ترتدي الفتاة لباسا جلديا أسود اللون يغطي معظم جسمها المساوي لطول كيكيمورا تقريبا، وشعرها أحمر طوله ليس كافي ليصل إلى كتفها، كما أن عياناها السوداوان بريئتان بشكل غير متوقع، فإذا رآها شخص آخر لظن بأنها بشرية بدون شك.

في الجهة الأخرى كيكيمورا مازال يرتدي الرداء الأسود الذي يغطي رأسه وكتفيه ثم ظهره.

قرر كيكيمورا تجاهل الفتاة حاليا والتجول داخل القصر.

يحتوي القصر على عدة طبقات وكل طبقة تحتوي على عدة غرف، ومعظم الغرف في الطابق الأول فارغة ومليئة بالغبار كما لو أنها هجرت منذ زمن.

مازال كيكيمورا يتجول في الطابق الأول ولم يلتقي بأي شخص آخر غير الفتاة. لكنه قبل أن يمل من الطابق الأول سمع ضجيج آتي من غرفة ما، فقرر البحث عنه.

إتجه كيكيمورا من غرفة إلى أخرى باحثا عن مصدر الضجيج، وكلما توجه للأمام كلما زادت حدة الصوت وأصبح أكثر وضوحا، وإذا ما ركزت أكثر ستستنتج على أن مصدر الصوت ليس شخصا واحدا.

عندما وصل لباب الغرفة الواضح على أن شيئا ما يحدث داخلها تردد قليلا قبل فتحه بعد أن وضع يده على المقبض، لتظهر إبتسامة على وجهه ثم فتح الباب بقوة ليندهش بعدها من هول المشهد أمامه وإبتسامته إزداد حجمها مع توسع عينيه بسبب الحماس.

*في مكان ما في القصر*

مازال الشيطان العجوز الملقب بماركوس يبحث عن كيكيمورا داخل القصر وكل مرة يتذكر تصرفات كيكيمورا مقارنة مع سيرس يصدر تنهيدة، وكلما زاد تأكده على أن كيكيمورا يشبهه كلما زاد عدد التنهيدات: " أين هو هذا الطفل المشاغب؟ فقط عندما ظننت بأنني سأستريح من إزعاج سيرس ظهر سيرس آخر..."

*في الغرفة التي دخل إليها كيكيمورا*

لم يستطع كيكيمورا الرؤية في اللحظة التي دخل فيها إلى الغرفة بسبب الأضواء الساطعة، لكنها اتضحت ببطأ متزامنة مع زيادة البسمة على وجه كيكيمورا.

ظهرت حلبة ضخمة محيطة بمدرجات عملاقة دائرية الشكل لا يمكن تخيل حجمها، مليئة بجمهور يتعدى الآلاف من الشياطين، وبسبب حجم المدرجات المخيف لا يمكنك رؤية الشياطين سوى على شكل نقط سوداء صغيرة. كما أن جو الحلبة مليء بصرخات الجمهور الصاخبة المؤلمة للأذن.

لم يستطع كيكيمورا التصديق على أن هناك حلبة بهذا الحجم داخل غرفة ظن بأنها صغيرة بسبب حجم الباب، وبسبب حجم الغرف السابقة.

صرخت الفتاة لكي يسمعها كيكيمورا: "حلبة آغورا"

"أوه إذن إسمها آغورا، انتظر، أنتِ أيضا تستطيعين التحدث بلغة البشر...

فقط كم عدد المرات التي خدعت فيها اليوم؟"

خدعه سيرس في المرة الأولى عندما تركه في القصر، وخدعه العجوز عندما ظن بأنه لا يتحدث بلغة البشر، كما أنه خدع من طرف هاته الفتاة التي ظن بأنها لا تعرف سوى كلمة قتال.

أكملت الفتاة حديثها: "هذه الحلبة لا تقارن بالحلبات الأخرى الموجودة بالقصر."

