49 - ايفان دي شيردن.سقي البذور(4)

في تلك الليلة , وبالكاد بعدما تمكن ايفان من الرحيل من الاميرة سيرينا , رجع ايفان و والده الماركس بعد اجتماع طويل مع الملك الي الفيلا الخاصة بهم.

جلسا الاثنان معا ليتناولوا العشاء المتاخر عن ميعاده , كان الاثنان يشعرا انهما مجهودين ذهنيا , بعد العودة من القصر الملكي , لدرجة انهم شعروا ان الشاي الذي تقدمه بيلوس كان اكثر تميزا في تلك اللحظة.

الماركيس تنهد باريحية , بينما كان يشرب الشاي مع قليل من البراندي (نوع من الخمور) , وفجاة اسقط علي الجميع قنبلة (مفاجاة) .

"الملك حاول ان يروج لخطبتك انت والاميرة"

"انا لا اريد ان اموت"

الماركس ضحك علي رد ايفان الفوري , هو قال ذلك وهو يعلم ان ابنه يدرك مذي اهمية الاعمال , وتوقع ان رد ابنه سيكون مشابها لما قال ,

وبالطبع ايفان لم يرد الزواج من الاميرة , ثم يقتل بعد ذلك لسلوكياته.

"ماذا , بحق الجحيم ؟ "

بيلوس والتي تراجعت بهدؤ تمتمت , صوتها والذي بدا انه ينبع من روحها , قد سمع من قبل شين , والذي بدوره قام علي الفور باسكاتها .

بيلوس اصيبت بالفزع , واغلقت فمها بسرعة , ومن حسن الحظ لم يسمعها ايفان ولا الماركس .

"لا تقلق يا ايفان , لقد رفضت العرض , وقلت انه مازال مبكرا الكلام في تلك الامور , انا لن اتخلي عنك بسهولة"

"اوليس ذلك غريبا يا ابي؟ , لا يهم مدي الرغبة في صيدلية الاخوة , العائلة الملكية لا يمكنها ربط العائلتين فقط للحصول علي الافضلية في مجال الاعمال , كم عدد النبلاء الذين سيقبلوا بهذا الامر ! وطبعا الدول الاجنبية الاخري ......."

حتي مع وضع الاعتبار لكل ذلك , لو تزوج ايفان الاميرة , هل يعني ذلك ان قيمة الصيدلية اعلي من قيمة مدينة زنزانة الوحوش (مدينة شيردن).

الكلام كان مبدايا , المناقشات حول التعاون مع صيدلية الاخوة , والنتيجة المنطقية هي حصول مدينة زنزانة الوحوش علي الدعم من العائلة الملكية لبلد الحرير بدون الحاجة الي طلب ذلك.

ايفان لم يفهم ما يحدث , هم لم يعلم من الذي يستخدم العداد في القصر الملكي , ولكن كان هناك الكثير من الحساب الخاطئ . ** العدا : هو مستطيل خشبي يصل بين اضلاعه اسلاك بها وحدات خشبية صغيرة وكان يستخدم قديما في العد والحساب .... وفي هذه الجملة كناية عن الشخص الذي يقوم بحساب الربح والخسارة من القرارت السياسية في القصر الملكي ****

ولكن الماركس هذ راسه بابتسامة كبيرة.

"الامر لا يتعلق بالصيدلية يا ايفان , وبالطبع , ليس بمدينة زنزانة الوحوش ايضا , .....الملك يريدك انت يا ايفان."

" ماذا ؟"

" انت , ابني الذي افخر به , ايفان دي شيردن , الملك يريدك بسبب قدراتك "

'هذه القدرات ليست لي , ولكني لا اقدر علي قول الحقيقة لاي شخص , الحقيقة اني استخدمت المعلمومات التي امتلكها من قبل , وكنت ايضا محظوظا لوجود اناس جيدين من حولي , هذه جميعا الاسباب لتمكني بالكاد من النجاح '

اذا كان ذلك حقا مايريده الملك منه , اذا ينبغي علي ايفان التوقف عن رؤية الاميرة والاختلاط معها , والا , انكشف السر انه مجرد شخصية اضافية في هذا العالم.

"ذلك مستحيل , ابي , وارجوك ان تخبر الملك اني مجرد ولد صغير , و الذي لا يناسب الاميرة"

"هاهاهاهه ! حسنا , اذا تحدث معي الملك في هذا الموضوع مجددا , ساخبره بذلك ..... ولكن هل قابلت الاميرة سيرينا اليوم ؟"

" اجل"

لقد اجتماع مرهق لغاية , ولذا رد ايفان بوجه خائر منه القوة , ولكن لسؤ الحظ لم يلاحظه الماركس تعبير وجهه.

