استيقظ كيكيمورا على سرير أبيض وسط غرفة ما في القصر والواضح على أنه الطابق الذي يعيش فيه العجوز الشيطاني ذو الإسم الطويل الغريب الذي يبدوا كإسم نبيل ما عاش في زمن منسي.
"أين أنا؟" لم يستطع كيكيمورا تحديد مكانه بالضبط بسبب ذاكرته المشوشة، كل ما يتذكره هو تعرضه للضرب من طرف العجوز... لماذا؟ ليعطيه درسا عن القوة أو الضعف أو شيئا كهذا، لكنه يتذكر شيئا واحدا فقط، ذلك العجوز قوي، قوي جدا، كما أنه مجنون.
فتح باب الغرفة فجأة ليدخل العجوز حاملا طبق مليء بالحساء ليضعه فوق ركبتي كيكيمورا قائلا: "أظن أنك جائع."
مسك كيكيمورا الطبق حتى لا يسقط ليرد عليه بتوتر: "أ-أ-أجل."
بالرغم من ذاكرته المشوشة إلا أنه لم ينسى ألم ضربات العجوز.
جلس العجوز على كرسي بالقرب من السرير ليكمل كلامه: "هل تذكر درس البارحة؟"
تعدلت جلسة كيكيمورا ليرد عليه بسرعة: "أجل، بوضوح، بوضوح شديد، أنا حتى حلمت به من شدة وضاحيته."
إبتسم العجوز ليقول براحة شديدة: "آه جيد، جيد، أظن أنه ليس هناك طائل من إعادة الدرس."
(ماذا؟ هل كان سيعيد الدرس؟) لم يستطع كيكيمورا فعل شيء سوى التحسر ولعن سيرس الذي وضعه في هذا الموقف.
وقف العجوز من على الكرسي وتوجه صوب الباب ليتوقف قبل فتحه بعد أن تحولت تعابيره لجدية ليقول بعدها: "لديك خمس دقائق لتستعد لقد حان الوقت." وتوقف بعدها لثواني ليكمل قائلا: "لتشكيل العقد..." ثم خرج بعد أن أغلق الباب بقوة حتى دوى صوته.
"خـ-خـ-خمس دقائق؟" ثم نظر إلى الطبق ليتذكر بعدها الأيام التي كان يأكل فيها طعام ماهيرا، هذا إذا كان يصح القول على أنه طعام، ليفقد شهيته في الأكل.
لم يعلم ماذا سيفعل، هل سيغير ملابسه، أم يأكل الطبق، لتمر الخمس دقائق بسرعة.
دخل كيكيمورا إلى غرفة العجوز الضخمة بعد أن طرق الباب، ليجد العجوز جالس على كرسيه المعتاد ويشرب النبيذ كما أن عضلات صدره عارية.
"لقد تأخرت."
"آ-آسف..."
رمى العجوز الكأس على الأرض ليقف بعدها متوجها صوب الحائط الجانبي للغرفة، ثم وضع يده على إحدى النقوش حتى توهجت بلون أحمر دموي ليرجع الحائط للخلف مشكلا مدخلا صغيرا.
"هيا لندخل..." أشار العجوز لكيكيمورا بالدخول بعد أن سبقه.
كان الظلام دامسا ولا تستطيع رؤية يديك حتى فما بالك بالطريق. كل ما فعله كيكيكورا لتحديد مكان العجوز هو الشعور بهالته ليتبعها.
بعد مدة طويلة من المشي وصلوا أخيرا لباب مغلق وليس له مقبض لفتحه.
ضرب العجوز الأرض بعصاه ثلاثة مرات ليفتح الباب بعدها ببطء كما لو أنه سمع كلمة المرور.
كانت غرفة ضخمة بالفعل والطريق أمامهم محددة بعصي مشتعلة رؤوسها بالنار محددة ممرا منارا وصولا إلى كرسي ضخم. يجلس عليه شيطان غريب الشكل وضخم البنية كما أنه عجوز، عجوز لدرجة أنه سيموت في أي لحظة.