"ماذا؟ هناك حلبات أخرى داخل القصر؟"

لتستأنف الفتاة حديثها قائلة: "نعم، هذه الحلبة هي أًصغر حلبة داخل القصر، كونها في الطابق الأول فقط."

"واااااه، الحلبات الأخرى أكبر، إذا كم عدد حلبات القصر؟"

لم يستطع كيكيمورا كبح فضوله نحو الحلبات، بما أن حجم هذه الحلبة لا يصدق، فما بالك بالحلبات الأخرى.

بسبب حجم القصر الكبير يمكنك الإفتراض على أن عدد طبقاته تتعدى الخمسين، واعتمادا على كلمات الفتاة، حجم الحلبات متعلق بالطابق. وبالرغم من حجم هذه الحلبة إلا أنها في الطابق الأول فقط.

بكل بساطة لم يستطع كيكيمورا تخيل حجم حلبة الطابق الأخير مهما حاول.

أجابته الفتاة بعد أن فكرت قليلا: "هممم، ثلاثة فقط."

"هاااا، إذن لماذا تحدثي كما لو أنه هناك العديد من الحلبات..." تلاشت تخيلات كيكيمورا عند سماع عدد الحلبات ليكتئب بعدها.

لم تستطع الفتاة الرد على كيكيمورا إلا بضحكة خافتة، لكن إذا نظرت في الأمر قليلا لرأيت أنها تعمدت خداعه.

أصبح كيكيمورا سهل الخداع هذه الأيام...

لكن الأمر ليس بتلك البساطة. بالرغم من كون عدد الحلبات صغير إلا أنه لا يمكنك تجاهل حجمهم المهول.

بادرت الفتاة بالكلام عندما رأت كآبة كيكيمورا لتزيد من حماسه:

" تستقبل الحلبة عشر قتالات يوميا.

للفوز بقتال ما عليك أن تخرج خصمك من الحلبة أو تجعله يستسلم. ومدة القتال غير محدودة، كما أن القتل غير جائز، وإذا ما قتلت خصمك تستبعد من المسابقة تلقائيا."

ثم أكملت عندما تحول وجه كيكيمورا لجدي:

"تستغرق مدة القتالات تقريبا ثلاثة أشهر، والشخص صاحب أكثر فوز عند نهاية الثلاث أشهر ينتقل إلى الحلبة الثانية، كما أن قوانين كل حلبة مختلف عن الأخرى.

يشارك تقريبا 100 مقاتل كل ثلاثة أشهر، كما أن الفائز الذي ينتقل إلى الحلبة التالية يحصل على جوائز كثيرة. والمكافئات تختلف حسب الحلبة"

إزداد تحمس كيكيمورا عندما سمع باقي القوانين، ليقول بعدها بحماس: "يبدوا أن سيرس تركني هنا لسبب، حسنا لقد قررت... سأشارك".

"س..س..سيييرس؟؟ هل تعرف سيرس؟" إندهشت الفتاة عندما سمعت إسم سيرس لتسأل كيكيمورا عن علاقته بسيرس.

لكن كيكيمورا لم يهتم لكلمات الفتاة وبدأ بتخطي الجمهور باحثا عن مكان التسجيل، بينما الفتاة بقيت متسمرة في مكانها وعلامات الدهشة لم تغادر محياها.

"كيف لهذا الفتى أن يعرف سيرس؟"

في البداية تسللت الفتاة خارج الحلبة عندما شعرت بقوة هائلة، لكنها وجدت فقط هذا الطفل.

باب القصر لا يفتح أبدا إلا لصاحبه.

كما أن الجمهور يخرج من بوابة الإنتقال المرتبطة مع المدينة، لذا ظنت بأن مالك القصر قد نزل إلى الطابق الأول لفتح الباب، وبما أنه نزل شخصيا، فلابد أن الزائر شخص ليس بعادي. وتأكد شكها عندما سمعت كيكيمورا يتحدث عن سيرس.

"فقط ما علاقته مع سيرس؟"

2017/06/02 · 705 مشاهدة · 804 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024