"سيتلاشى وعيي إذن..." قالها كيكيمورا بعيون مليئة باليأس.

"ماذا، هل كنت تخطط للتحول لتلك الهيئة؟"

"لا لا، فقط... كنت أفكر في عشيرتي... عشيرة الظلام، أصبحت أفهم الآن لما أصبحوا تهديد للبشرية"

"أجل، أنا بالفعل أشعر بالسوء حيال إبادة العشيرة، لكن لم يكن أي خيار آخر كما تعلم." لم يسع لماركوس سوى مواساة كيكيمورا، فمن خلال ما يراه الآن، ربما لديه فرصة لمنع كيكيمورا من التحول إلى ما تحول إليه أفراد عشيرته. فبما أنه مازال صغير، إذا ساعده في السيطرة على مشاعره، سيصبح لديه مستقبل باهر، خصوصا أنه يستطيع استعمال أقوى سحر في الوجود.

اعتبرت عشيرة الظلام حينما كانت موجودة أقوى العشائر على الإطلاق، حتى أقوى الطوائف كانوا يخافون منها. في ذلك الوقت كان من المحرم قول اسم العشيرة "عشيرة الظلام" خوفا منها.

لكنها لم تكن شريرة، على العكس، كانت تساعد باقي الطوائف والمدارس في مشاكلهم، كما أنها شكلت تحالف مع عدة مدارس لمساعدة بعض الطلاب في التدريبات، حيت كان يتم إقامة مسابقات يشارك فيها كل المدارس والعشائر، والفائز يحصل على جائزة يتم تحديدها مسبقا.

لكن عشيرة الظلام كانت مختلفة، كانت تعيش في إقليمها الخاص، بخلاف باقي العشائر. وهذه كانت رغبة أول من أسس العشيرة، بالرغم من أن هويته كانت مبهمة، إلا أن تعاليمه بقيت راسخة حتى بعدما اختفى.

لكن، تلك الحادثة... غيرت مجرى التاريخ... فجأة هاج جميع أفراد العشيرة، صغار، كبار، شيوخ، وكل من يستطيع استعمال سحر الظلام في العشيرة، وبدأوا بالهجوم على باقي العشائر دون وعي، وبسبب قوتهم الخطيرة، أصبحوا تهديد على سلامة الطوائف. لكن... دون أي سابق إنذار، أبيدت عن بكرة أبيها... كما لو أنها لم تكن موجودة، تقنياتها، سجلاتها، حتى ملابسها... كل ما له علاقة بها...تم محوه. بالفعل تم تسريب بعض الكتب التي تحكي عن ثقافة العشيرة، لكنها نادرة، يمكنك إيجادها فقط في مكتبات المدارس الكبرى، وعند بعض جامعي الكنوز النادرة.

يمكنك المعرفة فقط من خلال اسم العشيرة أنها تستعمل سحر الظلام. كما أن مستعملي سحر الظلام ينتمون لتلك العشيرة فقط، لا يمكنك أن تجد أي مستعمل لسحر الظلام في أي مكان، ولا يمكن أن يولد أي مستعمل لسحر الظلام من نسل آخر.

كيكيمورا، باعتباره مستعمل سحر الظلام، وباعتباره أصغر مستعمل لذلك السحر، فهو إذن آخر نسل لتلك العشيرة.

"عليك أن تسعد أيها الفتى..." قالها ماركوس بصوت جدي محادثا كيكيمورا الغارق في أفكاره البائسة، هو بطبيعة الحال سمع عن العشيرة من سيرس بنفسه، لكنه لا يعلم إذا ما كان سيرس منظم لتلك الطائفة أم لا.

رفع كيكيمورا رأسه عندما سمع كلمات ماركوس، "علي أن أسعد؟"، هل يمزح معي. لماذا سأسعد بإبادة أجدادي؟

كيكيمورا لا يحمل أي ذكريات عن العشيرة، إلا أنه يشعر بالأسف والمسؤولية تجاهها.

"عليك أن تسعد... لأنك الآن تستطيع أن تأسس العشيرة من الصفر وتغير تاريخها المشؤوم."

فور سماع كلمات العجوز ماركوس الحكيم على غير المتوقع، أحسس ببصيص من الأمل، إعادة إحياء العشيرة هو أمر لم يفكر به يوما، هو بالفعل حلم بعيد يصعب تحقيقه، إلا أنه مازال هناك أمل.

