معلم سيرس السابق هو شيطان؟ يا له من أمر غير متوقع.

يستطيع سيرس الدخول والخروج من عالم الشياطين بحرية تامة، كما أنه يستطيع التحدث بلغة الشياطين، ويعرف الطريق إلى القلعة كراحة يده أيضا، والأكثر غرابة من كل ذلك هو أن مدربه هو شيطان بدوره؟ يوما بعد يوم يصبح العجوز في نظر كيكيمورا أكثر غموضا.

إستعد سيرس للرحيل بعد أن إنتهى من الكلام ليخاطب كيكيمورا: "لا تجعل من ماهيرا تتفوق عليك يا فتى." ثم إختفى مع صدى بقايا كلامه، وتركه وحيدا مع الشيطان العجوز الغريب ليقول في نفسه متذمرا بعد أن أرمقه بنظرة خاطفة: "ما بالي مع العجائز هذه الأيام؟"

فقط ما عمر هذا الشيطان؟ سيرس عمره آلاف السنوات، وهذا الشخص الواقف أمام كيكيمورا هو مدربه؟

كما أن هالته المحيطة بجسده المفتول بالعضلات بالرغم من طول عمره مخيفة ومنذرة بالسوء.

"ما إسمك أيها الفتى؟".

"كيكيمورا... إنتظر، ماذا؟ هل تستطيع التحدث بلغة البشر أيها العجوز؟"

أجابه كيكيمورا دون حتى أن يفكر.

تمتم الشيطان بعد أن تغيرت ملامحه: "عجو...ز؟"

ليكمل كلامه بنبرة تملأها الهيبة والطغيان بعد أن استطاع التحكم في غضبه: "إسمع يا فتى، أدعى إيليو فلادا ماركوس، وأنا سأشرف على تدريبك من الأن فصاعدا." ثم قام بالإنحناء تحية لكيكيمورا.

رفع ماركوس رأسه ليجد كيكيمورا قد إختفى من مكانه ليصدر تنهيدة طويلة متذمرا: "سيرس... فقط ماذا أحضرت إلي هذه المرة؟".

دخل كيكيمورا للقصر دون حتى أن يعير أي إهتمام للعجوز ليبدأ بالتذمر بصوت يصعب سمعه: "ذلك العجوز الغبي ذهب وتركني في هذا المكان الغريب دون حتى أن يخبرني كم سأبقى هنا، ومن ذلك العجوز الآخر المفتول العضلات؟ أليس العجائز ضعفاء البنية، وما بال ذلك الإسم الطويل؟ تبا، بسبب لقاءاتي الكثيرة مع العجائز أصبحت أتحدث مثلهم."

بدأ كيكيمورا بالتجول داخل القصر متأملا في غرفه ومدهوشا من شدة ضخامته.

"إنه أكبر مما يبدوا عليه"

فجأة توقف كيكيمورا عن المشي ليقوم بالكلام بعد أن أصدر تنهيدة.

"هذا متعب حقا، هلا توقفت عن ملاحقتي فأنت تشعرني بعدم الإرتياح."

خلف حائط بعيد عنه، توجد فتاة من جنس الشياطين عمرها تقريبا موازي لعمر كيكيمورا، مختبئة بمهارة دون حتى أن تصدر أي جزء صغير من قوتها.

لكن هذا الأمر لا يجدي مع كيكيمورا.

عندما كان صغيرا كانت مهارته في الشعور بالخطر مخيفة، لكن مشتتة ويمكن إعتبارها على أنها غريزة تشعره بالخطر عند قدومه، لكن بما أنه تطور وأصبح يتحكم بالكي يستطيع الآن التحكم فيها بإحترافية، فحتى لو كنت الأكثر مهارة في الإختباء وحتى لو أخمدت قوتك لإنعدامها لشعر بك كيكيمورا من أميال.

