بسبب هدوء المكان، يمكنك فقط سماع صوت ارتطام الحداء الخشبي مع الأرض، وأنفاس الفرقة اللاهثة المنتظرة لرؤية هوية هذا الشخص.
وأخيرا ظهرت ملامح الشخص المخفي، شخص عجوز مفتول العضلات، ذو لحية قصيرة سوداء. يحمل سيف مليء بالدم، ويبدوا أنه حمله من جثة ما. يمكنك رؤية تعابيره الغاضبة بوضوح كما أن نية قتل مهيبة تخرج من نظراته الفارغة. وفقط في اللحظة التي خرج، قفز الجميع للوراء ببضعة أمتار وأطلقوا هالتهم في أقصى حالاتها.
إلا العجوز ذوا اللحية البيضاء الذي بقي واقف في مكانه ولم يتحرك، كما أنه لم يصدر أي جزء من هالته، كان يبدوا واثقا من قدراته، وواثق من أنه سيفوز على أي شخص، لكن... ليس ضد هذا الكائن الماثل أمامه.
" ريدلي مولدارك سيرس."
فقط بعد إنتهاء العجوز ذوا اللحية البيضاء من كلماته، أطلق سيرس هالة قوية صادمة من سحر الظلام، قوة كافية لإخافة أقوى الأقوياء، كيف للقوي أن يتباهى بقوته أمام هذا الشخص، كلما أحسست بتلك القوة كلما أتتك رغبة في الركوع أمامه خشية من الموت.
"كيف تعرف اسمي؟" بالرغم من أن سيرس تحدث بصوت ضعيف، إلا أن كلماته كانت كالرعد.
فجأة تحرك أحد طلبة المستوى المتقدم من الدرجة SS وصرخ في وجه سيرس.
"كيف تجرؤ على التكلم مع المدير بدون إحترام؟" وتحول لوضعة الهجوم، لكنه توقف عن ذلك فور سماع كلمات العجوز ذوا اللحية البيضاء.
"إذا كنت تريد لأطرافك أن تبقى في مكانها... لا تتحرك"
صدم الجميع من كلمات العجوز، تعابيره كانت قبيحة ولا يمكنك التأكد إذا ما كان يمزح أم يقول الحقيقة. لكن الحقيقة الصادمة هي أن المدير قد ذعر من الشخص الماثل أمامه، المدير المعروف بهيبته وقوته، لا أحد يتجرأ على التكلم معه حتى، المشارك في معركة أفالون، يخاف من شخص ما؟ هل يمكن أن يكون هذا الشخص أقوى منه؟ كيف يعقل ذلك؟
"أنت لم تجب على سؤالي بعد..." إزدادت القوة الصادرة من سيرس، بدأ الجميع بالتراجع خطوة بخطوة مذعورين. "أقوى طلبة مدرسة الجليد خائفون جميعا من شخص واحد"، لو سمع شخص ما عن هذا الأمر لما صدق.
"أنت لم تتغير بتاتا يا سيرس. ولو حتى قليلا."
"إذن أنت لن تجيب؟"
بعد أن أنهى سيرس كلماته حرك سيفه ببطء واستعد للهجوم. كانت عيناه مليئتان بنية القتل كما لو أنه ليس واع، وشعره الأسود الطويل يتناثر يمينا ويسارا. وهالة سوداء محيطة بجسده، كان يبدوا كالشيطان الذي خرج من الجحيم توا.
أزال العجوز ذوا اللحية البيضاء وشاحه الأبيض الطويل وكشف عن عنقه الأيمن، وشم أزرق اللون على شكل سيف. كان موشوما بطريقة رائعة، لكن العجوز كان يخفيه دائما بوشاح أبيض ولا يظهره للعيان.
وفقط في اللحظة التي ظهر فيها الوشم، انخفضت هالة سيرس لدرجة انعدامها وعادت هالته السوداء لطبيعة لتظهر بسمة صغيرة على محياه، وبدأت بالاتساع حتى تحولت لضحكات هستيرية.
"لا أصدق، أنا حقا لا أصدق... لم أتوقع يوما أن أراك ثانية أيها الطفل دوراديل" ثم توقف فجأة ليكمل كلامه: "لكن لما أنت عجوز؟ هل أنت مريض بمرض ما؟"
لم يعد يفهم أي أحد ما الذي يجري، رجل كبير العمر نسبيا يقول لرجل آخر عجوز أكبر منه عمرا بأضعاف "طفل"؟
(بل أنت المريض، أنت الذي لم يكبر ولو يوم واحد)
بالفعل لا يستطيع العجوز دوراديل أن يقولها بصوت عال إلا إذا كان يريد أن يزور الجحيم.
"هاها، إنه الزمن... الزمن هو الذي جعلني على هاته الحالة."
"إذن ماذا تفعل هنا؟"
هذا هو السؤال الذي كان يخشى دوراديل أن يسأله سيرس، لكن لا مفر منه في النهاية.
"كنت أتتبع عصابة ما، قتلت إحدى بعثاتي... لكن يبدوا أنك قضيت عليها"
"هاهاها، لا، يبدوا أن القائد لم يكن هنا..." تم تحولت نظراته لجدية "إلا إذا كنت أنت القائد..."
