بعد أن تخلصت ماكيرا من الوحش سألته عن سبب مطاردته له.

"لقد كنت أقطِف بعض الأعشاب الطبية لصُنع إكسير تدريب، فجأة ظهر أمامي وحش وأراد قتلي".

"آآآه، حسنا. لا يمكنني أن أفعل شيئا تجاه ضعفك".

"هيهيهي" وهو يحك رأسه من الخجل...

"خذ! طلب مني الأستاذ أن أعطيك هاته الورقة، اقرأها في تمعن. يجب أن تحضر غداً، فيبدوا أن حصة الغد ستكون مهمة" ~ "لا تتغيب تانيةً" وذهبت بعد أن تركت الورقة على الأرض.

أمسك كيكيمورا الورقة وبدأ يتأملها، بعدها صرخ كالمجنون "آآآآآه، مهما فعلت، مهما تدربت، لا يهم كم من إكسير شربت، لكن لما لا أزداد قوة"

اليوم التالي في القِسم:

"انتبهوا رجاءً، درس اليوم هو من سيساعدكم على اختيار التخصص السحري الأكثر توافقا معكم".

تتدفق في الجسم نوعان من الطاقة: السحر والكي.

السحر: هو الذي يساعدكم على إلقاء التعاويذ واستدعاء الوحوش واستعمال عناصر الطبيعة التي هي:

- الماء.

- النار.

- الأرض.

- الرياح.

- البرق.

وكل شخص يتوافق مع نوع او نوعان او حتى ثلاثة أنواع وفي بعض الحالات يمكن للشخص أن يتوافق مع أربع أنواع، لكن لم تسجل أي حالة لاحد توافق مع خمس أنواع.

ثمة عدة طرق لتحديد العناصر المتوافقة معك والأكثر شهرة هي بلورة التنين.

هناك أيضا طاقة الكي: وهي الطاقة الروحية الكامنة في الجسم وتختلف من شخص لآخر. وغالبا ما تستعمل هاته الطاقة في الهجوم الجسدي.

ليس هناك أي حالة لشخص لا يحتوي على هاته الطاقة لكونها هي التي تحرك الجسم وتحميه.

كما قلت، طاقة السحر والكي تختلف من شخص لآخر، وتختلف حسب القوة، النوع والكمية.

الأستاذ: "الآن بما أنكم علِمتم بالأساسيات سيكون آخر اختبار لكم في المدرسة الابتدائية هو البلورة ". بعدها أخرج بلورة بيضاء صافية من محفظته.

"أنا الأول، أنا الأول" قفز أحد التلاميذ من مكانه ليُختَبر هو الأول.

الأستاذ: "حسنا، ضع يدك على البلورة".

ثم وضع الطفل يده على البلورة التي بدت صافية لدرجة أنها تبدوا شفافة.

"أوووه" تعالت أصوات الطلبة بعد أن رأوا لونا أخضرا يتكون على البلورة.

" يبدوا أن تخصصك هو الأرض" أنبأه الأستاذ بعد أن تحقق من اللون.

"رائع، لكن كيف علمت ذلك يا أستاذ؟" سأله الطالب الذي وضع يده على البلورة.

" من اللون الظاهر على البلورة، فاللون الأخضر يدل على عنصر الأرض، والأحمر: عنصر النار، الأزرق: عنصر الماء، الأصفر: عنصر الرياح، ثم البنفسجي عنصر البرق."

عاد الطالب إلى مكانه، بعدها مرًّ الآخرين حسب ترتيب أمكنتهم لتحديد عنصره، هناك من حصل على عنصر الماء وهناك البرق كما أنه هناك الأرض والرياح وأيضا النار، لكن لم تسجل أي حالة للتحكم في نوعان أو أكثر.

تقدمت بعدها ماكيرا مصحوبة بصيحات التلاميذ لكونها الأقوى في القسم، ووضعت يدها على البلورة.

