثة احتمالات نحو تلك العين. هل عين تبكي؟ أم يوجد شيئًا ما يدفعها لأخراج ذلك لون الغريب أو أن هذا لون غريب المذاق؟ لماذا لا تجربة”
وقف ويليام متحجرًا وكأنهُ تمثال عاجز عن الحركة، لقد كانت كمية التلاعب بالكلمات كبيرة للغاية حتى لم يفهم أي عين يتحدث عنها:
‘ما المقصد بهذا الهراء، لم افهم شيئًا؟ يوجد ثلاثة عيون وكل عين لديها لون مختلف عن أي عين يتحدث عنها؟ وإذا عرفت لغز ماذا يحدث؟’
وهو في حالة التفكير العميقة، تغيرت كلمات الورقة. وظهرت كلمات جديدة… وتحدثت عن ما كتب عليها:
“عند أيجادك للعين… سوف يظهر نور واسع عند تلك العين وسوف تنفجر، ولكن لديك توقيت معين، أمامك ٦ ثوان جانبية وأخرى بالمقدمة. وثالثة على اليسار. والآن غوص في اعماق الجنون…. ويليااااام.” انتهى الحوار المكتوب مع صرخة مرعبة جعلت من شعر ويليام يُسحب للوراء من قوتها.
امسك ويليام الباب، وأخذ يلمس تلك العيون بكل هدوء، حتى أحس بشعور غريب عند لمس كل عين.
وضع ويليام أصبعة الابهام والسبابه على ذقنه، وهو ينظر إلى جميع العيون ويحلل الرسالة على ذاكرته. لأنها أصبحت كالماء عند أنتهاء الحوار الذي فيها. تحدث وهو يحاول استنتاج ما يريد الوصول إليه:
‘السؤال الأول من الاحتمالات الاولى وهو: هل العين تبكي؟ أنهُ ليس سؤالًا غبيًا أو عاديًا وهو سؤال واضح جدًا. الثلاثة عيون تبكي إلى حدًا معين، الخضراء الى المنتصف، الحمراء إلى الربع، والسوداء إلى الحد الأخير من هذا الباب. وهنا سؤال يأتي نحو الاستمرارية؛ وهو أن جميع العيون تبكي'
‘أذن السؤال الأول نستطيع ان نضع عليه علامة (صح) وننتقل نحو الاحتمال الآخر، وهو ما الذي يجعل تلك عين تبكي بهذا لون الغريب؟ ممم، يا إلهي. أن جميع تلك عيون تبكي بالونٍ غريب وما الفرق. ولكن هنا سؤال يقول ما الذي يدفعها ل….
وعندما كان ويليام يفكر في حل لغز، أهتز المكان ستة هزات، حتى ظهرت الورقة أمامة من جديد. وتحدثت نحوه قائلة:
“أنتهت الست الثوان الأولى، بقيت لديك الجانبية. عليك الاسراع ليس كل جانبي يعرف أنك موجود هنا.”
ومن ثم تمزقت الورق مرةً أخرى. أدرك ويليام في هذه الحالة أنهُ يجب عليه الأسراع. ولكن الاسراع بذكاء وليس بغباء شديد.
“تبًا عنصر الوقت، يجعل الأمور تتوتر بشكل مرعب، وكأن شخصًا يضع منجلٍ حادًا على رقبتي. ولكن لا يهم الأمر، الآن لدي آمر واحد وهو العثور على أخي.” رغم الخوف من المجهول الذي يعتريه، ولكن لديه هدف. هذا هدف هو الذي يجعله يستمر في هذا الجحيم مع تلك النبرة الجبانه.
‘والآن ما الذي يدفع تلك العين للبكاء، عقلي بدا بالجنون، ان لكل عين هدف خاص تبكي به كيف لي أن أع…. هذا صحيح، هذا صحيح. بكاء العيون لها اسباب، الحمراء تبكي بسبب جرحٍ واضح مما دفعها لتبكي دمًا، أم الخضراء نتيجة بكتريا سامة أو أصابة خطيرة جعلت منها تخرج هذا لون، والسوداء، هل هو العدم؟’
“لقد عرفت جميع دوافع البكاء، هذا وأن كانت صحيحة، ولكن بقية شيئًا واحد، مذاق تلك العيون او السائل الذي يخرج منها”
‘هل تذوق السائل، هو خيار صحيح؟ جميع الاحتمالات التي اعطتها لي الورقة كانت دقيقة جدًا، وليس شيء فيه كثرة كلام او شيء غبي’
أقترب ويليام من الباب، وكانت قطرات المطر القرمزي تسقط كالحجارة على كتفيه. أراد أن يلمس السوائل التي تخرج من العيون، ولكن كانت هناك لحظة تردد صغيرة، خوفًا من وجود أثار جانبية.
وهو في حالة تفكير هذه، تذكر شيئًا مهم؛ وهو الوقت.
“يجب الأسراع لم يت….
ولكن أهتز المكان بشكل مرعب، وهذا الاهتزاز الغريب، ادى الى تغير المكان الى هيئة مرعبة جدًا، جعلت من بدن ويليام يرتجف.
لقد كانت هيئة الجحيم المعكوس.
حيث أصبحت جدران الغرفة تسيل دمًا بغزارة شديدة، ويوجد على كل جدار وجه يضحك بدون عيون، وفم يسيل قرمزيًا بشكل مرعب.
رفع ويليام رأسه للاعلى قليلًا، وكانت لا تزال تمطر من بعدًا آخر، كان الظلام الذي ينظر إليه ويليام عميق جدًا وكأنهُ لا نهاية له.