نظر الماركس الي ايفان بوجه داعر , والذي بدا كان شخص يسال صديقا له عن حبه الاول.

" اذا كيف كان الامر ايفان , بامكانك اخباري الحقيقة , انا اعلم انك لا تريد ان تخطب الاميرة بسبب الناس من حولك , ولكن لما لا تخبرني شعورك الحققي ؟"

"هي كانت بالتاكيد جميلة كما يشاع عنها , شعر وردي , عينان ورديتان , انا لم اري ابدا احد يشبها , هي بدت كالملاك "

"اوه , اجل , من المعروف ان عيني الاميرة ولون شعرها خاطفا للانظار"

بيلوس كانت تضغط علي حامل الشاي بقوة , وهي تقف خلفهما , وجسمها كان يرتعش (الغيرة), وشين اوقفها مجددا.

"لو كبرت الاميرة كما هي الان , هي ستصبح بالتاكيد فائقة الجمال , مشهورة بجمالها داخل وخارج البلد , ولكن ليس بقدر بيلوس "

اللحظة التي سمعت فيها بيلوس هذا الكلام , شعرت بالراحة , واحمر وجهها خجلا , واهتز جسدها قليلا , و الغضب وعدم الارتياحية بدئا بالرحيل عنها .

شين كان مذهولا بالتغيير الذي حل بها.

"ولكنها لا تستطيع السيطرة علي شخصيتها , انا لا اعرف فيما تفكر يا ابي , انا تعبان , لو امكن انا اريد ان ارتبط بكل ذلك "

"اا , امم , هل تعني ذلك حقا ؟, اذا , هل تكره الاميرة؟ "

" لا , ولكني لا اريد الزواج من الاميرة "

الماركس بدا مرتحا ولكن ايضا خائب الامل من رد ايفان القاطع , بتعبير وجه غريب , بينما يؤكد جمالها , الماركس قلق علي مستقبل ايفان والذي قطع كل الطرق للعلاقة مع الاميرة , بقوله ان شخصيتها بها مشكلة.

ولكن الان لم الوقت للقلق علي المستقبل , الماركس لعب في شعر ايفان بينما كان علي وجهه ابتسامة.

"حسنا , لقد تم حسم الامر , لقد كنت اتسائل بماذا ارد علي الملك , وادعائه بان ابنة الملكة الكبري (سيرينا) وانت ستكونان زوجين جيدين ومناسبين لبعضكما البعض"

"هل هذا يعني , ان الملك وابي تحدثا كل هذا الوقت ,فقط في زواجي انا والاميرة...؟"

كلمات ايفان كانوا علي صوب الهدف (كانوا صح) وبعد ابتسامة خافتة شرب الشاي الي ان انه الكوب.

"اباك , سيذهب الي القصر الملكي لمدة ثلاثة ايام ,ابتدائا من الغد , هناك مشكلة او اثنتان , بحاجة الي المناقشة بخصوص صيدلية الاخوة , اترك كل الامور المعقدة الي ابيك , واذهب الي الاستمتاع انت و اتباعك (شين و بيلوس) الي الطريق الملكي (اسم شارع رئيسي في العاصمة)."

"هل سيكون الامر علي ما يرام اذا ذهبت بدونك ؟"

"بالطبع"

في حقيقة الامر , لقد طلب الملك من الماركس احضار ايفان معه المرة القادمة التي ياتي فيها الي القصر.

ولكن الماركس قرر ان يذهب ويتحدث معه بحزم غدا , وعند اذ لن يتحدث الملك في هذا الامر مجددا .

ابتسم ايفان عند سماعه تلك الكلمات , وظن انه يملك اكثر اب يستحق الثقة في العالم.

ابتسم الماركس ايضا , لرؤية ايفان يبتسم فهو علي استعداد ان يقتل ملك الشياطين.

اليوم التالي.

"ايفان , هيا لنلعب معا "

وعلي الرغم من كل المحادثات بين ايفان والماركس , تحطمت تلك المحادثات في اليوم التالي , عندما اتت سيرينا ومعها رجلين (حراس).

نظر ايفان الي ماركس مدينة شيردن , والذي كان يقف وكان روحه غادرت جسمه .

" ابي...."