(ه~هل كشفني؟)

إندهشت الفتاة من إنكشاف مكانها، فبالرغم من صغر سنها إلا أنها تستطيع التسلل دون أن تكشف عن مكانها، بالإضافة إلى قوة الشياطين وطبيعتهم الإستثنائية فلا أحد يستطيع تحديد شيطان متسلل.

(يجب أن أذهب...)

عندما علمت الفتاة بإنكشاف مكانها، قررت الإختفاء حاليا بما أنه لم يرى وجهها، إستعدت للهرب وإلتفتت لتجد كيكيمورا خلفها منحني ويتأمل في وجهها.

"همم، فتاة...".

(ك~كيف؟ كيف وصل إلى هنا بهذه السرعة؟)

لم تستطع الفتاة إدراك ما حدث ففي لحظة كان كيكيمورا واقف في مكان بعيد عنها بعدة أمتار، وفقط في اللحظة التي أدارت وجهها تجده خلفها متأملا في وجهها غير مبالي بما يحدث.

أول ما فكرت به الفتاة هو أن هذا الفتى غير عادي.

بادر كيكيمورا بالكلام متعجبا: "أنت جميلة..."

إحمر وجه الفتاة بشدة، لكن ليس بسبب كلمات كيكيمورا بل بسبب إندهاشها من قوته، فهي حاليا مهتمة بقوته أكثر من وجهه الوسيم.

بالمقابل كيكيمورا لم يعني بكلماته أي شيء بل العكس: "كنت أظن أن إناث الشياطين قبيحات وبدون شعر كما أنهم مفتولي العضلات. لكنك عكس ما توقعت..."

ليكمل كلامه بعد أن تذكر كلمات العجوز: "ذلك العجوز المخادع، لهذا سابقا سخر من سذاجتي، كم من مرة خدعني اليوم؟" لتظهر على وجهه علامات الغضب.

ليعود إلى رشده بعد أن رأى وجه الفتاة المسمر والمتفاجئ: "إذا، لماذا تلاحقينني؟"

لم تجب الفتاة، بل بقيت تتأمل في وجهه سارحة في خيالها.

لو رآها شخص ما لظن بأنها سحرت بجمال كيكيمورا، لكنه عكس ذلك، فما سحرها هو قوته لا وجهه، وهي تسرح في خيالها الآن متخيلة نفسها تقاتل كيكيمورا بسعادة لتستيقظ مع كلمات كيكيمورا الصارخة: "هاي أنتِ..."

لتجيبه بعد أن وقفت بجواب لم يتوقعه بعد أن ملأت علامات التحمس وجهها الجميل: " هيا لنتقاتل..."

لم يعر كيكيمورا كلمات الفتاة أي إهتمام بالمقابل أصدر تنهيدة ليعود لمواصلة سيره بإتجاه المكان الذي توقف في سابقا بعد أن قرر تجاهلها.

تبعته الفتاة بحماسة وهي تنظر إلى ظهره العريض وشعره الطويل متحمسة وسارحة في خيالها الغريب.

"هاي، لماذا تتبعينني؟"

"لنتقاتل..."

"لا بد أنها الكلمات الوحيدة التي تعرفها." ليكمل كلامه بعد أن إستسلم:" ما إسمك أيتها الفتاة الغريبة؟"

بالمقابل رفعت الفتاة صوتها عن السابق: "لنتقاتل...".

هنا تأكد كيكيمورا أن الكلمة الوحيدة التي تعرفها الفتاة في لغة البشر هي لنتقاتل.

لو كان كيكيمورا شخصا آخر لسحر بجمال الفتاة الغير عادي ووجهها الطفولي والحماسي، لكن... كيكميورا ليس شخصا عاديا.

أعادت الفتاة كلمة لنتقاتل مرة ثانية ليصدر كيكيمورا بعدها تنهيدة: "هل كل ما يعرفه الشياطين هو القتال."

2017/06/02 · 731 مشاهدة · 761 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024