حتى صراخ الأطفال رجع مرةً أخرى، جلس ويليام على الأرض وهو يغلق أذنيه، وعيونه. من أجل تجنب هذه الاصوات المزعجة والمنظر المقلق.
حتى اهتز المكان مرةً أخرى، وأنتهت الست الثواني الثانية.
‘بقيت لديك ثانيتين أخرى، يبدو أن سيد الوقت لم يعجبه الأمر. أنت تفكر كثيرًا ويليام رغم أن لغز واضح. حاول النهوض أيها العين’ ظهر هذا الصوت من العدم، وكأن الجدران هي من تعكس هذا الصوت الممزوج من الغموض الحاد.
رفع ويليام رأسه قليلًا، ولكنهُ كان خائفًا من المنظر، ولكن إلى متى الخوف؟
‘وهل أبقى خائفًا من أصواتًا غريبة؟ هل أبقى على هذه الحال؟ أجلس كل مجنون لا أنا مُساعد ولا شيء…. كنت استطيع حل لغز من النظرة الأولى…. إذا بقيت خائفًا من الموت. إذن سوف يأتي الموت ويقتلني’ وهو يجرح بهذا الكلام الذي يعزز قليلًا من شجاعته المدفونة. وقف ويليام وأقترب من الباب، وهو ينظر حول المكان، وكأنهُ يكسر الخوف الذي يجبره على تراجع مراتٍ عديدة.
‘المذاق هو الحل الأخير، ولكن الأخضر يُعتبر سامًا، والأحمر رغم أن مذاقه غريب، ولكن يعتبر مذاقه واضح. ولكن الأسود… هو الخيار الصحيح’ كان ويليام يحلل بشكل هادئ، رغم وجود المؤثرات المرعبة والأصوات المتضاربة. ولكن حاول أن يكون هادئ حتى يخرج من هذه الغرفة التي اشبه بالجحيم.
أنحنى ويليام، ووضع العكازة على الباب، ومن ثم قام بتذوق السائل الأسود بكل هدوء. نهض قليلًا وامسك عكازته. وهو ينظر إلى عين كان قلقًا بعض شيء، خوفًا من أن تكون أجابته غير صحيحة.
‘هل نسيت شيئًا؟ هل كان تحليلي خاطئ، ولكني لا اشع…
وهو يتحدث مع نفسه ظهر شعاع أبيض، ومن ثم أنفجرت العين بكل قوة، حتى طار ويليام نحو الجدار وأصطدم به. خرجت بعض الدماء من فمه ورأسه من قوة الاصطدام.
أندمج لون الأخضر مع القرمزي، وظهر لون رمادي باهت … نزف بشكل مرعب بهذا لون الغريب، ومن ثم قام الباب بسحبه، وأنفتح بكل هدوء.
مسح ويليام الدماء التي على جسدة بسبب الضربة، وأصبحت الغرفة أكثر ظلامية، وكان يوجد نور خفيف جدًا ما وراء الباب الذي انفتح.
“يبدو أن الأمر كان يستحق بعض المخاطرة، ولكن هناك شيء غريب! لماذا عند كل أصابة أشعر أن جسدي يقوم بالتعافي من ذاته؟ لا يهم هذه ميزة جيدة في مساعدتي على وصول إلى هدفي." رغم الارهاق الشديد الذي يشعر به ويليام ونبرته المتعبة، ولكنهُ يريد المواصلة من أجل هدفة.
تقدم ويليام نحو البوابة، وسار نحو الجزء التالي من هذا الجحيم. عبر ويليام البوابة، وأنغلق الباب بكل قوة وراءه. وكأن المقصد من هذا الامر وهو عدم وجود خط للرجوع مرةً أخرى.
نظر ويليام إلى الأمام، وكان المكان غريبًا بعض الشيء، ممر طويل ملتوي، وفي نهاية الممر توجد عين غير واضحة تنظر نحو شخصًا بخوفٍ شديد. توجد أنارة حمراء على جانب الأيمن والأيسر. وكانت الأنارة تنظر نحو ويليام.
وعلى الجهتين اليمنى واليسرى توجد بيوت، ولكن بدون ابواب فقط نوافذ. وكل نافذة توجد ظلال سوداء مفتوحة الفم بشكل واسع وتنظر نحو ويليام. وكان المطر يتساقط بشكل غريب وكأنهُ لا يمس الأرض، فقط يلمس كتف ويليام.
كان ويليام شارد الذهن في النظر لهذا المكان غريب، أصدر أحد الأشخاص صوتًا:
سعال….سعال.
“همم.” ارتعب ويليام قليلًا، ونظر نحو جهة الصوت، ووجد شخص يضع نظارة أحادية مع شعر مموج، ويرتدي رداء اسود طويل مع قميص تحته.
“مرحبًا ايها القاتل الجميل، ويليام ليونادم.” مع نبرة هادئ وابتسامة غريبة تحدث هذا الشخص المجهول
“من أنت؟ هل أعرفك؟” كان ويليام خائف بعض شيء رغم أن هذا شخص مظهره بشري، وسألة في لحظة تردد عن هويته المجهولة.
“أنا ادعى بـ كلكامش، ولكن يمكنك مُناداتي بـ نيوفيليت الكاذب.”
“وبالنسبة لسؤال الأخرى، أنا أعرفك لا حاجة لـ تعرفني أنت.”
تحدث ذو النظارة الأحادية بصوتٍ ذو طبقتين وكأنهُ يمزج الموت مع المعرفة القصوى، حتى عرف نفسه بشخصيتين… أنهُ الشجاع والكاذب كلكامش.