"آآه ما بالي مع العجائز؟ يبدوا أن لعنة سيرس لا تقتضي على موت الأم بل حتى إبنها سيظل عالقا مع العجائز مدى الحياة." هذا ما فكر به كييكيمورا، وبطبيعة الحال لا يستطيع قولها بصوت عالي إلا إذا كان يبحث عن موته.
فور وصولهما قرب العجوز الغريب الشيطاني بادر بالكلام: "آه، ماركوس لقد مرة مدة طويلة، طويلة لدرجة لا أستطيع تذكر متى، آه من كان ذلك الشخص الذي أحضرته سابقا، لا أستطيع تذكر إسمه مهما فعلت."
إنحنى ماركوس للعجوز ليأمر كيكيمورا بعينيه مشيرا له بأن ينحني أيضا.
"نعم لقد مرت مدة طويلة أيها الحكيم سون، لقد كان إسمه سيرس."
"آآآه، سيرس أخيرا تذكرت، ذلك الغلام المثير للمشاكل، هممم، ومن هذا الشخص؟"
إنحنى كيكيمورا معرفا بنفسه:" اسمي كيكيمورا وأنا تلميذ سيرس."
"لقد أحضرته إلى هنا حتى يشكل العقد." أكمل ماركوس كلامه بنبرة يملأها الإحترام.
"آآه، العقد، العقد..." بدى كما لو أنه يتذكر شيئا ما، ليكمل كلامه: "إقترب أيها الغلام."
إقترب كيكيمورا من سون ليجلس قربه بعد أن أمره بذلك ليقول بعدها مشيرا لماركوس: "يمكن الذهاب الآن، أنت تعلم متى ستعود، هذا إذا بقي حيا."
(ماذا؟ هذا إذا بقيت حيا؟) تغيرت ملامح كيكيمورا فور سماع كلمات سون والغريب في الأمر أن ماركوس لم يبدي أي ردة فعل كما لو أنه علم، لما لم يخبره بذلك من قبل؟ لما لم يخبره أن حياته في خطر.
كان يتخيل كيكيمورا في عقله أنه سيلتقي بفتاة جميلة شيطانية وسيقوم بتقبيلها مشكلا العقد، لكن أحلامه تلاشت فور رؤيته للعجوز الخرف كما أن حياته ستكون مهددة. "لقد ضاع شبابي."
------------------------------------------
لم يستطع سيرس تحديد أي شيء متعلق بكيكيمورا مهما بحث في القرية كل ما وجد كان حقد وكره موجه لكيكيمورا الطفل الذي يبدوا أنه سبب كل مصيبة جرت في القرية والواضع على أنه العكس.
عاد سيرس إلى منزل كيكيمورا ليقف أمامه.
جرح إصبعه وشكل ختما متوسط الحجم في الفضاء بدمه ليقول بصوت عال نسبيا بعد أن وضع كفه على الختم فور الإنتهاء منه: "تعال يا روفوس."
بعض مدة ليست بالطويلة خرجت قدم من الختم ليتبعها باقي الجسد ببطء.
لقد كان شيطان متوسط القامة، يرتدي لباسا جلديا أحمر اللون وجزئه العلوي من جسده معظمه عاري ويحمل عصى طويلة رأسها يبدوا كدائرة فارغة من الوسط وتتخللها كرة مربوطة من الأعلى والأسفل داخل الدائرة وتدور بثبات. وشعره أسود مبعثر ومجعد.
فور خروجه حنى رأسه في إتجاه سيرس محييا إياه: "مرحبا يا سيدي، مرت مدة طويلة منذ أن إستدعيتني."
لقد كانت الإشاعة حول إستدعاء سيرس لسبعة وحوش في معركة أفالون صحيحة، وإحدى الوحوش هو روفوس.
وهو شيطان قوي بشكل لا يصدق ويستطيع التلاعب بالوقت، والواضح على أن سيرس إستدعاه لسبب.
باشر سيرس بالكلام بعد أن حياه قائلا: "روفوس، لقد مرت مدة طويلة حقا، لندع الحنين لوقت آخر، أريد منك أن تريني ذكريات هذا المنزل." وأشار بيديه نحو المنزل كيكيمورا المحترق.
إنحنى روفوس قائلا: "سمعا وطاعة سيدي."