"هل تظن أنني أستطيع فعلها أيها العجوز؟"

"أيها الغبي، كم من مرة أخبرتك ألا تناديني بالعجوز فأنا ما زلت شاب وسيم."

(*تنهد* وأنا من ظننت للحظة أنه حكيم...)

"بالفعل تستطيع، لكنك تحتاج لشيء... لا لشيئين أساسيين."

"وما هما؟" تلألأت عينا كيكيمورا الطفولية، فمن خلال معرفة الأشياء التي سيحتاجها يمكنه أن يرسم خطة مناسبة لإحياء العشيرة.

"أولا." بعد أن رفع ماركوس إصبعه "القوة، القوة المطلقة الكافية لإرجاع هيبة العشيرة."

"آه، آه وثانيا؟" زاد اتساع أعين كيكيمورا، القوة؟ هذا أمر كان يخطط أن يحصل عليها من قبل أن يعرف حتى عن تاريخه.

"ثانيا..." بعد رفع إصبع آخر ليشكل رقم اثنان. "فتاة، فتاة جميلة لتلد لك أولاد وسماء، ولا تنسى أن يكون شعرها أسود و...."

فقط بعد سماع نصائح ماركوس، لم يسع لكيكيمورا سوى التنهد بشدة في نفسه.

(آآه، أتمنى فقط ألا تتحول شخصيتي لمثله.)

------------------------------------------------

"إذا ماذا تخطط لفعله الآن؟" قالها العجوز ذوا اللحية البيضاء بعد أن أعاد لف وشاحه على عنقه.

"وما دخلك أنت؟" ضاقت أعين سيرس، فبالرغم من أن العجوز كان من معارفه، إلا أنها مرت مدة طويلة، والزمن يمكن أن يغير الشخص مهما كان، لذلك ثقته تجاه العجوز لم تكن كافية للإجابة على ذلك السؤال.

"أ-أعني بما أنك لم تجد القائد هنا ما الذي ستفعله؟ فكما تعلم أنا أيضا أبحث عنه بما أنه يشكل تهديد لسلامة مدرستي." يمكنك رؤية عدم ارتياح العجوز ذوا اللحية البيضاء بسبب كلمات سيرس الجارحة، كيف له ألا يثق به بعد كل تلك السنوات التي قضاها معه.

"إذن؟؟"

"يمكننا أن نتعاون فيما بيننا للقبض عليه." قالها العجوز بعد أن بسط يديه تجاه سيرس.

لم يجب سيرس على كلام العجوز، لكن بالمقابل بدأت هالة سحر الظلام تخرج من جسده لتكون طبقة سوداء تحوم حوله بشكل تموجي.

ضاقت أعين الطلبة وتراجعوا للخلف بضعة خطوات مبتعدين عن سيرس بعد أن أخرجوا أسلحتهم مستعدين للقتال.

"هل تظن أنني لست كافي؟" قالها سيرس بصوت يقشعر له الأبدان، حتى العجوز ذوا اللحية البيضاء المعروف بقوته المهيبة قد شعر بالخوف.

"لا لا، لم أعني ذلك، فكما تعلم، يد واحدة لا تصفق."

"لكنها تسدد اللكمات."

"ن-نعم."

(هذا الرجل يصعب التعامل معه).

"أنا لدي رأي آخر." قالها سيرس بعد أن أخفض قوته ثانية، وتقدم بخطوات ثابتة تجاه العجوز حتى وصل قبالته، ووثب بيده اليمنى على كثف العجوز وخرجت ابتسامة صغيرة من فمه ليكمل قائلا:

"لما لا أزور مدرستك؟"

---------------------------------------------------------

الفصل الرابع والثلاثين~ إنتهى

أتأسف على الغياب، عند الإنتهاء من مشاكل تظهر أخرى هاها على أي نلتقي في الفصل القادم إنشاء الله.

ربما الفصل القادم إما غدا أو بعده، غالبا بعد غد لأني سأسافر غدا إنشاء الله

ولا تنسوا فبتعليقاتكم أستمر

2017/06/13 · 635 مشاهدة · 861 كلمة
Alae_Essaki
نادي الروايات - 2024