"ايفان , انا اسف , هذه المرة حتي انا لا اقدر ان اوقفها , ولا نستطيع ان نعاملها بجفاء وقسوة"

هم كانوا قادرين علي تجنب الاميرة بعدم الذهاب الي القصر الملكي , ولكنهم لا يستطيعوا منعها هي من القدوم اليهم.

لقد كان يقال بان الاميرة لا تستطيع مغادرة القصر الملكي , تذكر ايفان ذلك , فقال بصوت عالي.

"اولست ممنوعة من الخروج !" (من القصر الملكي)

"اود ان الومها علي كل الاسباب التي جعلت يومي ليس مثاليا"

"ابي ,انا مازلت هنا , لاتغادر"

الماركس غادر المنزل , تاركا ايفان يصرخ خلفه , وعندما وصل الي القصر الملكي برفقة اثنان فقط من الفرسان المرافقين له , هو لم يعرف كيف يتعامل مع الاميرة.

كان يفكر في ان يسال اذا ما كان هو من ارسلهم. (الاميرة والحرس).

"واو, ذلك الماركس الشامبنزي (نوع من القرود) يكون حقا والدك , ايفان , انتم الاثنان لا تشبها بعضكما علي الاطلاق"

بينما كانت تتحدث سيرينا , غير مدركة للضرر الذي سببته , رد عليها ايفان وهو يعض شفتيه (تعبير عن الغضب ).

" ....انا اعترف بان ابي يبدو ضخم وملئ بالعضلات قليلا , ولكنه شخص حنون ويهتم بمن حوله , ولماذا لا نشبه بعض...؟ اعييننا متطابقة تماما"

"عيناكما متشابهتان انا اعترف بذلك , ولكن يا اوبا عيناك اكبر حجما واكثر جمالا "

السليم اللمميز روبي , والذي حط علي كتف الاميرة , اصدر صوتا , كانه يوافق علي كلام الاميرة , وعند اذ , حدق اليه ايفان , ثم صرخ السليم في خوف .

ثم نظر الي الاميرة وقال لها.

" ماذا لو هاجمنا شخص ما ونحن في الشارع "

"لا تقلق , هذان الاثنان هن لحمايتنا " (الحارسان)

"ارجوك , لا تقلق , يا سيد ايفان , لقد امرنا الملك بحمايتك انت ايضا , ولذلك استمتع بوقتك باريحية"

'والان انا حتي لا استطيع ان استمتع بوقتي الخاص ! ' تنهد ايفان مجددا.

وكما قال الماركس "من الممكن الهروب منه , ولكن من المستحيل ابقائها بعيدة".

سيكون امرا سخيفا رد الاميرة والتي اتت بنفسها , لذا لا يملك ال ان يلعب معها.

"هناك مكان اردت ان اذهب له انا و خدمي اليوم"

"اذا , ساذهب معك , ارجو ان يكون مكان ممتعا, وسيكون افضل لو كان هناك دود ارض"

"بالتاكيد لا يوجد هناك دود ارض"

تنهد ايفان , ونظر خلفه , فراي شين وهو ينظر الي جمال الاميرة الاخاذ.

وبيلوس ايضا , والتي كان يعتريها نظرة عادية كالعادة.

ومع ذلك , شعر ايفان ان بيلوس تتظاهر فقط بالهدؤ.

'لايمكن ان تكون غيورة , اليس كذلك '

"انتما الاثنان تجهزا لتخرجا معي ....اولا, يجب علي ان اشتري لكم ملابس جديدة , لقد ارتديتم هذه الملابس لثلاثة ايام , غيروا تلك الملابس المتسخة لكي نذهب" (يتحدث الي بيلوس وشين)

"اوه , هل تعني انك ستشتري ملابس لنا ؟ انا ايضا اليس كذلك ؟" (علي الارجح شين)

"اجل , لذا جهزا نفسيكما للخروج معي "

"حسنا , لقد كنت جاهزا منذ البداية يا سيدي "

"....ساكون جاهزة في لحظات يا سيدي"

شين ارتعش من الاثارة , وبيلوس بادب ابتعدت عنهم .

