*كح كح*

"حسنا لنتوقف عن ذلك."

عاد العجوز للجلوس على كرسيه فور انتهائه من ضرب كيكيمورا وأمر سيدار بأن يحظر له النبيد وبدأ بمسح عرقه بمنديل أبيض ليرميه فور الإنتهاء.

مازال كيكيمورا ممدا على الأرض مليء بدمه من قدميه إلى رأسه، يبدوا كما لو أنه غطس في بحيرة دم.

عاد سيدار بسرعة حاملا كأس نبيد مصنوع من الفضة ومده إلا العجوز ببطء، فور إمساكه شربه دفعة واحدة، ليتنهد بعدها قائلا: “يبدوا أن سيرس دللك كثيرا أيها الفتى، أصبحت مغرورا فقط لتعلمك بضع تقنيات لا فائدة لها، أستطيع القول على أنها أساسيات فقط."

رمى العجوز الكأس على الأرض ووقف من على كرسيه متعكزا بعصاه الطويلة قائلا: "الضعيف فقط هو من يتباها بقوته، والقوي الذي يفعل ذلك هو ضعيف." وأكمل قائلا: "المجنون الذي يعلم بأنه مجنون ليس مجنون... هذه الجملة رائعة أتعلم ذلك؟" إقترب من كيكيمورا الممدد على الأرض وجلس مربعا قربه ليكمل كلامه: "القوي الذي يعلم أنه قوي ليس قويا."

----------------------------------------

.

.

"أنت ذلك العجوز من السابق... ماذا تفعل هنا؟"

إندهشت ماكيرا عندما وجدت سيرس جالس قرب منزل كيكيمورا السابق، هل يعرف كيكيمورا أم جاء إلى هنا بدافع الفضول فقط.

وقف سيرس ليحييها رافعا يديه قائلا مع إبتسامة عريضة: "آه، فقط كنت مار من هنا. وأنت؟"

لم تجبه، بالمقابل إقتربت من منزل كيكيمورا ووضعت الورود التي كانت تحملها على الأرض وجلست بعد أن قامت بجمع يديها على وضعية الدعاء وبدأت بالتمتمة بصوت خافت.

عندما إنتهت وقفت وأطلقت تنهيدة قصيرة مخاطبة سيرس بنبرة حزينة: "أنا أدعوا لصديق كنت أعرفه."

قام سيرس بحمل حجرين متوسطين ووضعهما على الأرض وجلس على إحداها طالبا من ماكيرا الجلوس على الأخرى فعلى ما يبدوا سيكون الحديث طويلا.

جلست ماكيرا قرب سيرس فوق الحجر المقابل له لتباشر بالكلام: "من أنت أيها العجوز؟"

أجابها سيرس بعد أن أزال غطائه عن رأسه قائلا: "أنا فقط عجوز مار وفضولي حول هذا المنزل."

طأطأت رأسها قائلة: "أتعلم، كم من مرة أرادوا أن يمحوا هذا المنزل ويبنوا فوقه؟"

"إذا لماذا لم يفعلوا ذلك؟" رد عليها متسائلا.

"أنا إبنة شخص ذوا نفود في القرية، وتدخلت لمنع ذلك..."

"لماذا؟"

"لأن صديقي كان يعيش هنا، "صديقي" هاه؟ أنا لا أستحق أن أطلق على نفسي صديقته."

أخرجت من جيبها ثوب طويل ملوي، وأخرجت منه قطعتان متوسطتا الحجم من الأرز.

"هل تريد أيها العجوز؟"

"لا، لا لقد أكلت فطوري سابقا." وتوقف قليلا عن الكلام ليقول: "ماذا حدث لصديقك؟"

"كان إسمه كيكيمورا." ثم بدأت تأكل كرات الأرز لتنهمر الدموع من عينيها لتختلط مع الأرز قائلة بكلام يصعب فهمه بسبب البكاء: "أتعلم، لقد كان يحب كرات الأرز كثيرا."

وقف سيرس من على الحجر ليقترب منها محاولا تهدأتها: "لا عليك، لا عليك، أخبريني بماذا حدث؟"

توقفت عن البكاء بعد مدة، لتكمل كلامها: "إنه خطئي، أنا التي لم أكن موجودة عندما إحتاجني، كم أنا غبية."

أخدت ماكيرا نفسا طويلا لتهدأ وأكملت كلامها قائلة: "حدث الأمر أثناء تخرجي من المدرسة الإبتدائية، كنت سعيدة حينها لأني تخرجت الأولى في الصف، وكان والدي فخورا بي، وما زاد فرحتي وثقتي بنفسي هو حصولي على ثلاثة عناصر طبيعة، لكنني أغفلت عن شيء مهم، إنه كيكيمورا، لم يحصل على أي عنصر ولم أواسيه حتى، والأسوأ أنني نسيته، لقد نسيت صديقي الذي ليس لديه سواي. كنت غبية. وبعد مرور ساعات، رأينا دخان خارج من الجهة التي يعيش فيها كيكيمورا، لأذهب مسرعة وأجد المكان كله مشتعل، حاولت إنقاذه لكن سكان القرية منعوني، أيها العجوز أنا السبب أليس كذلك؟ أنا السبب في موت كيكيمورا، لابد أنه يكرهني..." ثم بدأت بالبكاء على كثف سيرس.

ربت سيرس على رأسها قائلا: "لا عليك، لم يكن هناك شيء لفعله، ما حدث حدث."

وقف سيرس بعد أن إستعادت ماكيرا رابطة جأشها لتقف هي بدوراها قائلة: "أنا آسفة لإقحامك في مشاكلي" ومسحت دموعها بكفها لتكمل كلامها بعد أن أعادت قطعة الثوب إلى جيبها: "يجب علي أن أذهب الآن، فقد حان وقت الذهاب إلى المدرسة."

"هل تأتين إلى هنا يوميا؟"

"نعم، كل صباح، لأغير الورود."

دارت مبتعدة في إتجاه المدرسة ليوقفها سيرس قائلا: "هاي ماكيرا."

إلتفتت ماكيرا في إتجاه سيرس ليقول لها: "أظن أن كيكيمورا لا يكرهك، أليست شخصيته هكذا؟"

إبتسمت ماكيرا لتعود لطريقها، لكنها توقفت فجأة قائلة بصوت يصعب سمعه: "لكن، كيف له أن يعرف شخصية كيكيمورا؟" إلتفتت باحتة عن العجوز لكنه إختفى.

2017/06/02 · 677 مشاهدة · 657 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024