وهنا كانت المفاجأة، تكونت ثلاثة ألوان: الأحمر والأخضر وأيضا الأصفر. لكن يبدوا أن الأحمر أكثر هيمنة.

الأستاذ: "أووه كما هو متوقع من ماكيرا، أنت تتحكمين بثلاثة عناصر، النار والأرض والرياح، لكن النار أكثر توافقا لذا أرجوا أن تتدربي على النار أكثر من العناصر الأخرى". (يبدوا أن معجزة ظهرت في قسمي، أتمنى أن أحصل على ترقية بعدها).

"من التالي؟"

الجميع نظر في اتجاه كيكمورا الذي بدا من ملامح وجهه متوترا.

نهض من مكانه وتوجه صوب الأستاذ ووضع يده على البلورة منتظرا النوع الذي يتوافق معه ثم أغلق عيناه. وتمنى في نفسه:

(أتمنى أن أحصل على عنصر النار مثل ماكيرا فذلك العنصر يبدوا قويا، يا إلهي لا تخيب أملي.

هههم؟ هل يستغرق الأمر هاته المدة؟)

يبدوا أنه لم يظهر أي لون.

تعالت ضحكات التلاميذ استهزاءً به.

ثم قال الأستاذ بعدها متحيرا: "يبدوا أنك لا تتوافق مع أي تخصص من العناصر الخمس، لكن لا تُحبط يمكنك أن تركز على طاقة الكي بعدها لكي تصبح أقوى جسديا، فالقوة الجسدية لا يمكن الاستهانة بها؟"

(لا أذكر أي حالة لا تتوافق مع أي عنصر من العناصر الخمس، إما هذا الطفل عادي جدا، إما موهوب بشكل مرعب. فكما ذكرت للتلاميذ سابقا وجود خمس أنواع من العناصر، لكني لم أقل إنها هي الوحيدة، وبلورة التنين تحدد فقط عناصر الطبيعة، لكنني لا أرجح أي منها لهذا الفتى، لا بد أنه فقط عادي جدا).

"ماذا؟ هل أنا ضعيف إلى تلك الدرجة؟" بعد أن سقط على ركبتيه. "لماذا أنا الوحيد الذي لم يحصل على أي عنصر؟ هل فعلت شيئا ما لكي أعاني مثل هذا الأمر؟ تقول لي الطاقة الجسدية هاهاها، تبا لمنطق العالم. تبا لعالم يرفع كفَّة الموهوبين والأقوياء ويُنزل كفَّة الضعفاء إلى القاع" قالها كيكيمورا بتحسر في عقله. فيبدوا بوضوح أي كفَّةٍ هو.

لا يتوافق مع أي عنصر وقوته ضعيفة جدا لا تقارن مع أطفال عمره أو حتى مع الأصغر سنا فما بالك بماكيرا التي حصلت على ثلاثة عناصر، وباعتبارها الأقوى في القسم بدأت مشاعر الحسد والكره تتربص في قلب كيكيمورا، زد على ذلك ضحكات التلاميذ المستهزئة ونظرات الأستاذ المشفِقة، جعلته لا يتحمل فخرج باكيا من القسم تاركا وراءه ضحكات التلاميذ الذي بدا لهم كالفأر الهارب. بينما الأستاذ ظل ساكنا في مكانه وماكيرا التي لم تستطع أن تترك ذلك الجو الذي جعلها تبدوا كملكة التلاميذ.

لم يعد كيكيمورا بعدها إلى المدرسة حتى جاء وقت تخرج الطلبة.

صعد فوق شجرة عالية للمشاهدة دون أن يلاحظه أي أحد. فهو لم يكن مدعوا لكونه لم يتخرج.

الفصل الثاني انتهى.

لا تبخلوا علي بتعليقاتكم ف بها أواصل.

2017/06/02 · 789 مشاهدة · 804 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2025