عندما نظر ايفان الي المراة لكي يتفقد ملابسه , وينظر الي ظهر المبتداين , قالت سيرينا . ** المبتداين : هم الاشخاص الذين اشتراهم ايفان شين و بيلوس ***

"هما حقا اطفال وسيمون , كليهما , هل يوجد فقط اشخاص جميلة هنا؟ , باستثناء الماركس الشمبانزي"

"انهما اصدقائي الاعزاء , ولسبب ما يعملان كخادمين عندي , ولكن ساقدر ذلك كثيرا اذا فهمتي انهما حقا عزيزان عندي"

"حسنا , اوبا , هل بدانا في عبور حائط المكانة الاجتماعية , والذي لا يمكن عبوره"

"لا..., حسنا , نعم"

الاميرة لم تكن شخص سيئ علي الاطلاق ,توجب علي الشخص الذي يحادثها ان يفهم معني كلامها , وهي لم تكن طفلة مدلعة (مرفهة) , ولذلك كان من الغريب مضايقتها اكثر من ذلك.

ايفان اغلق عينيه ثم فتحهما.....قرر ايفان سؤلها عن اكثر شئ يحيره في الوقت الراهن.

"ولكن كيف حقا.....كيف خرجت من القصر الملكي؟"

"انا اردت ان العب معك , اوبا, و عندما علم ابي سمح لي ان اذهب بسعادة , انها المرة الاولي التي اري ابي يعجب بشخص ما لهذه الدرجة"

"انتظري لحظة, هل اخبرتيه عما حدث بالامس"

ردت الاميرة بثقة.

"لقد قابلت روبي في جنينة الورود, وايضا ايفان اوبا , ولكني لا استطيع ان اخبرك بالتفاصيل لاني خجولة"

"هذا اسوا رد , 80 في المائة مما يجب حجبه انت قولتيه"

"انا لم اكذب كما كان يجب علي ان افعل !!!"

ماذا ظن الملك بخصوص العلاقة بين ايفان والاميرة.

بالنظر الي المرافقين (الحارسان) والذان كانا يومئا برئسيهما , بعد رؤية ايفان وهو يمشي خلف الاميرة , بدا ان الامر قد انتهي بالنسبة له.

"لا, هذا شئ خطير جدا"

ايفان تخيل احد الجنود وهو يصنع حوله حقل الغام , ليمنعه من الهروب..

وهذا يعني ان طريق ايفان للهروب قد تم سده بالكامل.

واذا لم يستطع الهروب , فمن الممكن ان ينتهي به الامر مخطوبا للاميرة.

"انا فقط اردت الاميرة ان تكون حرة , ولذلك ساعدتها, وانت لماذا تريدين وضع طوق اخر حول رقبتك ......؟"

"طوق ؟ انا فقط قلت اني اريد ان العب مع ايفان "

"الاميرة نظرت لاعلي ثم ضحكت , ثم قالت " الا يمكننا فقط اللعب ؟ لو لعبنا , هل سيتم توبيخنا؟"

".......لا, بالطبع لا"

رد ايفان عليها , غير واثق من موقفه , ولكنه ظل يفكر في انه يشعر فجاة بدوخة.

و علي الرغم من ذلك , وبفضل ما قالته الاميرة , اصبح واضحا بان الاميرة فقط تريد اللعب معه.

"هاي , لقد فات الاوان , انا لا استطيع ان اوقف ذلك الان , دعينا نلعب سويا , وايضا كل شئ يحدث اليوم هو سر"

"اجل , هيا نذهب لنلعب سويا, اوه, الاطفال اتوا ايضا"

عندما نظر ايفان للخلف وجد شين وبيلوس والذان انتهيا من الاستعداد , يمشيان جنبا الي جنب , لقد غسلا وجهيهما , وارتديا ملابس جديدة , وكليهما كان يبدو عليه الاناقة ويشع منهما هالة براقة.

"نحن جاهزان , ياسيدي"

"انا اسفة يا سيدي لاني جعلتك تنتظر"

"لا يوجد اي مشكلة , يابيلوس"

بين الاثنان ,بيلوس بدت افضل , علي الرغم من كونها في التاسعة من عمرها , لماذا بدا عليها جاذبية النضوج.

هز ايفان راسه , مستعيدا وعيه , والذي ذهل ب'عينيها المشعتان باللهيب (لونهم احمر) وشفتاها الصغيرتين'

"اذا ,دعونا نذهب"

المجموعة زادت بفرد غير متوقع , ولكن لم يكن هناك تغيير في الخطة.

لقد حانت اللحظة لبدا عملية 'صيد الكنوز من الطرق الملكي'

*** اتمني ان تكونوا استمتعتوا بهذا الفصل وارجو ان تتركوا لي مزيد من التعليقات حول رايكم في الترجمة والقصة بشكل عام ***

2021/07/03 · 489 مشاهدة · 2095 كلمة
ahmed22
نادي الروايات - 2024