الجميع بدا سعيدا ل تخرجه، فالكل متحمس لذهابه للمدرسة المتوسطة.

حضر الأطفال مع أهلهم. وملأ الجو السعادة والبهجة، إلا كيكيمورا الذي بدا منزعجا وتعيسا وهو معلق على الشجرة.

لاحظت ماكيرا غياب كيكيمورا ثم قررت البحث عنه في الأرجاء، لكنها توقفت عن ذلك بعدما اجتمع عليها بعض الأشخاص للدردشة.

نسي الجميع أمر كيكيمورا وانشغلوا بالحفل، وهذا ما جعل كيكيمورا يزداد ألما، لأنه بدا مهملا ولم يعره أي أحد اهتماما.

نزل كيكيمورا من الشجرة وتوجه إلى منزله حاملا معه مشاعر الحزن والحسد، وهذا الامر زاده حقدا على العالم. وقرر في نفسه أنه إذا ما صادف يوما أي أحد من الطلاب فلن يعره انتباها كما فعلوا.

في طريق العودة، بدأ المطر يهطل تم أسرع في خطواته لكيلا يبلل.

دخل الى المنزل الذي بدا كئيبا ومظلما.

يعيش كيكمورا وحيدا مع أبيه العجوز الذي داق مرارة الزمن وطرح في الفراش، منذ حينها وكيكيمورا يعتني به. والدته توفيت بعدما أنجبته مباشرة، فسخط عليه أباه بعدها واعتبره شؤم، لكن كيكيمورا لم يبالي بالأمر.

كان كيكيمورا كلما يدخل الباب يسمع توبيخ وسخط أبيه، فأصبحت لديه عادة.

لكن هاته المرة لما دخل، لم يسمع أي شيء، فقط الهدوء القارس، أسرع كيكيمورا إلى غرفة أبيه فوجده هناك مستلقيا في مكانه واللحاف يغطي وجهه.

جلس قربه ظنا منه أنه فقط نائم، فبدأ بعدها بالكلام بصوت يصعب سمعه:

"أبي، أنا اعلم أنك تكرهني، وأنا لا ألومك على ذلك، فأنا سبب موت عشيقتك الوحيدة، التي أحببتها منذ أن كنتم أطفال، ولكن ما ذنبي أنا، لما ولدت في الأصل؟، فمنذ ولادتي وأنا نذير شؤم، قتلت والدتي، كرهني الجميع على هذا الأمر فأصبحت منبوذا، حتى عندما دخلت إلى المدرسة لم أوفق في ذلك، وأصبحت محط سخرية الجميع. لكنني لم أبالي بالأمر وكافحت جاهدا لتغيير حالتي المثيرة للشفقة. لكن رغم كل شيء، مهما فعلت، مهما كافحت، ومهما وقفت أمام المصاعب لا أفلح، فحتى صديقة طفولتي ماكيرا بدأت تتجاهلني مؤخرا. أصبحت أكره الجميع، لكن مهما عانيت ومهما شعرت بالألم والكراهية تجاه الجميع فأنت معفي عن الأمر، فأنت والدي رغم كل شيء."

حاول كيكيمورا نزع اللحاف من وجه أبيه فصدم بعدما رآه شاحبا، لونه أقرب إلى الأسود من الأصفر، وعيناه مفتوحان ولا يتحركان. تم صرخ بعدها كيركيمورا وخرج مسرعا لطلب النجدة.

وقف أمام منزله وهو يصرخ طالبا العون لكن لم يبالي أحد لكونه عار القبيلة، واعتبروا موت أبيه أمرا مفرحا. فلقد تخلصوا من شره كونه أنجب هذا الشخص.

في تقاليد القبيلة أي طفل يزداد بعد موت أمه هو نذير شؤم ويجب التخلص منه، لكن والده عارض الأمر، ليس لأنه لم يرد قتله، بل ظنا أن حياته ستكون أسوء من موته، فهو علم أنه سيعاني من حالة النفر والكراهية. وسيصل به يوما ما إلى الانتحار في أفضل الحالات.

كيكيمورا واقف أمام قبر والده بعد أن انتهى من دفنه، والمطر جعل من الدموع المنهمرة كأنها جزء منها، وغطا شعره الأسود الطويل المبلل ملامح وجهه.

"أنا آسف يا أبي، لو لم أولد لما عانيتْ."

مسح الدموع من وجهه، ثم حمل حقيبة فوق ظهره وخرج من القرية تاركا منزله المشتعل، فكيكيمورا قرر أنه سيترك ماضيه هنا في القرية، تم سيخرج منها لعل سعادته في مكان آخر.

صعقت بعدها ماكيرا بالخبر. فالجميع ظن أن كيكيمورا لم يحتمل موت أبيه فحرق نفسه مع المنزل.

فحزنت لكونها صديقة طفولته، وقررت ان تحمل نفسها ذنب موته طوال حياتها، فهي لم تستطع حمايته في الأخير.

الفصل الثالث: انتهى

لا تبخلوا علي بتعليقاتكم.

2017/06/02 · 677 مشاهدة · 525 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024