صدم الجميع من كلمات سيرس، فإذا اتهم المدير فلن يستطيعوا فعل شيء أمام قوته.
"هاهاها، لكنك لست القائد ... أليس كذلك؟"
نظرات سيرس كانت ثاقبة، كأنها تنظر من خلال أي شيء.
"بالطبع لست القائد، هاهاها." كان دوراديل يتحدث بصعوبة، ولكنه لم يكن يتجرأ على الكذب أمامه.
كان الجميع ينظر ببلادة نحو المدير وسيرس الضاحكان.
(هذا الوضع أصبح غريبا.)
---------------------------------------------------------
وقف ماركوس قبالة كيكيمورا، وبدأ بشرح بعض الأشياء له بعد أن تأكد بأنه ينصت، فقبل أن يعطي سيرس كيكيمورا لماركوس نبهه بأنه كثير السهو أثناء الشرح. لذلك فهو يأخذ حذره من أن يغفل كيكيمورا عن أي معلومة يقولها له.
"أنت لا تحتاج لشرح سحر الظلام أليس كذلك، فسيرس أخبرني أنه علمك كل ما تحتاجه عن السحر."
"أجل..."
"هو أخبرك بالفعل كل شيء عن السحر، لكنه لم يخبرك كل شيء عن سحر الظلام."
"ماذا تعني؟" تعجب كيكيمورا من كلمات ماركوس، أليست المعلومات التي يعرفها كافية. بالرغم من أنها قليلة إلا أنها مخيفة كفاية. سحر يتغدى على المشاعر، هو بالفعل سحر ملعون.
"كما تعلم سحر الظلام هو أقوى أنواع السحر، لكن كلما كانت القوة كبيرة كلما كانت الآثار الجانبية أكثر قوة... سحر الظلام يتغذى على مشاعر الشخص، وكما تعلم مشاعر الشخص محدودة، لكن طريقة عمله أكثر تعقيدا كما تعلم."
أمر بعد ذلك كيكيمورا بالجلوس وجلس أمامه ليكمل كلامه: "مشاعر الشخص منقسمة لنوعان، مشاعر طيبة ومشاعر شريرة... المشاعر الطيبة هي مشاعر الحب والامتنان، الفرح والسعادة، ومشاعر الشريرة هي مشاعر الإنتقام، الظلم، الحقد، الحسد. لا يمكن للإنسان أن يعيش بنوع واحد من المشاعر، كل واحد له نسبة محدد من كل نوع من المشاعر، مثلا % 30 من المشاعر الشريرة و % 70 من المشاعر الطيبة وهكذا..."
"أنت بالفعل رجل حكيم أيها العجوز."
"توقف عن مناداتي بالعجوز أيها الغبي." ثم ضربه بكفه على رأسه.
"آآه، لكن لماذا ضربتني؟"
"دعني أكمل كلامي... سحر الظلام يتغذى على المشاعر الطيبة ويحولها إلا مشاعر شريرة. وإذا إنتهت المشاعر الطيبة... ستموت..."
"سأموت ؟؟؟؟" صرخ كيكيمورا بقوة بعد أن وقف... لماذا سيتعلم سحر له مثل هذه الأضرار.
"لا تقلق فلماذا في نظرك قمت بتشكيل العقد"
"آآه، كدت أنسى..."
"لكن... إذا تأخرت عن تشكيل العقد في المرة القادمة، ستموت، ستموت كإنسان."
ثم وقف بعد أن أظهر عضلات صدره الزيتية، وقام بشدها ليكمل كلامه: "لذلك لا يجب عليك التأخر في تشكيل العقد، فالرجال الوسماء لا يتأخرون عن الموعد."
"آآخ، أشعر برغبة في التقيؤ..."
"هل قلت شيئا أيها الفتى؟"
"لالا، لم أقل شيئا... لا تقلق فلن أتأخر فأنا وسيم أيضا كما تعلم."
(يبدوا أن شخصيتي بدأت بالتحول)
" لكن ماذا تعني بأنني سأموت كإنسان؟"
جلس العجوز ماركوس على الأرض، وغطى عضلاته، ليكمل كلامه بنبرة جدية
"ستتحول، إلى كثلة من المشاعر الشريرة، وسيتلاشى وعيك شيئا فشيئا..."
------------------------------------------------------------
آتأسف البارحة لم أستطع رفع الفصل لأنني كنت مشغول ولم يكن لدي الوقت لكتابته.
بالنسبة لجدول النشر سيكون فصل في اليوم، لا تقلقو سيكون الفصل طويل نسبيا.
لماذا؟ لأن الجدول القديم، فصلين باليوم لم يكن مناسبا، كان يؤثر على القصة، ويتعبني.
أغلب الفصول السابقة كنت أكتبها دون تدقيقها، وأغلب الأحداث كنت أفكر بها في لحظتها فقط، لم يكن هناك تخطيط أو تخيل للأحداث. و كتابة أحداث كتيرة في فصلين عملية صعبة، إلا إذا قصرت من طول الفصول وهذا الأمر ليس جيد.
على أي، هذا آخر فصل باليوم، نلتقي غدا إنشاء الله في مثل هذه الساعة أو أقل.
إذا كانت لديكم أسئلة فاكتبوها في التعليقات
ولا تنسوا فبتعليقاتكم أستمر